»واتساب« يتصدر وفيسبوك ويوتيوب يتبعان..
دراسة علمية: مواقع التواصل الاجتماعي تعزز تحصيل طلاب الجامعات اليمنية
الثورة / هاشم السريحي
كشفت دراسة أكاديمية حديثة عن اعتمادٍ واسع النطاق من قبل طلبة الجامعات اليمنية على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار والمعلومات والمعرفة الأكاديمية، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة في البيئة التعليمية محليًا وعالميًا.
الدراسة، التي أعدها الباحثان أحمد العجل وعبدالباسط الحطامي من كلية الإعلام بجامعة صنعاء، ونُشرت في مجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية، سلطت الضوء على أنماط استخدام الطلبة لمواقع التواصل، والدوافع المحفزة لذلك، ومدى تحقق الإشباع المعرفي والاجتماعي والترفيهي من هذا الاستخدام.
واتساب في الصدارة.. وفيسبوك ويوتيوب يتبعان
اعتمدت الدراسة على منهج المسح الوصفي الكمي، وشملت عينة مكونة من 412 طالبًا وطالبة من جامعتي صنعاء والعلوم والتكنولوجيا، بوصفهما تمثلان التنوع الجغرافي والمجتمعي للطلبة في مختلف المحافظات.
وأظهرت النتائج أن تطبيق «واتساب» جاء في المركز الأول من حيث الاستخدام بنسبة 72.10%، يليه فيسبوك ثم يوتيوب، بينما سجلت منصات مثل تويتر وغيرها نسب استخدام أقل بكثير.
دوافع معرفية في المقام الأول
بلغ المتوسط العام لدوافع استخدام الطلبة لهذه المواقع 2.61 على مقياس من 1 إلى 3، وهي نسبة مرتفعة، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو استخدام تلك المنصات في تحقيق أهداف تعليمية وعلمية، منها:
• الحصول على معلومات مفيدة في التخصص الدراسي.
• إنجاز البحوث والتقارير الجامعية.
• اكتساب مهارات وخبرات أكاديمية ومهارية.
• متابعة الأحداث العامة والمحتوى الذي يهمهم.
وبحسب الدراسة، فإن الإشباعات المعرفية والمهاراتية تصدّرت دوافع الاستخدام، تليها الإشباعات الإعلامية والاجتماعية، في حين جاء الاستخدام الترفيهي والتسلي في المرتبة الأخيرة، ما يعكس صورة مغايرة للتصور النمطي حول منصات التواصل كمجرد وسيلة للترفيه.
علاقة إيجابية مع التحصيل الدراسي
أحد أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو وجود علاقة ارتباط طردية ذات دلالة إحصائية بين استخدام الطلبة لمواقع التواصل وتحصيلهم الأكاديمي. إذ وجدت الدراسة أن الاستخدام الواعي لهذه الوسائل يمكن أن يعزز من القدرات المعرفية والتفاعل الدراسي، ويسهم في تحقيق نتائج تعليمية إيجابية.
توصيات أكاديمية ومجتمعية
وختامًا، قدم الباحثان عدة توصيات لتعظيم الفائدة من هذه الظاهرة الرقمية، منها:
• إرشاد الطلبة نحو الاستخدام الإيجابي والآمن للتواصل الاجتماعي.
• دمج هذه المنصات في العملية التعليمية، وتوظيفها في خدمة المناهج وتيسير التواصل بين الطلاب والهيئة التدريسية.
• تعزيز دور الجامعات في مراقبة وتوجيه المحتوى الرقمي الموجه للطلبة.
• رفع الوعي بمخاطر الاستخدام المفرط أو غير المسؤول لمنصات التواصل، وتوفير برامج تدريبية في المهارات الرقمية والمعلوماتية.
شباب الجامعات وتحوّل المشهد المعلوماتي
تعكس نتائج الدراسة نقلة نوعية في مصادر المعرفة لطلاب الجامعات اليمنية، حيث انتقل الاعتماد من الوسائل التقليدية إلى منصات رقمية تفاعلية، تتيح للطالب التحكم في ما يقرأ ويتابع، وهو ما يتطلب من مؤسسات التعليم العالي استجابة استراتيجية تواكب هذا التحوّل الرقمي في السلوك الأكاديمي للطلبة.