الغش ظاهرة أوجدها المجتمع وضعاف النفوس من التربويين


لقاء / عبد الواحد البحري –
● العملية التعليمية بمحافظة المهرة تعد النموذج بين بقية المحافظات ولمعرفة كيف تسير العملية الدراسية في مدارس المهرة المتباعدة جغرافيا وما هي أبرز المعوقات وما نصيب مدارس المحافظة من المعلم البديل والأسماء الوهمية ودور المجالس المحلية في تذليل الصعوبات لسير العملية التعليمية نناقشها مع الأخ سمير هراش – مدير التربية والتعليم بمحافظة المهرة المحافظة الأكثر هدوءاٍ عن غيرها من محافظات الجمهورية في الحوار التالي:

* كيف تقيم سير العملية التعليمية بمحافظة المهرة هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة¿
– العملية التعليمية هي عبارة عن خدمة يتم تقديمها للمجتمع من خلال مرفق عام يتمثل بالمدرسة والإدارات التربوية يؤديها موظفون مؤهلون دراسياٍ.. ومتخصصون أكاديميا خضعوا لدورات تدريبية على مدار السنوات السابقة تنمو خبراتهم وتزداد عاماٍ بعد عام من خلال واقع العمل وتجنب الأخطاء والسلبيات ومن خلال تقييم التوجيه المحلي والمركزي ..نجد أن العملية التربوية ترتقي من عام إلى عام وتتحسن باستمرار في كثير من جوانبها .ولكن الطلب على التعليم متزايد والإمكانيات مازالت محدودة. لذا نأمل من حكومة الكفاءات النظر بعين الاعتبار عند وضع الموازنة الخاصة بالتربية.
تفريغ المعلمين
* يقال أن هناك تفريغاٍ عن الميدان التعليمي للموظفين وإصداراٍ لقرارات إدارية للمئات كإداريين مع أن المكتب لا يحتاج سوى عدد بسيط كموظفين فعليين للمهام وفقاٍ للهيكل فما تعليقكم على ذلك¿.
– هذا القول غير صحيح وغير دقيق ويحتاج من يقوله أن يكون لديه دليل ونؤكد بأن مكتب التربية بالمهرة هو المكتب الوحيد من مكاتب المحافظات الذي لن تجد فيه موظفاٍ واحداٍ زائداٍ عن حاجة المكتب بل نعاني نقصاٍ مزمناٍ في الموظفين خصوصاٍ الخدمات والوظائف الفنية التخصصية والتي تمثل مطلباٍ سنوياٍ للخدمة المدنية . لأن تفريغ المعلمين بالتأكيد يشكل عجزاٍ بالميدان ولذلك نطالب من الوزارة الإسراع بإقرار الهيكلة للمكاتب لكي يتم تطبيقها دون الرجوع للاجتهاد .
تعاميم ورقابة..
* وماذا عن استجابة مكاتب التربية بالمديريات للتعاميم الصادرة من إدارة المكتب بالمحافظة هل هي عند المستوى المرجو من قبلكم¿
– بالتأكيد يتم التقييم من خلال التفاعل الإيجابي مع تلك التعاميم والذي نلاحظه من خلال المخاطبات والرسائل الإدارية ذات العلاقة بالتعميم والتي تمثل تغذية راجعة بهذا الخصوص وعموماٍ الاستجابة جيدة رغم التباعد الجغرافي بين مديريات المحافظة وكذلك المدارس.
