المغترب اليمني هموم وتطلعات
يوسف يحيى صلح –
ربما قساوة الغربة أكبر من طعم الفقر بالوطن , وربما قسوة الاغتراب وتغير ملامح الزمن في كثير من وجوه الشباب الذين نعرفهم قد أخذت منهم الغربة الكثير والكثير جعلنا نتأمل من القائمين على متابعة شؤون المغتربين حزمة من الإجراءات التي تساعدهم على التواصل مع أبناء الوطن بكل يسر حينما يعودون إلى ربوع الوطن ..
ونتمنى من المعنيين في السفارات اليمنية بالخارج إعطاء الموضوع جل اهتمامهم من خلال متابعة أوضاعهم الحياتية ومتابعة مشاكلهم وهمومهم التي تستدعي بعض حالاتها المتابعة والاهتمام , ولأنهم هم معنيون بنا في كل ما ينتج من قرارات . والاطلاع على ما يريدون لأنهم جزء هام من مسيرة البناء لهذا الوطن …
كما إن السفارات والأجهزة الأمنية من الضروري إن تلعب دوراٍ مهماٍ في الحد من الدخول غير الشرعي إلى أراضي دول الجوار سواء كانت المملكة العربية السعودية أو غيرها . لأن ذلك لا يضمن حقوقاٍ للمجهولين الذين خرجوا من اجل البحث عن لقمة العيش الكريمة. ورغم التحذيرات التي تطلقها بعض الدول الشقيقة من عدم الدخول الشرعي إلى أراضيها إلا أننا كل يوم نشاهد ونسمع مآسي المجهولين الذين يتسللون إلى أراضي الجوار والمعاملة التي يلاقونها في حالة الإمساك بهم وبعض العواقب الوخيمة والمخاطر الجمة التي تلاقي أولئك المساكين الذين ضاقت عليهم أرضهم للبحث عن لقمة العيش فيها . واعتقد أعدادهم في تزايد مما يدل على الحاجة إلى قراءة الواقع بشكل أكثر جدية والذهاب إلى ابعد مسافة بتطلعاتهم بكل ما يريدون لذلك من المفترض إن تضع الدولة بدائل أو حلول لمثل هذه الحالات التي يقع فيها المواطن اليمني .
أما المقيمون إقامة شرعية فهم شركاء في المعاناة أيضا ومشاكلهم أكثر من إن تحصى وتبدأ المعاناة من مكاتب السفريات
التي تبيع تأشيرة العمل بأضعاف قيمتها الحقيقية ثم يلي ذلك الخوف من قائمة المشتبهين التي بسببها قد يخسر
المواطن اليمني كل ما دفعه كقيمة للتأشيرة وعندما يجتاز هذه المحنة تبدأ المعاناة مع الكفلاء الذين يتاجرون
بأموال الناس التي اكتسبوها من عرق جبينهم ويرغمونهم على دفع مبالغ كبيرة ظلما وعدوانا وكم من مآسي وحكايات يشيب لها الرأس عن معاناة المغتربين اليمنيين مع كفلائهم منهم من أصيب بحالة نفسية ومنهم من انتحر ومنهم من باع ذهب زوجته وكل ما يملك وعاد إلى ارض الوطن ربي كما خلقتني بعد سنوات من الاغتراب وعند سؤاله ليش يقول « كنت اشقي على الكفيل «.
ونأمل من الحكومة الجديدة والنظام الجديد في اليمن إن يلتفت إلى هذه المعاناة وان يعامل اليمني كانسان خلقه الله مثل ما عليه من حقوق له واجبات وعلى الدولة إن تسأل وتجلس مع المغتربين وتسمع لهم وتضع حلولاٍ جذرية لهذه المشاكل عليها أن تشعر بأن المواطن اليمني ذو قيمة خارج بلده .
اعتقد أن للمغترب حقاٍ في أعناق جميع من تولى مسؤوليته ومتابعه همومه ومشاكله وتطلعاته لمستقبل مشرق يجعلنا دائمين ٍ بالبحث عما يرفدهم بالاستقرار فهم بالمحصلة أبناء وطن كتب عليهم السفر للقمة العيش ومنهم من حصل عليها بيسر ومنهم من حصلها بالتعب والجهد والمعاناة ..