حصة دراسية تصنع مشروعاُ اقتصادياً ناجح

محمد صالح حاتم

 

بينما كان المعلم يشرح الدرس في إحدى الحصص الدراسية عن النحل والخلية والملكة والشغالة وعن العسل اليمني وجودته وشهرته العالمية وثمنه المرتفع ،كان هناك تلميذ يبلغ من العمر ثمان سنوات يستمع للمعلم، بكل هدوء وتركيز كبير، فكانت هذه هي البداية وهي المنطلق التي من خلالها بدأ الطفل معتز زيد يفكر في مشروعه وهو امتلاك خلايا نحل، فبدأ بجمع ثمن خليتين من مصروفه المدرسي ، وبدأ يعتني بالخليتين، ويهتم بهما، ويبحث عن طرق تربية النحل، وكيف يعالجها من الأمراض، تعرف على خبراء في تربية النحل من المغرب والأردن عبر الإنترنت، وتكاثرت خلايا النحل مع معتز، واليوم وبعد خمس سنوات وصل عمر معتز ثلاث عشرة سنة، وأصبح يمتلك أكثر من ٣٠٠ خلية، ليس هذا وحسب، بل أصبح يمتلك معلومات عن طرق تربية النحل والعناية بها، وأنواع النحل واصناف العسل، وطرق جني العسل، تسمع اليه وهو يشرح لك وكأنك أمام خبير عسل، وطبيب نحل، يذهلك بذكائه، وسرعة بديهيته، تراه يلاعب النحل، ويعانقها، يعشق النحل بشكل جنوني، لا ينام حتى يسمع أصواتها ، يتعرض للسعاتها، ويحس بالسعادة، وكأنها دغدغات، يبتسم لها، ويفتح لها صدره ليحتضنها، يتنقل مع خلايا وجباح النحل من منطقته قاع القيضي بمحافظة صنعاء وجارف، إلى محافظة إب وعمران، يبحث عن مراعي للنحل.
معتز زيد أصبح نحالا ً بارعا ً، وأصبح يمتلك مشروعا اقتصاديا كبيرا، سعدنا كثيرا عند زيارتنا له وجدناه يعشق النحل بشكل جنوني، حب وعشق أبدي بين معتز والنحل، لا تستطيع أن توصفه في سطور أو قصة أو مشهد مصور،
أصبح معتز أصغر نحال في اليمن وقد ربما يكون في العالم، وبدأ يجني ثمار تعبه وكفاحه، وحبه وولعه للنحل.
معتز زيد اسم ٌ صدع في عالم العسل اليمني، علامة تجارية مميزة، جودة وشهرة تضاف إلى جودة وشهرة العسل اليمني، له محبيه، وله شعبيته، ولعسله مذاق خاص.
معتز زيد النحال الصغير، والخبير بالعسل، والعالم بأسراره وأنواعه وأصنافه، والأمراض التي تصيب النحل قصة نجاح بدأت صغيرة ولكنها كبرت بكبر حلم معتز.
وكما يوصف العسل اليمني بأنه سفير اليمن في دول العالم، فمعتز زيد هو المعهد الدبلوماسي الذي يتخرج منه السفراء، وعلى يديه تصدر القرارات، ومن خليته تمنح التأشيرات للسفراء ليجوبوا العالم دون اعتراض أو تفتيش في مطارات العالم..

قد يعجبك ايضا