توجد في محافظة لحج العديد من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمستوطنات القديمة الضاربة إطنابها أعماق التاريخ ومنها على سبيل المثال وليس الحصر “دار العرائس” الواقع شمال مدينة الحوطه على بعد حوالي 21كيلومترا تقريبا على الضفة الغربية لوادي تبن.
ويشتمل الموقع على خرائب لقصر عثماني بني في فترة تواجد العثمانيين – الأتراك- في منطقة لحج وهو على شكل مستطيل أبعاده (40×16.5) متر وقد أقيم ذلك القصر على خرائب موقع قديم يعد تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام تظهر منه بقايا جدار في الجزء الشرقي من القصر ويتكون من خمسة صفوف بنيت بطريقة محكمة وبأحجار مهندمة يمتد ذلك الجدار من الشمال إلى الجنوب ويبلغ طوله حوالي(7.5متر) يتعامد على جدار آخر شرقي طوله (4.35متر) وأعلى ارتفاع لبقايا ذلك الجدار حوالي (4.14متر) ويظهر أن هذه الجدران ما هي إلا بقايا مبنى قديم يحتمل أن يكون معبدا نظرا لطريقة أسلوب بناء الحجارة وهي تكاد أن تكون طريقة واحدة في بناء جدران المعبد في مختلف أراضي الدولة القتبانية التي كان هذا الموقع أحد ممتلكاتها وقد عثر على نقش في هذا الموقع كتب بخط المسند ولكنه تالف لم يبق منه سوى بعض الحروف المسندية ونتيجة لأهمية وادي تبن منذ العصور القديمة فيحتمل أن يكون موقع دار العرائس هو واحد من بقايا مدن الوادي إن لم يكن حاضرتها.
ومن أهم المواقع والمناطق الأثرية والتاريخية والسياحية في مدنية الحوطه ايضا
“قصر السلطان” الذي تم بناؤ عام 1347هـ على يد السلطان عبد الكريم بن علي بن عبد الله العبدلي ويقع القصر إلى اليمين من ساحة السوق الذي ينتهي إليه الطريق القادم من مدخل مدينة الحوطه باتجاه عدن.
ويعتبر هذا القصر تحفة فنية معمارية لا تتكرر حيث تم بناؤه على شكل حرف ” L” وتوجد أمامه ساحة كبيرة تتوسطها نافورة ويجمع أنماطا معمارية متأثرا بالفنون المعمارية لبلدان الشرق الأقصى والفن المعماري اليمني ويشبه أيضا – قصر السلطان ” عبد الكريم فضل ” الذي بناه في ” كريتر – عدن ” وايضا قصر ” القعيطي ” في مدينة المكلا .
ويعد القصر خلاصة حضارية مشتركة وموروثا هاما ومازال المبنى المكون من ثلاثة أدوار يحتوي على مكونات زخرفيه خشبية رائعة .. وهو من أجمل مباني مدينة الحوطة على الإطلاق .
لحج تحتاج إلى الكثير والكثير من الجهود المادية والمعنوية, من قبل الجهات المعنية , لإنقاذ ما تبقى من مواقع تاريخية وإعادة إعمار ما اندثر, وبما يعيد لهذه المحافظة ولليمن مكانتها وريادتها الفنية والسياحية والتاريخية , الذي لطالما كان مثيرا للدهشة والإعجاب .
Prev Post
قد يعجبك ايضا