سياسيون وإعلاميون عرب يستنكرون العدوان السعودي على اليمن

استنكر سياسيون وإعلاميون عرب العدوان السعودي الغاشم على اليمن مؤكدين أن مساعدة اليمن وضخ المليارات في اقتصادهم أهم بكثير من الحديث عن “الشرعية”.
وأكدوا على ضرورة انخراط السياسيين اليمنيين في حوار سياسي جدي لإنهاء كل ما يجري في اليمن محذرين من التطورات الخطيرة التي تهدد الامن القومي العربي من العدو الأساسي “اليهودي”.
وفي هذا الصدد يرى النائب السابق في البرلمان اللبناني اميل لحود أن “بعض العرب يصنفون ما يحصل في اليمن بأنه انقلاب يستدعي التدخل العسكري في حين أن ما يحصل في سوريا من إرهاب وتدمير ومجازر ربيع عربي وثورة شعبية”.
وتساءل “أين كانت هذه النخوة العربية حين كانت تقصف غزة بالصواريخ وتدمر مدارسها فوق رؤوس الأطفال¿ وأين كانت حين استباح تنظيم داعش مدن العراق وقضى على الطائفة الأيزيدية وهجر المسيحيين وسبى النساء¿ وأين كانت حين تعرض لبنان لعدوان تموز وقبله الكثير من الحروب الإسرائيلية¿ ألم تتحرك مشاعر ملوك وأمراء العرب لرؤية أب يحمل طفلته التي مزقت جسدها قنبلة انشطارية رمتها دولة غاصبة تملك مكاتب تمثيلية وسفارات في الدول المتحالفة اليوم لتحرير اليمن¿ أم أن مشاعر هؤلاء لا يحركها سوى النفط والغاز والمصالح¿”.
وقال: “اتضح أن طائرات وجيوش بعض العرب لا تتحرك إلا من منطلق مذهبي أما القضايا العربية وفي طليعتها القضية الأم الفلسطينية فتكفيها بيانات الاستنكار والتعبير عن القلق التي مللنا سماعها ملكاٍ بعد ملك وأميرا بعد أمير”.
ورأى أن “هناك من يصر من حين الى آخر على تذكيرنا بأن هناك ما يسمى جامعة عربية وهي تجيد التفرقة أكثر من الجمع وإن أردنا أن نخلد ذكرى إنجازاتها لعجزنا عن إكمال سطر واحد اللهم إذا استثنينا بياناتها الإنشائية التي لم تعد لاجئا فلسطينيا الى أرضه ولا حمت كرامة عربية دنست مرارا منذ بات للعرب جامعة”.
واوضح انه “لو كان بعض العرب قادرين على صناعة عاصفة غير العواصف الرملية في صحرائهم ولو كانوا قادرين على الحزم على غير شعوبهم المغلوب على أمرها لما بلغنا ما بلغناه من حال العالم العربي”.
من جانبه حذر أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين-المرابطون العميد مصطفى حمدان من “التطورات الخطيرة التي تهدد كل الامة العربية وتتسبب في اهتزاز الامن القومي العربي الذي يتعرض للكثير الكثير من عدم الاستقرار وعدم القدرة على مواجهة العدو الأساسي العدو اليهودي التلمودي”.
وقال “إننا مع وحدة اليمن أرضاٍ وشعباٍ ومؤسسات” داعياٍ كل “الأطراف اليمنية الى عدم الاقتتال والى اجراء حوار سياسي جدي لإنهاء كل ما يجري في يمننا السعيد الذي نتمنى دائماٍ ان يبقى يمن الامة العربية السعيد وليس يمناٍ حزيناٍ مقسماٍ ومشتتاٍ”.
إلى ذلك تساءل رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية طلال سلمان “هل كان الموعد المباغت لتفجير الأوضاع السياسية في اليمن بما يبرر الحرب عشية انعقاد القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ وبرئاسة مصر مجرد مصادفة أم أنه نتيجة قرار مدروس¿!”.
وقال سلمان في مقال بعنوان “مصادرة القمة بالحرب” ” لم يتعود العرب على اللغة العسكرية في البيانات الختامية للقمم العربية منذ السبعينيات وحين كان لهم عدو خطير في قوته وفي تحالفاته: إسرائيل”.
وأشار إلى أن رياح كثيرة عصفت بالقضية المقدسة فأفقدتها أولويتها خصوصاٍ بعدما انخرطت قيادة منظمة التحرير في “العملية السلمية” والتنازلات المؤلمة التي فْرض عليها أن تقدمها من رصيد قضيتها حتى يتم الاعتراف بها كسلطة لا سلطة لها على أرض ما زال الاحتلال الإسرائيلي يحتلها ويتحكم بحياة أهلها… وصار “الرئيس” الفلسطيني رئيساٍ ولا دولة خصوصاٍ وقد انفصلت “السلطة” عن “القضية” كما انفصل معظم العرب عن هويتهم وقضايا مصيرهم.
