في إطار لقاءات السيد القائد بأبناء المحافظات ، حرصا منه ومن باب المسؤولية للحديث عن الأولويات في هذه المرحلة ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – لأبناء محافظة أمانة العاصمة صنعاء ، عن صنعاء وأصالتها التاريخية بالمبادئ الدينية والمواقف الإيمانية والحاضنة الاجتماعية والسياسية الأولى ، لليمن كلها، التي واجهت العدوان، كما لم يحدث من قبل، لذلك كانت افضع جرائم العدوان والاستهداف الشامل من نصيب صنعاء، بالقصف والأسلحة المحرمة دوليا، والعدو خصص مبالغ كبيرة من المليارات بحملات عسكرية لاحتلال صنعاء وصاحب ذلك الحرب النفسية والإعلامية، وبقيت صنعاء بعيدة على العدو لأنها محصنة بالاعتماد على الله والثقة به، محصنة بالمؤمنين الواثقين بالله ومحصنة بالوعي العالي لأبنائها وقاطنيها والوافدين إليها ، وعندما يأس العدو من إسقاط العاصمة اتجه العدو لتهجير أبناء العاصمة بإعلانات القصف لشوارع ومناطق معينة..
استهدف العدو العاصمة صنعاء وخصص لها الجزء الكبير من المؤامرات الأمنية ، وبفضل الله ومعونته وتأييده فشلت الكثير من مؤامرات الأعداء ضد العاصمة صنعاء، واليوم يعمل الأعداء أيضا على التضييق على الناس في معيشتهم في اليمن عامة والعاصمة صنعاء خاصة ، من العمل على انعدام الغاز والبترول ومختلف السلع الغذائية، ويترافق مع ذلك الدعاية وبالتحريض لاثارة الفوضى بين الناس، حتى لا يوجه الغضب الشعبي تجاه من يقتلنا ويحاصرنا ويتآمر علينا، ولكن العدو فشل بالوعي الشعبي اليمني ولأبناء العاصمة ، الذين يدركون أن خلف هذه المعاناة هو العدو، وشعبنا على قدر كبير من الوعي يعرف من هو عدوه ومن هو صديقه، وقد استهدف العدو اليمن بشكل عام وأبناء العاصمة بالحرب الناعمة بشكل خاص ، وكان يسعى لإنشاء شبكات وخلايا للدعارة وللسرقات والجريمة المنظمة، باتجاهين الأمني والأخلاقي، وكذلك الاستهداف الإعلامي، واستهدف الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتحرك الأعداء بالجزء الكبير من هذا الاستهداف نحو العاصمة صنعاء، ولكنهم انصدموا بالوعي الإيماني والتربية الإيمانية والانتماء الإيماني، وعلى مستوى الصبر ناتج عن إيمان أمة تثق بالله وتعتمد على الله، تتحمل الألم وتحمل الأمل..
إن الجانب الإيماني هو الأساس في تماسك وصمود شعبنا في كافة المستويات، فقد استخدام الأعداء الحرب الاقتصادية والمعيشية التي تصل اليوم إلى كل منزل وكل مطبخ لتركيع شعبنا في قوت عيشه واحتياجاته الضرورية، ولكنهم صدموا بثبات صمود شعبنا، وهذا الصمود هو نتيجة للأثر الإيماني، بمعنى أن الشعب اليمني لا يخضع ولا يستسلم إلا لله وحده لا شريك له، ولهذا فإن حرية الشعب اليمني هي حرية إيمانية، حرية الوثوق والاعتماد على الله، وحسابات شعبنا حسابات إيمانية ومنطلقاته إيمانية وتحركه إيماني، معتمدا وملتجئاً لله ولوعده الصادق، بنصر المؤمنين، بينما العدو وصل للعام الثامن وهو أكثر إحباطا ويأسا وفشلا وموقنا بهزيمته ، والسبب هو ثقتنا بالله، ولقد عبر وتجاوز شعبنا اكبر واخطر المراحل بحول الله وقوته وقدرته ، وطالما بقي شعبنا متوكلا على الله واستجابته لله وطاعة لله ، فإن الله مع الصابرين، لهذا الأعداء يمتلئون حقدا وغيضا، وعليهم أن يقنعوا ويكفوا عن عدوانهم العبث ، لأن شعبنا ليس لقمة سائغة..
