انطلقت بالعاصمة الفرنسية باريس أمس الأحد “مسيرة الوحدة “التضامنية والتاريخية مع فرنسا ضد الإرهاب بمشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وخمسين رئيس دولة وحكومةومسؤول حول العالموعدد من الزعماء العرب. وجاءت هذه المسيرة وسط إجراءات أمنية مشددة فضلا عن مسيرات شعبية وذلك للاحتجاج على الهجمات التي شهدتها باريس قبل أيام وتنديدا بالإرهاب.
وتدفقت حشود بشرية على باريس للمشاركة في هذه المسيرة التاريخية ضد الإرهاب إثر اعتداءات شهدتها العاصمة الفرنسية والتي تحولت مواساة ذات بعد عالمي
وشارك في المسيرة الجمهورية ضد الإرهاب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي والإسباني ماريانو راخوي والدنماركية هيلي ثورنينغ شميت, والبلجيكي شارل ميشال, والهولندي مارك روت, واليوناني انطونيس ساماراس.ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.ومن إفريقيا شارك رؤساء مالي إبراهيم بوبكر كيتا, والجابون علي بونغو, والنيجر محمدو عيسوفو, وبنين توماس بوني يايي.ومن أمريكا الشمالية وزير العدل الأمريكي اريك هولدر, ووزير الأمن العام الكندي ستيفن بلاني.
كما شارك في هذه “المسيرة ” مئات آلاف الأشخاص .
و أعلن وزير العدل الأميركي اريك هولدرأن الولايات المتحدة ستستضيف قمة في 18 فبراير للبحث في سبل “محاربة التطرف في العالم”.
إلى ذلك قال الرئيس الفرنسي هولاند أمام أعضاء الحكومة في اجتماعهم في قصر الإليزيه إن “باريس هي اليوم عاصمة العالم” وذلك قبيل التوجه للمشاركة في المسيرة.
وأضاف هولاند أن “البلد بأسره سيرتقي إلى أفضل ما لديه” أثناء تطرقه إلى هذه المسيرة التي ترد على سلسلة هجمات إرهابية دامية أوقعت 17 قتيلا في فرنسا وتسببت بصدمة عالمية.
وقبل هولاند شارك رئيس واحد في تظاهرة في الشارع وهو فرنسوا ميتران في 1990 بعد تدنيس مقبرة يهودية في كاربنتراس جنوب شرق فرنسا.
وفرضت الشرطة الفرنسية إجراءات أمنية مشددة ونشرت قناصة على طول الطريق الذي ستسلكه المسيرة في العاصمة باريس من بلاس دو لا ريبوبليك إلى بلاس دو لا ناسيون كما اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود. وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أكد أن المسيرة ستكون صامتة.
ووسط شمس شتوية باردة قام العديد من المتظاهرين برسم زهور وشعارات منها عبارة “أنا شارلي” عند تمثال الجمهورية في قلب الساحة التي تحمل الاسم ذاته في العاصمة الفرنسية من حيث تنطلق المسيرة تحت عدسات عشرات من فرق التلفزيون من العالم بأسره.
والتقى قادة من جميع أنحاء العالم وأحزاب ونقابات ومجموعات دينية يهودية ومسيحية ومسلمة وجمعيات وشخصيات في باريس لتحويل هذه “المسيرة الجمهورية” إلى يوم تاريخي.
وكانت التظاهرة في البداية مخصصة لتكريم ذكرى ضحايا المسلحين الذين قتلتهم قوات الأمن بعد ذلك. وهؤلاء الضحايا هم رسامو الكاريكاتور في الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي ايبدو الذين قتلهم الأخوان سعيد وشريف كواشي ثم شرطية قتلت الخميس وأربعة أشخاص قتلهم اميدي كوليبالي الجمعة في متجر لبيع الأكل الخاص باليهود. لكن هذا التجمع تحول تدريجيا إلى تظاهرة ترتدي طابعا دوليا.
وجرت مسيرة الأحد بين ساحتي لاريبوبليك (الجمهورية) ولاناسيون (الامة) في شرق باريس اللتين تفصل بينهما ثلاثة كيلومترات.
وشاركت أسر الضحايا في طليعة المسيرة يليها هولاند وضيوفه الأجانب ثم الشخصيات السياسية الفرنسية.
وحضرت كل الأحزاب السياسية باستثناء الجبهة الوطنية حزب يميني متطرف التي استبعدت رئيستها مارين لوبن من المشاركة في الاستعداد للمسيرة.
وقام ألفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها من مقار لوسائل الإعلام إلى أماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وممثليات دبلوماسية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا