المجرمون والإجرام يجتمعون ويقررون؛ أما الإنسانية والإجرام لا يجتمعان لانهما نقيضان لا يلتقيان ؛شتان بينهما بعد المشرق والمغرب ؛المجرم المطلوب للعدالة الدولية والشريك له في استهداف مخيمات اللجوء الإنساني بحرقها ومن فيها يسعون لاستكمال جرائم الإبادة والتهجير القسري ، وليس ذلك بل انهم اتهموا “الانروا” بأنها داعمة للإرهاب و شنوا الحملات الإجرامية والإعلامية عليها وطالبوا بسحب صلاحياتها ؛ومنعوا المساعدات التي كانوا ملتزمين بها أخلاقيا وإنسانيا أمام الرأي العام الدولي والمحلي من أجل تحسين صورتهم بعد كل الإجرام الذي مارسوه في حق الشعوب والأمم.
«الأونروا” تشكل لهم عائقا لأنها لا تخضع لهم ولم يستطيعوا السيطرة عليها و لم يستطيعوا أن يمرروا مؤامراتهم الإجرامية حتي الآن من خلالها ؛اسقطوا قرارات الأمم المتحدة وافشلوا عمل مجلس الأمن من اجل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي يتقنونها ويتفوقون بها على مكائد الشيطان .
حكومة وإدارة(ترامب )لم تستطع إخفاء وجهها الإجرامي الذي كان يغلف تدخلاتها ودعمها للإجرام الصهيوني كما في السابق بل أظهرت كل قبحها وإجرامها في حق الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية وذلك لأنها تجر اليوم خلفها التحالف الصهيوني الصليبي من صهاينة العرب والعجم؛ وإن كان بعض المجرمين ما زلوا يصرحون عكس ما يبطنون ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)).
ليست الأونروا وحدها التي تشكل للمجرمين عائقا لاستمرار الحصار والإبادة بالجوع والقتل والتهجير، بل لجنة حقوق الإنسان أيضا لذلك فقد طلبوا من الأمم المتحدة عزل المقررة الأممية (فرنشيسكا البانيز) المعنية بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ووصفوها بأنها معادية للسامية وداعمة للإرهاب والسبب أنها تحدثت عن المجازر التي يرتكبونها في حق الأبرياء والعُزل من النساء والأطفال في غزة وفلسطين، وأكدت ارتكابهم جرائم الإبادة والتهجير القسري وهو ما يسعي إليه صهاينة العرب والغرب ولا يريدون أن يعرف العالم بعض حقائق إجرامهم .
جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري تمثل انتهاكا لكل الأعراف والمثل والمبادئ الإنسانية والدولية وهم يريدون استكمال مشروعهم الإجرامي بكل الوسائل والسبل، استخدموا كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ليبيدوا كل من في غزة يريدون محوها من الوجود، فالمشروع الاستعماري الاستيطاني لن ينجح بغير ذلك؛ يستحضرون الإخفاقات التي أسقطت كل المشاريع الإجرامية السابقة منذ ما سمي بالنكبة والتي لم توثق جرائمهم بالصوت والصورة كما اليوم.
استهدفوا مقررة الأمم المتحدة لا لشخصها ولا لجنسيتها بل لأنها كشفت أن استمرار الإجرام الصهيوني في غزة راجع إلى الأرباح الخيالية التي تجنيها الشركات من (الاحتلال الاستيطاني وغير الأخلاقي وغير القانوني ومن نظام الفضل العنصري والإبادة الجماعية)الأمر الذي استفز رأس الاستثمار الإجرامي الذي يقود الشيطان الأكبر وعصابته الإجرامية في واشنطن والأراضي المحتلة وبقية العواصم الداعمة والمؤيدة للإجرام واستمراره حتى تحقيق ما يطمحون إليه.
يريدون مواصلة جرائمهم وتهجير سكان غزة وسيتكفل صهاينة العرب بإعادة الإعمار لصالح المجرمين الصهاينة، وأيضا تكلفة تسكين أهل غزة وتوطينهم في غير أرضهم سواء مصر أو الأردن أو غيرها المهم هو إنشاء مشروع (ريفيرا )الشرق الأوسط على دماء وأشلاء النساء والأطفال وتحقيق ما عجز عنه المجرمون الأولون .
الإجرام الذي يمارسونه يتجاوز كل الإجرام ولم يسبق له في التاريخ مثال كما يصرح بذلك الدارسون حتى من اليهود انفسهم وهو ما جعل بعض سياسيي الغرب من دول عريقة في ارتكاب الإجرام ضد الشعوب والأمم الأخرى مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وغيرها ، فوزير الخارجية الفرنسي السابق (دوفيلبان)دعا إلى يقظة أخلاقية وإحلال السلام والعدالة فالإنسانية باتت على المحك من هول ما يجري في غزة )وذلك يعني أن الإجرام لم يعد في حدود المسكوت عنه.
