تعتبر مديرية عبس الواقعة في السهوب التهامية وتطل على شواطئ البحر الأحمر أكبر مديريات محافظة حجة من حيث المساحة حيث تمتد من الجبل إلى البحر مشكلة الجزء الأكبر من القطاع الغربي التهامي لمحافظة حجة ويمر عبرها الخط الدولي (خط جيزان- الحديدة) على امتداد عشرات الكيلومترات.
وعلى الطريق الرئيسي تقع مدينتا عبس وشفر وهما مدينتان آهلتان بالسكان كثيرة العمران تشهد تطوراٍ وتوسعاٍ مستمراٍ بمرور الأيام إلا أن معاناة السكان لا تتوقف نتيجة ضعف الخدمات العامة وتدهورها من وقت إلى آخر وعلى وجه الخصوص خدمات المياه والكهرباء حيث توقفت كلياٍ محطة كهرباء عبس ومشروع مياه الشرب. وفي فترة المساء وفي قلب الحركة الهادرة التي لا تتوقف يسمع المرء هدير المولدات الخاصة الصغيرة تضج المدينة لتطغى أصواتها على كل شيء سواها.
وعندما حاولنا الوقوف على الإشكاليات القائمة في مجال الخدمات والكهرباء فوجئنا برفض الأخ ناصر الحاج مدير عام المديرية الحديث عن ذلك قائلاٍ: إنه لا يتكلم مطلقاٍ للصحافة ويرفع تقاريره للسلطة المحلية بالمحافظة.. حينها توجهنا صوب محطة كهرباء عبس على أمل لقاء مدير المحطة المهندس حسن مرداس وعند وصولنا لم نجد سوى بعض العاملين في المحطة الذين أفادوا أنه في رحلة علاجية خارج البلاد.. وعند معرفتهم بأنني من صحيفة “الثورة” ابدوا سعادة كبيرة بوجودي وتنادوا على بقية الكادر الفني والعاملين في المحطة الذين التفوا حولي وبدأوا في سرد مشاكلهم ومعاناتهم التي لا تقف عند حد وعدم صرف مرتباتهم الشهرية منذ خمسة شهور من قبل إدارة كهرباء منطقة حجة تحت مبرر ضرورة تحصيل المتأخرات المالية ومستحقات الرسوم المتأخرة للمحطة لدى المكاتب الحكومية والفروع وشخصيات نافذة في المدينة منذ سنوات.. متسائلين عن كيفية تحصيل رسوم ومتأخرات منذ سنوات في ظل عدم وجود التيار الكهربائي وعدم استقرار الخدمات منذ عدة سنوات والذي يقف عائقاٍ أمام تحصيل رسوم الاستهلاك هذه والبالغة قرابة 94 مليون ريال متأخرات لدى الجهات الحكومة والشخصيات والبعض منها فيها أخطاء وحالات ملابسات عديدة.
مرتبات موقوفة
الأخ/ محمد محمد صغير دوالي المدير التجاري لمحطة الكهرباء أكد أن توقيف المرتبات لعدد 31 موظفاٍ وفنياٍ في المحطة مثبتين ومرتباتهم تصرف مركزيا ضمن موظفي الدولة في الجهات المختلفة وتصرف عبر فرع كهرباء منطقة حجة والتي تم توقيفها منذ قرابة 5 شهور كاملة نتاج ربط صرف هذه المرتبات بتحصيل المتأخرات المالية للمحطة لدى جهات الاستهلاك.
وأضاف: إن عملية تحصيل هذه المتأخرات مسألة صعبة لاسيما في ظل انقطاعات الخدمات عن المستهلكين والطاقة الكهربائية غير موجودة ولم يتم معالجة مشكلة المحطة حتى الآن حيث والمولدات عاطلة وخارجة عن الجاهزية وما تبقى منها مولد كهربائي واحد يعمل بنصف القدرة المحددة. له كما أن الفرع قام بتخفيض مخصصات الديزل للمحطة منذ شهور من (32.000 لتر ديزل) إلى (20.000 لتر) والذي زاد من صعوبة الوضع وحالياٍ المحطة متوقفة عن العمل في الوقت الذي وصل عدد المشتركين حوالي 3500 مشترك في عبس وشفر والكادر الفني والعاملون بدون مرتبات منذ خمسة شهور ويعيشون ظروفاٍ صعبة جداٍ ولم يتم التجاوب من إدارة فرع المنطقة مع مذكرات رفعت من المجلس المحلي وأعضاء مجلس النواب بخصوص صرف مرتبات العاملين.