* هل هناك رقابة على ما يدور في الميدان التعليمي (في المدارس)¿
– الرقابة في الإطار التربوي تأخذ أكثر من بعد منها الأفقي ومنها الهرمي المتسلسل ومنها الإداري والفني والمالي …الخ . إلا أن الرقابة الفنية تبقى من اختصاص الجهات التربوية المختصة مثل التوجيه والتعليم , أما الجانب الإداري يقوم بالرقابة أكثر من جهة في نفس المجال وعلى أكثر من مستوى على المستوى التربوي تبدأ من رؤساء الشعب . ومرشدي الصفوف. وصولاٍ إلى مدير المدرسة الذي لديه سلطات إدارية وفنية ويعتبر موجهاٍ مقيماٍ ثم رقابة الموجهين بمختلف تخصصاتهم ثم يأتي مكتب التربية بالمديرية والأقسام التابعة له في الهرم الرقابي على مستوى المديرية ومن ثم مكتب التربية والتعليم بالمحافظة والإدارات والأقسام العاملة فيه وعلى مستوى المجتمع المحلي مجلس الآباء والأمهات وكذا المجالس الطلابية بالمدارس والسلطة المحلية بالمديريات واللجان التابعة لها وتمثل رقابة شعبية وإعلامية من خلال الشكاوى والتظلمات التي تصل إلى الإدارة العامة أو السلطة المحلية.. المنشورات الإعلامية والشخصية التي يتم نشرها على المواقع الخاصة بالمدارس ومكاتب التربية والإدارة العامة من صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بالفيس بوك والواتس آب أو عبر المجموعات التربوية على هذه المواقع وغيرها . بالإضافة إلى رقابة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والذي يأتي تقريره شاملاِ جامعاٍ لكثير من الجوانب التربوية على مختلف المستويات .. كل تلك القنوات الرقابية تعطي تغذية راجعة حول الإجراءات التي يتم اتخاذها وتعبر بشكل مباشر عن الرضى أو السخط على مستوى الميدان .. والحمد الله هذه المحافظة آمنة بوعي أبنائها وإن وجدت بعض المشاكل القليلة جداٍ يتم حلها بالتعاون مع السلطات المحلية.
نقص في المعلمين
* كيف تتعاملون مع ذلك وأتمنى ذكر مثالُ لأي قضية طالب¿ وكيف تعاملتم معها¿
– من الطبيعي أنه عندما يصل إلينا العلم بمشكلة تربوية ما من خلال أي طريق رقابي أو غيرها كالشكاوى والتظلمات الفردية أو الجماعية أو عبر منشورات بهذا الخصوص على أي وسيلة إعلامية فإننا نتخذ عدداٍ ومن الإجراءات منها: الإحالة إلى المختصين لمعرفة سبب المشكلة ثم البدء بمعالجة الأسباب مع الجهات ذات العلاقة . فمثلاٍ كان هناك شكاوى حول وجود نقص في المعلمين من ذوي التخصصات العلمية (فيزياء وكيمياء وإحياء ..) في كثير من المديريات نظراٍ لتوقف التوظيف منذ عدة سنوات واقتصار الخدمة المدنية على معالجة آثار توظيفات 2011م والتي كان نصيبنا منها ضئيلاٍ جداٍ لم يتجاوز العشرات لأن التوظيف تم بناءٍ على مقر الإقامة .وعليه وبعد إحالة الموضوع إلى شؤون الموظفين وإدارة التوجيه والإحصاء تم التوجه إلى السلطة المحلية ومناقشة الموضوع وحصلنا على توجيهات صريحة موجهة إلى المجالس المحلية بالمديريات للقيام بالتعاقد المؤقت مع معلمين مختصين حسب النقص وتكون رواتبهم من بند المبادرات الذاتية في موازنات السلطة المحلية وهو ما تم بالفعل .
قانون السلطة المحلية
* ما مدى علاقتكم وتنسيقكم مع قيادة وزارة التربية والسلطة المحلية بالمحافظة ومديرياتها ¿
– العلاقة الإدارية والتنسيق العملي في أحسن حالته مع جميع الأطراف فوزارة التربية والتعليم هي من أوائل الوزارات التي طبقت قانون السلطة المحلية وفوضت الكثير من سلطاتها الإدارية لفروعها في المحافظات وللسلطة المحلية وكذلك انتقلت الكثير من الصلاحيات من المحافظات إلى المديريات وبقي الجانب الفني والدور الإشرافي فقط.
الوجه المشرق
* هل صحيح ما يقال بأن السلطة المحلية سواء بالمحافظة أو المديريات تقف حجر عثرة أمام إصلاح العملية التعليمية ¿
– هذا القول كغيره من الأقوال والأحاديث ذات النظرة السلبية البحتة والتي باتت لا ترى شيئاٍ جميلاٍ وهو أمر يؤسف له ومنافُ للحقيقة. السلطة المحلية في محافظة المهرة هي الوجه المشرق في ظل الوضع الراهن فيما تقدمه من دعم مادي أو معنوي أو رقابي على مستوى المديريات والمحافظة .
