مسجدا المظفر والمعتبية الــــــــــــــتاريخيان بتعز … هل من منقذ¿

* سيهدأ ضميري قليلا عندما أبعث للملك يوسف المظفر ثاني ملوك الدولة الرسولية إلى قبره أحر التعازي وأصدق المواساة القلبية وذلك بتحول مسجده “المظفر” الذي أراده أن يكون مرجعا تاريخيا للدولة الرسولية إلى “لوكندة” ومقلب للمخلفات ونعزيه أيضا بقرب اندثاره.

الزائر لهذا المسجد الذي بني في العام 648هـ سيصاب بحالة من هستيريا الجنون بسبب الإهمال المنقطع النظير فأعمدة المسجد غاضبة جدا كونها لم تجد من يساعدها على الصمود في وجه نوائب الزمن فعما قريب قد تسلم أمرها لباريها وتنهد على أرضية المسجد”حسب إفادة مختصين” كما أنهدت قبلها أغلب النقوش التاريخية التي كانت على قباب المسجد.
ولأن “المصائب إذا جاءت لا تأتي فرادى بل كتائب كتائب” فإن مدرسة المظفر التي تبعد بضعة أمتار قليلة عن قبلة المسجد قد تحولت إلى مقلب للقمامة أيضا بالقرب من هذه المدرسة كانت هناك مكتبة تضم مؤلفات كثيرة أغلبها لعلماء من الدولة الرسولية لم يتبق منها سوى الباب الخشبي المغلوب على أمره.. هناك في الاتجاه الآخر وبالتحديد في منتصف صالة المسجد سيجد الزائر منظرا مهولا قد يقضي على ما تبقى من قواه العقلية ففي يمينه سيجد الصالة قد تحولت إلى “لوكندة” للنوم أما في اليسار فستقع عينه مباشرة على “دورات المياه” التي هي ــ أعزكم الله ــ أسوأ مما يمكن أن تتخيلوه أضف إلى ذلك أن بعضها بلا أبواب ــ ستائر فقط ــ وكأننا في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز “الدنيا أمان الله”.
ومثل مسجد المظفر مسجد المعتبية ومدرسته الذي بني على يد الأميرة جهة الطواشي زوجة الملك الأشرف سابع ملوك الدولة بل إن المعتبية أكثر مأساة.. ويبقى الأمر الأكثر مأساوية هو “تبجح” المسئولين بعاصمة الثقافة تعز بينما معالمها التاريخية ترزح بين سندان الإهمال ومطرقة الاندثار.

قد يعجبك ايضا