فاجعتان رياضيتان

محمد العزيزي

 

لغط كبير حدث الأسبوع الماضي بعد تعيين اتحاد كرة القدم المدرب الجزائري عادل عمروش بدلا عن الكابتن أمين السنيني لتدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ليصبح السنيني مساعداً له، صحيح أن القرار لم يكن موفقا ومتوقعا برأي الشخصي ومثل لدى البعض فاجعة رياضية كون المدرب الوطني قد قطع شوطا كبيرا مع المنتخب الأول واصبح اللاعبون منسجمين مع المدرب وخططه التدريبية والتكتيكية ورسم ملامح المنتخب الذي سيخوض المباريات وإمكانيات كل لاعب وموقعه ومركزه خاصة وأن التصفيات اقتربت من انطلاقتها ولا يفصلنا عنها سوى شهر واحد تقريبا.
لا أدري ما الحكمة من قيام اتحاد القدم بالبحث عن مدرب في الوقت الضائع ونحن على مقربة من البطولة وتعيين مدرب في هذا الوقت، والمشكلة أن منتخبنا الوطني الأول ظل بدون مدرب فترة طويلة حتى قرر الاتحاد تعيين الكابتن أمين السنيني مدربا ومديرا فنيا للمنتخب وبدأ الكابتن السنيني يعمل على إعداد المنتخب، حتى طلعت التشعيبة وطلع «الجني» عند الاتحاد بتعيين المدرب الجديد ليخلط بذلك الأوراق وربما أربك اللاعبين والطاقم الفني وطريقة اللعب والانسجام الذي كان قائما وقد حضّر المنتخب نفسه عليها طوال الفترة السابقة مع المدرب الوطني أمين السنيني ولا أدري في الحقيقة ما الحكمة من هذا التوجه والقرار؟.
ومع ذلك ورغم تفاجئنا بهذا القرار وظهور أصوات تحرّض المدرب الوطني القدير أمين السنيني على المغادرة وعدم البقاء مع المنتخب، أنا لست مع الذين ينادمون أو يشجعون الكابتن أمين السنيني على ترك المنتخب ردا على قرار الاتحاد حميَّة كانت أو لرد اعتبار الكابتن أمين، أقول للكابتن أمين: الموضوع ليس فعلاً وردة فعل وإهانة ورد اعتبار أو حتى انتقاماً، المساءلة ليست بهذا المنطق، بل أنت في مهمة وطنية ورياضية خالصة من أجل الوطن، ووجودك مع المنتخب كمساعد للمدرب سيكون دافعاً قوياً لهم خاصة وأنت الأقرب إليهم وأنت أيضا رجال المهام الصعبة وصاحب الخبرة مع المنتخبات اليمنية الوطنية وتعرف أكثر من غيرك مكامن ضعف وقوة المنتخب ونفسية اللاعبين.
لا تكترث يا كابتن، المهمة كبيرة ووطنية تحتم علينا جميعا الوقوف مع المنتخب وإنجاح مهمته بعيدا عن أسلوب الفعل ورد الفعل والمماحكات التي لا يمكن أن نجني منها إلا الفشل والخسارة واللوم وتحميل كل طرف المسؤولية نظير فشلنا وتحطيم الرياضة اليمنية وتثبيت النظرة السائدة عن منتخباتنا بأن الرياضة اليمنية تقف دائما عند عتبة الخروج من المنافسات بحصيلة نقطة أو هدف أو تعادل، لا تكترث بقرار الغفلة الذي انتقده كل اليمنيين ونريد ثباتاً أقوى ونجاحاً أفضل وأن نتقبل التوجيهات والقرارات بروح رياضية وأن تكون مهمتنا تحت شعار اليمن أولا وأن نعمل جميعا في خدمة اليمن من أي موقع كان وفي أي ظرف وأن يكون هدفنا هو النجاح ولا شىء غير النجاح وتنفيذ المهمة على أكمل وجه ولك شرف المشاركة في ذلك.
فاجعة مقتل زهرة
الفاجعة الثانية كانت الخميس الماضي حيث فجع الوسط الرياضي بمقتل وكيل أمانة العاصمة صنعاء سابقا ونائب رئيس مجلس الشرف الأعلى بنادي اليرموك الأستاذ عبدالعزيز زهرة وزوجته وابنه ياسر على يد نجله عمار- وفقا لما ذكره ناطق وزارة الداخلية- وهي في الحقيقة حادثة صدمت المواطنين في عموم اليمن وكذا الرياضيين نتيجة هذه الجريمة، خاصة وأن الفاعل والجاني “ ابنه “ الذي ارتكب الجريمة.
الجميع يعرف رجل الأعمال والرياضي ووكيل أمانة العاصمة السابق عبدالعزيز زهرة وما يتمتع به من دماثة الأخلاق وطيبة تعامله مع عامة الناس وعدم تقبل من سمع الخبر أن تكون نهاية هذا الرجل الطيب بهذه الطريقة ومن أقرب المقربين منه.
بهذا المصاب فقد الوسط الرياضي والاجتماعي شخصية رياضية واجتماعية هامة نظراً لدوره الريادي في خدمة الرياضة، لروحه السلام والرحمة ولأهله وجميع الرياضيين الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا