العدوان يشعل الاحتجاجات في عواصم العالم

دعت اللجنة الثورية العليا جماهير الشعب اليمني إلى “الاحتشاد والخروج في مسيرات جماهيرية كبرى اليوم الأربعاء في أمانة العاصمة صنعاء ومحافظات تعز وإب وذمار وحجة والحديدة رفضا للعدوان السعودي الغاشم على اليمن والاصطفاف في مواجهة العدوان” بالتزامن مع تواصل اشتعال عواصم العالم بالتظاهرات الاحتجاجية الرافضة للعدوان على اليمن والمطالبة بوقفه فورا.
وحثت اللجنة في بيان نقلته وكالة “سبأ” جميع المواطنين على “الوقوف صفا واحدا والاصطفاف الكامل في مواجهة العدوان السعودي الغاشم على اليمن الذي يستهدف مقدرات الوطن وأمنه واستقراره ووحدته والخروج للتنديد والإدانة والاستنكار لهذا العدوان الهمجي… واثبات مقدرة الشعب على الصمود والدفاع عن أرضه وسيادته باعتباره حقاٍ مشروعاٍ تؤكده كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية”.
في المقابل أشعل العدوان السعودي الأميركي الغاشم على اليمن غضباٍ واسعاٍ متنامياٍ في عواصم العالم عبرت عنه تظاهرات احتجاجية متواصلة في عدد كبير من العواصم العربية والإقليمية والدولية تندد بالعدوان واستمرار الغارات الجوية للطائرات الخليجية بقيادة السعودية ومباركة ودعم أميركي وبريطاني على العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية.
وفي حين تواصلت لليوم السابع توالياٍ تظاهرات رفض العدوان على اليمن وإدانة جرائمه بحق المدنيين ومقدرات اليمن الاقتصادية والخدمية والعسكرية في كل من مملكة البحرين والعراق وسوريا ولندن وبروكسل وبرلينº بدأت الأوساط الشعبية والمدنية في كل من السعودية وموريتانيا وتركيا والهند التعبير عن رفضها العدوان وإدانته عبر بيانات وتظاهرات احتجاجية.
عواصم خليجية
وفي السعودية أصدرت مجموعة “ائتلاف شباب الجزيرة” بيانا نددت فيه بهجمات طائرات تحالف العدوان على اليمن ما يسمى “عاصفة الحزم” وأيدت الحراك الثوري في اليمن لتحرير سيادته واسترداد استقلالية قراره وإنفاذ إرادته الشعبية الوطنية الحرة. مؤكدة “أن الشعب اليمني الحر سيثبت للعالم قدرته الكبيرة على الصمود أمام هذا العدوان الهمجي والدفاع عن أرضهم”.. وأعربت المجموعة التي تصنف إحدى أبرز المجموعات الداعية لحقوق الإنسان في السعودية وإصلاح نظام الحكم نحو الديمقراطية ومشاركة الشعب في اتخاذ القرار واختيار حكامه عن إدانتها واستنكارها لما سمته “اعتداءات النظام السعودي على اليمن” وأعلنت في بيانها أنها وجميع الأحرار في السعودية يؤكدون “دعم الشعب اليمني والثورة اليمنية” حسب تعبيرها.
في المقابل تواصلت التظاهرات الحاشدة في البحرين رفضا للعدوان السعودي على اليمن رغم تهديدات وزارتي العدل والداخلية واعتقالهما أمين عام جمعية الوحدوي فاضل عباس لانتقاده العدوان واظهر استطلاع للرأي نفذه ناشطون بحرينيون عبر مختلف الوسائط الإلكترونية أن “85% يرفضون العدوان” في مقابل “10% يؤيدون مبرراته المعلنة” و”5% لا يستطيعون إبداء رأي”.
عواصم عربية
وكذلك الحال في كل من المدن العراقية والسورية تواصلت فيها التظاهرات الاحتجاجية المنددة بعدوان قوات التحالف الخليجي العربي بقيادة السعودية على اليمن و”استهداف منشآته الحيوية وبنيته التحتية والأحياء والتجمعات المدنية”.. مطالبة بـ “سرعة وقف العدوان وكف التدخل السعودي في الشؤون اليمنية” ودعوة الأطراف اليمنية إلى “استئناف الحوار وفق الاتفاقات السياسية الموقعة”.
وانضمت تونس وعدد من القوى السياسية في موريتانيا إلى الدول العربية التي تشهد تظاهرات شعبية حاشدة منددة بالعدوان السعودي الأميركي على اليمن. فأعلن حزب الرفاه الموريتاني “العملية العسكرية الجارية منذ أيام ضد اليمن” واعتبر الحزب في بيان له إن “ما يجري اليوم في اليمن وما سبقه في العراق وليبيا وسوريا وغيرها لأمر تتفطر له الأكباد ويموت منه القلب كمدا وحزنا.”
