تقرير/ بلال الراسني –
> فلسطين تقرر التوجه لمجلس الأمن لطرح قضية الأقصى
وسعت أمس سلطات الاحتلال الإسرائيلي من دائرة اعتداءاتها المتكررة التي تشنها على الحرم القدسي والهادفة إلى إفراغ المدينة من هويتها وبشكل غير مسبوق
وعاشت أمس مدينة القدس أوقاتاٍ عصيبة جراء العنف الإسرائيلي المتصاعد بحق أبنائها والمستمر منذ أيام .
واستشهد أمس سائق فلسطيني بنيرات قوات الاحتلال عندما أطلق عليه النار جندي إسرائيلي واستشهد شاب فلسطيني آخر في المواجهات التي اندلعت عند بوابة المسجد الأقصى بعد ما حاول فلسطينيون منع مستوطنين من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة .
على اثر ذلك استدعت أمس الأردن سفيرها في إسرائيل على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية في المدينة
وأوردت وكالة بترا الأردنية إن الحكومة استدعت سفيرها في تل أبيب وليد عبيدات للتشاور ردا على اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك .
وكانت قوات إسرائيلية كبيرة مدججة بالسلاح قامت باقتحام المسجد الأقصى من إحدى بواباته الشمالية .
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن القوات الإسرائيلية اقتحمت باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وحاصرت الجامع القبلي.
ونقلت عن مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني قوله إن “أكثر من 300 جندي اقتحموا باحات الأقصى وبدأوا بمحاصرة المعتكفين بداخل الجامع القبلي وإطلاق الأعيرة المطاطية مما أدى إلى جرح عدد منهم ونقلهم إلى المستشفيات .
إلى ذلك أعلنت سلطات الاحتلال عن مقتل مواطن وجرح 13آخرين في حادث دهس لسيارة كان يقودها شاب فلسطيني في حي الشيخ جراح في القدس قرب مركز للشرطة.
وحذر أمس قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش ان استمرار اقتحام المسجد الأقصى سيفجر حربا دينية سيكون فيها اليهودي عدوا لكل مسلم
ونوه الهباش بخطورة الوضع بسبب ما قال عنه تجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء وانتهاكها لحرمة المسجد الأقصى.
إلى ذلك كررت أمس السلطة الفلسطينية وبالتنسيق مع الأردن دعوتها مجلس الأمن الدولي لعقد قمة لمنع حملة التصعيد الإسرائيلية بحق أهالي المدينة.
كما ذكرت بعض المصادر عن قيام مسؤولين فلسطينيين بإجراء مشاورات مع عدد من الدول ومن بينها المغرب لعقد قمة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي للوقوف على التطورات الخطيرة التي تشهدها المدينة المقدسة وكيفية مواجهتها .
وارتفعت وتيرة الغضب في الشارع الفلسطيني بشكل غير مسبوق بعدما أعلنت إسرائيل عن نيتها بغلق المسجد الأقصى أمام المصلين قبل أيام .
وتصاعدت وتيرتها أثناء وبعد الحرب على غزة ودعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى السكان اليهود للصلاة في باحات المسجد الأقصى وقيام عدد منهم باقتحام المسجد ومنع الفلسطينيين من دخوله في بعض الأوقات.
وفجر أمس اندلعت اشتباكات بين محتجين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى بعدما أعلنت إسرائيل بقرار غلق المسجد الأقصى لتعيد افتتاحه بفعل ضغوطات دولية مورسة عليها .
وأغلق الحرم القدسي الشريف لفترة وجيزة وأعيد افتتاحه. وتقول الشرطة الإسرائيلية أنها اشتبكت مع فلسطينيين رموها بالحجارة في المسجد الأقصى وأضافت أنها استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض المحتجين.
وتحتل إسرائيل مدينة القدس منذ أكثر من 60عاما وتمارس ضغوطات جمة على الفلسطينيين والساكنين في المدينة ولا تعترف بحقوقهم بالرغم من صدور قرارات مجلس الأمن الذي لا يعترف بالاحتلال .
وفي الآونة الأخيرة وسعت إسرائيل وبشكل غير مسبوق من عمليات اعتداءاتها المتكررة والرامية إلى طمس معالم المدينة المقدسة وتهويدها استباقا لأي مفاوضات تجريها مع الفلسطينيين مستقبلا في اطار مفاوضات الحل النهائي وفرض الأمر الواقع عليهم غير ان الفلسطينيين يرفضون ذلك ويطالبون بأن تكون القدس عاصمة لهم .
من جهة أخرى أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس ان القيادة الفلسطينية قررت “التوجه إلى مجلس الأمن فورا” لطرح مسالة التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصى. وقال ابو ردينة في تصريح صحافي وزعه مكتب الرئاسة الفلسطينية “ان القيادة بدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن”.
وذكر أبو ردينة في بيانه ان “الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي”.
واضاف ان هذا “يؤكد اننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى الأمر الذي حذرنا مراراٍ بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياٍ وإقليمياٍ وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة”.