غياب الأنشطة
* الأنشطة المدرسية ما زالت شبه غائبة في مدارس محافظة المهرة فإلى ماذا يعود ذلك¿
– سؤال مهم بالنسبة لنا كون العمل في التربية ليس عشوائيا بل تنظمه الكثير من اللوائح والقوانين ابتداء من الجماعات المدرسية وحتى أعلى مستوى وزاري والأنشطة المدرسية في ظل مشروع التطوير المدرسي الذي يعتمد التطوير من المدرسة ليست غائبة وإنما حاضرة وبقوة في كثير من المديريات والمدارس ويمكنك الرجوع إلى الصفحات التربوية على مواقع التواصل الاجتماعي سواء صفحات المدارس أو الصفحات التي يديرها المختصون في الإدارة العامة منها صفحة: “التربية المهرة” وصفحة: “الأنشطة المدرسية محافظة المهرة” وصفحة: “جمعية أصدقاء التربية والتعليم محافظة المهرة” وصفحة: “إدارة الإعلام التربوي بمكتب التربية م/ المهرة” وأغلب الأنشطة المدرسية بجماعاتها التي تنشأ بحسب قدرة المدرسة وإمكانياتها وحاجاتها وعدد صفوفها منها العلمية ومنها الرياضية ومنها الترفيهية ومنها الاجتماعية والبيئية وغيرها , كل هذه الأنشطة تتم على مستوى المدرسة في ظل عدم وجود موازنة مدرسية أو دعم حكومي من أي جهة كانت وفي ظل عدم وجود موازنة أنشطة لا على مستوى المديرية وإنما على مستوى المحافظة ..اللهم إلا بجهود شخصية مع المجتمع المحلي ممثل بمجلس الآباء وبعض الشخصيات الخيرة في المحافظة وبالتالي فإن أي نشاط لا يغيب عن الرقابة لأنه لا يتم إقامة أي نشاط داخل المدرسة إلا بعد موافقة مدير المدرسة .
السلطة التابعة
* برأيك لماذا عجز الإعلام التربوي عن القيام بالدور المسنود له¿
– أخي القدير: الإعلام له الدور الأكبر في إصلاح وتغيير أي أخطاء وتشخيص ومعالجة أي ظواهر دخيلة في التعليم .. وبالمناسبة نحن نفضل خدمة يمكن أن يقدمها الإعلام حالياٍ وهي: إن يترك التربية بعيداٍ عن الاستقطاب السياسي . والإعلام التربوي بكوادره المتواضعة ممثلا بالقناة التعليمية عجز عن أداء وظيفته بسبب ضعف الدعم المالي بل انعدامه في ظل أوضاع البلد التي نعيشها حاليا. ولم يتبق سوى نفر من التربويين الغيورين على وطنهم ومهنهم يكافحون ويقدمون ما يستطيعون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يقومون بدور إعلامي تربوي يشكرون عليه. كما أننا كتربويين كنا نعول على الإعلام بشكل عام الرسمي وغير الرسمي ليقوم بدوره الاجتماعي والتربوي إلا أنه لم يعد إعلاماٍ اجتماعياٍ بقدر ما هو سياسي منذ تخليه عن صفته في كونه ” سلطة رابعة ” وتحوله إلى الصفة الجديدة بكونه “سلطة تابعة”. بل إننا نستطيع أن نقول إننا في التربية والتعليم صرنا نعاني من تبعات عدم المهنية الإعلامية وانعدام الروح الوطنية في كثير من وسائل الإعلام التي لم يعد لديها من هم سوى تحويل المجتمع بكل فئاته إلى مجتمع سلبي من خلال عملها في ظل الاستقطاب السياسي المتعدد الولاءات وانتهاجها منهج التشهير والنيل من الخصوم وتناول السلبيات وتضخيمها ونشرها على أوسع نطاق في ظل واقع يخلو من أي رقابة في عالم أصبح يشبه القرية التكنولوجيا فيه متوفرة بيد الأطفال والمراهقين ..إنني على يقين بأننا سوف نبقى لعقود نعمل جاهدين لمعالجة الآثار السلبية التي أوجدها الإعلام بوسائله المختلفة خصوصاٍ في المجال التربوي الذي يحتضن ما يقارب من ثلث المجتمع في مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي. ومع هذا هناك الكثير من الإعلاميين الذين لازالوا يقومون بدورهم الإعلامي على أكمل وجه.
