
كتب/محمد العزيزي –
عبد المغني مخاطباٍ المترددين :
لنقم بالثورة وليكتب التاريخ أن الضباط الملازمين هم من قاموا بها
د. الغليسي: الشهيد عبد المغني هو أول من فكر بتشكيل التنظيم العسكري الثوري .
كتب/محمد العزيزي
نقف اليوم على عتبة بلوغ ثورة الـ26 من سبتمبر نصف قرن من قيامها وما تزال هذه الثورة في أوج عنفوانها وتتجدد كل يوم .. الكْتاب والمؤرخون لا زالوا إلى اليوم يرصدون أحداث وادوار مناضلي وأحرار ومفجري الثورة º وتفاصيل لم توثق أو تنشر بعد عن الإخفاقات والنكسات التي واجهت الثورة وأصحاب الأدوار الحقيقية الذين كافحوا من اجل تفجير الثورة .. في هذه الوقفة نتتبع جزءاٍ بسيطاٍ من الدور البطولي للشهيد علي عبدالمغني وفق دراسة علمية وتاريخية لأحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء الدكتور سعيد الغليسي وغيره º ممن رصدوا ووثقوا أحداث الثورة اليمنية .
تفجرت الثورة وأطلقت أول رصاصة نحو قصر الإمام ونجاح الثورة من الوهلة الأولى كان بفضل نضال كوكبة من المناضلين الأبطال لهذه الثورة المباركة وعلى رأسهم مناضلو حركة الضباط الأحرار في المدرسة والكلية الحربية وكتائب المدفعية والمدرعات º التي كانت تضم عددا من الضباط الذين سطروا بتضحياتهم أمجاد الحرية وصنعوا التحول الشامل لبلد يعاني ويلات الظلم والفقر والجهل ودحر النظام البائد وتحرير الشعب من قبضته الحديدية .. في هذا الموضوع الذي أعددناه بمناسبة العيد الوطني الـ50 للثورة سنتناول فيه أحد أهم وأبرز قادة تنظيم الضباط الأحرار الذين فجروا الثورة.
تشكيل التنظيم
تشكل تنظيم الضباط الأحرار مطلع العام الذي قامت فيه الثورة من مجموعة من الضباط في المدرسة أو الكلية الحربية في العرضي والتي كانت خاضعة بشكل رسمي للإمام º وبعد أن تأكد الضباط من وفاة الإمام احمد اتجهوا إلى البدر ولي العهد والمنصب لخلافة والده في الحكم محاولين نصحه في تغيير سياسة الحكم والبدء في إصلاح أوضاع البلاد .. بعد ذلك انتظر الضباط الأحرار وعود البدر في خطابه الأولº وبعد أن ألقى الإمام الجديد خطابه بمناسبة توليه المنصب خلفا لوالده وتأكيده بأنه سينهج نهج أبيه في الحكم .. تأكدت قناعة الثوار بسلامة وصحة توجههم بالقيام بالثورة وإسقاط النظام الأمامي وبعد فشل الضباط بإقناع الإمام الشاب بالبدء بالتغيير وتصحيح مسار نظام الدولة .
يقول الدكتور سعيد الغليسي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بجامعة صنعاء عندما صمم قادة الثورة بتنفيذ ثورتهم ضد الظلم الجاثم على صدور الشعب وليقينهم أن رياح التغيير قادمة في ظل ارتفاع رايات الثورة في العالم وفي الوطن العربي خاصة º فقد ساعد ذلك في دعم الثورة وألقت هذه الثورات بظلالها على الساحة الداخلية في اليمن آنذاك º ومثلما نجح تنظيم الضباط الأحرار في صنعاء بتفجير ثورة 26 سبتمبر بعد عدد من المحاولات والتراكمات النضالية لعدد من قادة الثورة والتغيير والتنوير داخل وخارج الساحة اليمنية .. كما كانت أيضا المناطق الجنوبية الخاضعة للاستعمار هي الأخرى متأثرة بما يجري من حولها حيث بدأت الحركات والقوى الوطنية والنقابات العمالية والطلابية تتشكل على صورة تجمعات أدبية وثقافية ونقابية قبل أن تتحول إلى سياسية ومسلحة تقاوم الاستعمار البريطاني .
أول من فكر بالتنظيم
ويتابع الدكتور الغليسي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة صنعاء في رسالته البحثية لنيل درجة الدكتورة والتي كانت حول ( ثورة سبتمبر اليمنية وقادتها وصراعاتها الداخلية والخارجية 1962م_ 1970م) أن الشهيد على عبد المغني هو أول من فكر في التنظيم العسكري الثوري و الذي سمي بتنظيم الضباط الأحرار º حيث بدأ الملازم على عبد المغني الضابط الشاب والمتحمس والمتأثر بالتيارات القومية والتحررية بإقناع نفر من رفاقه العسكريين المعتنقين الفكر البعثي بالفكرة ثم بدأ بمساعدتهم في استقطاب الضباط الوطنيين الصغار وتم تأسيس تنظيم عسكري سري عرف بتنظيم الضباط الأحرار في بداية النصف الثاني من العام 1961م وكانت قيادته في معظمها بعثية وأما منتسبوه فقد كانوا خليطا من البعثيين والحركيين والماركسيين º فضلا عن العديد من الضباط الذين لم تكن لهم أية انتماءات حزبية حسب الباحث .
السيطرة على القيادة
ويؤكد الباحث الغليسي في رسالته التي نال بموجبها درجة الدكتورة التي اشرف عليها الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة صنعاء _ لقد تولى قادة التنظيم بزعامة علي عبدالمغني عملية الإعداد للثورة بسرية تامة وفي نهاية العملية اتصلوا _بحذر _ بالقوى الوطنية التقليدية وتم الاتفاق على مشاركة تلك القوى في عملية تفجير الثورة º وعلى هذا الأساس شاركت العديد من الشخصيات الوطنية الكبيرة كعبدالله السلال وعبدالله جزيلان وبعض المشايخ …
ويستشهد المؤلف في دراسته على أن الصراع بين الجمهوريين على السلطة والنفوذ قد بدأ منذ اليوم الأول لقيام الجمهورية º وبالذات اؤلئك الذين استعان بهم واحتاج إليهم تنظيم الضباط الأحرار لمساعدته في عملية تنفيذ الثورة إلى السيطرة على قيادة تلك الثورة . مستغلين ترك قادتها الفعليين ( قادة التنظيم ) لمقر القيادة بسبب انشغالهم في معالجة التطورات المفاجئة التي ظهرت منذ اليوم الأول لتحركهم لإسقاط النظام الأمامي والتي كادت أن تفشل الثورة .. وبالرغم أن الدخلاء على التنظيم الذين استعين بهم ونصبوا أنفسهم على رأس القيادة العسكرية للثورة وسيطرتهم عليها إلا أن تلك السيطرة كانت صوريةº لان القيادة الفعلية كانت بيد علي عبدالمغنيº ولكن بعد استشهاد الأخير (ويقصد عبدالمغني) وتشتت القادة الآخرين من رفاقه في المناطق البعيدة من العاصمة سهل لؤلئك ومن خلفهم المصريين ºº أصبحوا هم المسيطرين فعلياٍ على قيادة الثورة .
صاحب القرار
وخلصت دراسة الباحث الغليسي من خلال الوثائق والمعلومات الجديدة التي حصل عليها أثناء جمعه للمادة العلمية للدراسة انه ومن خلال العديد من الدلائل أن علي عبدالمغني إضافة إلى كونه قائدا لتنظيم الضباط الأحرار فانه أيضا كان قائد ثورة 26 سبتمبر وصاحب القرار في قيادتها منذ اليوم الأول لقيامها وحتى تاريخ استشهاده .
وترجح الدراسة أنه قد اْغتيل في 4 أكتوبر 1962م في وادي الأشراف المحاذي لسد مأرب لأهداف سياسية º وان خروجه إلى مأرب لم يكن لقتال الملكيين كما تقول اغلب الآراء السابقة التي كتبها ودونها بعض المؤرخينº وإنما كان بهدف الوصول إلى محمية بيحان الملاصقة لمحافظة مأرب على حدود الجمهورية وإبرام اتفاق مع أميرها الشريف الهبيلي ليؤمن الثورة من أي خطر قد تأتيها من هذه الثغرة الحساسة وليقطع الطريق على أية محاولة قد يقوم بها الإمام الفار من تلك المنطقة الإستراتيجية .
نقف اليوم على عتبة بلوغ ثورة الـ26 من سبتمبر نصف قرن من قيامها وما تزال هذه الثورة في أوج عنفوانها وتتجدد كل يوم .. الكْتاب والمؤرخون لا زالوا إلى اليوم يرصدون أحداث وادوار مناضلي وأحرار ومفجري الثورة º وتفاصيل لم توثق أو تنشر بعد عن الإخفاقات والنكسات التي واجهت الثورة وأصحاب الأدوار الحقيقية الذين كافحوا من اجل تفجير الثورة .. في هذه الوقفة نتتبع جزءاٍ بسيطاٍ من الدور البطولي للشهيد علي عبدالمغني وفق دراسة علمية وتاريخية لأحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء الدكتور سعيد الغليسي وغيره º ممن رصدوا ووثقوا أحداث الثورة اليمنية .
تفجرت الثورة وأطلقت أول رصاصة نحو قصر الإمام ونجاح الثورة من الوهلة الأولى كان بفضل نضال كوكبة من المناضلين الأبطال لهذه الثورة المباركة وعلى رأسهم مناضلو حركة الضباط الأحرار في المدرسة والكلية الحربية وكتائب المدفعية والمدرعات º التي كانت تضم عددا من الضباط الذين سطروا بتضحياتهم أمجاد الحرية وصنعوا التحول الشامل لبلد يعاني ويلات الظلم والفقر والجهل ودحر النظام البائد وتحرير الشعب من قبضته الحديدية .. في هذا الموضوع الذي أعددناه بمناسبة العيد الوطني الـ50 للثورة سنتناول فيه أحد أهم وأبرز قادة تنظيم الضباط الأحرار الذين فجروا الثورة.
تشكيل التنظيم
تشكل تنظيم الضباط الأحرار مطلع العام الذي قامت فيه الثورة من مجموعة من الضباط في المدرسة أو الكلية الحربية في العرضي والتي كانت خاضعة بشكل رسمي للإمام º وبعد أن تأكد الضباط من وفاة الإمام احمد اتجهوا إلى البدر ولي العهد والمنصب لخلافة والده في الحكم محاولين نصحه في تغيير سياسة الحكم والبدء في إصلاح أوضاع البلاد .. بعد ذلك انتظر الضباط الأحرار وعود البدر في خطابه الأولº وبعد أن ألقى الإمام الجديد خطابه بمناسبة توليه المنصب خلفا لوالده وتأكيده بأنه سينهج نهج أبيه في الحكم .. تأكدت قناعة الثوار بسلامة وصحة توجههم بالقيام بالثورة وإسقاط النظام الأمامي وبعد فشل الضباط بإقناع الإمام الشاب بالبدء بالتغيير وتصحيح مسار نظام الدولة .
يقول الدكتور سعيد الغليسي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بجامعة صنعاء عندما صمم قادة الثورة بتنفيذ ثورتهم ضد الظلم الجاثم على صدور الشعب وليقينهم أن رياح التغيير قادمة في ظل ارتفاع رايات الثورة في العالم وفي الوطن العربي خاصة º فقد ساعد ذلك في دعم الثورة وألقت هذه الثورات بظلالها على الساحة الداخلية في اليمن آنذاك º ومثلما نجح تنظيم الضباط الأحرار في صنعاء بتفجير ثورة 26 سبتمبر بعد عدد من المحاولات والتراكمات النضالية لعدد من قادة الثورة والتغيير والتنوير داخل وخارج الساحة اليمنية .. كما كانت أيضا المناطق الجنوبية الخاضعة للاستعمار هي الأخرى متأثرة بما يجري من حولها حيث بدأت الحركات والقوى الوطنية والنقابات العمالية والطلابية تتشكل على صورة تجمعات أدبية وثقافية ونقابية قبل أن تتحول إلى سياسية ومسلحة تقاوم الاستعمار البريطاني .
أول من فكر بالتنظيم
ويتابع الدكتور الغليسي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة صنعاء في رسالته البحثية لنيل درجة الدكتورة والتي كانت حول ( ثورة سبتمبر اليمنية وقادتها وصراعاتها الداخلية والخارجية 1962م_ 1970م) أن الشهيد على عبد المغني هو أول من فكر في التنظيم العسكري الثوري و الذي سمي بتنظيم الضباط الأحرار º حيث بدأ الملازم على عبد المغني الضابط الشاب والمتحمس والمتأثر بالتيارات القومية والتحررية بإقناع نفر من رفاقه العسكريين المعتنقين الفكر البعثي بالفكرة ثم بدأ بمساعدتهم في استقطاب الضباط الوطنيين الصغار وتم تأسيس تنظيم عسكري سري عرف بتنظيم الضباط الأحرار في بداية النصف الثاني من العام 1961م وكانت قيادته في معظمها بعثية وأما منتسبوه فقد كانوا خليطا من البعثيين والحركيين والماركسيين º فضلا عن العديد من الضباط الذين لم تكن لهم أية انتماءات حزبية حسب الباحث .
السيطرة على القيادة
ويؤكد الباحث الغليسي في رسالته التي نال بموجبها درجة الدكتورة التي اشرف عليها الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة صنعاء _ لقد تولى قادة التنظيم بزعامة علي عبدالمغني عملية الإعداد للثورة بسرية تامة وفي نهاية العملية اتصلوا _بحذر _ بالقوى الوطنية التقليدية وتم الاتفاق على مشاركة تلك القوى في عملية تفجير الثورة º وعلى هذا الأساس شاركت العديد من الشخصيات الوطنية الكبيرة كعبدالله السلال وعبدالله جزيلان وبعض المشايخ …
ويستشهد المؤلف في دراسته على أن الصراع بين الجمهوريين على السلطة والنفوذ قد بدأ منذ اليوم الأول لقيام الجمهورية º وبالذات اؤلئك الذين استعان بهم واحتاج إليهم تنظيم الضباط الأحرار لمساعدته في عملية تنفيذ الثورة إلى السيطرة على قيادة تلك الثورة . مستغلين ترك قادتها الفعليين ( قادة التنظيم ) لمقر القيادة بسبب انشغالهم في معالجة التطورات المفاجئة التي ظهرت منذ اليوم الأول لتحركهم لإسقاط النظام الأمامي والتي كادت أن تفشل الثورة .. وبالرغم أن الدخلاء على التنظيم الذين استعين بهم ونصبوا أنفسهم على رأس القيادة العسكرية للثورة وسيطرتهم عليها إلا أن تلك السيطرة كانت صوريةº لان القيادة الفعلية كانت بيد علي عبدالمغنيº ولكن بعد استشهاد الأخير (ويقصد عبدالمغني) وتشتت القادة الآخرين من رفاقه في المناطق البعيدة من العاصمة سهل لؤلئك ومن خلفهم المصريين ºº أصبحوا هم المسيطرين فعلياٍ على قيادة الثورة .
