نجوم منتخبنا.. تجاوزوا كل الظروف.. وحققوا الإنجاز!!

هكذا هم الرجال.. يصنعون من الصعب النجاح.. ويحققون الإنجاز.. هكذا هم الأبطال الذين يجعلون معاناتهم وظروفهم دافعاٍ لصنع النجاح.. لا يستسلمون للظروف والواقع والإمكانيات.. بل يحولونها من عائق إلى دافع وعزيمة لرسم النجاح.
هكذا هم الرجال الذين يحترقون بظروفهم المؤلمة والواقع الصعب.. ليصنعوا الفرحة والسرور على وجوه الآخرين.

هؤلاء الأبطال الذين تألقوا اليوم في دورة كأس الخليج الثانية والعشرين بالرياض.. عانوا الأمِرين قبل الوصول إلى الرياض لخوض هذه المشاركة.. عانوا من الظروف الصعبة.. قلة الإمكانيات لتوفير الظروف الملائمة لنجاح المشاركة.. تأخر المرتبات.. وعدم توفر المعسكرات التدريبية الخارجية كبقية المنتخبات الخليجية الأخرى.. غياب الإعداد الطويل.. غياب المباريات الودية القوية مع منتخبات يتحقق من خلالها الاستفادة وإكتساب الخبرة وحتى خلال معسكر الإعداد الداخلي لم يحصل منتخبنا على الوضع المناسب الذي يجعله يعطي كل تركيزه داخل الملعب فقد خاض تداريبه في الظلام وعلى الكشافات اليدوية.. ضف إلى ذلك عدم التنظيم الجيد لقيادات المنتخب والبعثات خلال سفره لخوض المباريات الودية.. وخاض لاعبو المنتخب ساعات طويلة من المتاعب وافتراش أرضيات المطارات لساعات طويلة.
هكذا عانى اللاعبون الكثير والكثير من المتاعب قبل الوصول إلى الرياض لخوض هذه المنافسة وانطلاقاٍ من كل هذه الظروف فقد رأى المتابعون أن المشاركة لن تكون مختلفة عن سابقاتها لأننا اعتدنا العشوائية والإخفاق لتسيير عمل الاتحاد العام للعبة الذي لم يسر وفقاٍ لمنظومة عمل مؤهلة ومتخصصة لتطوير اللعبة.. والدليل أن ما يعطى للمنتخب من دعم بسيط لم يصل إلا الشيء البسيط الذي يعطيه للمحوشين والمنظمين للبعثات المرافقة التي تشمل برلمانيين وقيادات في الدولة وأصحاب ورفاق مسؤولين بالاتحاد ويبقى الرياضيون هم الأقل اهتماماٍ.
المهم أن تحضر قياداتنا الرياضية إلى منصات البطولات ويضعون رجلاٍ على رجل ويبتسمون أمام كاميرات التصوير ولا يهم ما يخرج به منتخبنا وما يشعر به لاعبونا.
لقد فاجأنا هؤلاء الأبطال.. وفاجأوا حتى قيادات اتحاد الكرة التي لم تعمل في حسابها تقديم مستوى مثل هذا ولم تطمح للتأهل إلى الدور الثاني في كل المشاركات الخارجية وتظل حساباتها في صرفيات المنتخب للدور الأول كما حدث في بطولة غرب آسيا قبل خليجي 20 عندما أعطوا صرفيات للبعثة للدور الأول فقط وعندما تأهل المنتخب لم يجد ما يصرف خلال منافسات الدور الثاني وحتى التذاكر والحجوزات يعملوها ذهاباٍ والعودة يتم الحجز للبعثات مع الدور الأول.
هكذا عودنا الاتحاد العام لكرة القدم دائماٍ بالفعل والعشوائية والتصاريح والواقع هش عشوائي ليس له علاقة بالعمل الرياضي المنظم.
هؤلاء الأبطال.. قدموا عروضاٍ قوية ومتميزة وفاجأوا الجميع.. وأخرصوا ألسن كل من كانوا ينظرون لهم باستنقاص.. وأنهم الحلقة الأضعف التي يسهل تجاوزها.. وتنظر فرق المجموعة على أن مواجهة منتخبنا مجرد إسقاط واجب أما الثلاث النقاط فهي مضمونة في رصيدهم.. الكل قال ذلك وتوقع.. من إعلام ومحللين ونقاد ومدربين وجماهير.
اليوم.. اختلف الحال.. وأكد نجوم منتخبنا أنهم الحصان الأسود في البطولة.. والمفاجأة التي سلبت الإعجاب والأنظار وكسبت الاحترام من قبل الجميع.
