ذكرى ميلادها.. يوم عالمي للمرأة المسلمة

الزهراء مدرسة نموذجية متكاملة

 

 

نجدِّد العهد في ذكرى ميلادها بأن لا تحيد أو تميل أخلاقنا وعفتنا وأن نكون ممثلين لها -عليها السلام-
اقتداء المرأة اليمنية بالسيدة فاطمة هو من جعلها قوية ثابتة وصامدة أمام العدوان الغاشم

بعد أن عاير كفار قريش النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله بأنه مقطوع الذرية ووصفوه بالأبتر وهبه الله سبحانه وتعالى  كوثراً لا ينقطع ماؤه ومشكاة فيها مصباح هي كالكوكب الدري الذي لا ينطفئ و لا يأفل، وهبه السيدة فاطمة الزهراء ليكمم أفواه المكذبين به والمشككين بنبوته فكانت محط اهتمام كبير من  أبيها الذي رباها تربية إيمانية كأحسن ما يكون لتكون هي القدوة والنموذج الأرقى للمرأة المسلمة فمن تقتفي أثر السيدة الزهراء وتنتهج نهجها يكون في ذلك فلاحها في الدنيا والآخرة ويتخرج من تحت يديها جيل صالح يكسر شيطنة الأعداء ويحطم مخططاتهم في استهداف الأمة الإسلامية، ولذلك فإن يوم ميلاد الزهراء الذي سيحل علينا قريبا بالنسبة لكل امرأة مسلمة هو يومها العالمي فيه تجدد العهد للزهراء بأن لا تحيد أو تميل عن أخلاقها وعفتها وطهارتها إنما تكون ممثلة لها حتى لانترك ثغرة للعدو لاستهداف المرأة المسلمة وأمّة نبيها الكريم،، وإحياء هذا اليوم هو إحياء لسيرة الزهراء ونهجها الذي نعلم كيف حاول أعداء الأمة تغييب سيرتها بشكل متعمد حتى تظل المرأة المسلمة تائهة تبحث عن قدوة لا تسمن ولا تغني من جوع لها فيكون اتباعهن هو الهلاك والخسران!! والمرأة اليمنية هي خير من مثلت الزهراء فكان لذلك أثره في صدّ كيد الأعداء في استهداف اليمن حيث كانت شريكة الرجل في معركة التحرر والصمود ضد المتربصين باليمن رجالها ونساءها في هذا  الاستطلاع الذي  أجراه  المركز الإعلامي بالهيئة النسائية بمكتب أمانة العاصمة مع عدد من حفيدات الزهراء ومنتهجات نهجها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة.. نتابع:

الاسرة /خاص

الناشطة الثقافية نوال أحمد بدأت حديثها قائلة :
ونحن على أعتاب الذكرى العطرة والمباركة لميلاد سيدة نساء العالمين،  ذكرى مولد سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام، وهو اليوم الذي يحق بأن يكون يوماً عالمياً للمرأة المسلمة، وإنها المناسبة التي نقيمها لنحيي فيها إيمان وقيم ومبادئ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ولنجدد ارتباطنا بهذه المرأة المؤمنة الطاهرة المطهرة ونحن نجسدها اليوم في واقعنا إيماناً وأخلاقا وصبراً وبذلاً وعطاءً.
وأشارت نوال إلى أنه منذ زمن تعمد الأعداء تغييب نموذج فاطمة الزهراء عليها السلام وهي سيدة نساء العالمين وهي بضعة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليهم، غيبوها وهي من بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني، غيبوا عنا أعظم النماذج الإيمانية والقدوات الصالحات والحسنة ليقوم أعداء الإسلام بصناعة نماذج سيئة للمرأة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية.
وأكدت نوال على أن تلك القدوات المقدمة قد صنعت بطريقة مقصودة لإفساد المرأة التي هي الركن الأساسي في بناء المجتمع الصالح.
ونوهت نوال في حديثها بأن الغرب في عالمنا المعاصر قد صنع للمرأة رموزاً جذابة وهذه قضية خطيره جداً وأخطر من أي وقت مضى؛ ففي السابق اعتقد أن الناس كانوا مايزالون في مأمن من الغرب والتخريب الثقافي للمرأة، أمّا اليوم فإن الغرب قد أدخلوا معاول تخريبهم وهدمهم إلى داخل البيوت وأصبحت داخل كل بيت شئنا أم أبينا عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية وشبكات الإنترنت وغيرها.
وأوضحت أن في هذه الحرب العالمية الشعواء التي يقوم بها الغرب في استهدافهم للمرأة المسلمة نلاحظ أنهم قد فشلوا في حربهم الثقافية والفكرية بفضل الله أمام المرأة اليمنية فيما تمتلكه من وعي وإيمان لارتباطها الوثيق بالله وتمسكها بقرآنها و بتعاليم دينها.
إن اقتداء المرأة اليمنية بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هو من جعلها قوية ثابتة أمام هذا العدوان الغاشم؛
اقتداؤها بالسيدة الزهراء هو من جعلها تصمد وتواجه وتقدم التضحيات من خيرة أهلها في سبيل الله ونصرة دينها ودفاعا عن أرضها وذودا عن كرامتها .
المرأة اليمنية الصامدة المجاهدة أثبتت في واقعها ومن خلال مواقفها المشرّفة والعظيمة أنها تجسد الزهراء في ارتباطها وتأسّيها بأمّها القائدة والقدوة الحقيقية للمرأة وهي الزهراء عليها السلام .
يومهم لا يعنينا
بدورها الناشطة السياسية والإعلامية إكرام المحاقري بدأت حديثها معنا بالقول: هناك يوم عالمي صنفته واختصته “الأمم المتحدة” كـ يوم عالمي للمرأة بشكل عام ، فيه الكثير من العناوين التي لا واقع لها سوى ما هو عكسها بالنسبة للحقوق والمستحقات والواجبات وغيرها، وأضافت المحاقري لكن بالنسبة للمرأة المسلمة على وجه الخصوص وفي عالم الوعي القرآني الذي يتأصل بأصل الهوية الإيمانية هناك يوم عالمي واحد في الـ 20 من شهر جمادي الآخرة والذي هو يوم ميلاد الزهراء ـ عليها السلام ـ سيدة النساء وسيدة العفة والحياء ومدرسة البذل والعطاء .
وترى إكرام أن لهذا اليوم أهمية عظيمة وكبيرة بالنسبة للمرأة المسلمة والتي تقدم نفسها للعدو منبراً للوعي والطهارة وتقدم الزهراء عليها السلام أسوة وقدوة حسنة لها على مر التاريخ، فالأهمية مرتبطة بمواجهة ثقافات الغرب الباطلة وحروبهم الناعمة والباردة والتي غيبت منهج الزهراء ـ عليها السلام ـ وقدمت نماذج غربية وأخرى جاهلية لئيمة كمثلٍ تحتذى به المرأة المسلمة.