صاحب القرار
وخلصت دراسة الباحث الغليسي من خلال الوثائق والمعلومات الجديدة التي حصل عليها أثناء جمعه للمادة العلمية للدراسة انه ومن خلال العديد من الدلائل أن علي عبدالمغني إضافة إلى كونه قائدا لتنظيم الضباط الأحرار فانه أيضا كان قائد ثورة 26 سبتمبر وصاحب القرار في قيادتها منذ اليوم الأول لقيامها وحتى تاريخ استشهاده .
وترجح الدراسة أنه قد اْغتيل في 4 أكتوبر 1962م في وادي الأشراف المحاذي لسد مأرب لأهداف سياسية º وان خروجه إلى مأرب لم يكن لقتال الملكيين كما تقول اغلب الآراء السابقة التي كتبها ودونها بعض المؤرخينº وإنما كان بهدف الوصول إلى محمية بيحان الملاصقة لمحافظة مأرب على حدود الجمهورية وإبرام اتفاق مع أميرها الشريف الهبيلي ليؤمن الثورة من أي خطر قد تأتيها من هذه الثغرة الحساسة وليقطع الطريق على أية محاولة قد يقوم بها الإمام الفار من تلك المنطقة الإستراتيجية .
——–
المناضل عبدالوهاب جحاف يروي تفاصيل أحداث الأيام الأولى لانطلاق الثورة :
إذاعة صنعاء كانت جيش الثورة الثاني
فكر الثوار في نهاية عام 1961م بالخيار العسكري للإطاحة بنظام الإمامة
تم إذاعة بيانات الثورة(العسكرية) ثالث أيام الثورة من على عربة مصفحة
في تمام الساعة السابعة إلا ربعاٍ صباح يوم الخميس بدأت الإذاعة تؤدي مهمتهاٍ الثورية
حوار/ محمد قائد العزيزي
> قال المناضل والإعلامي المعروف عبد الوهاب جحاف إن ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة حررت اليمن من العزلة والاستبداد الإمامي الكهنوتي الذي فرض عليه لعقود من الزمن º وفتحت أمام الشعب اليمني صفحة مشرقة من التاريخ º بعد أن تم تحطيم الأغلال والقيود الحديدية التي كبل بها نظام الاستبداد الإمامي البغيض أبناء الشعب ..
مؤكداٍ أن إذاعة صنعاء كانت الجيش الثاني المساند للثورة بسلاح الكلمة التي أرهبت النظام الإمامي وأسقطت أركانه لتقوم الثورة على أنقاض ما خلفه من جهل ومرض وتخلف لتبدأ حياة الكرامة والتطلع لمستقبل أفضل ..
وبمناسبة الذكرى الـ 50 لقيام ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962 م الخالدة يروي المناضل عبد الوهاب جحاف حقائق تاريخية حول معركة الإذاعة ليلة اندلاع الثورة .. وماذا حدث فجر الثورة والأيام التي تلتها ºº المناضل جحاف كشف العديد من الحقائق في الحوار الذي أجرته معه الثورة بهذه المناسبة .. إلى التفاصيل ..
تطلعات تحررية
< تحدث عدد من الكتاب والمؤرخين أنك كنت واحداٍ من أبرز المثقفين والثوار الذين كان لهم دور في الإسهام الكبير في انتصار الثورة .. اليوم وبعد مرور 50 عاماٍ على قيامها نريد منكم معرفة الأسباب والدوافع لدى الثوار للقيام بالثورة ¿
_ نحن في ذلك التاريخ كنا- جيل وشباب الثورة – تأثرنا بما حولنا من التيارات الثورية والتقدمية والوحدوية وبثورة 23 يوليو 1952م المصرية وتيار جمال عبد الناصر الوحدوي والقومي وتيار الثورة الجزائرية º والحركة التحررية في أفريقيا وثورة كوبا º وحركة دول عدم الانحياز º وحركة القوميين العرب º وشعارات حزب البعث º وتيار القومية العربية .. فكنا متأثرين بهذه الثورات والتيارات والشعارات خاصة من جيلنا من الشباب المتعلم الطموح للأفضل º فعقد الخمسينيات من القرن الماضي كان عقد الثورات التحررية والتحولات والاضطرابات السياسية العالمية º وكذا الصراعات بين قطبين كبيرين هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق º إلى جانب التطلعات التحررية للشعوب . كل هذه المؤثرات أثرت علينا باعتبارنا كنا نعيش هذا الجو السياسي ونشعر أن بلادنا تعيش في واد والعالم في وادُ آخر º ولم يوجد بها تفاعل مع تطورات العصر ولا التحرر º وكانت الحركة التجارية والاقتصادية راكدة وكانت البلاد تفتقد إلى أبسط مقومات البنى التحتية كالمدارس والمستشفيات والجامعات إلى جانب افتقارها للكثير من الأشياء التي جلبها ذلك العصر . ومن هنا كان لابد على أبناء الوطن أن يتفاعلوا مع الأجواء السياسية المحيطة فبدأنا نحن الشباب المتعلم وثوار الثورة الأحرار من أبناء الكليات العسكرية بتوطيد علاقاتنا فيما بيننا والتفكير في وضعنا ومستقبل بلادنا التي تعاني من الحرمان الشديد من أبسط الأشياء º بالإضافة إلى وصول الكثير من الشباب المتعلم والمثقف الذين كانوا يدرسون في الخارج إلى أرض الوطن º فكنا نسمع منهم الكثير عن التطورات في تلك البلدان وعما شاهدوه فيها من تقدم في مجالات مختلفة كالتعليم والطب والطرق وغيرها ..
ولهذه الأسباب وصلنا إلى قناعة بضرورة وضع حد لهذا الحرمان والتخلف الذي نعيشه من الإمامة º ولحسن الحظ أن الإمام أحمد كانت علاقته جداٍ سيئة مع بريطانيا المحتلة لجنوب الوطن آنذاك º فاندفع مباشرة إلى موسكو لعقد صفقة سلاح حديثة من الدبابات والمدرعات والمدافع وغيرها من الأسلحة فكانت هذه الصفقة ذات فائدة كبيرة للثوار لما فجرت الثورة جاء مع افتتاح الإمام للكلية الحربية بصنعاء بعد أن أغلقت عقب ثورة 1948م º فكان معظم الذين انضموا إلى الكلية الحربية من الشباب المثقف والمتنور وكان أغلب المدرسين والعاملين فيها درسوا في الخارج وهم بذلك كانوا متسلحين بالوعي الوطني والثوري ومتأثرين بالتيارات القومية والتحررية .. وبالتالي كانوا ليسوا بحاجة إلا لأن ينتظموا ويوحدوا صفوفهم خاصة وان من تخرج من هذه الكلية أو من الخارج أصبح بدون عمل º فتملكهم الفراغ º يعيشون متجمدين داخل أسوار العرضي بصنعاء أو في ثكنات الجيش º ومن هنا ونتيجة لتلك الأسباب بدأ التفكير الجدي في تشكيل تنظيم ثوري إلى جانب الثوار الموجودين في البلاد من المدنيين والقبائل في كل المحافظات وخارج اليمن وفي ظل وجود الحركات التحريرية القبلية في خولان وحاشد وبرط وغيرها . والحركة النشطة للتجار في تعز وتحركات الطلاب الدارسين في القاهرة مع الأستاذين النعمان والزبيري رحمهما الله .. كل هذه الفئات الثورية كانت متفرقة في المحافظات والخارج مما جعل الثوار يفكرون في الخيار العسكري كطريق وحيد للإطاحة بالحكم الإمامي المستبد وهو التنظيم العسكري الذي بدأ في أواخر شهر ديسمبر من 1961م º فقاموا بدراسة الأوضاع حولهم والصعوبات التي قد تعيق عملا كهذا º فقرروا الاتصال بالقاهرة حيث كان يعيش الأحرار هناك بعد تنظيم الصفوف العسكرية في الداخل وكان ذلك الاتصال عبارة عن استطلاع ليس إلا.. واطمئناناٍ على مستقبل الثورة º فجاء الرد من الرئيس جمال عبد الناصر بالتأييد والوقوف إلى جانب الثورة والشعب مما زاد الثقة بالنفس بتفجير الثورة رغم صدمة الأحرار من الدكتور عبد الرحمن البيضاني الذي كان تواجده في ذلك الوقت غير مرغوب فيه .رغم تأكيده لهم ورسالته إلينا في صنعاء أنه من الشباب و إلى الشباب º وأشار في رسالته إلى أن كل شيء موجود في تعز لدى الأخ عبدالغني مطهر. وعندما تأكد الثوار من صدق ما قاله لم يجدوا في الحقيقة شيئا يدعم الثورة عدى بعض المسدسات البسيطة وبعض القنابل.. والثورات لا تقوم بتلك الأسلحة ولذلك فقد جدد قادة الثورة البرقيات وكانوا مطمئنين ببرقية الزعيم عبد الناصر.. لأنه لم يكن هناك وقت محدد ليقام الثورة وذلك حتى يكون هناك نضج وتوعية بنجاح الثورة بما يصل إلى 95% حتى لا تتكرر الكوارث السابقة .