تصريح دوفيلبان -وقبله رؤساء البرازيل وفنزويلا والأكوادور وغيرهم- لم يحرك ضمائر المجرمين الذين يعملون جاهدين على استكمال مشاريعهم الإجرامية خاصة وقد تمكنوا من سفك دماء العرب والمسلمين وبمباركة ودعم من الأنظمة الحاكمة التي تدين لهم بالوجود والاستمرار لأن في ذلك ضمان أكيد لاستمرار سيطرتهم واستحواذهم علي الثروات والشعوب .
هذه الجرائم التي يتم ارتكابها اليوم ليست وليدة اللحظة أنها ثمرة تخطيط لسنوات مضت ومؤامرات تمت ومراحل متتابعة بدأت بتحطيم الشعوب العربية والإسلامية من خلال تلك الأنظمة بإثارة النعرات الطائفية والعشائرية والمذهبية والعنصرية والجهوية و القُطرية كأساس لتحطيم كل مصادر القوة والوحدة من أجل توطين اليهود في فلسطين وتمكينهم من الهيمنة والتفوق تحت العناوين الاستعمارية (الشرق الأوسط الجديد)وهو أمر لم يعد خافيا على أحد وآخرها تصريح مجرم حرب العراق(توني بلير)رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عنما قال: “بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فالمواجهة يجب أن تكون مع المتطرفين من السُنة والشيعة يجب أن نعترف بهذه الحقيقة أننا اذا لم نقض على الإسلام سيصل إلينا ؛لذلك يجب تكوين تحالف دولي عالمي مع جميع الفرقاء المختلفين معهم خاصة روسيا والصين من أجل ضمان هزيمته والقضاء عليه “ ؛صحيح انه اعترف انهم غزو العراق ودمروه بناء على تقارير كاذبة لكنه اليوم يكذب ويستمر في كذبه لصالح التحالف الإجرامي الذي يخدمه ويحظى بالدعم اللامحدود من منظومة مستعمرات الخليج ، لكن ليس بذات المقدار الذي دفع للإمبراطور الداعم للإجرام ترامب.
الأونروا يجب وقفها ومنعها من تولي توزيع المساعدات الإنسانية ومقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (فرنشيسكا البانيز)يجب عزلها والمساعدات الإنسانية يقومون بتوزيعها من خلال عملاء المخابرات الأمريكية واليهودية ولكن تحت مسمي(مؤسسة غزة)وبذلك يستغلون المساعدات لارتكاب جرائم الإبادة من خلال خلط الدقيق بالمواد السامة وهو ما كشفه الطبيب الفلسطيني د.حسام حمودة انه تم خلط الدقيق بمادة (الاوكسيكودون)التي تضعف الجهاز التنفسي وتسبب فقدان الوعي والهلوسة والسلوك العدواني وقد تنتهي إلى الوفاه؛ وهذه جزء من العينات لا كل العينات الأخرى التي لن يهمل الجوع القاتل التعرف عليها.
وأما الجموع الكبيرة فسيتم اطلاق النار عليهم وقتلهم في مجازر شبه يوميه ومن لم يحالفه الحظ في القتل بواسطة المساعدات أو الطوابير فسيموت جوعا وهذا يعد أسلوبا جديدا في الإبادة الجماعية .
تحالف الشر يعمل على ارتكاب ابشع جرائم الإبادة والتهجير القسري والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب متجاوزا كل القيم والمبادئ والأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية رافعا راية الحملات الإجرامية الصليبية وشعار مجرم الحرب السابق (بوش )-من ليس معنا فهو ضدنا- الأمم المتحدة لا تساوي شيئا ومجلس الأمن مسلوب الصلاحيات والقرارات وهو ما جعل أمين عام الأمم المتحدة(غوتيرش)يدعو المجتمع الدولي إلى تقييد استخدام حق النقض الفيتو في جرائم الإبادة الجماعية التي يتم ارتكابها ورعايتها وحمايتها من أمريكا ،وبرغم الإجماع العالمي من الشعوب والأمم والأنظمة التي مازالت تمتلك الإرادة والحرية والإنسانية.
أما الأنظمة المتصهينة فقد انحطت إلى ما دون الإنسانية وأخذت تدعم الإجرام الصهيوني وتطلب منه سرعة الإجهاز على المستضعفين في أرض فلسطين وغزة ، ومع ذلك فلا زالت الإنسانية بخير فها هو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يعلن تضامنه مع غزة ويحمّل المسؤولية حكومات أوروبا وأمريكا عن كل الجرائم التي ترتكب في غزة ؛ووصف الأمم المتحدة بانها ومؤسساتها لا تساوي شيئا، في سابقة لم تحصل في التاريخ؛ أما زعماء الأمتين العربية والإسلامية فلم يذكرهم ولم يناشدهم لأنهم اصبحوا شركاء في الإجرام بشكل لم يعد يخفى على أحد.