وأوضحت إكرام أنه بالنسبة لمحاولة الأعداء تغييب سيرة الزهراء ـ عليها السلام ـ هو مرتبط بتغييب حقيقة ومشروع القرآن الكريم، ليس بالنسبة لجانب المرأة فقط بل لـ جانب الأسرة بشكل عام، فهذا التغييب قد غيب القدوة والأسوة والجهاد والعفّة والحياء والارتباط بالله سبحانه وتعالى، ورسم مسارات وتوجهات متعددة بعيدة عما حدده الله سبحانه وتعالى، وأكدت المحاقري على أنهم بذلك إنما هم يستهدفون أساس الدين حتى يتمكنوا من فروعه، وما فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ إلا أساس متين وبارز من أُسس الدين الإسلامي الحنيف والتي تحركت بـ القرآن الكريم منذ نشأتها وحتى وفاتها.
ونوهت إكرام المحاقري بأنه لا يمكننا صد ومواجهة الهجمات العدوانية للعدو ولثقافة الغرب على المرأة المسلمة إلا بتحصين المرأة المسلمة بثقافة القرآن الكريم، والعودة الصادقة والشاملة لمبادئ وقيم وأخلاق ومنهج السيدة الزهراء ـ عليها السلام ـ .
واختتمت إكرام حديثها قائلة: هنا سيفشل العدو ولن يحقق مآربه وقد فشل مشروعه في اليمن وذلك في مواجهة المرأة المؤمنة والتي تحمل الفكر القرآني والنظرة الرسالية في ذاتها وعقيدتها ومجتمعها.
ميلادها عيدنا
أما الأستاذة هاجر الرميمة فقد تحدثت إلينا قائلة: اليوم العالمي للمرأة المسلمة هو يوم عظيم كونه مرتبط بيوم ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ”
ومنها اتخذت المرأة المسلمة يوما عالميا لها، يوماً ترتبط فيه بعزة ووقار وتبجيل للسيدة الزهراء التي تربت في بيت النبوة لتقدم كنموذج يحتذى به من قبل النساء المسلمات تربويا وأخلاقيا وإيمانيا وفي كافة المجالات.
وأضافت الرميمة: المرأة التي يتغنى العالم بأن لها من الحقوق ما لها لكنها لم تكن إلا مجرد شعارات فارغة لأنهم قبل كل شيء جعلوا منها رخيصة يحاولون أن يحققوا بها رغباتهم في هدم الدين الإسلامي والأمة الإسلامية.
وأشارت هاجر إلى أن الإسلام وحده من كرّم المرأة وأعطاها كامل حقوقها وحفظ عرضها وجعلها غالية في نظر الجميع كأٍمّ وزوجة وأخت وابنة!!
وأوضحت هاجر أن أعداء الإسلام حاولوا جاهدين أن يمحوا عقيدة المرأة ويزعزعوا ثقتها بما أوجبه الله عليها، بمحاولة إبعادها عن القدوة التي قدمها لها الإسلام وهي السيدة الزهراء حتى تسهل عليهم مهمة استهدافها وتدمير ما قد بناه الإسلام لحماية كيان المرأة
فأباحوا الغناء والتعري وخلع الحجاب ومساواتها بالرجل بما لا يليق بها كامرأة متهمين الإسلام بأنه يقف حاجزاً ضد تقدمها وحريتها، وجعلوا منها سلعة رخيصة لا ثمن لها ولا أيّ قيمة تذكر،
ونوهت هاجر الرميمة بأنه وللتصدي لهجمتهم الشرسة على المرأة ومواجهة الحرب الناعمة فيجب أن تكون السيدة الزهراء هي القدوة التي يجب أن تتخذ منها النساء نموذجاً تسير عليه في كل نواحي الحياة وهذا هو كفيل بدحر كافة مؤامراتهم، وأضافت هاجر الرميمة قائلة إننا نستحي حين نجد من النساء من تحفظ سيرة حياة فنانة أو مغنية وبالمقابل اذا سألتها عن بعض سيرة ابنة رسول الله صلوات الله عليه وآله فإنها لا تذكر أيّ شيء وما هذا الا بسبب تغييبها حتى من المناهج الدراسية ولذلك يجب علينا أن نقرأ ونبحث عنها، ولابد من الغوص العميق في سيرتها وحياتها والاقتداء بأدق تفاصيل حياتها حتى نضمن لأنفسنا الفوز في الدنيا والآخرة ونحصن أنفسنا من كل أسلحة الغرب الموجهة ضدنا
وتقول الرميمة: إذا ذكرنا لماذا يحاول الأعداء تغييب سيرتها العطرة فلا إجابة غير أنهم يعرفون أن المرأة: هي كل المجتمع ففي صلاحها يصلح الزوج والأخ والولد، والمرأة المؤمنة الصالحة هي مصدر قلق لأعداء الله فكل ما يحصل الآن ما هو إلا خوف من القوة التي تكمن وراء العفة والاحتشام والحياء، فلابد لنا أن ندرس ونُدرس حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لكي يحيا المجتمع بوعي .
الأخلاق والقيم
بدورها الإعلامية أفنان السلطان تقول: المرأة المسلمة كُرمت من قبل الله ومع ظهور الإسلام والنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله تبددت معاناتها بعد أن كانت تُهان وتُظلم وتُدفن تحت الثرى ولم تر عينيها النور بعد.
