الثورة نت/..
كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم السبت، عن أن “تبادل الرسائل مع أمريكا عبر الوسطاء لا يزال متواصلاً”، مؤكداً أن إيران ستكون جاهزة للتفاوض عندما تُظهر واشنطن استعدادها لإجراء محادثات قائمة على الاحترام المتبادل، شريطة أن تُراعى حقوق ومصالح الشعب الإيراني.
وقال عراقجي، خلال مشاركته في المؤتمر الإيراني للقدرات وفرص الاستثمار في المناطق الحرة والتجارية بطهران، إن بلاده تواجه عقوبات متعددة الأبعاد أثرت على حياة المواطنين، مبيناً أنه لا يمكن إنكار آثارها، لكنه شدد على ضرورة عدم تصويرها ككارثة نهائية، وفق وكالة تسنيم الإيرانية.
وأضاف أن “الذين فرضوا العقوبات قالوا إن هدفهم شلّ إيران، لكن الحقيقة أن إيران ما زالت صامدة بقوة. صحيح أن العقوبات لها تبعات، لكن يجب تجنّب خطأين: إنكارها أو الاستسلام لها. النهج الصحيح هو الواقعية”.
وتابع: “إيران تقع عند تقاطع طرق التجارة العالمية وتمتلك مزايا لا تتوفر مجتمعة في بلدان أخرى. ورغم العقوبات، لا تزال الدول تتحاور معنا وتزور إيران، وما زالت لدينا فرص اقتصادية كبيرة”.
وتحدث عراقجي في كلمته، عن ملف المفاوضات قائلاً: “إحدى مهمات وزارة الخارجية هي السعي لرفع العقوبات، وقد عملنا بجدية على ذلك في إطار المفاوضات، في الحكومة الجديدة بدأنا التخطيط وأجرينا خمسة جولات تفاوض، لكن قبل الجولة السادسة شنّ العدو هجوماً عسكرياً وانضمت إليه أمريكا”.
وأكد أنه “بعد هذه الحرب والدفاع البطولي لشعبنا، فإن المفاوضات لن تعود كما كانت قبل الحرب، بل ستأخذ شكلاً وأبعاداً جديدة مع إدخال عناصر مستجدة يجب أن نصمم لها استراتيجيات خاصة”.
وأشار وزير الخارجية الإيراني، إلى أن علاقات بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية شهدت اضطراباً بعد الهجوم على المنشآت الإيرانية، مضيفاً: “من الطبيعي أن تعاوننا لن يكون كما في السابق، ومع ذلك فإن زملائي في فيينا أحرزوا تقدماً جيداً في التوصل إلى إطار جديد للتفاهم مع الوكالة، ونحن قريبون من الاتفاق”.
وأوضح أن المحادثات مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) مستمرة، وقال إنه أجرى عدة اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية هذه الدول، وآخرها اتصال مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قبل يومين.
وأردف: “أعتقد أن هناك فهماً أفضل للواقع يتشكل تدريجياً. الأوروبيون ارتكبوا خطأً كبيراً عندما لجأوا إلى آلية الزناد، فقد صعّبوا الأمور أكثر، لكن الحوار مستمر ونأمل الوصول إلى تفاهم مشترك”.
واختتم حديثه قائلاً إن ” المحادثات مع أمريكا مستمرة عبر الوسطاء، وعندما تكون واشنطن مستعدة للتفاوض على أساس الاحترام المتبادل، فإن إيران أيضاً جاهزة، لكن يجب ضمان حقوقنا ومصالحنا، ولا ينبغي لأي طرف آخر أن يغفل عن مسؤولياته”.