السعودية تحذر “إيران” من تسييس الحج

الرياض/وكالات –
أكد وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن من يستغل الحج لبث الفتنة سيتم “إيقاف عند حده”.
وقال الوزير¡ وهو أيضا رئيس لجنة الحج العليا¡ إنه سيتم التعامل مع من يستغل الحج لأهداف سياسة “بطريقة إيجابية من خلال منع ذلك وإيقافه عند حده”.
وتلقي أحداث المنطقة العربية ولاشك الأزمة السورية بظلالها هذا العام على موسم الحج.
ولا يزال عالق◌ٍا بالأذهان ما حدث قبل 25 عام◌ٍا¡ عندما تظاهر الحجاج الإيرانيون في موسم الحج في عام 1987م¡ تلبية لدعوة مرشد الثورة الإيرانية الخميني¡ لـ “البراء من المشركين”¡ وهو شعار ألزم حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج¡ من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى¡ من قبيل:”الموت لأمريكا”.. “الموت لإسرائيل”¡ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وتسبب هذا في سقوط أكثر من 400 قتيل¡ بعد أن دخل الحجاج في مصادمات عنيفة مع قوات الأمن السعودية التي حاولت منعهم من التظاهر¡ وبعد أن قاموا بالاعتداءات على رجال الأمن بالأسلحة البيضاء¡ وتفجرت شرارة المواجهات عندما قام المتظاهرون بنحر أحد رجال الأمن السعوديين أمام عشرات الآلاف من الحجاج أمام بوابة الحرم المكي¡ وقاموا بعمليات تخريب واسعة في الشوارع وإحراق الإطارات في مشهد عبثي عكس الخطر المميت للدعوات الرامية إلى تسييس للحج.
ونتج عن تلك الاضطرابات الدموية توتر في العلاقات السعودية – الإيرانية¡ وقاطعت إيران موسم الحج في أعوام 88 و89 و1990م¡ غير أن الحجاج الإيرانيين قصدوا الحج ثانية في موسم الحج 1991م¡ بيد أن إيران لم تتخل عن دعوتها للتظاهر لكن في إطار تحركات محدودة¡ داخل مناطق الإقامة للحجاج الإيرانيين¡ دون الاصطدام بقوى الأمن السعودي¡ لكن في سنوات لاحقة اتهمت السعودية أشخاص◌ٍا قالت إنهم على صلة بإيران¡ بتدبير حوادث تفجير في مكة.
دعوات التحريض للإيرانيين من أجل التظاهر في موسم الحج التي تطل برأسها من وقت لآخر¡ تحمل في مضمونها أهداف◌ٍا أبعد ما تكون عن الشعارات المعلنة¡ “البراءة من المشركين”¡ لا يمكن معها غض الطرف أو إغفال الهدف الإستراتيجي لإيران بالسعي لتصدير الثورة¡ واستغلال كل ما من شأنه أن يروج لمشروعها بنشر التشيع في أوساط المجتمعات السنية حتى وإن أبدت خلاف ذلك.
فإيران تدرك جيد◌ٍا أن موسم الحج يحظى باهتمام المسلمين قاطبة¡ وأن بروزها في صورة المشهد سيضفي عليها زخم◌ٍا¡ من خلال استغلالها الشعارات السياسية التي دأبت على ترديدها في دغدغة مشاعر المسلمين¡ وإيهامهم بقدرتها وحدها على التصدي للمخاطر المحدقة بالمسلمين وتحرير أراضيهم المحتلة¡ بينما هي في حقيقة الأمر لم تبذل قطرة دم واحدة في نصرة قضايا المسلمين¡ بل على العكس كانت أداة للتواطؤ وضرب مشروع المقاومة كما حصل بالعراق¡ ولم تتدخل سوى للعمل على تكريس نفوذها¡ ودعم حلفائها الذين تربوا في كنفها سنوات طويلة.

قد يعجبك ايضا