القوى العاملة
* نأمل أن نتعرف على إحصائية دقيقة وشاملة لمدارس المهرة بنين وبنات ولعدد طلابها وطالباتها والقوى العاملة¿
– نحن في المهرة لدينا في مرحلة رياض الأطفال (7)روضات عاملة يدرس فيها (557) طفلاٍ وطفلة في (17) شعبة دراسية ويعمل فيها (49) مربياٍ ومربية وفي مرحلة التعليم الأساسي لدينا(99)مدرسة يدرس فيها(20653)طالباٍ وطالبة في (712) شعبة دراسية ويعمل فيها (923) معلماٍ ومعلمة وفي مدارس التعليم الأساسي/ الثانوية لدينا (26) مدرسة يعمل فيها (421) معلماٍ ومعلمة وفي مرحلة التعليم الثانوي لدينا (4) مدارس فيها (2780) طالباٍ وطالبة في (101) شعبة دراسية ويعمل فيها (421) معلماٍ ومعلمة.
كما يوجد لدينا في التعليم الأهلي (3) مدارس أهلية و(2)رياض أطفال تضم مرحلة رياض الأطفال والتعليم الأساسي يدرس فيها (731) طفلاٍ وتلميذاٍ في(34) شعبة دراسية ويعمل فيها (71) معلماٍ ومعلمة أما المؤسسات التعليمية (142) مؤسسة تعليمية و(872) شعبة دراسية ويبلغ إجمالي الطلبة الدارسين (24811) طالباٍ وطالبة. وإجمالي القوى العاملة (1487) موظفاٍ وموظفة.
تشكيل رأي عام طلابي
* الإعلام المدرسي ركيزة هامة لإصلاح المفاهيم الدخيلة على المجتمع وتعزيز ثقافة التعايش والسلم الاجتماعي ما هي آلياتكم وأدواتكم في هذا الجانب¿
– الإعلام المدرسي جزء من الإعلام التربوي كوظيفة وهدف ساحته وميدانه هو المجتمع المدرسي وهو يلعب دوراٍ كبيراٍ في تشكيل الرأي العام الطلابي داخل المدرسة من خلال عدد من الآليات والأدوات حيث تشكل في بداية كل عام دراسي جماعات مدرسية كثيرة من أهمها جماعة الإذاعة المدرسية والصحافة المدرسية وغيرها من المسميات وذلك من خلال إشراف مربي الصفوف ومشرفي الأنشطة ويتم التركيز على كثير من القضايا التي تهم المجتمع المدرسي والبيئة المحيطة به من خلال المحاضرات والندوات الإرشادية والتوجيهية التي تتم داخل المدارس تحت رعاية إدارة المدرسة . وأما من حيث التعايش والسلم الاجتماعي فياليت وكل فئات المجتمع تعيش سلما اجتماعيا كما هو في المدارس.
قطاع التوجيه والصعوبات
* التوجيه هل يؤدي دوره المنشود وما الصعوبات والعراقيل التي يواجهها¿
– التوجيه يؤدي دوره بحسب الإمكانات المتاحة والمتوفرة هناك الكثير من الصعوبات التي يعاني منها قطاع التوجيه خصوصا في محافظة مثل المهرة ذات بعد جغرافي مترامي الأطراف وتناثر التجمعات السكانية على امتداد الساحل والصحراء والريف وكذا المسافات الكبيرة بين المديريات وبين مدرسة وأخرى التي تصل إلى 300كم وأكثر والاعتمادات المالية غير الكافية والتي لا تصرف في الوقت المناسب فبدل المواصلات التي تصرف للموجهين من الوزارة يتم صرفها نهاية العام. بالإضافة إلى الأوضاع السياسية التي تلقي بظلالها على كل مفاصل الحياة والدعم الذي كان يقدم للتوجيه توقف خلال هذه السنة أيضاٍ.