وعندما مات الإمام في 19 سبتمبر 1962م º وضع هذا الحدث الثوار أمام تحول جديد يستدعي أن يبادر التنظيم العسكري بشيء قبل أن يتمكن الإمام البدر من السيطرة على الوضع أو إيجاد علاقة خاصة مع الدول العربية الأخرى وبلادنا في وضع سيىء جدا ولا بد من التغيير والثورة ولا يمحو التخلف والتسلط البائد إلا الثورة وهنا سهل البدر الثورة عندما ألقى أول خطاب له في الجامع الكبير وقال انه سوف يخطو خطى آبائه وأجداده في الحكم مما عجل بالثورة وأعطى الثوار فرصة التخلص من النظام البائد وقيام الثورة في ليلة الخميس الـ 26 من سبتمبر 1962م .
مفرزة الإذاعة
< قبل قيام الثورة كيف تم وضع خطة الاستيلاء على الإذاعة .. وكيف كنتم تتواصلون مع بقية الضباط الأحرار ¿
_ (إذاعة ) صنعاء كانت هي الخط الثاني الأمامي بعد قصر الإمام باعتبارها المنبر الأهم الذي يجب أن يْنور جميع الناس والمواطنين والمزارعين أو الفلاحين والجيش وكانت هي الأداة المساعدة على انهيار النظام البائد º لقد كْنت على اتصال مع عدد من الزملاء الثوار بحكم أننا تعلمنا معاٍ وتخرجنا جميعا من مدرسة واحدة وهذه المدرسة جمعت بيننا في الآلام وخلقن فينا آمال وتطلعات المستقبل . فعندما بدأ التنظيم عمله كانت الجلسات الأولى في منزل استأجرته قرب الإذاعة . كوني أعمل في الإذاعة منذ عام 1958م وبقية الزملاء لم يستأجروا بعد وكانوا حينها لا يزالون في الثكنات العسكرية º وتم في تلك الجلسات الاتفاق على التنظيم والتخطيط والتنفيذ بعد الثقة والاطمئنان إلى وقوف الجمهورية العربية المتحدة إلى جوارنا وهدفنا هو السيطرة على الإذاعة من الحرس والعسكر على اعتبار أن أغلبهم من أبناء حجة وكانت هذه من أخطر المهمات يعني أن المكلف سوف يواجه عساكر وجنود الإمامة º بالإضافة إلى أن هؤلاء العساكر لا خلفية ثقافية ولا وطنية لديهم . فكان الحظ الوحيد لي في هذه المهمة أنهم من أبناء محافظتي º فعندها بدأت اختلط بهم وأمشي معهم وأجلس إلى جوارهم في ( البكانس ) أو ( الكاوش ) وهي كلمة تركية تعني غرفة أو مكان تواجد الجنود فتطورت علاقتي معهم بشكل كبير . بدأت أتحدث إليهم عما يروى عن العالم الخارجي وعن الثورات والتطورات والتغيير وعن ما هو موجود في مصر وأفريقيا واسيا º وكنت أمولهم بالأخبار كوني مسئول الأخبار في الإذاعة أكتبها وأذيعها وأعلق عليها وهذا الأمر ساعدني على أن أعطيهم كل يوم جديداٍ . فوجدت فيهم الحماس والمتابعة لكل جديد في العالم . أخبرت قادة التنظيم بما أحرزناه من تقدم مع حرس الإذاعة º وكانت الإذاعة مضمونة سواءٍ من حيث الحرس أو الحامية أو العاملين فيها رغم أن غالبية المذيعين لم يعرفوا بما يجري عدا الزميل الإذاعي في ذلك الوقت الأخ الدكتور عبد العزيز المقالح º لكننا كنا نطمئن إليهم باعتبارهم شبابا مثقفين ووطنيين وهذا ما أكدوه يوم قيام الثورة º حيث جاءوا جميعاٍ إلى الإذاعة بدون استدعاء لهم بل بمجرد سماعهم خبر انفجار الثورة .. وقدموا أدوارا جيدة .
ليلة الرجفة
< قبل الثورة بأربع ساعات أي قبل غروب شمس يوم الأربعاء 25|9|1962م _ جاء إلي القاضي عبد السلام صبرة وهو من أبرز المناضلين على الإطلاق وهو الرجل الوحيد الذي أعتقد أنه كانت له صلة مباشرة مع التنظيم ومعه الأخ حسن العمري المستشار لوزارة المواصلات ومسئول السلكي واللا سلكي وابلغوني أن الليلة هي الليلة الأخيرة للإمامة وأن الثورة ستبدأ في الليل واصمأنوا على حامية الإذاعة وطلبوا مني الجلوس معهم كجلسة أخيرة لتوعيتهم بضرورة الوقوف إلى جانب الثورة وإخوانهم الثوار للإجهاز على النظام البائد . كما تلقيت إشارة أخرى من الزميل حسين شرف الكبسي قيادي عسكري في التنظيم حيث قال لي التزم البقاء في الإذاعة º وفي أول الليل اجتمعت مع الإخوة العرفاء من حامية حرس الإذاعة في حديقة سبتمبر حاليا خارج الإذاعة º فإذا بالمقدم حسين الحرازي يوجه إلينا أنواراٍ كشافة ففوجئنا جميعاٍ بالأمر وارتبكنا وخاف الجنود نتيجة صراخ الحرازي عليهم وأمرهم بدخول ( الكاوش) ومسكني وكان في حالة غضب عارم مني وقال لا بد من إيصالك إلى الإمام الليلة º فكانت تلك اللحظة أشبه بكارثة علي وعلى الثورة فتماسكت أعصابي واقترحت عليه أن ندخل إلى مدير الإذاعة الأستاذ أحمد حسين المروني رحمه الله .. فلما مثلنا بين يديه عرف إن الوضع خطير وهو يعرف تحركي ومرابطتي في الإذاعة مع الزميل عبد العزيز المقالح منذ وفاة الإمام احمد ننتظر أي بلاغ من القيادة º فامسك بالمقدم حسين الحرازي وطمأنه وهدأ من روعه حتى بردت أعصابه بأنه من أحسن وأفضل الضباط أداءٍ وخلقاٍ وعندها طلب مني المروني الخروج من الإذاعة باعتبار أني أنهيت عملي فيها فكان كلامه لي فرحا وخوفاٍ في نفس الوقت º وعند خروجي وجدت الزميل المقالح منتظراٍ لي أمام استوديو الإذاعة فأخبرته بما جرى معي فقال نفكر في الأمر بعدها توجهنا إلى منزل المذيع المتدرب . الجديد عبدالوهاب الانسي وهو صديق لنا فطلبنا منه العشاء والبقاء عنده لأن منزله مقابل للإذاعة مباشرة .
