الاستحداثات المخالفة تؤخر إدراج مدينة جبلة ضمن قائمة التراث العالمي


> بعض المعالم الأثرية تم ترميمها بطريقة عشوائية لا تتناسب وطابعها الأثري

> أحد القضاة النافذين قام ببناء أربعة دكاكين تجارية في حرم قصر الملكة أروى

> اختفاء العديد من الألواح والأخشاب الأثرية ونهب المخطوطات النادرة

قال الأخ مصطفى خالد مستشار وزير الثقافة وعضو هيئة الرقابة على مخرجات الحوار الوطني إن مدينة جبلة التاريخية مؤهلة بشكل كبير جدا لتتبوأ مكانة مرموقة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي لولا الإهمال والاستحداثات المخالفة والاعتداءات المتكررة على تراثها الإنساني الذي عرقل إدارجها ضمن قائمة اليونسكو مؤكداٍ أن مدينة جبلة التاريخية مسجلة ضمن قائمة الاحتياط للتراث العالمي منذ سنين طويلة إلا أن إدخالها بشكل كامل يحتاج إلى تهيئة وتطبيق للمعايير التي تفرضها اليونسكو للانضمام إلى هذه القائمة.
وأشار مستشار وزير الثقافة في هذا اللقاء إلى ضرورة تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية لإزالة الاستحداثات المخالفة والتشوهات ومعالجة ترميم المعالم التاريخية العظيمة التي تتجسد فيها عظمة وكبرياء الإنسان اليمني وذلك للوصول إلى نتائج على طريق الحصول على موافقة اليونسكو لضم هذه المدينة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي..
وتطرق أيضاٍ إلى العديد من السمات التي تتميز بها مدينة جبلة التاريخية والاعتداءات التي تمت فيها وكذا الأخطاء التي ارتكبت أثناء ترميم بعض المعالم الأثرية والجهود المبذولة لإدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وغيرها من القضايا التي نتابعها فيما يلي:

