ماذا عن أجندة بايدن في المنطقة … وماذا عن متانة محور المقاومة !؟

هشام الهبيشان

 

 

تزامناً مع قرب زيارة بايدن للسعودية منتصف تموز المقبل ، عاد الحديث عن مشروع صهيو- أمريكي ،يستهدف البحث و إعادة تفعيل دور بعض الأنظمة العربية « المعتدلة « ، لتنخرط من جديد وبأدوار جديدة بمشروع الأمريكان والصهاينة والهادف لمحاصرة إيران وقوى المقاومة ،وهنا يلاحظ كل متابع في هذه المرحلة ،أن مشروع هذا التحالف القديم – الجديد الصهيو – أمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، تقف خلفه أجندة مختلفة تبدأ بتكريس أنماط جديدة من الابتزاز”المالي والأمني ” لهذه الأنظمة ولا ينتهي بتنسيق خطط لمواجهة محور المقاومة في المنطقة ، حيث من الواضح أن المستهدف “الحقيقي” بهذه التحالفات هو كل قوة إقليمية أو حركة مقاومة معادية للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ، فهذه القوى وتلك الحركات بدأت اليوم تحقق انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مشروع قذر “كان يستهدف تفكيك المنطقة جغرافياً وديمغرافياً وإعادة تركيبها بما يخدم المشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة “.
وهنا يجب توضيح مسألة هامة بخصوص هذه التحالفات، فهذه التحالفات تأتي كرد على قوى وحركات المقاومة في المنطقة، التي استطاعت خلال هذه المرحلة من الحرب عليها، أن تحتوي حرب أمربكا وحلفائها “هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة محور المقاومة بعد مراهنتهم على إسقاطه سريعاً، فالقوى المتآمرة على محور المقاومة بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ هذا المحور قد حسم قرار النصر.
فـ “المعطيات الحالية” تجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على محور المقاومة على تغيير موقفها من اتجاهات ومسارات الحرب، فـ نرى بعض الأنظمة العربية والإقليمية والدولية الشريكة بالحرب على محور المقاومة بدأت التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة.
فـ “الأوضاع الميدانية” في سوريا تسير بعكس عقارب المخطط الصهيو أمريكي ، فـ “تحرير الجيش العربي السوري” لمعظم المناطق التي احتلتها المجاميع الإرهابية المسلحة، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي من المتوقع أن تدور بالقرب من الحدود السورية مع الأراضي التركية شمالاً، وبما يخص الملف اليمني فالواضح أن السعودي مازال غارقاً بالمستنقع اليمني ولم يجد للآن أي مخرج يحفظ ماء وجهه إذا قرر الخروج من المستنقع اليمني ، وبما يخص صفقة القرن والخاصة بتصفية القضية الفلسطينية ،فالواضح أن هذه الصفقة ستكلف داعميها الكثير ،و لن تمر بسهولة كما يخطط لها البعض .
والواضح أكثر هنا، أنّ صمود سوريا واليمن واستمرار المقاومة بفلسطين وبطرق مختلفة وبدعم من محور المقاومة ، هو الضربة الأولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأمريكيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع ، وهي فشل وهزيمة حربهم على محور المقاومة بمجموعة والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.
ختاماً ، إن هذا التحالف الصهيوني – الأمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، يثبت أن حرب أمريكا وحلفائها على قوى المقاومة ما زالت مستمرة ، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أمريكا ومعها حلفاؤها أكثر مما يخسر محور المقاومة ، ويدرك الأمريكيون وحلفاؤهم هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو – أمريكية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها ، حسب المشروع الأمريكي.
كاتب صحفي أردني

قد يعجبك ايضا