ربما عليك أن تتمهل قبل أن تقنعك فتاة الغلاف بأن فعل الأسر في عتبة النص الأولي (تأسره كعادتها للقاصة أسماء عبد العزيز )هو فعل من أفعال الحب قد يأخذك إلى حضرة حسناء النص,انتبه فالأسر أيضا من أفعال السلطة تكوي به من يقع في حضنها عاشقا أو عذولا.
في الواقع قصص المجموعة ستجعلك مترددا بين سلطة الحب وحب السلطة وما بينهما من ألم و أمل, فعبارة تأسره كعادتها هي عتبة النص الأول في المجموعة .حيث ستقابلك فاتنة ,ذات جسد مرمري ,ساحرة الأطراف ,تلك أوصافها تجدها مبثوثة داخل النص .
تلك الفاتنة أوروبية كما تدل على ذلك حقيبتها, قد تكون بريطانية , ربما أمريكية تعرف ذلك من لغتها الانجليزية ,فاتنة تعرف عنا كل ما يمكن معرفته تثير إعجاب الجميع حتى تلك البصلة القروية كما وصفتها فاتنة القصة .
تذهب حسناء النص لمقابلة المحافظ بكامل فتنتها وبعد أن يبعد بصلتنا ينفرد ببطلتنا ويتضح انه يستضيفها سنويا في قصره فهو يعزها كثيرا وهي تأسره كعادتها.
فاتنة بهذه المواصفات قد تخفي أكثر من مجرد نقوش على جسدها ,تخفي حضارة بأكملها فتنتنا شعوبا كما أصابت قياداتنا بحالة فصام ,ينكرونها علنا بينما يسبحون بحبها وبسلطتها في الخفاء .
قصة تأسره كعادتها أجمل قصص المجموعة من وجهة نظري فالمعني في هذه القصة طبقات تأسرك بمتعة الكشف وتعرية الدوال بما فيها دال السلطة التي لا زالت غطرسة ألوانها لم ترجوا الغفران حتى اللحظة كما طاب لي أن افهمه من العبارات المكتوبة على الغلاف الأخير للمجموعة .
في القصة كشفت لي السلطة الفارق بين وجهها الأيديولوجي المعلن وسيكولوجيتها المريضة التي تحرص على إخفائها .
لا تقلقوا فالنص مازال ممتلئا بالإغراء مستعدا للبوح كل على حسب براعته ولكن أحدا لن يخرج خالي الوفاض .
تستمر قصص المجموعة ممتلئة بثنائية الحب والسلطة فمابين حب السلطة وسلطة الحب هناك الكثير من الممنوح في ممنوح للغاية ,أنوثة فقدت نفسها وهي تبحث عن رجولة تمتلئ وسامة ونفوذ فقادها بحثها إلى خسارة كل شيء حتى كونها أما.
كلما اقتربت من أعلى هرم السلطة يكثر الزيف كما في قصة عرض وزير .
كما إن كبار رجال الأمن لا ينجحون في تأمين حتى زوجاتهم الممتلئات قلقا كما في قصة دورة تدريبية .
على مائدة الوزير تصبح الحلوى المشتاقة لأسنانه جثثا يغرق الجميع في دمائها نتيجة إصابته بالسكر ,ربما لا يختلف سريره كثيرا .
أما في قصة يبتزا فهناك محاولة للدخول إلى سيكولوجيا السلطة لمعرفة سر التمسك بها ,تدور إحداثها في المطبخ فنتنقل مابين مطبخ الطعام ومطبخ السياسة قبل أن نحوله إلى مسلخ من فرط عشقنا للسلطة .
المجموعة تحوي الكثير من الثيمات داخل قصصها التي أرجو أن تأسركم كما أسرتني.
قد يعجبك ايضا