وقال “ولعل هذا بين أسباب كثيرة أخرى هو ما جعل “القضية” تختفي من بيانات القمة لتحضر “السلطة” حضوراٍ باهتاٍ يوفر لأهل النظام العربي العذر في التنازلات المتوالية تحت شعار “لن نكون فلسطينيين أكثر من أهل القضية الفلسطينيين”… ومن هنا جاءت الإشارة الباهتة في البيان الختامي للقمة بعد حديث عن “الأمن القومي العربي بمعناه الشامل وبأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية”.
وأضاف “على أن هذا الأمن القومي العربي قد تطلب مزيداٍ من التحديد بعدما “بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد فبنيان الدولة وصيانة أراضيها قد أضحيا محل استهداف في أقطار عربية عديدة.. ونتابع بقلق اصطدام مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة العربية بمشاريع هدامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية وتفرغ القضايا العربية من مضامينها وتمس بالتنوع العرقي والديني والطائفي وتوظفه في صراعات دموية برعاية أطراف خارجية ستعاني هي نفسها من تدمير كل موروث حضاري كان لشعوب المنطقة دور رئيسي في بنائه”.
وتابع “يمكن القول بل الاستنتاج أنه قد تم استنفار فقراء العرب ليخوضوا حرباٍ متوهمة حماية لأغنياء العرب بالعصبية المذهبية عبر تعظيم الشبح الإيراني وكأنه قد استكمل أو يكاد يستكمل هيمنته على اليمن وسوف يتقدم منها ليمسك بأمن الجزيرة والخليج والمضائق والبحار عموماٍ”.
وأشار إلى أنه “تم مصادرة القمة العربية بموضوع الخطر الإيراني الداهم فإذا معظم الأنظمة العربية تنتظم في طابور حماية الأمن القومي العربي قافزة من فوق كل الأعداء الفعليين والذين يحتلون الأرض والقرار العربي وأولهم إسرائيل التي أعادت إلى رئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو وقد بات أشد تطرفاٍ والتزاماٍ بشعار “إسرائيل دولة يهود العالم” وبعدها يأتي “داعش” ودولة خلافته الإسلامية في العراق والشام ثم “النصرة” وآخر مشتقات “القاعدة” التي تضرب في أنحاء عربية كثيرة أولها اليمن جنوباٍ وشمالاٍ”.
وقال “السؤال الذي يفرض نفسه هنا: ألم ينتبه القادة في هذه القمة العربية التي تولت السعودية فرض جدول أعمالها إلى أن تعظيم الخطر الإيراني وإحلال إيران في خانة العدو محل إسرائيل إنما يتسبب في تحوير طبيعة الصراع وبالتالي ضرب الجامع القومي بين العرب وتعظيم خطر تعدد الانتماءات المذهبية داخل الدين الحنيف وهو خطر كان قد تم تجاوزه منذ زمن بعيد والعودة إليه تأخذ الى الانقسام والاحتراق بنار الفتنة ولا توصل الى التحرير ومعه المستقبل الأفضل الموعود.
وأضاف “لقد تعود العرب من مصر تحديداٍ أن تكون هي السد المنيع في وجه مخاطر الفتنة بين المسلمين وأن تكون بتراثها الإيماني وبأزهرها وعلمائها وبدورها القيادي في الأمة السد المنيع في وجه محاولات إثارة الفتنة بين أتباع الدين الحنيف بل وبين أبناء الأمة بأكثريتهم الإسلامية وأقلياتهم الدينية”.
واختتم طلال سلمان مقاله بالقول “ومن أسف أنها قمة حربية بينما كان الرعايا العرب ينتظرون قمة للتضامن من أجل القضاء على الإرهاب ومنظماته الدولية التي تدمر أكثر من قطر عربي وتهدد أقطاراٍ أخرى بينها من أراد للقمة هدفاٍ وحيداٍ وحقق مبتغاه..على حساب قضايا الأمة والأمل بتوحدها لحماية مصيرها”.
في غضون ذلك قال رئيس تحرير صحيفة ” رأي اليوم ” عبدالباري عطوان إن “الحديث عن مساعدة اليمن وضخ المليارات في اقتصادهم أهم بكثير من الحديث عن “شرعية” الرئيس عبدربه منصور هادي وعودته وحكمه وأقصر الطرق لكسب قلوب اليمنيين وعقولهم”.
وتساءل عطوان في مقال له نشر في صحيفة “رأي اليوم” الالكترونية “من هو هذا الرئيس وما هي انجازاته ومن اين اكتسب شرعيته وهل تستحق عودته خوض حرب مدمرة لجميع الاطراف المنخرطة فيها او التي تستهدفها¿”.
وأجاب عطوان قائلا “الشعب اليمني هو صاحب الشرعية وهو الذي يجب ان يقرر من هو رئيسه وليس الآخرين”.
واستغرب عطوان عدم تقديم أي من الاطراف العربية المحايدة كسلطنة عمان والجزائر بمبادرة لإنهاء الحرب في اليمن حتى الآن و تهيئة الاجواء للحوار”.
وقال إن “إطالة امد الحرب يعني تعقيد اضافي للحلول”.

سبأ

قد يعجبك ايضا