* ما هي آلية عمل التوجيه بمحافظة المهرة¿
– قبل عدة سنوات تم تقسيم المحافظة إلى منطقتين توجيهيتين (المنطقة التوجيهية الأولى وتضم مديريات: الغيضة وحوف وحصوين وشحن وحات ومنعر) (والمنطقة الثانية وتضم مديريات: قشن وسيحوت والمسيلة) ويعمل في كل منطقة فريق توجيه متكامل الأعضاء مستقر في المنطقة التي يعمل فيها يقوم بالزيارات الاستطلاعية والتوجيهية والتقويمية . والالتقاء برؤساء شعب المواد الدراسية ودخول الحصص مع المعلمين بالإضافة إلى الاطلاع على الخطط والتحضير الكتابي وما قطع من المنهاج. والجلوس مع المعلمين وإعطائهم الملاحظات مباشرة. وتسجيل أهم الملاحظات في سجل الزيارة لدى مدير المدرسة رفع التقارير إلى إدارات التربية. وإلى الإدارة العامة.
استراتيجية وطنية
* هل لديكم أو قدمتم أي تصورات لإصلاح وتطوير المناهج وعملية إجراء الامتحانات¿
– المناهج لا يتم تطويرها بناء على تصورات شخصية لـ “س” أو “ص” من الإداريين أو المتخصصين وإنما تتم عن طريق مراكز البحوث التربوية والمراكز المتخصصة في الجامعات آخذين في الاعتبار ملاحظات ومقترحات الميدان ابتداء من المعلم وانتهاء بالموجه . كما أن هناك استراتيجيات وطنية لتطوير التعليم الأساسي والثانوي يتم تنفيذ بنودهما سنويا وإجراء التقييم المرحلي لهذه الاستراتيجيات وهي شاملة وقد حققت الكثير من النجاحات على مختلف الجوانب أما بالنسبة لإصلاح عملية إجراءات الامتحانات فلاشك أن الامتحانات هي محور ارتكاز العملية التعليمية كونها تأتي كحصاد سنوي ومرحلي لكل فعاليات العملية التعليمية فكل مدخلات النظام التعليمي مادية وبشرية وفنية وغيرها بالإضافة إلى جهود المنظمات المحلية والدولية وجهود المانحين والداعمين والمجتمع تعمل كلها بتنسيق وتكامل من أجل أن تكون الامتحانات بوابة عبور حقيقية وصادقة ومعبرة يمر من خلالها المتعلم بما اكتسبه من خبرات إلى رحاب الحياة ليجد له مكانا مناسبا في المستقبل.
– الامتحانات أيضا لا يتم تطويرها بناء على تصورات أو رؤى شخصية لـ”س” أو “ص” وإنما يجب أن تكون نتاجا لمشروع وطني متكامل وشامل يتم بطرق علمية بحتة ودراسات بحثية تربوية اجتماعية مالية إعلامية قانونية .. وهذا يتطلب وضع الكثير من الحلول والمعالجات للقضايا والمشكلات التي تواجهها العملية التعليمية ومنها شحة الموازنة والمبالغ المرصودة للامتحانات الوطنية الوزارية لمرحلة التعليم الثانوي والأساسي فالمعلم المراقب للطلبة داخل قاعات الامتحانات يعتمد له مبلغ آجر يومي لا يصل إلى 300ريال في اليوم لا يكفيه أجرة المواصلات إلى مركز الامتحان وعلى ذلك يتم القياس, ونحن هنا في محافظة المهرة وبالتعاون مع السلطة المحلية نبذل كل ما نستطيعه من أجل إنجاح العملية الامتحانية سنوياٍ.
– لدينا فريق من المتخصصين من الكوادر المؤهلة والمشهود لها بالنزاهة بالإضافة إلى مطبعة سرية خاصة بامتحانات الصف التاسع بعد أن صارت المحافظات مفوضة في الإعداد لها وتنفيذها وتشكل لجنة فرعية للامتحانات على مستوى المحافظة للإشراف على سير الامتحانات بشكل عام ولجان ضبط وتحكم وإشراف ومتابعة على مستوى المديريات والمراكز ويتم تجنيد كل الطاقات والإمكانيات في المكتب والسلطة المحلية والوزارة تشرف على كل ما نقوم به ممثلة بقطاع المناهج والتوجيه.