وقال بيان حزب الرفاه ردا على إعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تأييده العدوان:”تتواصل منذ أيام ستة الغارات السعودية والمتحالفون معها على اليمن الشقيق ويزداد يوما بعد يوم عدد الأرواح التي تزهق والمؤسسات التي تدمر وتحرق وكأننا في حرب ضد الشيطان أو ضد عدو حقيقي وتاريخي انتهك الحرمات ودنس المقدسات واستباح سفك دماء أبنائنا ونسائنا وشيوخنا”.
وأضاف:”لم يكن لأحد مهما وسع خياله أن يتصور يوما أن يوغل الإنسان العربي وبهذا الشكل المحزن المخزي في قتل الأخ لأخيه وتدمير مؤسساته التي بناها بعرق الجبين في حين أن العدو الحقيقي لنا ولأمتنا وديننا مازال يحتل المقدسات ويقتل الأبرياء ويسرح ويمرح دون رادع وكأن شجاعتنا ونخوتنا وتغطرسنا وعنجهيتنا هي مع الشقيق فقط وابن العم”.
واختتم الحزب بيانه بقوله:” إن ما يجري اليوم في اليمن وما سبقه في العراق وليبيا وسوريا وغيرها لأمر تتفطر له الأكباد ويموت منه القلب كمدا وحزنا. وإننا في حزب الرفاه في موريتانيا إذ نجدد رفضنا وتنديدنا بهذا العدوان لندعو كل أبناء الأمة من المحيط إلى الخليج إلى رفضه وشجبه والدعوة إلى وقفه فورا وأن يعود اليمنيون إلى الحوار الشامل والكامل لحل مشاكلهم دون تهميش أو إقصاء لأي طرف”.
في حين شهدت العاصمة التونسية تظاهرة حاشدة نظمها نشطاء داعمون لفلسطين من أنحاء العالم احتجاجاٍ على الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والعمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد اليمن التي اعتبروها “عدواناٍ سعودياٍ سافراٍ على اليمن” ووصفها بأنها “تجسيد لاستمرار الهيمنة الأميركية والصهيونية على القرار العربي وجامعة الدول العربية”.
ورفع المتظاهرون لافتات استنكروا فيها “الهجوم العربي والأمريكي ضد اليمن” بوصفه “عدواناٍ غاشماٍ على اليمن يخدم أميركا وإسرائيل” وفي حين طالبوا بـ “إيقاف هجمات تحالف عاصف الحزم من دون أي شروط” دعوا في التظاهرة التي امتدت إلى سفارة فلسطين الدول العربية بـ “التحالف العربي الجاد السياسي والعسكري لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وتحرير القدس”.
عواصم إسلامية
ومن الدول الإسلامية وبجانب التظاهرات المتواصلة في عدد من المدن الباكستانية والإيرانية شهدت كل من الهند وتركيا تظاهرات شعبية حاشدة نظمتها جمعيات ومنظمات مدنية حقوقية رفضاٍ “للعدوان السعودي الأميركي على اليمن والتدخل العسكري في الشؤون اليمنية الداخلية”. ومطالبة بـ “ترك اليمنيين ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم عبر الحوار السياسي والخيارات السلمية”.
وندد المتظاهرون في تركيا بإظهار رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان التأييد لتحالف العدوان الخليجي العربي بقيادة السعودية. ورفعوا لافتات تعبر عن إدانة العدوان والأطراف المشاركة فيه ورددوا في التظاهرة الاحتجاجية هتافات تحذر الحكومة التركية من “التورط في تأييد أو دعم العدوان بأي شكل من الأشكال”.. داعين إلى “وقف العدوان فوراٍ واستئناف الحوار السياسي اليمني”.
في حين شهدت الهند تظاهرات نظمتها منظمات مدنية حقوقية ودينية إسلامية احتجاجاٍ على التدخل العسكري الخليجي العربي بقيادة السعودية في اليمن ورفضاٍ لما سمته “العدوان السعودي على اليمن”..مطالبة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن “احترام سيادة الدول وحقها في حل خلافاتها الداخلية من دون تدخل خارجي” واثبات ما وصفته صدقية عدالة المجتمع الدولي بسرعة وقف العدوان”.
عواصم أوروبية
أوروبيا تواصل الجاليات العربية واليمنية في العواصم الأوروبية تنظيم تظاهرات ووقفات احتجاجية في الميادين العامة فشهدت كل من العاصمة البريطانية لندن والعاصمة الألمانية برلين والعاصمة البلجيكية بروكسل تظاهرات منددة بالعدوان السعودي على اليمن والدعم الأميركي والبريطاني لقوات التحالف الخليجي العربي الذي ينفذ العدوان بقيادة السعودية.
