مدرسة المواهب

محمد العزيزي

 

 

استبشرنا خيرا عندما أنشئت مدرسة المواهب الرياضية وتم تعيين المدربين الوطنيين القديرين سعيد العرشي وحسين طنطن وعبدالوهاب الحواني والكابتن والهداف التاريخي للكرة اليمنية والمنتخبات الكابتن علي النونو والمدرب الوطني محمد سالم الزريقي، وبدأت تلك المدرسة بطاقمها الرائع بتحسس الموهوبين والبراعم الصغار الذين يمتلكون مواهب وقدرات فنية رياضية يمكن تطويعها و تطويرها لتصبح في المستقبل نجوما كروية كبيرة ذلك الاستكشاف كان في كل مناطق اليمن دون استثناء.
لكن وللأسف الشديد في بلادنا أي جهة ناجحة يضع المتجملون وأصحاب المصالح العراقيل أمامها ويكون أول الخيارات لإفشالها أنها لا تحصل على الدعم والاهتمام والرعاية، ليس هذا وحسب بل تواجه بالفطرة السائدة يمنيا لحرب وإفشال وبعسسة من القريب والبعيد، وهذه طبيعة يمنية خالصة وثقافة اعتاد عليها المسؤولون في بلادنا للأسف..
مدرسة الموهوبين التي أنشئت كانت بدأت وانطلقت بشكل ممتاز إلا أن العاملين فيها والجمهور الرياضي فوجئوا جميعا بإيقاف مخصصات هذه المدرسة والبذرة الحقيقية التي كنا نعول عليها في صناعة المواهب والموهوبين والوصول إلى الخامات الرياضية الممتازة التي تصنع رياضة لمنافسات ومواجهة خصومنا الرياضيين في العالم.
لا أدري ما هي الحكمة من إيقاف مستحقات ومخصصات هذه المدرسة الهامة والرياضية لبداية حقيقية للرياضة.. وأيضا من الذي ضربته الحمية والعبقرية بعد تخزينة قات واتخذ مثل هذا القرار الذي لا يقل سخفا عن الذي أصدره.. كما أن المبلغ المرصود لمدرسة الموهوبين لا يساوي تخزينة أحد المسؤولين لشهر، وهذا ما يؤكد للقاصي والداني أن الرياضة لا يمكن أن تأخذ مكانها الطبيعي بين بقية المجالات إلا إذا ذهب المتطفلون على الرياضة ويكون المسؤولون على الرياضة هم أهل الرياضة ومنتسبيها لأنهم هم أهل الدراية باحتياجات وأهمية الرياضة وهم الوحيدون الذين بمقدورهم وبإمكانهم تقدير ومعرفة مكانة الرياضة بين الشعوب.
منطق هي (طبة.. وزبطا ردعا) وأنها مضيعة للوقت وإهدار للإمكانيات والقدرات والشباب أمر يحز في النفس لأن الرياضة دين وأوصى بها الأنبياء ومدرسة تربوية أخلاقية ونفسية وأخيرا هي تجارة ومورد اقتصادي كبير تستغله كل بلدان العالم إلا نحن اليمنيين ليست لها مكانة رغم أن جمهورها وعشاقها أكثر من عدد الناخبين الذين ينتخبون أعضاء مجلس النواب وهذه حقيقة وليست مزايدة ولمن لا يؤمن بذلك فعليه استحضار احتفاء الشعب اليمني بإنجاز وفوز منتخب الناشئين وخروجهم محتفلين بالفوز النساء يزغردن ويصدحن في كل المنازل ابتهاجا وفرحا بهذا المنتخب والفوز التاريخي الذي حققة إن فشل اليمن رياضيا هو بسبب هؤلاء الذين يتربعون على الرياضة ويمتصون مواردها وإمكانياتها.. في أكلوها لحما ورموا بها فتاتا وعظاما.
الأسبوع الماضي قرأت تصريحا لمسؤول بأن وزير الشباب والرياضة سوف يعيد مخصصات مدرسة الموهوبين، وهذه بادرة طيبة من الوزير تستحق الإشادة لأنها ستعيد هذا الصرح الرياضي إلى الطريق الصحيح للبدء في إعادة تصنيع وإنتاج واكتشاف المواهب الرياضية، وما منتخب الناشئين ببعيد.
وقفة:
حقيقة لا بد لنا هنا – رياضيين وجمهوراً وحكومة – أن نوجه ملياراً من كلمات الشكر والتقدير والعرفان للكابتن علي النونو الذي بذل جهودا كبيرة في اكتشاف المواهب واختيار عناصر منتخب الناشئين كحق أصيل لتلك الجهود خاصة بعد أن حقق هؤلاء الأبطال ذلك المنجز التاريخي والرياضي لليمن ولأول مرة في التاريخ وهذه كلمة حق يجب أن نقولها عرفانا وتقديرا للكابتن النونو الذي قدم للكرة اليمنية جل جهده ووقته ورفع اسم اليمن عاليا في كثير من المحافل والملاعب الرياضية في الداخل والخارج.
والشكر والعرفان أيضا للكابتن قيس محمد صالح الذي أكمل المشوار وحقق مع المنتخب ذلك المنجز التاريخي.. كما أن الكابتن قيس صالح معروف رياضيا وله باع ورصيد رياضي كبير وهو واحد من أبرز الرياضيين في الكرة اليمنية والمنتخبات الوطنية، فله كل التحية ونشد على يديه بالتحضير الجيد للمنتخب في مشاركاته واستحقاقاته القادمة.. وبالتوفيق يا شباب.

قد يعجبك ايضا