* لماذا تأخر إدراج جبلة في التراث العالمي ¿
– مدينة جبلة منذ سنين طويلة مسجلة ضمن قائمة الاحتياط للتراث العالمي إلا أن إدخالها بشكل كامل يحتاج الى تهيئة وتطبيق المعايير التي تفرضها اليونسكو للدخول ضمن هذه القائمة ويحدونا الأمل بتعاون الجهات الرسمية والمنظمات الشعبية والمدنية في توعية المواطنيين بالالتزام بهذه المعايير كما أن على أجهزة الدولة بكافة وزارتها ومكاتبها كلَ فيما يخصه العمل على إنجاز البنية التحتية والرقابية لنتمكن من الوصول الى نتائج ايجابية على طريق الحصول على موافقة اليونسكو.
وهذا لن يتم دون تعاون أبناء المدينة والمجلس المحلي والأخ محافظ المحافظة والذي نلمس منه تعاونا كبيرا واهتماماٍ ملموساٍ وحرصاٍ كبيراٍ على المواقع التاريخية والمحافظة عليها وحمايتها من المعتدين والمستهترين بتراث الوطن وتاريخه.
كما أن جبلة مؤهلة بشكل كبير جداٍ لتتبوأ مكانة مرموقة في قائمة اليونسكو إلا أن الاستحداثات قد تعرقل إدراجها ضمن التراث العالمي حتى يتم إزالة تلك الاستحداثات والتشوهات ومعالجة وترميم وإحياء المعالم الكثيرة التي تميز هذه المدينة الرائعة والاستثنائية.
عمل عشوائي
* كيف تقيمون عملية الترميم في مسجد الملكة أروى منذ أكثر من 15 سنة وقصرها منذ 7 سنوات ¿
– بالنسبة للمسجد تعرض للتصدع بدلا من الترميم دون دراسة احترافية مسبقة لعملية الترميم مما غير بعض ملامح البناء القديم مثل القضاض والشرانف والنقوش والكتابات على الأحجار والدوائر النصفية للأعمدة حيث تم نزع الأحجار من ظواهر مبنى الجامع مما أدى إلى حدوث تشققات تم معالجتها بصب الجص المذوب لتغطية هذا العمل العشوائي غير الاحترافي والغاء السواقي المخفية والعتبات الحجريه خاصة بالجهة الغربية للمدرسة العلمية وتخريم الجدار المحنش للجهة الشرقية المواجهة (لدرجة الألف) حيث كان الجدار بأحجار محنشة حميرية ثم اتجهوا بعد التشويه بالقضاض بطريقة عشوائية إلى تدمير أعمدة صرح الجامع ومن ثم إلى الطابق الأسفل (السماسر) التي تم ترميمها بطريقة لاتتناسب وطابعها الأثري وتم رفع الطريق عن الصلول مما ادى إلى ارتفاع الطريق عن مستوى فتحات الحوانيت الأمر الذي تسبب بدخول السيول إلى الحوانيت ورغم ترميم المباني القبلية للجامع إلا أنها دمرت بعد ترميمها وتدمير الحمامات من الجهة الجنوبية والقباب والمياضير من الجهة الغربية وتم تغيير عتبات ومرادم الحجرية ومنافذ المدرسة العلمية بعتبات ومرادم خشبية حديثة وتم أخذ الألواح والأخشاب القديمة الأثرية واختفت تماما إضافة إلى اختفاء باب مقام الملكة الأثري والثري بالنقوش مع الأحومة الخشبية واختفاء مسبحة السيدة الأثرية الأصلية كما أن هناك الكثير من المخطوطات النادرة تم نهبها وتم استبدال ألواح خشبية مخالفة للنمط المتماثل للألواح المجاورة لها وإحداث تشققات في سطح الجامع الظاهر للعيان كما فشلت عملية ترميم السطوح بشكل كلي وتكسير السلم المدعم بالسقالات الحديدية الذي يتم منه الصعود إلى المصندقات المزخرفة بالفسيفساء فوق القبلة وتأجير الحمامات البخارية للجامع دون وجه حق وهذا يدل على سوء عملية الترميم والغش في المواد التي تم استخدامها رغم المبلغ المرصود للترميم والذي يقدر بأكثر من 300 مليون ريال في حين أن اللجان الفنية المتخصصة التي أشرفت على موقع العمل للجامع أكدت على حجم هذا الدمار من خلال تقاريرها وأوضحته ملفات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهذا غيض من فيض وشاهد عيان على تفشي الفساد وانعدام الضمير. وقد تم الاتفاق مع المحافظ على تشكيل لجان متخصصة من وزارة الثقافة والأوقاف تحت إشراف المحافظ شخصياٍ وذلك للوقوف على الفساد الذي تم داخل الجامع وغيرها من المعالم الاثرية وتم الاتفاق على أن لا يعتمد أي تصريح للبناء أو الترميم إلا تحت توقيع المحافظ من أي جهة كانت.