وبينما شهدت العاصمة البريطانية لندن الاثنين وقفة احتجاجية لأبناء الجالية اليمنية وناشطين حقوقيين وممثلين عن قيادة الجالية وناشطين انجليز من أصول باكستانية وهندية يمثلون منظمة “أوقفوا الحرب” طالبت بـ “وقف العدوان السعودي الغاشم الذي يستهدف البنية التحتية لليمن ويقتل الأبرياء والنساء والأطفال” وأكدت أنها ستكون “بداية لسلسلة من الأنشطة الاحتجاجية”.
كما شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل تظاهرة أمام السفارة السعودية دعت إليها لجنة التضامن مع الشعب اليمني في بلجيكا واشترك فيها بلجيكيون وأبناء الجاليات العربية والإسلامية رفعت لافتات وشعارات ضد “الحرب السعودية الظالمة على اليمن” وعابت على الدول التي شاركت في العدوان واعتبروها “ظالمة ومتسولة ومعدومة النظرة الإستراتيجية”.
وفي حين وعد المتضامنون مع الشعب اليمني بـ “مواصلة التظاهرات ضد النظام السعودي الفاشي والهمجية السعودية ومرتزقتها ومتسوليها” حد وصفهم نددوا بما سموه “مواقف النظام السعودي العدوانية والطائفية والإجرامية ضد أبناء المنطقة العربية والإسلامية عموماٍ”. وعبر المتظاهرون عن احتجاجهم على “التدخلات السعودية في اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان وليبيا”.
في حين شهدت العاصمة الألمانية تظاهرة حاشدة شارك فيها مواطنون ألمان ومقيمون من مختلف الجاليات الأجنبية وهتف المتظاهرون بعبارات “أوقفوا العدوان على اليمن” و”العدوان على دول ذات سيادة جريمة دولية” في حين ردد متظاهرون يمنيون وعرب هتافات غاضبة وساخطة منها: “يا سعودي يا جبان.. الشعب اليمني لا يهان”.
واتهم المتظاهرون “النظام السعودي برعاية ميليشيات متطرفة وعصابات إجرامية تجوب العالم بالإرهاب والقتل”. معتبرين أن “كل الإرهاب الذي يصدر من أبناء المسلمين في العالم هو نتيجة للمؤامرات السعودية ونتيجة للبيئة والتربية المنهجية لمدارس ومتارس النظام السعودي وخاصة الدينية الحاضنة للإرهاب”..مرددين “أن النظام السعودي مصدر الإرهاب منذ نشأته وداعمه ومموله”.
كما شهدت العاصمة الألمانية برلين تظاهرة احتجاجية شارك فيها ألمان وعرب من مختلف الجاليات العربية والإسلامية عبروا فيها عن رفضهم “كل أنواع العنف والهجوم الشرس الذي يتعرض له اليمن أرضا وشعبا”. محذرين من مغبة ما سموه “التداعيات الكارثية الاقتصادية والأمنية لهذا العدوان على اليمن والمنطقة والعالم” مؤكدين أنه “يخدم تمدد التنظيمات والجماعات الإرهابية”.
وتتزامن هذه التظاهرات الاحتجاجية في عدد من عواصم العالم مع مواقف احتجاجية لعشرات المنظمات الحقوقية العربية والدولية عبرت عنها 34 منظمة حقوقية يمنية وعربية في بيان مشترك أصدرته الاثنين أدان “العدوان السعودي على أرض وشعب اليمن”وطالب مجلس الأمن بـ “وقف العدوان على اليمن فوراٍ”. بوصفه “يشكل خروجاٍ على ميثاق الجامعة العربية والقانون الدولي”.
وأكدت المنظمات في بيانها “رفضها التدخل في الشؤون الداخلية للدول واستخدام القوة العسكرية الخارجية لحل الخلافات والنزاعات الداخلية للدول” معتبرة أن “لا علاقة لهذا التدخل من قريب أو بعيد بحق الدفاع عن المصالح الوطنية للدول المجاورة أو الإقليمية” وأنه “لا ينتج سوى القتل والدمار والمزيد من التعقيد الداخلي ولا يخدم سوى المجموعات الإرهابية وانتشارها في المنطقة”.
ودعا بيان المنظمات التي توزعت على كل من مصر والعراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس إلى “استئناف مبادرة المبعوث الدولي جمال بنعمر من أجل إيجاد مخرج سلمي توافقي لحل الخلافات وتشجيع الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة لإبرام حوار ديمقراطي بين الفرقاء في اليمن تمهيداٍ لإجراء انتخابات حرة ونزيهة”.

قد يعجبك ايضا