الأقزام.. بين المعاناة وسخرية المجتمع

عندما يفقد المجتمع إحساسه وشعوره بالبعض منه تغدو الطريق معبدة نحو الهاوية وهناك يسقط المجتمع سقوطا أخلاقيا ذريعا ليصبح غير قادر على النهوض من جديد والسبب عدم النظر إلى معاناة الآخرين باعتبارها أقدار قادمة من السماء لا علاقة للإنسان فيها.
ذلك هم الأقزام الذين أصبح قöصر أجسادهم مثارا لسخرية مجتمع لا يعبأ بالجراح التي يصنعها في نفوس هؤلاء الصغار الأقزام إلا من الإرادة.
الثورة اقتربت من معاناة الأقزام التي يصفها المجتمع كما هي دون مساحيق بالتقزم وخربت بالحصيلة التالية:
حيث القيت بـ/عبدالمنعم الحرازي 36 عاما يقول في بداية حديثه لنا: إن تقزم أجسادنا حالة مرضية تعامل معها المجتمع للأسف بانتقاص وسخرية ولو على حساب الدوس على كرامة ومشاعر الكثير ممن يعانون التقزم مثلي.
وأضاف الحرازي قائلا: نحن الأقزام نجد لهم العذر عندما يسخرون منا فمنظر أجسادنا تدعو مثلا للسخرية لكن ما لا عذر لهم فيه هو عدم تقديرهم إلى ما نعانيه من تقزم لا علاقة لنا به ولو كنا نحن من نختار لخترنا أن تكون أشكالنا في غاية الجمال.
وأردف الحرازي قائلا: في مرحلة الطفولة عانينا من انتقاص وسخرية أترابنا في المدرسة والحارة والشارع وعندما كبروا هم وكبرنا نحن أيضا عمرا ظلت أجسادنا عرضة للسخرية من الكبار.. وياليت أن الأمر توقف عند حدود السخرية فقط ولكن تجد الكثير من أبناء المجتمع يعتبر التقزم إعاقة ويفرض عليك أنك معاق والحقيقة أنك إنسان لا ينقصه شيء ويمارس حياته بصورة طبيعية.
وأشار الحرازي إلى أن استهتار المجتمع بالمعاق أو بالقزم أو بصاحب العاهة هي ثقافة تشكلت بسبب تراكمات من الأخطاء وبقاء حقوق الناس مهدرة.
فلا جهة تحميك ولا نصوص قانونية تحمي كرامتك من الهدر.
وما نعانيه من صعوبات ليست بعيدة مما تعانيه الكثير من الفئات مثل المعاقين والمهمشين وبعض الفئات الاجتماعية وهو عدوان مجتمعي يمارس بصمت.
وأكد عبدالمنعم الحرازي قائلا: إنه لا يعرف أن جهة من الجهات المختصة قد توقفت أمام المعاناة التي نعانيها في المجتمع.. ولا يعرف أيضا أن هناك منظمة أو جمعية تنظر في شئون الكثير من الأقزام مع أهمية دور الجهات المختصة والجمعية في الوقوف مع قضايا الأقزام.
والعمل على استعابهم في الوظائف وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء منهم وكذلك في جانب نشر ثقافة تخلق وعيا مجتمعيا بخطورة التعرض للآخرين بسبب ما يعانوه في أجسادهم أو ما يعانوه من أمراض خاصة والعالم من حولنا ليعطى حقوق كثيرة لفئات في المجتمع مثل المصابين بالايدز وبعض الأمراض الخطيرة الأخرى فما بالك بإهمال إنسان لا يعاني أي شيء إلا كونه قزما فقط.
واختتم القزم عبدالمنعم الحرازي قائلا أدعو الأسرة والمجتمع إلى النظر إلى معاناة الآخرين كما يحبون أن ينظر الناس إلى معاناتهم وأن يعلموا الأبناء احترام الآخرين وتقديم يد العون لمن يحتاجها حتى من أجل التخفيف مما يعانيه من صعوبات خاصة إذا كان ما يعانيه مرض لا علاقة له فيه وهي من الأقدار التي كتبها الله علينا.

قد يعجبك ايضا