
أكدت منظمة الصحة العالمية بان تراجع عدم وجود دراسات وأبحاث ضد ايبولا القاتل سببه جشع الجهات ذات العلاقة التي تسعى إلى الربح وإفساح الطريق أمام هذا الوباء كي يتمدد ويتوسع بهدف تحقيق مكاسب مالية كبيرة دون التفكير بالعواقب الذي سيخلفها ايبولا لأن المرض لم يغادر حدود البلدان الأفريقية الفقيرة سابقا..في حين أشار باحثون إلى أنهم نجحوا في تطوير أول سلالة وراثية من الفئران التي يمكن أن تصاب بالايبولا يأتي ذلك في إطار تسارع الجهود المبذولة خلال الآونة الأخيرة من اجل تطوير لقاحات ضد فيروس ايبولا المميت والأخطر في تاريخ البشرية والذي يهدد حياة سكان الكرة الأرضية ..
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان في كلمة ألقتها أمام اللجنة الإقليمية لأفريقيا في بنين أمس “عمليا لم يكن هناك حافز مادي لإجراء بحوث ودراسات علمية ولم يكن هناك ربح مضمون لذلك لم تستثمر الأموال في إنتاج بضاعة الأسواق لا تستطيع تسديد ثمنها”مؤكدة أن المنظمة حاولت جذب الأنظار إلى هذه المشكلة ولكن دون جدوى والآن “أصبحت هذه المشكلة واضحة للجميع”.
وأشارت إلى أنه في خضم تفشي الايبولا الذي يجتاح أجزاء من غرب أفريقيا في أسوأ حالة طوارئ صحية عامة شهدها العصر الحديث هناك نقطتان أثارتهما المنظمة إلا أنهما لقيتا آذانا صماء لعقود.
وتتعلق النقطة الأولى بالحاجة الملحة إلى تعزيز النظم الصحية المهملة منذ فترة طويلة وأما الثانية فتتمثل في أنه على الرغم من حقيقة أن إيبولا ظهر قبل نحو أربعة عقود إلا أن المتخصصين لم يتوصلوا بعد إلى علاج أو لقاح.
ولمحت تشان إلى أنباء بأن علماء فرنسيين يعملون على ابتكار اختبار يمكن بواسطته تشخيص الإصابة بالفيروس خلال 15 دقيقة فقط وتم اختباره مخبريا بنجاح في انتظار اختباره سريريا في بداية العام 2015م.
ويستمر فيروس في الانتشار سريعا بشكل خطير رغم أنه ينحصر أساسا في بلدان القارة الأفريقية مخلفا هناك أعدادا مهولة من القتلى.
وصرح مسؤول أبحاث في منظمة أطباء بلا حدود على هامش مؤتمر طبي في برشلونة أن الوضع أقرب إلى كارثة في سيراليون حيث قضى الوباء على سكان قرى بأكملها مشيرا إلى أن حصيلة الوفيات بالحمى النزفية التي يسببها الفيروس أكبر مما أعلن.
وفي خطوة من شانها تسريع الجهود المبذولة خلال الآونة الأخيرة بغية تطوير لقاحات لمرض الايبولا القاتل نجح باحثون في تطوير أول سلالة وراثية من الفئران التي يمكن لن تصاب بالمرض وتظهر أعراضا مشابهة لتلك التي يتعرض لها البشر.
ولا تزال العقبة التي تواجه الباحثين حتى الآن في تطوير لقاح هي عجزهم عن اختبار أي من اللقاحات بصورة فعالة ضد وباء إيبولا إلا أن تطوير سلالة وراثية من الفئران كي تصاب بإيبولا يعد خطوة على طريق تحسين البحوث الرئيسية المتعلقة بعلاجات ولقاحات فيروس الايبولا بشكل كبير وهي العلاجات التي تتزايد إليها الحاجة بصورة ماسة في الوقت الراهن لوقف الأضرار الصحية والاقتصادية المصاحبة للمرض.
ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن رالف باريك الباحث المشارك في هذا الجهد الأخير وأستاذ علم الأوبئة لدى كلية غيلينغس للصحة العامة العالمية وكلية الطب لدى جامعة كارولينا الشمالية قوله :” لن يكون بوسعك الوصول إلى علاج لمرض الايبولا ما لم يكن هناك نموذج حيوان يحاكي أطياف مرض فيروس ايبولا”.
وتابع باريك حديثه في هذا السياق بالقول :” وتمكنا كفريق بحثي للمرة الأولى من إنتاج منصة مبتكرة لتطوير نماذج فئران جديدة بشكل سريع يمكنها تكرار المرض البشري لهذا الفيروس فضلا عن غيرها من مسببات الأمراض البشرية الناشئة الهامة”.
وأشار الباحثون إلى أن فئران التجارب التقليدية لا تظهöر عادة أعراضا خاصة بمرض الايبولا كتلك التي يظهرها الإنسان بما في ذلك الأعراض الحادة التي تسبب الوفاة.
وهو ما جعل الباحثين يتساءلون الآن عما إن كانت كل الفئران محصنة ضد الايبولا أو ما إن كانت بعض سلالات الفئران معرضة للإصابة وإن كان بعضها معرضا للإصابة هل سيكون بوسعهم تسخير القوة الوراثية للفئران لكي يحددوا أي الجينات التي من شأنها أن تجعل الأشخاص عرضة للإصابة بهذا المرض الخطير..