إن الأعداء يدركون جوانب صمود شعبنا المرتبطة بتوكله على الله وطلب معونة الله ، ولذلك يستهدفون العنصر المعنوي والانتماء الإيماني وتشتيت الوعي والبصيرة، واطلاقات الدعايات الوهمية لتشتيت الذهنية الشعبية، لذلك وفي طبيعة مسيرة حياتنا وطبيعة الظروف ، لابد أن نكون على درجة عالية من الوعي والبصيرة والوضوح تجاه مؤامرات الأعداء ومحاولات تزييف الحقائق، ونشر الرذيلة، ومحاولة إبعادنا عن انتمائنا الإيماني، حتى نقبل بدنس الأعداء بكل فساده وكل منكره ، ان سيطرة العدو على بلدنا يعني أن يحولوا بلدنا إلى بيئة مفتوحة وساحة للشيطان وطواغيته ، لذلك لا يوجد أولوية غير أولوية التصدي لهذا العدوان، و السبيل الصحيح لمواجهة الاشكالات داخلنا هو في إطار التواصي بالحق وليس على حساب القضايا المصيرية، وعلينا أن نتحلى بالمسؤولية ونحدد مسؤولياتنا بالحكمة والرشد، ونعمل على معالجة الاشكالات والمظالم وبشكل عملي، ولكن تبقى أولوياتنا الكبرى هي مواجهة شر وفساد وضر وخسارة وفحشاء العدوان، ولهذا يجب أن نكون في تعبئة مستمرة، ويقظة وجهوزية واستعداد دائم في كافة المستويات، لأن الشيطان وأعوانه وحزبه يشنون علينا الحرب في كافة المجالات، والجهاد يجعلنا مجتمعاً حاضراً ومنتبهاً دائما يعرف انه يتعرض لمؤامرات، ويعرف كيف يواجهها..
علينا أن نحول كل التحديات إلى فرص، والقرآن كله تعبئة لجعلنا أمة حاضرة وصامدة وثابته، وعلينا أن نتصدى للحرب الناعمة التي تستهدف الأخلاق والقيم، وعلينا أن نحرص على التحشيد والتجنيد والاستعداد والنفير ، ونحافظ على الروح المعنوية لمواجهة العدو، والاهتمام بالتكافل الاجتماعي والإحسان، وهذا جزء أساسي من تماسك شعبنا، بين مختلف الجهات، والاستمرار في التعاون الأمني، والتعاون الاجتماعي لمنع إطلاق الاعيرة النارية في المناسبات ، والتعاون في حل القضايا الاجتماعية، ومكافحة الجريمة المنظمة، والعناية المهمة مع الجانب الرسمي في التخطيط العمراني للمدن ، وتفعيل النشاط في الجانب الاقتصادي الإنتاجي بالتعاون مع الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع، وهناك مسؤولية كبرى على الجانب الرسمي أن تكون علاقتها مع المواطن علاقة طيبة بدون عراقيل، وتقديم التسهيلات، و لابد من وجود الشركات التساهمية على يد من هم موثوقون وعناية وانتباه من الجانب الرسمي والأمني لحماية حقوق الناس ، لأنه يتوجب علينا أن نتحول إلى شعب منتج، بالعمل المنظم والتحرك الجاد..
من الجوانب المهمة التي يجب الالتفات اليها في العاصمة صنعاء هو جانب الاهتمام بالنظافة، لأن النظافة ثقافة ووعي والتزام، تبدأ من داخل المنزل، الوعي بالنظافة هو الذي جعل النظافة من الإيمان، وعلينا أن نتفوق حضاريا ونلتزم إيمانيا، فهذا مهم حتى صحيا ، واهتمام الجهات الرسمية المركزية أو المحلية هو الاهتمام بالمواطن ، وهذه هي مسؤولية كل المسؤولين أمام الله بجد وأمانة بما في أيديهم من إمكانيات وصلاحيات، وان تكون علاقة المسؤول بالمواطن علاقة فيها تقوى الله والقرب من الله ، موقع المسؤولية موقع خدمة للمجتمع وليس للاستغلال والظلم، ويجب العمل بأمانة وصدق ووفاء، والمسؤولية يجب أن تضبط بمدونات سلوكية وجانب رقابي يساعد على تقوى الله وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب والتفريق بين المحسن والمسيء لمعرفة الصالح من الخائن..