غيث وإهمال
* وماذا عن قصر الملكة أروى بنت أحمد الصليحي¿
– أكد مستشار وزير الثقافة أنه تم العبث بمساحاته وفضاءاته حيث أن القصر يشمل مساحة كبيرة لا زال منه مبان يسكنها بعض الأهالي وبعضهم قام بالاعتداء على أحجار وأخشاب القصر ومساحته والاعتداء الأكبر هو ما قام أحد القضاة بالاعتداء على حرم القصر وبناء أربعة دكاكين تجارية مستغلاٍ نفوذه وعمله كقاضُ في محكمة استئناف محافظة إب, متناسياٍ أن هذا المعلم التاريخي العظيم يتجسد فيه عظمة وكبرياء الإنسان اليمني وهو ليس ملكاٍ لأحد وإنما ملكاٍ للشعب اليمني وتاريخه العظيم خاصة وأن الدولة الصليحية والملكة أروى قد اوقفوا ملايين الهكتارات الزراعية لمصلحة الناس.
مع العلم أن لجامع الملكة أروى وقصرها أوقافاٍ لا تستطيع أن تحملها السجلات الضخمة إلا أن الأقدارقد جعلتها في أيدي العبث والإهمال.
توقف أعمال الترميم
* هل من معالم أثرية تم اكتشافها حديثا¿
– نعم أثناء ترميم أجزاء كبيرة من أطلال القصر ظهرت هناك العديد من المعالم الأثرية الإضافية التي تبين أهمية هذا المعلم من برك وسواقي ومجاري الصرف الصحي وصالات الاجتماعات وسراديب وممرات سرية وسدود وحمامات بخارية واصطبلات الخيول ومرابطها ومدافن الحبوب ومشاوف السلاح والنبال والدوايين وبعض العملات المتداولة ومعاصر الزيت ومعامل سك العملات ومطاحن الحبوب وغيرها, واستمرت الترميمات من 2005م وحتى 2012م إلا أنه تم الاعتداء على المهندسين والعمال وايقاف العمل لأكثر من مرة وحتى هذه اللحظة و أعمال الترميم متوقفة وقد قام المحافظ القاضي يحيى الارياني بتوجيه رسالة لصندوق التراث لاستئناف واستكمال الترميم نظراٍ لأهمية هذا المعلم التاريخي والأثري الهام الذي يعتز ويفتخر به كل مواطن شريف على هذه الأرض الطاهرة وستقوم الدولة بردع أي معتد من أي طرف كان.
ضعف الرقابة
* كانت المشاريع التي بنتها السيدة أروى تخصص لها أوقافاٍ كلا على حدة ..لماذا تغيب عملية الترميم الحقيقية رغم وجود موارد¿
– كانت السيدة الملكة أروى بنت أحمد تنشئ المصالح العامة من مساجد وسواقي ومراعي ومقابر ومدارس وجسور وسدود وتخصص لها أوقافاٍ خاصة بها في كل أرجاء اليمن الكبرى وذلك لضمان تقديم خدماتها للمواطنين على أكمل وجه على المدى الطويل إلا أنها اليوم تتعرض للإهمال والتدمير نتيجة ضعف أداء إدارة الأوقاف.
بناء داخل السد
* نلاحظ أن هناك اعتداءات مستمرة على المواقع التاريخية والأثرية وعلى سبيل المثال ما حصل هذا الأسبوع من اعتداء في سد أبلان التاريخي ¿ ما هي الإجراءات التي قمتم بها ¿
– بالنسبة لهذا الموضوع فقد تم ابلاغ المحافظ فورا ثم قمنا بالانتقال مع مدير عام الآثار بالمحافظة الأستاذ فؤاد القشم وبعض الجهات المعنية وجمعية أروى للتاريخ والآثار والإعلام وذلك لإطلاع الرأي العام على حجم الجريمة التي تم ارتكابها في هذا السد الأثري حيث قامت مجموعة من المعاول البشرية ببناء مبنى بداخل السد والعبث بمحتوياته الأثرية بطريقة غير لائقة وسنرفع تقريراٍ مفصلاٍ لمحافظ المحافظة ووزير الثقافة لوقف هذا الاعتداء, كما أننا نعتقد أن هناك مشروعاٍ منظماٍ ومدروساٍ ومبرمجاٍ يهدف إلى تدمير الآثار وطمس المعالم التاريخية في محافظة إب عموماٍ وما تركته الملكة أروى خصوصاٍ كصلبة السيدة بمدينة إب التي تصل مساحتها إلى 25 الف قصبة التي تم بناء منشآت عليها, مع العلم أن الوقف لما أوقفه الواقف.
وعليه نناشد رئيس الجمهورية والمحافظ التوجيه بتعويض أوقاف الملكة أروى بأراضُ تساوي هذه الأرض بسعر الزمان والمكان وتوقف هذه الأراض لما أوقفته الملكة من مشاريع خيرية.

قد يعجبك ايضا