ظاهرة الغش
* ماهي الآلية التي اتبعتموها بالمهرة لمكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات¿
– نحن نشكل سنوياٍ لجنة فرعية مهمتها الأولى الإشراف على سير الامتحانات ونتواجد بشكل يومي في مختلف المراكز على امتداد المحافظة.
– بالإضافة إلى المشرفين المركزيين الذين يتم توزيعهم سنويا من الوزارة على المحافظات وكذا إشراف مدراء التربية والتعليم بالمديريات والموجهين . إلا أن الغش ليس بضاعة مهربة أو غزواٍ خارجياٍ بل الغش ظاهرة أوجدها المجتمع وضعاف النفوس من التربويين وكل عام تحدث عدد من الإشكاليات التي تنشأ عن عدم ضبط الوضع العام على مستوى الوطن باعتبار امتحانات الشهادة الثانوية وطنية تتم في نفس الوقت في كل الجمهورية فحدوث الغش في أي محافظة يؤثر سلباٍ على الجو العام للامتحانات في بقية المحافظات وعلى الجو الأسري المحموم والضغط النفسي للطلبة في ظل التغطية الإعلامية والتضخيم المهول لكل سلبية هنا أو هناك. ولن تختفي هذه الظاهرة إلا إذا حاربها الجميع بقناعة تامة ضمن عملية إصلاح شامل ومتوازن لكل جوانب العملية التعليمية .
المنقطعون والمعلم البديل
* ما نصيب حصة المهرة من المدرسين المنقطعين والوهميين البالغ عددهم نحو خمسين ألف معلم وفقا لتصريحات إعلامية لوزير التربية والتعليم السابق¿
– نحن في المهرة لا يوجد لدينا أي موظف وهمي وأما المنقطعون عن العمل انقطاعاٍ نهائياٍ فقد تم إنهاء خدماتهم وفقا لإجراءات الخدمة المدنية وكانت عبارة عن حالة واحدة أو حالتين فقط.
* ماذا عن المعلم البديل وما نصيب مدارس المهرة من ذلك¿
– مهم أن نعرف بداية من هو المعلم البديل¿ هل هو موظف¿ أم متعاقد إلى أجل¿ أم متطوع¿ من الذي أطلق عليه هذه التسمية¿ من الذي أدخله إلى المدرسة¿ كيف يمارس مهامه¿ هل يخضع لإشراف مدير المدرسة¿ هل يخضع لتقييم الموجه¿ هل وجوده يمثل مشكلة أم ظاهرة¿
– عند الحديث عن مشكلة أو ظاهرة اجتماعية يجب البحث في الأسباب التي خلقت هذه المشكلة أو الظاهرة ومن ثم وضع الحلول المناسبة. فوزارة التربية والتعليم تشرف على أكثر من ستة عشر ألف مدرسة تحوي بين جدرانها ما يقارب ستة ملايين طالب وطالبة يجب أن يدرسوا حصصاٍ ويمارسوا أنشطة وينظم دخولهم وخروجهم وبقاؤهم داخل المدرسة ويجب أن توضع لهم امتحانات وتعلن لهم نتائج نهاية العام .
– يوجد أكثر من ربع مليون معلم ومعلمة بشر يمرضون ويتزوجون ولهم أسر وأطفال ..الخ. قانون الخدمة المدنية يفصل الموظف عند غيابه شهراٍ بشكل متواصل بدون إجازة لكن هذا القانون لا يتيح توظيف بديل عنه إلا بعد مرور أشهر تستنفد خلالها كل الإجراءات القانونية الناتجة عن فصل الموظف الغائب ماذا يفعل مدير المدرسة بحصص هذا المعلم المفصول وكيف يغطي النقص¿ المرأة تستحق تخفيف الدوام إلى النصف في الأشهر الأخيرة من الحمل وتستحق إجازة ستين يوماٍ بعد الولادة وثمانين يوماٍ إذا كانت الولادة بعملية قيصرية ونصف دوام أثناء الرضاعة وللعلم فإن التعليم الأساسي في عواصم المدن والمديريات شبه مؤنث وظيفياٍ فماذا يفعل مدير أو مديرة المدرسة عند وجود أربع معلمات في حالة وضع إن لم يكن أكثر وكيف يغطي النقص ومن يدرس الحصص ويقوم بعمل أولئك المعلمات¿!!