فاجأوا الخصوم وحبسوا أنفاسهم وأهاجوا غضبهم وأفقدوهم صوابهم.. وكانوا هم من يتحكم في مصير مواجهاتهم وهم من يكتبون سيناريو المواجهات مع الخصوم ولم يتركوا خياراٍ في ذلك لخصومهم.. كانوا القادرين على تحديد ملامح المواجهات.. وقلبوا التوقعات.. ولخبطوا الحسابات ليتركوا باب التنافس مفتوحاٍ في المجموعة ويثيروا الرعب في قلوب الكبار من كانوا يعتبرون أن طريقهم إلى النهائي مفروش بالورود.. فأصبحوا اليوم أمام تحد هو الأصعب والأقوى.. وهو المنتخب اليمني.
هؤلاء الأبطال.. أعادوا الأمجاد والملاحم التاريخية لحضارة اليمن التي تتجاوز آلاف السنين وأعادوا إلى الأذهان عظمة الرجل اليمني المكافح الصبور الطموح الذي يتحدى الواقع ويقهر الظروف.
هؤلاء الشباب الأبطال وحدوا القلوب اليمنية التي فرقتها السياسة البغيضة.. وعلموا الجميع درساٍ في حب الوطن والولاء له ولعلمه.
هؤلاء الأبطال أعادوا إلينا الفرحة التي افتقدناها منذ زمن بعيد رفعوا الرؤوس وبيضوا الوجوه وجعلوا علم الوطن يرفرف بشموخ وبكبرياء بين أعلام الدول الشقيقة.. وأصبح الكل يتكلم ويتحدث عنهم بإعجاب واحترام.
هؤلاء الأبطال المكافحون أسعدوا الجميع وجعلوا من المنافسة الخليجية جمالاٍ ومتعة يتمنى الكل أن لا تنتهي أبداٍ.
هؤلاء علموا الجميع درساٍ بأن النجاح لا يقف عند الإمكانيات والظروف الأفضل.. بل أكدوا أن حب الوطن والولاء له والحماس والطموح هو السلاح الأقوى في بلوغ النجاح.
هكذا دروس كثيرة وعديدة قدمها هؤلاء النجوم الأبطال الذين صنعوا من أنفسهم حديث الدورة الخليجية بالرياض وخطفوا الأنظار والاهتمام إليهم لأنهم أبطال بما تعنيه الكلمة.
لقد أصبح تواجد اليمن في دورات الخليج أشبه بنكهة البخور الذي يجعل الأجواء تعج بالروائح العطرة.. فالمنتخب اليوم.. أعطى المنافسة الحماس والندية.. وجماهيرنا الرائعة التي تتوافد بكثرة لمؤازرة منتخبها كانوا الأروع والأجمل في الدورة.. وكما قال الكثير من المحللين والنقاد الرياضيين الخليجيين وفي مقدمتهم السعوديون أن الجمهور اليمني أنقذ البطولة من الفشل فلولا الجمهور اليمني لأصبحت الملاعب خالية.. وقالوا إنهم يخشون أن يخرج المنتخب اليمني من البطولة وتفتقد البطولة الجمهور اليمني الذي يعتبر هو الأفضل في الدورة وأعطاها حماساٍ وتنافساٍ ويخشى السعوديون أنه خلال لقاء منتخبنا مع نظيره السعودي يكون الجمهور اليمني أكثر من الجمهور السعودي.
ختاماٍ.. تحية حب واحترام وتقدير للاعبينا الرائعين وجماهيرنا الوفية المميزة دائماٍ التي تؤكد أن حب الوطن فوق كل شيء وأسمى من كل شيء وفخر الوطن وعزته من عزة أبنائه وبالتوفيق لكم جميعاٍ.
سكوب .. افرحنا جميعاٍ .. وصنع المعجزة
المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب سكب العسل وذاق حلاوته كل الجماهير اليمنية المتعطشة للنجاح .. وقدم منتخباٍ يمنياٍ يرفع الرأس.
سكوب استطاع خلال فترة وجيزة ان يوجد منتخباٍ رائعاٍ منسجماٍ ومتجانساٍ ومتكاملاٍ ويبرمجه على شفرة يصعب على الجميع فكها .. صنع الاعجاز للكرة اليمنية عجز قبله مدربون عالميون كباراٍ أن يصنعوه.
أوجد منتخباٍ رائعاٍ من الشباب الموهوبين الذين قدموا وجبات من الامتاع للجماهير اليمنية في كل مكان وأسعدهم وأسعدنا وأعاد لنا الثقة في منتخبنا التي فقدناها منذ سنوات طويلة .. وأعاد لنا الفرحة من جديد ووحد الشعب اليمني وأنسانا الظروف الصعبة التي تمر بها البلد.
أتمنى أن يجد هذا المنتخب العناية والدعم والاهتمام من قبل المعنيين حتى يكون منتخب المستقبل .. وألف شكر للمدرب سكوب على ما قدمه حتى اللحظة.

قد يعجبك ايضا