
تعتبر دورات كأس الخليج العربي لها خصوصية كبيرة ولها أهداف واضحة تحافظ على هذه الخصوصية والهوية الخليجية.. وتهدف أيضا إلى لم الشمل وتعزيز أواصر الاخوة بين دول الخليج والعراق وبلادنا تسهم هذه الدورات في تطوير كرة القدم والارتقاء بها إلى مستوى أفضل ـ ولهذا فهناك أمور تحدث وترافق هذه الدورات يعتبرها الكثيرون مخالفة لخصوصية وهوية الخليجيين مثل طريقة التجنيس التي تقوم بها بعض المنتخبات الخليجية.
فمظاهر التجنيس في بعض المنتخبات الخليجية ليست وليدة اللحظة بل امتدت منذ سنوات طويلة واستمرت إلى الوقت الحاضر.
وكانت عملية تجنيس اللاعبين تجري بطريقة سرية جدا.. ويظهر اللاعب المجنس بمظهر المواطن من خلال استبدال اسمائهم الحقيقية باسماء تدل على أنهم أبناء الموطن.
ففي خليجي 16 في الكويت كانت جميع المنتخبات الخليجية تقيم في فندق واحد باستثناء منتخب خليجي وحيد الذي رفض إقامة لاعبيه في نفس الفندق الذي تقيم فيه المنتخبات الأخرى بسبب أن لاعبيه المجنسين لا يجيدون الحديث بالعربية وكان الخوف من كشف أمرهم وانفضاح هذه الدولة الخليجية.
ولكن اليوم أصبح أمر التجنيس بشكل علني ولم تعد بعض الدول الخليجية التي تلجأ إلى التجنيس تخجل من ظاهرة التجنيس وإظهارهم باسمائهم الحقيقية.
وعند انطلاق أي دورة من دورات الخليج تطفو على السطح كثير من القضايا والمواضيع التي تهم الشارع الرياضي الخليجي فيما يتعلق بالبطولة المحببة لدى الخليجيين.. ومن هذه القضايا قضية تجنيس اللاعبين في المنتخبات الخليجية.
وأجرت وسائل إعلام خليجية استطلاعات حول هذه القضية مع جماهير ورجالات إعلام وآخرها في خليجي 21 في البحرين وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض من يقول إن ظاهرة التجنيس أصبحت عالمية ويجب أن لا تؤثر على لاعبي الخليج.
ومن يقول أيضا: إن ظاهرة التجنيس أمر طبيعي في عالم كرة القدم متى ما كانت تحت مظلة الفيفيا والتجنيس في دول الخليج ليس جديدا ودولا عربية سبقتها واستفادت ويجب أن لا يكون التجنيس مؤثرا على الفئات العمرية بالمنتخبات الخليجية خاصة وأن دول الخليج ولادة للنجوم والكل يتذكر النجوم السابقين وكيف كان بروزهم عبر دورات الخليج.
وقال إعلامي خليجي آخر: إن التجنيس الموجود بالخليج للأسف النسبة الأعلى منه لم يحقق الفائدة الإيجابية من الناحية الفنية.. كون الاتجاه إلى أسماء تبحث عن المادة أكثر من التمثيل والولاء للشعار الذي تلعب له.
وقال إعلامي آخر: التجنيس بشكل علني أمر غير مرغوب وساهم في تشويه الشكل العام لعدد من المنتخبات وطالب بورشة عمل لتعرية قضية التجنيس باعتبارها قضية جوهرية وهناك من يقول إن التجنيس العلني طريق المصداقية كما قال لبعض الصحف الخليجية ومنها صحيفة الميدان السعودية.
وآخر يقول: إن التجنيس العلني لم يراع طبيعة المجتمع الخليجي.
وفي الدورة الفائتة لكأس الخليج الـ 21 في البحرين كان أبرز المنتخبات الخليجية التي تضم لاعبين مجنسين.. المنتخب القطري الذي يضم أكثر من لاعب وكذا المنتخب البحريني ولكن للأسف رغم عملية التجنيس لبعض المنتخبات الخليجية إلا أن هذه المنتخبات لم تحقق فوائد ومكاسب خلال الدورات السابقة وعلى سبيل المثال في دورة خليجي 21 بالمنامة البحرينية عندما أخفق المنتخب القطري وغادر من الدور التمهيدي بثلاث نقاط وخسارتين لتشهد الساحة القطرية غضبا على اللاعبين المجنسين.
وطالب القطريين بإيقاف التجنيس وإبعاد المجنسين وشن العديد من النقاد والخبراء القطريين هجوما لاذعا على قضية التجنيس التي يرون أنها السبب في تراجع الكرة القطرية وغياب لاعبيها عن الحالة المنتظرة من الولاء والإخلاص للشعار العنابي مثلها هي الحالة التي كان عليها لاعبو المنتخبات الأخرى الذين تسابقوا في فرض احترام منقطع النظير وفق ما قدموه من تفان وتضحيات من أجل اعلا شعارات منتخباتهم وتقديمها في صورة مميزة.
وفي خليجي 22 غاب عدد من المجنسين وأبرزهم سبستيان سوريا المحترف القطري.
وظل المجنس الإماراتي عمر عبدالرحمن عموري هو الأبرز والأنجح بين المجنسين الخليجيين حتى الآن واللاعب الذي يعول عليه الإماراتيون في إحراز البطولة الخليجية الـ 22 كونه يرفع الفريق الإماراتي إلى الأداء الرائع والانتصارات وإحراز البطولة.. وساهم بشكل كبير في مستوى الفريق الأبيض الإماراتي.
ستظل قضية التجنيس هي القضية الأبرز والأهم والأكثر جدلا في الأوساط الخليجية في دورات كأس الخليج العربي التي يراها الخليجيون أنها بطولة بلون ومذاق وطعم خليجي.. له خصوصيته وهويته التي يفترض أن يحافظ عليها الخليجيون.