وقال المدير التجاري لمحطة الكهرباء إن أولى خطوات المعالجات الضرورية للإشكالات القائمة تكمن في صرف مرتباتهم للشهور الماضية.. ونناشد الأخ المهندس عبدالله محسن الأكوع وزير الكهرباء والطاقة بالتوجيه إلى المهندس مهيب الشيباني مدير عام فرع كهرباء منطقة حجة بصرف مرتبات هؤلاء كونهم أصحاب أسر ولم يقصروا في أعمالهم مطلقاٍ.
مولدات خارج الخدمة
وحول إمكانية إصلاح المولدات الكهربائية الموجودة وحجم الطاقة التي تحتاجها المحطة قال الأخ إبراهيم محمد حكمي- فني صيانة- إن المحطة تعاني من عجز في الطاقة منذ فترة طويلة ولم توفر لها الطاقة الكافية منذ سنوات وهناك ثلاثة مولدات عاطلة خارج الخدمة منها مولدان قابلان للإصلاح وإعادة التشغيل في حال صيانتهما وتوفير قطع الغيار اللازمة لهما والمولد الكهربائي الأخير نوع “باركيز” يعمل بنصف القدرة التوليدية والمؤشرات الخاصة بالأحمال المحددة لم تعد شغالة بفعل تعطل الامبيرات وفي حالات تصل حمولة المولد إلى 150 كيلو/وات والفصل بالرغم أن الطاقة التوليدية المحددة له بـ1 ميجا/وات والمشكلة الدائمة أن كل مولد كهربائي يحصل له أعطال لا يتم إصلاحه والاستغناء عنه وخروجه عن الخدمة وعدم متابعة إصلاحه وإعادة تشغيله في ظل تزايد الاحتياج للطاقة الكهربائية في مناطق الاستهلاك بفعل التطور المستمر لمدينتي عبس وشفر حيث والمحطة بحاجة ماسة إلى طاقة كافية لتقدم خدمات مستقرة وثابتة وكافية ويقدر الاحتياج للطاقة حالياٍ بـ6-7 ميجا/وات تقريباٍ.
شبكة تالفة
الأخ/ فضل هادي محمد- فني توزيع- أشار إلى مشكلة الشبكة بالقول: هناك عجز في الكادر الهندسي والفني في مجال التوليد في المحطة كما أن الشبكة الكهربائية الحالية تالفة ومعرضة للانفجار حيث مازالت على حالها السابق منذ بداية المشروع عام 1980م وأصبح فاقد التيار فيها كبيراٍ جداٍ وسبباٍ من أسباب تدني الخدمات للمحطة والاحتياج ضروري وماسُ لإحلال شبكة بديلة لشبكتي الضغط العالي والمنخفض كما أن المحولات الكهربائية العاملة في مناطق الاستهلاك للطاقة قليلة ومحدودة وغير كافية وكل محول يعمل بأكثر من قدرته المحددة.
وأضاف: إن تردي أوضاع المحطة بصورة مستمرة هو نتاج غياب استقرار الإدارة في المحطة التي تعاقبت عليها عدة إدارات خلال سنوات معدودة وبالتالي لم يحدث استقرار لها مطلقاٍ علاوة على الحلول الترقيعية لعجز الطاقة طوال سنوات مضت وتهالك الشبكة.. ونتطلع من وزارة الكهرباء وضع حلول جذرية ومعالجة إشكالات المحطة كلياٍ بما يمكنها من تقديم خدمات مناسبة.