المبادرة الإيرانية ..هل ترى النور¿!

التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الايراني جواد ظريف خلال لقائه بنظيره الباكستاني مؤخرا والتي تؤكد على ضرورة إيجاد مخرج سلمي للازمة والحرب في اليمن .. هذه التأكيدات تشير ــ حسب المراقبين ــ إلى حرص دول الإقليم على إيقاف الاحتراب القائم وإيجاد تسوية سلمية مرضية على قاعدة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتوافقات بين القوى على الساحة الوطنية.
إن التعويل على تلك التصريحات ينطلق من اعتبارات أن إيران وباكستان لم تعودا خارج إطار مظلة تدهور الأوضاع في الداخل اليمني فضلا عن أنهما تمثلان قطب الرحى في معادلة هذه الأزمة وإمكانية إيجاد المخارج السلمية لها وبحيث لا يمضي اليمنيون إلى المجهول الذي ينذر بكارثة وعلى مختلف المستويات.
ومن منطلق هذا الاعتبار تبدو الحاجة ملحة لأن تتضافر جهود القوى التي تدير هذا الصراع لإيقاف مغامرة الاستمرار في الاستقواء بالسلاح لحل القضية اليمنية.
ولاشك أن ثمة مسؤولية إضافية تضطلع بها القوى المؤثرة في هذا النزاع تفرض عليها التفاعل مع مخاطر اتساع رقعة الاحتراب بالنظر إلى ما يمثله استمرار هذا التصعيد على الأمن في منطقة الجوار الجغرافي والعالم وليس اليمن فحسب الأمر الذي يتطلب أيضا من هذه القوى مجتمعة إطلاق مبادرة سريعة وفاعلة في اتجاه نزع فتيل الاحتراب ووضع برنامج عملي مزمن لا استكمال مشروع التسوية السياسية وإقامة الدولة الضامنة والعادلة  لكل اليمنيين  وبما يرسخ الاستقرار وتحقيق التنمية المتكاملة.
ومن الطبيعي أن يكون اليمن أحوج ما يكون اليوم إلى وقفة بناءة من للأشقاء والأصدقاء ودول العالم اجمع دعم ومساندة فاعلة وبحيث تستثمر هذه الدول مواردها وإمكاناتها في الإمدادات الغذائية والطبية وبناء مؤسسات الدولة وإقامة المشاريع الخدمية والإنتاجية بدلا من إنفاقها العبثي على تمويل الحملات العسكرية التي ستؤدي ــ دون شك ــ إلى تقويض ما تبقى من المشترك بين اليمنيين وتعليق العملية السياسية وإقحام هذا البلد في أتون حرب لا نهاية لها.
والخلاصة أن تلك الاستنتاجات ليست مجرد أمان يستحيل تنفيذها على الأرض إذا ما صدقت النوايا من كافة الأطراف الداخلية والخارجية التي نتابع تصريحات مسؤوليها المبشرة بالتفاؤل دون أن نلمس ذلك راهنا أي فعل على الأرض .. عسى أن يكون هذا التفاؤل قيد التنفيذ مستقبلا.

قد يعجبك ايضا