د. الأحمدي: بقاء السور مهدماٍ يشكل خطورة على الدار ومحتوياته والأمانة تتحمل المسؤولية في ذلك
الحميري: المقاول المكلف من الأمانة هدم السور.. واكتفى!!
دار المخطوطات بصنعاء يحوي عشرات الآلاف من المخطوطات والرقوق القرآنية التي تمثل تراثاٍ حضارياٍ وفكرياٍ لا يْقدر بثمن يدل على أصالة شعب وعراقة أمة إلا أن هذه الدار والعاملين فيها ورغم ما يقومون به من جهود وأعمال دؤوبة لحفظ وصون وتوثيق هذه المخطوطات بأساليب وطرق علمية حديثة يعيشون هذه الأيام حالة من القلق والاستنفار خوفاٍ على الدار ومحتوياته القيمة والنفسية بعد أن فقد الدار أحد أهم دروع الحماية المتمثل بالسور فهذا السور تم هدم أجزاء كبيرة منه وتعرية أجزاء أخرى الأمر الذي يجعل الولوج إلى الدار سهلاٍ للغاية حتى للأطفال فضلاٍ عن إمكانية أن يحدث انهيار مفاجئ لبقية الأجزاء التي تم تعريتها والدار وسوره على حاله منذ أربعة أشهر بحسب جيران الدار وبعض العاملين فيه.
فيا تْرى لماذا تم هدم وتعرية سور دار المخطوطات¿ ومن المسؤول عن ذلك¿ وإذا كان الهدم بغرض البناء وفق مشروع منظم فلماذا لم يتم إنجاز المشروع¿ ولماذا يتم البدء بمشروع حساس كهذا ويتوقف الأمر الذي يْنذر بعواقب وأخطار وخيمة.. هل تدرك الجهات المعنية هذه الأخطار¿ ولماذا يتم الاستهتار بتراث البلد بهذه الطريقة وعلى من تقع المسؤولية في ما حدث¿!
أسئلة يحدثنا عن إجاباتها لدى الجهة المعنية وهي وزارة الثقافة وتحديداٍ قطاع المخطوطات ودور الكتب حيث قصدنا مكتب وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات ودور الكتب الدكتور/ مقبل التام عامر الأحمدي والذي وجدناه مستاءٍ لما حدث حيث أكد أن هدم السور وبقاءه بهذه الصورة يشكل خطراٍ كبيراٍ على الدار ومحتوياته وتتحمل الجهة التي هدمت السور كامل المسؤولية وهي أمانة العاصمة.
ولكن قطاع المخطوطات ودور الكتب في وزارة الثقافة هو الجهة المختصة والمعنية مباشرة في الدار فكيف يتم تحميل أمانة العاصمة المسؤولية¿ أجاب الأخ الوكيل قائلاٍ: تبرعت أمانة العاصمة بتنفيذ مشروع بناء سور الدار بتكلفة بسيطة (8) ملايين ريال ونحن رحبنا بهذا المشروع كون سور الدار كان قصيراٍ لذا أرادوا أن يرفعوه متراٍ ويغطوه بالحجارة ويكون متناسباٍ مع الطابع المعماري لمدينة صنعاء القديمة ولكن للأسف الشديد عمد المقاول المكلف من أمانة العاصمة إلى مباشرة الهدم حتى أحدث خراباٍ بالغاٍ في السور وجعله في أجزاء عديدة منه متاحاٍ أمام كل من يريد الدخول إلى الدار وفجأة توقف وإلى الآن أربعة أشهر والعمل متوقف والسور مكشوف وهذا الأمر خطير جداٍ خاصة في ظل الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد الأمر الذي جعل حراسة الدار مستنفرة (24) ساعة ويتطلب تكثيف ساعات الخدمات حتى يتم تغطية تلك الاختراقات وهو أمر أرهق الحراس كثيراٍ وأستغرب كثيراٍ أن الأمانة ميزانيتها تْقدر بالمليارات وما خصصته لمشروع السور ضئيل جداٍ وهو حالة طارئة جداٍ وهم يدركون ذلك جيداٍ ومع ذلك يتركون العمل على هذا النحو.
طيب.. لماذا أقدموا على هدم السور وهم غير مستعدين لإكمال العمل¿ وما هي الأسباب التي جعلتهم يعرقلون المشروع¿! يجيب الدكتور/ الأحمدي:
– هذا السؤال نسألهم صباح مساء.. ما الذي حملكم على هدم السور وأنتم عاجزون على إكماله ومِن الذي أرغمكم على ذلك ولكنهم قالوا إن المقاول الذي كلفوه بدأ بالعمل وهو على مرحلتين الأولى الهدم والثانية البناء ومن أجل استجرار المال الدفعة الأولى قام بالهدم وهي عادة يدأب عليها بعض المقاولين بأن يرموا سنارة فإذا علقت جلسوا في بيوتهم حتى تستخرج المبالغ المخصصة لمشروعاتهم لكن أن يتم التعامل بهذا الأسلوب مع دار المخطوطات فهو أمر كارثي فقد وقعوا في المكان الخطأ ومع الجهة الخطأ تراث الأمة وتاريخها وحضارتها وما تركه أسلافنا من إرث معرفي في كل صنوف المعرفة مهدد صباح مساء والأمانة تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية والإنسانية تجاه الدار فهل يْعقل أن الأمانة لا تستطيع تدبير مبلغ (8) ملايين ريال لإكمال هذا المشروع فهو مبلغ زهيد يمكن يصرف نثريات لموظف كبير في الأمانة ولا داعي للتحجج بعدم خروج المبلغ من المالية أو يتهربوا من تحمل المسؤولية وسرعة معالجة هذا الخطأ الفادح قبل أن يحدث ما لا يْحمد عقباه للدار ودوماٍ نقول دفع الضرر أولى من جلب المنفعة.
من جهته يقول الأمين العام المساعد لدار المخطوطات عادل غانم الحميري: إن الأمانة وجهت المقاول بأن يبدأ العمل وفعلاٍ جاء المقاول ومعه عماله وبدأوا ولكن كانوا وكأنهم يعملون بشكل عشوائي وغير منتظم وعلى الفور باشروا بهدم السور ومن جميع الجهات باستثناء إحدى الجهات الملاصقة للمنازل والتي رفض الأهالي تلك الأعمال وفجأة توقفوا تاركين وراءهم أكواماٍ من الأتربة والأحجار والمخلفات داخل ساحة الدار وخارجها ونحن نبلغ الأمانة ولكن دون جدوى وبعد شهرين اضطررنا إلى رفع تلك المخلفات الكبيرة على حساب الدار الآن أصبحت معظم أجزاء السور على وشك الانهيار بعد أن ثم هدم أجزاء منها وقشط طبقات منها وبقية أجزاء من السور سهلة الدخول منها بعد أن تم تهديمها إلى مسافات قريبة من الأرض وهذا يشكل خطراٍ كبيراٍ على الدار.
وأضاف: وجهنا مذكرة إلى الداخلية لطلب المزيد من الجنود للحراسة بحجم ما تعرض له سور الدار والمخاوف المتزايدة على الدار وبحجم الإجهاد الكبير على الحراسة القائمة ولكن اعتذروا بسبب الأوضاع الأمنية واحتياجهم للكثير من الجنود.