مهدي صالح

عبدالسلام فارع

 

أستطيع القول ومن وجهة نظري المتواضعة إن قمة ومنتهى التميز والنبوغ الكروي لعديد النجوم في ملاعبنا المستطيلة كان في سبعينيات القرن المنصرم وتحديداً خلال الفترة الذهبية التي شغل فيها أريج الرياضة اليمنية اللواء علي الصباحي رئاسة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم في تلك الحقبة الذهبية التي شهدت أقوى مسابقة كروية لم تتكرر حتى اليوم في رياضتنا اليمنية والمتمثلة بالدوري العام الشامل لكرة القدم وهو الدوري الذي أعد جداوله بنجاح فقيد الرياضة اليمنية المستشار محمد عبدالوالي.
واليوم ايها الأعزاء يسعدنا أن نخصص هذه الزاوية من رياضة الثورة لأحد أبرز نجوم تلك الحقبة الذهبية وأحد صنَّاع ذلكم الإنجاز التاريخي الذي تحقق في تلك المنافسة التي أحرز بطولتها الفريق الكروي لنادي الجيل إنه النجم الأبيني العملاق وأحد صَّناع المجد للموج الأزرق النجم الأسطوري الأسبق مهدي بن صالح أحمد الذي استهل مسيرته المتألقة في سماوات الشهرة والنجومية من خلال الدوريات المدرسية الشهيرة التي كانت تقام في مدارس عدن يوم أن كان مهدي بن صالح يخطف الأنظار ويسلب العقول والقلوب بإمكاناته ومهاراته النادرة التي شهد لها الكثيرون وفي مقدمتهم الأسطورة الراحل علي محسن المريسي الذي زوده بالكثير من التوجيهات والنصائح القيمة في سبيل الحفاظ على مستقبله الحقيقي عبر الاهتمام بالدراسة وهي نفس النصيحة التي وجهها الراحل الكبير على محسن لنجم المركز الثقافي والأهلي بتعز النجم الكبير الدكتور عبدالرحمن خورشيد..
نجمنا الأسطوري العملاق وصاحب الثقافة الواسعة التي تعرفت عليها عن كثب خلال رحلتي العلاجية في القاهرة لم ينخرط في نادي الجيل إلا وهو متسلح بكل إمكانات التفوق ولو لم يكن كذلك لما وجد لنفسه مكاناً في صفوف الأزرق الحديدي الذي كان يعج بالكثير من القامات السامقة في عالم النجومية وفي ملاعبنا المستطيلة مثل: محمد سلطان – الجهمي – أنيس عبدربه وآخرين، حيث كانت البدايات الأولى لسطوع نجمه بكل وضوح وبثقة متناهية من خلال بروزه اللافت للانظار في ذلكم الدوري الذي مولته شركة نانا بمشاركة: الأهلي – الجيل – الشباب، ويومها لعب المهدي بن صالح كمهاجم فذ في صفوف الأزرق وحينما أتت مباراة الجيل مع الأهلي رأى مدرب الفريق حسين دعالة أن يستعين بنجمنا الكبير مهدي بن صالح في خط الدفاع بعد إصابة أحد المدافعين في أحد تدريبات الفريق التي سبقت اللقاء، يومها لعب مباراة العمر إلى جانب نجم الدفاع عبدالله عبده سعيد الذي وصفه المهدي بالصخرة فتألق مع زين السقاف وأنيس عبدربه وكان كل منهم يلعب بالرجل اليسرى لتكون الجهة اليسرى الأجمل في اللقاء بينما كان مهدي نجم المباراة الأوحد وتوج الجيل بطلاً..
وتواصل ذلكم التألق تباعاً في مسابقة الدوري الأشهر عام 78 – 79م ليواصل ذلكم الثلاثي الجميل تألقه وتفوقه الملحوظ في تلك المسابقة، أما التفوق الأجمل فقد برز بجلاء من خلال أهداف بن صالح المهدي المرسومة والملعوبة بإجادة وإتقان وأبرزها كان في مرمى كل من الطليعة والصقر وأهلي صنعاء، يومها كانت إذاعة صنعاء تنقل المباريات وكان المعلق المصري يقول عن نجمنا العملاق “مهدي صالح طالع وراء هجومه”، فيما كان المدرب القدير حسين دعالة – شقيق النجم سعيد دعالة – يناديه باسم الظهير التونسي الكعبي، وخلال تلك الفترة كانت أندية الحديدة تزخر بالكثير من النجوم مثل: عبدالله الجهمي – محمد الجهمي – علي هائل – عبدالرقيب حسن – خالد يسر البناء – زين السقاف – عبدالله السقاف – محمد الهندي – نور عياني – كدش – جمال حميد – أحمد غالب – حسين المجربي، إضافة إلى أولئك النجوم الأفذاذ في كل من: صنعاء – تعز – إب مثل نصر الجرادي – البيضاني – الأشول – الروضي – عبدالرحمن إسحاق – علي الحمامي – يحيى العذري – جلاعم – زبارة .. وفي تعز: عبدالعزيز القاضي – العسولي – جميل قاسم – فارزق عبده قائد – محمد علي شكري – جميل سعيد – فهد شهاب الرويشان – أحمد عبدالعزيز – عبدالحميد الشاوش، وآخرين لا يتسع المقام لذكرهم..
هذا وكان نجمنا العملاق وصاحب الثقافة المحترمة والعميقة قد استدعي إلى المنتخب الوطني إلا أن ظروف عمله في شركة البرق واللاسلكي – وهي شركة إنجليزية في عدن – حالت دون ذلك وحينها كان رد الكابتن علي محسن الذي رشح المهدي بن صالح أحمد للانخراط في صفوف المنتخب الوطني حيث قال “خليك على عملك لا تلعب حتى مع النادي .. الكرة في اليمن يا ابني ما تأكلش عيش .. خليك على عملك” وهي كلمة وصفها المهدي بالمشهورة..
هامش:
أما أجمل معلومة حصلت عليها من النجم مهدي صالح فهي -إضافة إلى أن مدرب الجيل حسين دعالة كان وراء ذلك الانتصار -أن رئاسة نادي الجيل كانت ممثلة بنجم وحدة صنعاء الأسبق عبدالله الشطة يوم أن كان مديراً للبنك اليمني في الحديدة، وهذه معلومة يجهلها الكثيرون من محبي الجيل ومحبي الرياضة اليمنية عدا أريجها علي الصباحي الذي كان يجهل أن دعالة كان مدرباً.

قد يعجبك ايضا