
● بعيدا عن المكاسب الفنية من كأس الخليج فتنظيمها على أرضنا وتحت أنظارنا جعلنا نخرج بجملة من الدروس التي يجب أن لا نغفلها إذا أردنا أن نتطور رياضيا.
أول هذه الدروس: هو أن أخطاء التحكيم ليست مقصورة على حكامنا المحليين في دوري جميل وسبق أن كان هناك أخطاء للحكام الذين يستقدمون لبعض المباريات لكن على مدى زمني متباعد نسبيا فالحكم الأجنبي يحضر كل ثلاث أو أربع جولات وربما أكثر بينما في كأس الخليج مجموعة من الحكام الخليجيين والأجانب يديرون 16 مباراة في اقل من أسبوعين ما يجعل الأخطاء التحكيمية تبدو أكثر وضوحا وكما رأى الجميع لم تكن الأخطاء مقتصرة على جنسية دون أخرى فالسلوفيني ارتكب أخطاء فادحة وكذلك الحكم الاسترالي وبعض حكامنا الخليجيين إذا الأخطاء التحكيمية شر لابد منه وعلينا أن نقتنع أن هذه الأخطاء تحدث في دورينا كما حدثت في كأس الخليج ودوري أبطال آسيا ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم ولنسمح للحكام بتقليل أخطائهم من خلال تخفيف الضغط عليهم بدلا من اتهامهم بالسوء أحيانا والدخول في الذمم أحيانا أخرى علينا أن نسعى لتطويرهم لكن لا نضعهم تحت الضغط وعلينا أن نقتنع أن هذا هو مستوى التحكيم على المستوى العالمي ولنا في أخطاء حكام دورة الخليج خير دليل.
الدرس الثاني: هو الروح وما أدراك ما الروح وقد شاهدنا كيف أن المنتخب اليمني المتواضع الإمكانات والذي تعيش بلاده أزمات سياسية متلاحقة منذ عدة أعوام ووضع الدوري اليمني المتواضع ومدرب لم تتجاوز مدة إشرافه على المنتخب اليمني خمسة أشهر استطاع أن يقف ندا لبقية المنتخبات بالروح والروح فقط وعلى النقيض تماما ظهر منتخبنا الوطني الذي لا يختلف اثنان على أنه يجمع مواهب ولاعبين متميزين قد يكونون من أفضل اللاعبين على مستوى الخليج إلا أنه يفتقد روح المنتخب اليمني على الرغم من الإمكانات المتوفرة له والمعسكرات السابقة والمباريات الودية التي خاضها خلال الفترة الماضية مع منتخبات عالمية ومدربين عالميين مثل ريكارد لذلك علينا أن نعي هذا الدرس جيدا وأن نثق في أن الروح قد تصنع ما لا يصنعه التكتيك والتكنيك.
الدرس الثالث: ويكاد يكون مرتبطا بالسابق وهو دور الدعم الجماهيري الذي أذكى روح الفريق اليمني ذلك الجمهور العاشق والمتلهف لمشاهدة منتخب بلاده من خلال الحضور الكثيف والتشجيع المستمر والدعم النفسي لمنتخبه داخل الملعب وخارجه حتى في المطعم الذي ذهب إليه المنتخب اليمني لدرجة أن من يشاهد البطولة يكاد يشك أنها مقامة في صنعاء بينما منتخبنا صاحب الأرض لم يجد من يؤازره سوى بضعة آلاف خصوصا في المباراة الأولى على الرغم من نداءات اللاعبين المتكررة عبر تصاريحهم الصحافية ولقاءاتهم التلفزيونية إذا علينا أن نتعلم من الجمهور اليمني كيف يكون العشق وكيف تكون المساندة وكيف نولد الروح في لاعبينا ونبث فيهم الحماس ونخلق فيهم الإبداع.
* نقلا عن صحيفة (اليوم السعودية)