– للموظف الحق في إجازة مرضية ستين يوماٍ بناء على تقارير طبية من اللجنة الطبية بالمحافظة قد تصل إلى ستين يوماٍ إذا كان العلاج في الخارج قابلة للتجديد وفقا للتقارير الطبية وتبدأ بعدها إجراءات الخصم من راتبه من 25% إلى 50% ثم يحال إلى التقاعد المبكر أو تنهى خدماته ما هو الحل إذا كان المعلم مصاباٍ بمرض مستعصُ ويطول علاجه كيف يتصرف مدير ومديرة المدرسة¿!
– للموظف الحق بمرافقة مريض يقرب له من الدرجة الأولى أو الثانية وهي نفس إجازة المريض كيف يتم تغطية النقص الحاصل عن الإجازة الممنوحة لهذا المعلم أو المعلمة¿!
* ماهي الحلول التي وضعها المشرع القانوني¿
– الإجابة ببساطة لا يوجد¿ كما أن الموظف في حال حصوله على الإجازات القانونية له الحق أن يستلم راتبه كاملاٍ وليس ملزماٍ بأن يأتي ببديل يغطي مكانه ويقوم بعمله. واللجان الطبية والمستشفيات وكل الجهات الحكومية الأخرى ليس لديها ضوابط صارمة في منح التقارير الطبية أو رسائل الأعذار لمن يطلبها بحق أو بدون وجه حق وللعلم التوظيف متوقف منذ ثلاث سنوات تقريباٍ وكثير من الموظفين تقاعدوا وبعضهم صار غير قادر على تأدية عمله كما كان في شبابه والموت غيب آخرين ولا توظيف من أين يتم تكملة النقص الحاصل في المعلمين والمعلمات¿!!
– النتيجة توجد قوانين تتعامل مع الحالات المثالية التي وضعت لها ولا توجد معالجات قانونية تتعامل مع الواقع الذي يفرض نفسه كمشكلة اجتماعية تتطلب حلاٍ سريعاٍ..
– معالجة أسباب مشكلة البديل بتوفير معلمين بشكل كاف مع اعتماد أعداد أخرى كقوة احتياطية في المدارس¿ كما يجب أن يسأل المشرع القانوني نفسه وهو يصيغ قانون الخدمة المدنية من سيقوم بعمل الموظف المستحق للإجازة بأنواعها أثناء فترة غيابه عن العمل خصوصا المعلمين والمعلمات!! وهذه الظاهرة لم تظهر إلا منذ فترة قريبة نتيجة العجز التراكمي وعندنا في المحافظة هي بصورة محدودة جداٍ ولا نبررها أبداٍ ولا نقر شرعيتها ولكن عندما تكون هناك صلاحية كاملة للمجالس المحلية في توظيف البديل عن الغائب توظيفاٍ رسمياٍ أعتقد أن هذه الظاهرة سوف تنتهي تماما.
– هل هناك سلبيات أو إيجابيات للمعلم البديل¿
صعوبات وعراقيل
– أخيراٍ نأمل أن تحدثنا عن الصعوبات والعراقيل التي تحول دون تحقيق طموحاتكم¿
الصعوبات والعراقيل تتمثل في المشكلة السياسية المزمنة التي تؤثر سلبا على كل مفاصل الحياة وفي مقدمتها الاقتصاد والنسيج الاجتماعي والأمن والسلم الداخلي . بالإضافة إلى شحة الإمكانات المادية والموازنات المالية. وعدم حل مشكلة التسويات الوظيفية منذ نصف عقد من الزمن وكذا عدم وضع الحلول الجذرية لمشكلة الحقوق المالية المكتسبة للموظفين لدى الوزارات المختصة. وتوقف التوظيف منذ ثلاث سنوات . وعدم وجود موازنة للتعاقد المؤقت لحل مشاكل الاحتياج من المعلمين والحراس وعمال الخدمات.

قد يعجبك ايضا