الشركات‭ ‬اليمنية‭ ‬تخشى‭ ‬تأهيل‭ ‬موظفيها


كتب‭ / ‬محمد‭ ‬راجح –
كشف‭ ‬خبراء‭ ‬ومدربون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬عن‭ ‬إحجام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬صنعاء‭ ‬ومختلف‭ ‬المحافظات‭ ‬اليمنية‭ ‬من‭ ‬تدريب‭ ‬الموظفين‭ ‬والعاملين‭ ‬لديها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تأهيلهم‭ ‬وتطوير‭ ‬قدراتهم‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالأداء‭ ‬وزيادة‭ ‬الفاعلية‭ ‬المهنية‭ ‬والإنتاجية‭ .‬
ووجد‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬مركز‭ (‬بنك‭ ‬الوظائف‭) ‬أن‭ ‬كثيراٍ‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬يخشون‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تدريب‭ ‬الموظف‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬بسيطة‭ ‬سيترك‭ ‬الشركة‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى‭. ‬
مؤكدين‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الشركات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بموظفيهم‭ ‬والعاملين‭ ‬لديهم‭ ‬
قائلين‭ : ‬اهتموا‭ ‬بهم‭ ‬ولن‭ ‬يتركوا‭ ‬شركاتهم‭ ‬ومؤسساتهم‭ ‬بل‭ ‬سيشكلون‭ ‬دافعاِ‭ ‬رئيسياٍ‭ ‬لتطوير‭ ‬الأداء‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬ونجاحها‭ .‬
ويرى‭ ‬مختصون‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬مراكز‭ ‬التدريب‭ ‬وكثرة‭ ‬المدربين‭ ‬عامل‭ ‬ايجابي‭ ‬ومهم‭ ‬ويجب‭ ‬ترك‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬البعض‭ ‬بخصوص‭ ‬رداءة‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنشأة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬للسوق‭ ‬والميدان‭ ‬والذي‭ ‬سيفرز‭ ‬الجيد‭ ‬من‭ ‬الرديء‭.‬
وتعاني‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬إداري‭ ‬عام‭ ‬وخاص‭ ‬متخم‭ ‬بموارد‭ ‬بشرية‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬وغير‭ ‬مدربة‭ ‬وليس‭ ‬بحاجة‭ ‬لها‭ ‬واغلبها‭ ‬بطالة‭ ‬مقنعة‭ ‬وتقتضي‭ ‬الضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬وإصلاح‭ ‬الجهاز‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬سياقه‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الشوائب‭ ‬القائمة‭ ‬وكذا‭ ‬أهمية‭ ‬إدراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لدورة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬وجهود‭ ‬وعمالة‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭.‬
ويستمد‭ ‬التدريب‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الموظف‭ ‬نفسه‭ ‬لأن‭ ‬العلم‭ ‬متجدد‭ ‬ويأتي‭ ‬دور‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬هذا‭ ‬التجدد‭ ‬ومد‭ ‬جميع‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬لتأهيلها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬الأداء‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تحديث‭ ‬المعلومات‭.‬
ويجعل‭ ‬التدريب‭ ‬العاملون‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬والتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬العصر‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬وعلى‭ ‬أرض‭ ‬الميدان‭ ‬وأيضا‭ ‬وهو‭ ‬الأهم‭ ‬يضيق‭ ‬الفجوة‭ ‬مابين‭ ‬العامل‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭.‬

برامج
في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬ينفذ‭ ‬مركز‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬بجامعة‭ ‬صنعاء‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬حوكمة‭ ‬الشركات‮»‬‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬التمويل‭ ‬الدولية‭ ‬ويستهدف‭ ‬مشاركين‭ ‬ومشاركات‭ ‬يشغلون‭ ‬مناصب‭ ‬إدارية‭ ‬عليا‭ ‬ومتوسطة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬الأداء‭ ‬وتحسين‭ ‬الكفاءة‭ ‬التشغيلية‭ ‬وجذب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬الخارجية‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬
ويرى‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬مدير‭ ‬المركز‭ ‬أن‭ ‬مدخلات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬مدخلات‭ ‬الحكومة‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬إمكانياته‭ ‬أفضل‭ ‬ونتيجة‭ ‬لضعف‭ ‬المخرجات‭ ‬التعليمية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تنعكس‭ ‬بالنهاية‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وكذا‭ ‬في‭ ‬العام‭.‬
ويوضح‭ ‬أن‭ ‬اغلب‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬شركات‭ ‬عائلية‭ ‬ولهذا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تدار‭ ‬بعقليات‭ ‬قديمة‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬ضيق‭ ‬ومحدود‭ ‬تفتقد‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الإداري‭ ‬وإدارة‭ ‬الشركات‭ ‬والأعمال‭ ‬ولهذا‭ ‬تجد‭ ‬عدم‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بأشياء‭ ‬تطويرية‭ ‬هامة‭ ‬مثل‭ ‬عملية‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬المستمر‭ ‬لموظفيهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬التي‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭.‬
ويقول‭ ‬انه‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬هناك‭ ‬إشكاليات‭ ‬كبيرة‭ ‬وممارسات‭ ‬إدارية‭ ‬مغلوطة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬النواحي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الإداري‭.‬

ثورة‭ ‬إدارية
يؤكد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬حاجة‭ ‬بلادنا‭ ‬لثورة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإداري‭ ‬سواءٍ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الخاص‭ ‬ووضع‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب‭ ‬وإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬القيادات‭ ‬الإدارية‭ ‬وتطوير‭ ‬الهياكل‭ ‬الإدارية‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬تطورات‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬النواحي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالعوامل‭ ‬والوسائل‭ ‬التي‭ ‬تضعك‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الأعمال‭ ‬المتطورة‭ ‬والفاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬ذلك‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالموظفين‭ ‬وتطوير‭ ‬قدراتهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمراكز‭ ‬البحثية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإداري‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والمنظمات‭ ‬والشركات‭ ‬والمراكز‭ ‬البحثية‭ ‬لكي‭ ‬تستجيب‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬لمتطلبات‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭.‬

قد يعجبك ايضا