ساعة الصفر
< انتظرنا ساعة الصفر وكانت الساعة في تلك اللحظة التاسعة مساء بحسب البلاغ لنا º فلم تبدأ عملية ضرب الدبابات لقصر البشائر والإذاعة وكان السبب التباس وعرقلة وأعطال واجهة الدبابات والمصفحات في المداخل البعيدة من الهدفين المحددين º حيث كان الزميل حسين السكري المتكفل بالقضاء على الإمام البدر في حالة خروج البدر من مجلس الوزراء بدار البشائر º لكن الإمام أيضا تأخر في المجلس فتأخرت أيضا ساعة الصفر إلى الساعة الحادية عشرة إلا ربعاٍ º حيث سمعنا أول قذيفة من الثكنات العسكرية .. فبدأنا بعد لحظات من سماع الضرب نستعد للخروج . فخرجت استطلع الأمر فوجدت دبابة وصلت وتوقفت بعيدا عن الإذاعة º ومصفحة تحركت إلى باب الإذاعة فخرج قائد المنطقة الجديد واسمه علي قاسم المؤيد مع مجموعة . فإذا بالعرفاء وحامية الإذاعة يخرجون ليرحبوا بهم وتفاهم المؤيد معهم على كل الأمور وتحولت المفرزة ( حامية الإذاعة ) من أفواج البدر إلى ثوار .. أدرك المقدم حسين الحرازي أن أمرا خطيرا قد حدث أثناء ما كان الضباط في حوش الإذاعة ومنهم على عبد الله أبو لحوم يمشون فيه .. في تلك اللحظة أطلق حسين الحرازي النار من بندقيته فأصاب أبو لحوم إصابة خفيفة وليست خطيرة فكان دم أبو لحوم أول دم سال داخل الإذاعة º فلجأ حسين الحرازي إلى الفرار إلى دار الإذاعة وكان فيها كبير المهندسين الإذاعيين علي الأبيض والذي بدوره طمأنه الحرازي وأغلق الباب عليه وفي الصباح تفاوض قائد المصفحة صالح الأشول مع الحرازي الذي سلم نفسه وتم الاستيلاء على الإذاعة .
منع التجوال
< ما هو الدور التنويري الذي لعبته إذاعة صنعاء في تغيير مفاهيم الناس بضرورة الثورة والدفاع عنها ¿
_ بعد وصول فريق المهندسين الإذاعيين في صباح يوم الخميس وفي تمام الساعة السابعة إلا ربعاٍ بالضبط بدأت الإذاعة تؤدي مهمتها الثورية بالتوعية بضرورة مناصرة الثورة والثوار في الإجهاز على قوى النظام الملكي الذي حرم الشعب من كل شيء .فكانت هذه الكلمات التي ترسلها الإذاعة قد أربكت مقاومة العهد البائد عندما سمعوا الإذاعة تذيع انهيار قصر دار البشائر على رأس الإمام البدر أمام ضربات الثورة وفرار حراس القصر º هذه المعلومات شجعت الثوار على خوض هجوم موسع على القصر فيما ظلت الإذاعة تواصل بث الأناشيد الوطنية والحماسية والبيانات والبلاغات الثورية . فخرج كل المواطنين رغم إعلاننا لهم فرض حظر التجوال وهذه المخالفة كانت نتيجة عدم فهم الشعب لمعنى منع التجوال فاختلطوا مع قوات الثورة وأحاط الأطفال والنساء والشيوخ بالدبابات رغم كثافة النيران التي تطلقها على القصر º حيث شب الحريق في القصر وما كان على الإمام البدر إلا الفرار بطريقة سرية بعد فشل الوساطة والاتصال مع قيادة الثورة وتولى عبد الله السلال قيادة الثورة ومعه عدد من الضباط منهم أحمد الرحومي وصالح الرحبي فأمر بفتح قصر السلاح وبدأت الأسلحة تصل إلى الثوار º حيث قال قادة الثورة أنهم رفضوا طلب البدر أن يخرج من القصر إلى أي مكان يريده الثوار فكان الرفض من قبل السلال وعبد الله جزيلان رغم موافقة البعض على أن يخرج إلى القيادة ومنها إلى أي مكان يرغب º فخرج البدر عندما عرف بعدم الموافقة من الباب الغربي للقصر المؤدي إلى الشوارع الضيقة واختفى في بيت أحد المواطنين كما قيل º ثم توجه إلى البونية ثم إلى بستان المنصور كما أخبرت في ذلك الوقت من أشخاص استقبلوه خارج باب عديلة جنوب غرب وزارة الزراعة حاليا ثم استقبله الشيخ عاطف المصلي في ضلاع همدان º وقد أبلغت القيادة بذلك أولاٍ بأول حتى قيام الثورة وسقوط الإمامة .
الحقيقة الواحدة
< قصة الاستيلاء على الإذاعة وكذا إلقاء البيان الأول للثورة .. فقد اختلفت الرواية حولها فما هي الحقيقة باعتباركم أحد صانعي هذا الحدث العظيم ¿
_ الأحداث التاريخية دائماٍ قد تحدث فيها كثير من الروايات فلعلي أعطيك هنا مثالاٍ على ذلك ففي اللحظات الأولى من الثورة أو اليوم الثاني منها جاء أحد القادة الثوريين إلى الإذاعة وسأل فراشين في الإذاعة عن عدد الدبابات أو المصفحات التي وصلت الإذاعة فقالوا بصوت واحد تسع فقال لهم متأكدين فردوا عليه من (5إلى9) والحقيقة كما قلت أنها اثنتان فقط فنلحظ أن الروايات والاختلاف حول الحقائق بدأت منذ الساعات الأولى للثورة.. أما بالنسبة للبيان الأول والثاني كثيرون يقولون أنهما أذيعا ولكن الحقيقة أن بيان الثورة الأول وهو غير رسمي أذعته أنا في الساعة السابعة إلا خمس دقائق تقريبا صباحا بعد أن افتتحت الإذاعة بثها بالقرآن الكريم والموسيقى العسكرية ثم دردشة أدارها محمد الفسيل وعبد الوهاب جحاف وعبد الله حمران وهذا البيان تمت صياغته قبل الثورة بـ 48 ساعة من قبلي والدكتور عبد العزيز المقالح إلى جانب البلاغات التي كتبها المقالح وأذيعت كاملة º والحقيقة أن البيانين الرسميين اللذين اطلعت عليهما عندما جاء إلي القاضي عبد السلام صبرة قبل الثورة بأربع ساعات واستدعاني إلى خارج الإذاعة فقرأتهما واعدتهما إلى القاضي صبره ومنه إلى القيادة º والقيادة سلمتهما إلى الأخ علي قاسم المؤيد بحيث يقرأها عند السيطرة على الإذاعة º وقد حصل لي على ما يبدو ارتباك أثناء افتتاح الإذاعة فاهتم المؤيد بالبلاغات العسكرية أكثر من البيانات التي كانت إذاعتها مهمة جدا حيث تنادي هذه البيانات كل أبناء الوطن في المحافظات º فقد أذاع الأخ على قاسم المؤيد أكثر من ستة بلاغات عسكرية باعتباره قائد المنطقة العسكرية الجديد في اليوم الثاني أو الثالث . وفي العيد العشرين لثورة 26 سبتمبر 1962م أهدى السفير السوفيتي السيد ( آلب رسبكن ) شريطا كاملا لوقائع الثورة في أيامها الأولى إلى السفير صالح الأشول سفيرنا في موسكو وبدوره أعطاني نسخة منه وقد تم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة الرسمية في بلادنا ولدى الرئيس السابق علي عبد الله صالح نسخة من هذا الشريط º ونسخة من هذا الشريط أهديه لكم مع ملزمة تحتوي على كل ما احتواه هذا الشريط والذي أفرغه الأخ أحمد محمد أحمد نعمان .
غير صحيح
< قيل أن الإمام أحمد بعد قيام الثورة المصرية في 1952م أمر بسحب تراخيص جهاز المذياع ومصادرة الجهاز خوفاٍ من استماع المواطن لإذاعة صوت العرب وعن الثورات العربية آنذاك .. فما حقيقة ذلك ¿
الثورة المصرية كانت في 1952م وفي ذلك الوقت لم يكن هناك صوت العرب ولم تتبلور القومية العربية إلا بعد العدوان الثلاثي على مصر º وبعد إبعاد الرئيس محمد نجيب بعد ذلك بدأت صوت العرب .. وبالتالي ورداٍ على سؤالك فإن ما ذكرته دعايات ليس لها أصل º لأن الإمام أحمد كان في سياسته مجامل لمصر أكثر من دول الإقليم المحيطة باليمن º لأن سياسة الإمام كانت حساسة بالنسبة للحوار واتجه نحو عبد الناصر والى الاتحاد السوفيتي وكان ذلك في سنة 1928م واعتراف بالاتحاد السوفيتي قبل أية دولة عربية أو إسلامية º والبعثة السوفيتية التي كانت في جدة بعد إعلان الملك عبد العزيز قطع العلاقة مع الدولة الملحدة السوفيتت اتجهت البعثة بتوجيهات من موسكو إلى صنعاء . فالإمام كانت سياسته مع البعيد أفضل ليخوف به القريب º ففي الوقت الذي كانت بريطانيا في عدن وفرنسا في جبوتي وايطاليا في أسمرة وهذه دول مستعمرة وكانت هذه الدول تتربص باليمن وعلاقتهم مع جوار اليمن جيدة جدا . وكان بين الجوار واليمن حساسية كبيرة بسبب الحدود والأراضي وغيرها من المشاكل في ذلك الوقت . على كلُ استمرت العلاقة مع مصر علاقة حسنة ولم تكن جدية إلى أن أعلن الإمام أحمد هجومه على الاشتراكية التي أعلنت في مصر وجمال عبد الناصر أعلن حل ما كان يسمى باتحاد الدول العربية وانتهت الحكاية إلى أن قامت الثورة º واعتقد أن فتور العلاقة بين الإمام ومصر كان محل فائدة للشعب اليمني والثوار من هذه العلاقة التي تدهورت ولولا تدهور هذه العلاقة ما قامت الثورة .. ولذلك لا صحة بان الإمام سحب تراخيص ملكية جهاز المذياع واليمن كانت مشحونة بالأجهزة في أواخر الخمسينيات حيث كانت قيمة الجهاز45 ريالاٍ º ولهذا كان الناس متأثرين بإذاعة صوت العرب بكل فئاتهم مواطنين مزارعين º متعلمين º وطنيينº تجارº ثوارº عسكريين حتى أقرب المقربين للإمام أحمد . وأضرب لك مثالاٍ ونحن طلاباٍ أثناء العدوان الثلاثي على مصر كنا ما زلنا في المدرسة وقمنا بمظاهرة ºº وطالبنا بالتطوع لنقاتل مع مصر وجاءت برقية من الإمام بتسجيل الذين يرغبون بالتطوع للقتال وأنا أتحدث لك الآن بكلام تاريخي ليس فيه لا دعاية ولا كذب . وذهبت أنا شخصيا على اعتبار أنني كنت أكبر الزملاء إلى التاجر حيدر فاهم لأشتري جهازاٍ بـ45 ريالاٍ لنسمع منه صوت العرب وكنا نبيع جزءاٍ من» الكدم» .. لنسدد منها قيمة الراديو º وكنا من المدرستين العلمية الثانوية والتحضيرية نتزاحم للاستماع لصوت العرب والحديث عبد الناصر أو أحمد سعيد وأي تعليقات أخرى وهذه حقيقة نقدمها لكم .
الفضل للاتحاد العربي
< في سياق حديثك قلت أنكم بعد افتتاح الإذاعة صباح يوم الخميس بالقرآن الكريم ثم دردشة وبعد ذلك توالت إذاعة البيانات العسكرية وكذا الأناشيد الحماسية .. من أين أتيتم بهذه الأناشيد الحماسية ¿
كانت المكتبة غنية بالأناشيد الحماسية القومية وكنا قد احتفظنا بهذه الأناشيد عندما أعلن الاتحاد العربي بين اليمن والجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة العربية بين مصر وسوريا º فالإمام أحمد أرسل ابنه ولي العهد إلى مؤتمر جدة والتقى بالرئيس جمال عبد الناصر والملك سعود ما بين 56م أو57م على ما أتذكر وأعلنوا اتحاد الدول العربية وأرسل الإمام ممثلين عن اليمن في هذا الاتحاد وظلوا في القاهرة بدون عمل لأنهم أعلنوا الاتحاد ولم يعلنوا ما عمله º لأن إعلانه كان إعلاناٍ سياسياٍ ليس إلا .. وبالتالي جاءنا توجيه من الإمام نفسه بالاحتفاظ بالأناشيد الحماسية لإذاعتها في المناسبات لأن ذلك الزمن كان زمن التيارات القومية والأمل والوحدة º والشعارات الجميلة التي توحي بالمستقبل والوحدة العربية والقوة º ولكن على العكس لم يكن الواقع السياسي يحاكي الواقع العربي أو يطبق تلك الشعارات حيث انتكست الوحدة العربية ووصلت إلى أسوأ حالاتها والى ما تحت الصفر وما زلنا تحت الصفر إلى الآن .. ولو قلنا ما قلنا أو كتبنا ما كتبنا ..
تؤدي الغرض
< كيف كانت تجهيزات الإذاعة هل كانت تلبي احتياجات عملكم ¿
بقدر ذلك الوقت º فهي لم تلب احتياجاتنا º ولكنها أدت الغرض المطلوب و قدمت دوراٍ وواجباٍ وطنياٍ وقومياٍ . وبذلنا فيها مجهودا غير عادي لتواكب الحدث الثوري º كنا لا نفارق الإذاعة طوال 24 ساعة نعمل فيها ونرتب ونجهز لليوم الذي يليه º كانت الإذاعة ليس فيها إمكانيات كما هي في الإذاعات الأخرى كما في الإذاعات الهامة كصوت العرب وإذاعة ال بي بي سي وموسكو إلى أخر هذه الإذاعات. وكنا نلتقط منها ما يهمنا أو ما يهم الأمة العربية وكانت الإذاعة تعمل بنمط قومي أكثر منها إقليميا وكانت تذيع البرامج والأخبار والتعليقات وجميعها تصب في خانة مقارعة الاحتلال في الجنوب وضد الاستعمار وإسرائيل والتحديات الأمريكية والأوروبية . كنا منتمين للأمة والوحدة العربية هذه كانت ثقافة الجيل في ذلك العصر ثقافة قومية وحدوية .