ولذلك فيوم المرأة العالمي ليس هو اليوم الذي يأتي به الغرب بل هو يوم ولادة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين التي هي القدوة التي يُحتذى بها والأسوة لكُل امرأة مسلمة، وأضافت أفنان قائلة: فالزهراء عليها السلام مدرسة في الأخلاق والمبادئ بل هي بحر لايُدرك قعره من القيم التي إذا تزودت من مكارمها المرأة نالت خير الدُنيا وحُسن ثواب الآخرة.
وأوضحت السلطان أن الاحتفال بمولدها مهم في إظهار من هي القدوة الحقيقة للمرأة وكذلك لمعرفة سيرتها العطرة التي غُيبت من قبل الأعداء لإبراز قدوات وهمية لاتمت إلى الدين والأخلاق بأي صلة لإبعاد المرأة عن النماذج القرآنية ليُسهل إفسادها والسيطرة عليها من قبل الأعداء.
وأكدت أفنان على أنه إذا كانت المرأة بعيدة كُل البعد عن القدوة الحقيقة والثقافة القرآنية فسيأتي لها الفساد باسطًا ذراعيه يغيّر من ثقافتها ومبادئها ويبعدها رويدًا رويدا عن الطريق السليم طريق الله الذي يوصلها إلى النعيم والسعادة الأبدية.
مؤكدة أن العدو يبذل قصارى جهده في استهداف المرأة لأنها اللبنة الأساسية في الأسرة بل هي المجتمع بكله، وفي ختام حديثها نوهت أفنان السلطان انه من الواجب علينا صد هجومهم بالتحصن بالثقافة القرآنية التي تستطيع من خلالها رد هجماتهم وحربهم الناعمة والرجوع إلى الله ليؤيدنا ويعيننا لنفشل مخطاطتهم ونجعلها هشيمًا تذروه الرياح، كذلك التمسك بالقدوات التي أنعم الله عليهن كخديجة ومريم وآسيا وفاطمة الزهراء التي كانت خير نساء العالمين.
الزهراء قدوتنا
الكاتبة منار الشامي بدورها قالت: بدايةً لقد وضعَ اللّٰه سبحانهُ وتعالى نموذجًا يُحتذى بِه لكلٍ من المرأة والرجُل ، ولم يغِب في الإسلام النموذجُ الأسمى للمرأةِ المُسلمة متمثلًا بالسيّدة الزهراء عليها السلام ، إنّ اليوم العالمي للمرأةِ المُسلمة هو اليومُ الّذي تستطيعُ فيه بدورها أن تصِل إلى الكمالِ الإنساني اقتداءً بالسيّدة فاطمة عليها السلام ، وأضافت  منار بشكلٍ عام يجب إظهار أهميّة الاحتفال بذكرى ميلاد السيّدة الزهراء وإحياء هذه المناسبة بالنتيجة التي تطرأ خلفَ الفعاليات ومراسم الإحياء وهو الدورُ المُرجّى لكلّ إمرأة بالوصولِ إلى المقامِ المحمود واتباعِ الزهراء عليها السلام بحياتها خطوةً خطوة وعلى كلّ المسارات الّتي سطعَ فيها نجمُ وجوهر السيّدة عليها السلام .
وحول تغييب سيرة الزهراء تقول الشامي: أمّا عن الأسباب الّتي تقفزُ في الذهنِ بديهيًا وهي تتمثّل في سؤالٍ محتوم وهو لِمَ حاول أعداء الإسلام تغييب سيرةِ الزهراء عليها السلام ؟
يكمنُ الجواب في الهدفِ من ذلك وهو إبعاد المرأة المسلمة عن مكنونِها الديني وهذا الأمرُ بلا محالة هو ما قد ينحرفُ بِها تلقائيًا لتتخذَ مما يُقدمهُ العدوّ قدواتٍ لها .
وأضافت منار: لقد أدركَ العدوّ أن المرأة هي محورُ الجهاد والانتصار، وأنّها بدورها المعنوي والماديّ لا تنقصُ درجةً عن شقيقها الرجل بل قد يصِلُ الأمرُ أحيانًا إلى أن تُصبِح فيه المرأة بقوّتها الفكرية التي وهبها اللّٰه أكثر إنجازًا من الجنسِ الآخر، ولهذا لم يخفَ على الجميع مساعيه الحثيثة إذ أنّه استخدم باب الحربِ الناعمة بعد تغييبِ القدوة لتترنّح المرأةُ آليًا نحو الاغترابِ عن دينها استسلامًا لمكائد الشيطان .
وأكدت منار الشامي على أنّ صدّ هذه الهجمة على المرأةِ المُسلمة يتمحور حول العودة الجادّة للدراسة العملية لحياةِ الزهراءِ عليها السلام والمشي بذاتِ الطريق ، ولله الحمد فنحنُ في زمنٍ توسّعت فيه مجالاتُ النهوض النسائي وتستطيعُ فيه كلّ امرأةٍ أن تجعل من نفسها أيقونة الجهاد بالسيرِ على نهجِ السيّدة الزهراء عليها السلام.

قد يعجبك ايضا