يعد جامع الملكة أروى معلما تاريخيا بارزا شاهدا على حقبة الدولة الصليحية التي اتخذت من جبلة عاصمة لها وهي واحدة من الحقب التاريخية التي اشتهرت كمنظومة حكم بالعدل والثبات وينسب بناء الجامع إلى الملكة أروى “السيدة الحرة” بنت أحمد بن جعفر الصليحي التي تولت تدبير وحكم أمور الدولة الصليحية في اليمن للفترة (477-532) هجرية وعندما انتقلت الملكة أروى إلى وسط مدينة جبلة عام ((480 هجرية أمرت بتحويل بناء دارها الأول إلى الجامع الذي ينسب حاليا إليها.
ففي مدينة جبلة بمحافظة إب يقع الجامع فوق تل مرتفع عن المدينة ويصل إليه الناس عبر منحدرات جبلية من الناحية الشرقية للمدينةأما المدخل الخاص بسوق المدينة فإن سلمه الحجري(درجة الألف) يؤدي إلى رواق يمتد من الجنوب إلى الشمال وتطل الواجهة الشرقية للجامع على هذا الرواق وفي هذه الواجهة يوجد ثلاثة مداخل بأعلاها كتابات تقرأ منها (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين).
أما أبواب الجامع فقد صنعت من الأخشاب وعليها زخارف نباتية عريقة القدم وعليها -أي الأبواب- كتابات منها (أنعمت فزد أنعمت فلك الحمد) و(بسم الله الرحمن الرحيم ادخلوها بسلام آمنين).
وبالنسبة للتصميم الخاص بالجامع- فهو عبارة عن شكل مستطيل يتوسطه فناء مكشوف تبلغ مساحته حوالي 350 مترا مربعا وتحيط به أربعة أروقة وهي رواق القبلة وهو الرواق الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي بالإضافة إلى المحراب الواقع في منتصف الجدار الشمالي وهو عبارة عن تجويف بسيط يبلغ عمقه حوالي مترا واحدا يعلوه عقد مدبب محمول على عمودين عليهما زخارف نباتية وهندسية ويحيط بالمحراب كتابات بخط كوفي مئذنتان إحداهما تقع في الناحية الشرقية الجنوبية والأخرى في الناحية الغربية الجنوبية.
الجامع لا يزال قائما ويحتفظ بعناصره المعمارية الزخرفية التي يتبين من خلالها مدى تأثره بأنماط العمارة الفاطمية لذلك هو بحاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام كونه يجسد الأصالة بالمعاصرة والماضي بالحاضر والمستقبل والتاريخ بالإنسان وبحضارات الشعوب والأمم وكشفت عن حضارة إنسانية وسيرة ملكة بحجم أروى.
Prev Post