مطلقاٍ
< قبل وبعد فرار البدر من القصر .. كيف كان حالكم كمذيعين وعاملين في الإذاعة ألم تكونوا تتوقعون فشل الثورة ¿
لم نكن نتوقع فشل الثورة مطلقاٍ بل على العكس كان لدينا يقين مطلق أن الثورة انتصرت منذ اليوم الأول لاندلاعها بل من اللحظة الأولى º والدليل أننا كنا نتحدث في الإذاعة وفي برامجنا وبياناتنا أن النظام الإمامي المْباد أصبح تحت الركام وأنقاض قصر دار البشائر º بينما كنا نذيع ذلك جاءنا شخصان من وادي ظهر ضلاع همدان ولأنه تاريخ دعني اسميهم بالاسم وهما محمد الغشمي وعلى الجنامي وصلا إلى الإذاعة وكنت أنا مدير الإذاعة منذ ليلة الثورة بقرار من مجلس قيادة الثورة تنظيم الضباط . والقرار من قبل انطلاق الثورة وقالوا لنا أنتم تذيعون في الإذاعة أن البدر تحت الأنقاض والبدر خرج الآن من القصر من باب عبيلة جوار وزارة الزراعة حالياٍ بالاتجاه الجنوبي .. وهو باب لا يغلق ولا يفتح باعتبار أنه لا يوجد سكان . وخرج ومعه مجموعة من حراسه واستقبل في باب عبيلة من بعض قبائل ضلاع همدان ودخل ضلاع همدان ومن ثم إلى مشارف عمران ولكنه لم يدخل عمران لأن الثوار كانوا قد سبقوه إلى هناك بقيادة الشهيد محمد مطهر زيد الرجل القوي وأحد ضباط التنظيم العسكري º والبدر حينما أدرك أن الثوار قد حاصروه اتجه إلى مسور حجه لعله يقتحمها كما فعل أبوه سنة 1948م º ولكن كانت حجة مرتبة بمجموعة من الثوار والضباط الذين كانوا في السجن مثل المرحوم علي سيف الخولاني والمرحوم عبدالله المقبلي وهاشم الحوثي وبعد أن أحس البدر بالفشل اتجه نحو الحدود .
معركة إعلامية
< كم كان عدد العاملين في الإذاعة ليلة قيام الثورة والأيام الأولى للثورة ¿
قبل ساعة الصفر لم يكن هناك في الإذاعة إلا أنا والدكتور عبد العزيز المقالح وعند افتتاح الإذاعة صباح الثورة كان إلى جانبنا عبد الله حمران ومحمد الفسيل وقد وصلا في الصباح قبل افتتاح الإذاعة وبعدها حضر كل المذيعين ولم يتأخر إلا اثنان فقط لا غير والمهندسين أرسلنا إليهم المصفحات وحضروا وقدموا عملاٍ ممتازاٍ .. وجاء الأستاذ أحمد المروني وهو من رجال الحركة الوطنية المعروفين وساهم في تلك المعركة الإعلامية التنويرية والتوعوية جنباٍ إلى جنب مع الثوار في تحقيق هذه الثورة .
بيانات عسكرية
< لا زلت أكرر سؤالي عليك من أذاع بيانات الثورة ¿
في الحقيقة لم يكن هناك بيانات وإنما كتابات حماسية كتبتها أنا وبعض الزملاء وأذعتها أنا ºº وكما قلت لك سابقا . أما بيانات قيادة الثورة لم ترسل إلينا إلا بعد ثلاثة أيام من الثورة وهي بيانات عسكرية أذاعها في اليوم الثالث علي قاسم المؤيد وأخرى أذعتها أنا من على المصفحة .. ولكن كان هناك تعليقات وتوعية مناصرة للثوار والثورة وهي حماسية شجعت المواطن على الانضمام إلى الثورة والخلاص من أتباع الإمام . واعتقد بأن السبب في عدم إرسال قيادة الثورة للبيانات وراءه ارتباك .
صوت العرب
< هل كان هناك تعاون بين إذاعة صنعاء وصوت العرب أثناء الثورة ¿
كان التعاون في الساعات الأولى للثورة لأن حسن العمري كان مراقبا في السلكي و اللا سلكي وهو أحد المناضلين فقد أجرى اتصالات مع القيادة في القاهرة وبدأت إذاعة صوت العرب ترصد وتوثق وتنقل كل ما تذيعه صنعاء عبر الرقابة وبعد أسبوعين أرسلت صوت العرب فريقاٍ كبيراٍ مثل سعد غزال وسعد زغلول º ومثل أمين بسيوني وغيرهم من المذيعين الكبار ومشاهير المذيعين فيها وقاموا بدور كبير في ذلك الوقت .. حتى أن الناس كانوا يعتقدون أن إذاعة صنعاء تابعة لصوت العرب .
استسلام وهروب
< لماذا لم يكن هناك تعاون مع الإمام البدر في وزارة الاتصالات السلكي و اللا سلكي في قطع بث الإذاعة ¿
الإمام شعر أنه انتهى وهذه حقيقة وقالها لمن كان ليتقيهم .. وأن الثوار بيدهم كل شيءº وخرج من صنعاء وهو يبحث عن مكان يعيش فيه بل إن البدر اتصل عن طريق أحد الأشخاص إلى قيادة التنظيم يطلب منهم أن يسلم نفسه والسماح له بالخروج إلى المكان الذي يريدون وكان اختار القاهرة أو لندن أو أي مكان يختاره الثوار وكان قد قبل البعض أمثال علي عبد المغني ومحمد مطهر بهذا الرأي ولكن المشير عبد الله السلال ومعه جزيلان رفضنا ذلك . وفي اعتقادي أن هذا الرفض كان خطأ لأنه أعطى البدر فرصة الخروج أو الهروب .
تجاهل ونسيان
< لماذا الصمت حول الأدوار الحقيقية التي قام بها صانعو الثورة أمام ما يروج له أدعياء اليوم ¿
_ مجلس قيادة الثورة الذي كان يسمى باللجنة القيادية للتنظيم العسكري الذي كان يتزعمه علي عبد المغني (حصل بعض الأشياء قبل الثورة) وهو اتصال الضباط والأفراد بعدد من الشخصيات فكان تجاوبه معهم سلبيا فقال على عبد المغني كلمة في ذلك الوقت بأن تقوم الثورة ويكتب التاريخ أن الملازمين هم من قاموا بها في اليمن فخلقت هذه الكلمة ربكة للثورة خاصة وأن عددا من النقباء والرتب العليا تأثروا منها فذهب صالح الأشول رحمه الله .. ومحمد مطهر إلى عبد المغني وطلبوا منه الاعتذار عما بدر منه من كلام واعتذر بالفعل ºº لكن الضباط الكبار وهذه ضمن الخلافات التي كانت بين الضباط الأحرار وكانت تضعف اللجنة القيادية للثورة ومع ذلك قامت الثورة وتحول الجميع إلى جنود لهذا التنظيم وسلموا جميعا الأمر للقائد عبد الله السلال والجماعات السياسية الأخرى أمثال عبد الرحمن الإرياني وعبد السلام صبره وغيرهم من رجال ثورة 1948م. وكان هروب الإمام البدر قد اجبر الضباط المفجرين للثورة على أن يتحولوا إلى جنود لمطاردة الإمام البدر في كل المحافظات منهم من اتجه إلى عمران وصنعاء وتعز والحديدة والى بقية المحافظات وكان القائد علي عبد المغني قد توجه لمطاردته إلى مأرب وقتل هناك . وظلت صنعاء بيد المشير السلال والقاضي عبد السلام صبرة وحسن العمري وعدد قليل من المدنيين والضباط وهذا أدى إلى ظلم وتجاهل الأوائل من قادة الثورة والى نسيانهم أما أدعياء اليوم فهم كثيرون ومنهم من فرض نفسه على الثورة وهو غير مرغوب فيه كالدكتور عبد الرحمن البيضاني الذي فرض نفسه على الثورة وفرض على اليمن º والذي مجرد أن وصل بعد الثورة أزال مجلس الوزراء الذي كان قد تشكل ومحا مجلس قيادة الثورة الذي تكون من عدد من الشخصيات وعين نفسه نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ورئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية والاقتصاد وبدأ يتحدث عن نفسه في الإعلام المصري الذي كان أضخم إعلام عربي على الإطلاق ºفضخم البيضاني نفسه وغيب نضال بقية الضباط المناضلين والمقاتلين في عدد من المناطق اليمنية فهؤلاء تم تغييبهم ونكران وجودهم منذ بدايات الثورة ولم يذكروا نهائيا .. أما الآن فقد جاء من بعد الثورة جيلان إلى ثلاثة أجيال لا يعرفون الحقيقة المغيبة منذ بداية الثورة º والحقيقة أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح هو الرجل الوحيد الذي التفت إلى بعض أسر وضباط الثورة القدماء ودعم منظمة المحاربين القدماء التي تضم عدداٍ من هؤلاء الثوار تقديرا منه لمواقفهم النضالية التي سجلوها وهذه حقيقة للتاريخ .
لا مجال للمقارنة
50 عاما على قيام الثورة برأيكم هل هذه الفترة لبت طموحات الناس وما كانوا يحلمون به ¿
_ بالنسبة لما كان فلا مقارنة إطلاقا بين ما كان وما هو قائم حيث كان هناك قبل الثورة ثلاث مدارس في تعز وصنعاء والحديدة والآن هناك آلاف المدارس ومئات الآلاف من الخريجين ولدينا 14 جامعة حكومية وعشرات الجامعات الخاصة وشبكة الطرق التي كانت غير موجودة والمواصلات والتطور العمراني والمعيشي وغيرها º بالإضافة إلى الحدث المهم والتاريخي الذي تحقق في 22 من مايو 1990 م والذي يعتبر من أهم أهداف الثورة التي قامت من أجلها ولم يبق لنا ولبلادنا إلا هدف واحد هو التخلص من شيء خطير جداٍ وهو الفساد وانتشاره في أجهزة الدولة وهو مخيف ومقلق للمستقبل وهذه حقيقة فلابد من ثورة لاستئصال هذا المرض نهائياٍ حتى لا يواجه جيلنا القادم مستقبلا أسود إذا لم نعمل الآن من أجل التخلص منه º وهذا ما نأمله إن شاء الله .
لم يكن مسيساٍ
< هل ما زلتم تشعرون أن الحكومة أو الدولة تؤدي عملها وفق أهداف الثورة السته أم أنها تعدت هذه الأهداف ¿
حقيقة لم تقدم الحكومة شيئاٍ يتوافق وروح تلك الأهداف وهذه المشكلة ليست من الآن وإنما منذ قيام الثورة فمثلا الجيش والأمن فقد بنيا على أساس مناطقي أو مشايخي وهنا لا نقصد الحال اليوم أو علي عبد الله صالح أو على محسن .. لا لا ولكن بعد الثورة مباشرة كان كل لواء يْشكل يتبع مجموعة أو قبيلة أو شيخاٍ إلى جانب أن مجلس قيادة الثورة سِرحِ الجيش النظامي للنظام الملكي وكان هذا من ضمن الأخطاء التي ارتكبت حيث كان بالإمكان الاستفادة منه لأنه لم يكن مسيساٍ º لكن عبد الرحمن البيضاني كان صاحب هذه الفكرة واستغنى عنهم للدعاية وبعدها شكل كل لواء يتبع صاحبه وهكذا تحولت هذه الألوية من بداية الثورة وحتى الآن عبارة عن معسكرات أو ألوية شبه عائلية أو قبلية تتبع القبيلة أو شيخهم .. وحتى نكون منصفين فإن الحكومات التي تلت قيام الثورة حسنت في المدارس والتطور العمراني وما شابه ولكن لم تْحسن المنهج والكتاب المدرسي وفي عقل وفكر الطلاب والمواطن للنهوض بالبلاد º وكما ذكرت في الإجابة السابقة.
دوافع سياسية
`< ذكرتم حين كنا نستعرض الصور أن أخاكم استشهد في القاهرة .. ما هي الأسباب ¿
أخي كان ملحقاٍ عسكرياٍ في موسكو وقد جاء إلى القاهرة للزيارة فاستشهد هناك والقضية ضيعت تماما وفي تلك الفترة كنت سفيراٍ في ليبيا وأخي وصل إلى صنعاء لأسباب مشاكل في الملحقية في موسكو وذلك في 1972م ولم يستقر في صنعاء إلا أقل من أسبوع وغادر إلى القاهرة واتصل بي كي نلتقي في القاهرة وتم بالفعل وبعد لقائنا به انتقل إلى شقة للإقامة فيها أسبوعاٍ إلى حين تأتي الطائرة الروسية º وبعد يوم واحد وجدوه قد اغتيل . والغريب أن الحكومتين اليمنية والمصرية تلاعبتا بالقضية وكان الاغتيال على ما يبدو لي وراءه دوافع سياسية .
المجتهدون كتبوا
< ما هو تقييمكم لما كتب عن الثورة والثوار خلال السنوات الماضية ¿
_ الذين كتبوا عن الثورة كثير والمجتهدون كتبوا أيضا وكتب عن الثورة حتى الذين جاءوا بعد الثورة ووصفوا أنفسهم ثواراٍ على هذا الوطن ºº ولكن التوثيق الموجود الآن في عدد من المراكز البحثية والتوجيهية والمعنوية يمكن لأي مؤرخ الخروج منها بحقائق لا بأس بها وسليمة إلى حدا ما º ولا أضيف شيئا سوى أن هناك كتباٍ لضباط وثوار وكتباٍ أخرى قد تكون أفضل ولا بد من فرز للحقائق من كل ما كتب وبشكل حقيقي .
اسم الثورة
< كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا الحوار ¿
_ اشكر صحيفة الثورة وكل العاملين فيها خاصة وأن هذه الصحيفة من أعز الصحف على قلوب المناضلين والأحرار والثوار الشرفاء لأنها تحمل اسم ثورتهم º والحقيقة أنا من قراء هذه الصحيفة على الدوام فقد ظهرت على فترات مختلفة من عمرها بشكل جيد شكلاٍ ومضموناٍ وتتناول الكثير من القضايا الهامة للأمة º كما أنها من أكثر الصحف متابعة من قبل القراء في رأيي لأن القارئ يجد بها الكثير من المواضيع الهامة .. كما أكرر شكري لصحيفة ( الثورة ) لأنها لا تنسى دائما مناضلي الثورة فهي تتتبعهم وترصد وتوثق لهم º والثورة ذلك النضال القومي الحر ضد الاستبداد والاستعمار على أرض اليمن الحر الموحد اليوم º كما أتمنى في الأخير للصحيفة التقدم والازدهار ولجميع العاملين فيها التوفيق والنجاح وكذا لأبناء الشهداء والمناضلين الذين لهم الفضل في انتصار الثورة اليمنية ..