حسن الشرفي.. تجربة شعرية متميزة


محمد القعود

كان وسيظل هو ربيع القصيدة وعبقها العاطر وتوهج إبداعها وألقها الدائم ونبع تدفقها المتواصل والعذب..
كما كان وسيظل هو ضمير الحب والحرية والوطن والمثقف المهموم بأرضه ووطنه ومحيطه.
إنه الشاعر الكبير حسن عبدالله الشرفي الراحل عن دنيانا بعد رحلة عطاء وإبداع خلاّقة على مدى ستة عقود حافلة بالإبداع المتميز والشعر المدهش والحضور الثقافي الفاعل والمثمر.
لقد خسرته الساحة الثقافية اليمنية والعربية وفقدت برحيله إحدى القامات الثقافية والإبداعية الكبيرة التي كان لها رصيدها الكبير في ساحة الثقافة والإبداع.
إن الشاعر الكبير الراحل حسن عبدالله الشرفي من شعراء اليمن والعرب الكبار في هذا العصر، وصاحب تجربة شعرية وإبداعية متميزة وأحد أعلام الأدب والثقافة في اليمن ،ممن أثروا المكتبة اليمنية بالعديد من الأعمال الإبداعية والشعرية التي حملت ملامح وخصوصية الشاعر الكبير الراحل ،ومثلت علامة فارقة في مسيرة ورحلة تطور الشعر اليمني وازدهاره.
إن الابداع الشعري للشاعر الراحل يعد منجزاً شعرياً فذاً في رصيد الإبداع الشعري اليمني والعربي.
وهذا الإبداع يحمل ملامحة الخاصة ولغته ورؤاه وقاموسه ومعانيه وقضاياه التي ميزته عن غيره من شعراء عصره ، وجعلت له مكانته البارزة وحضوره العميق والقوي في خارطة الشعر اليمني المعاصر.
الشاعر الكبير الراحل حسن عبدالله الشرفي كان صاحب تجربة شعرية متميزة، وقصيدته كانت وما زالت معبِّرة عن واقعها وتطلعاته، ونابضة بوجدان الناس وأحلامهم ومواجعهم .. فقد كان الشاعر الراحل قريباً من أبناء مجتمعه معبَّراً عن قضاياهم صائغاً ماهراً لكل تطلعاتهم ومترجماً مبهراً لكل أحاسيسهم ومشاعرهم ،وكانت قصائده هي ترجمان قلوبهم وضمائرهم.
ونعيش هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير /حسن عبدالله الشرفي وهي الذكرى التي تطل معها ابداعات هذا الشاعر الكبير الذي سيظل ابداعه علامة فارقة في مسيرة الشعر اليمني.. رحم الله الشاعر الكبير رحمه الأبرار.
سيرة مختصرة:
حفلت سيرة الشاعر الراحل الكبير حسن عبدالله الشرفي بالعديد من المحطات الحافلة في حياتها والتي شكلت وعيه وتجاربة الإبداعية والثقافية والحياتية، وهي محطات رفدت تجربة الشاعر الراحل بالكثير من الإنجازات الإبداعية والتجارب الحياتية المميزة.
وللشاعر الكبير حسن الشرفي الكثير من الأعمال الإبداعية والشعرية التي رفد بها المكتبة اليمنية.
أما سيرته الذاتية وأعماله فنلخصها في السطور التالية وبعضها من كتاب أعلام محافظة حجة للأديب يحيى جحاف وهي:
مولده: عام 1944م قرية الخواقعة، مديرية الشاهل، محافظة حجة.
التأهيل العلمي: درس مبادئ القراءة والكتابة على يد والده الذي عُين عام 1951م معلما في مديرية المفتاح مركز المديرية في ذلك الوقت. أكمل تعليمه وختم القرآن الكريم عام 1955م في معلامة الشاهل (الكتاب). انقطع عن التعليم وانشغل برعي الأغنام حتى العام 1957م.عاد إلى التعليم والتحق بالمدرسة العلمية(2) في المحابشة عام 1958م حتى العام 1960م، ودرس على أيدي علمائها كل المواد التي تدرس في المدارس المماثلة، الفقه، النحو، الفرائض، التاريخ، ومبادئ الحساب، النصوص، المحفوظات،…الخ، وكانت هذه المدرسة تقسم مراحل التدريس فيها إلى اثنتي عشرة شعبة، وتقسم الشعب إلى ثلاثة فصول كل فصل أربع شعب وكل شعبة سنة كاملة مدة الدراسة فيها (12عاماً)، تسمى الأخيرة الغاية؛ (أي مرحلة الاجتهاد) يدرس فيها كتاب الغاية وشرحه في أصول الفقه. والغاية من فتح هذه الشعب إخراج قضاة مجتهدين؛ لأن المذهب الزيدي يشترط في القاضي أن يكون مجتهدا. وفي هذه الأثناء بدأ كتابة الشعر. انتقل بعد ذلك إلى العاصمة صنعاء والتحق بدار المعلمين حتى قيام الثورة 1962م، وكان يدرس فيها العلوم الحديثة مثل الرياضيات واللغة الانجليزية.
الأعمال التي شغلها: مديراً لأول مدرسة ابتدائية بمدينة المحابشة في العام 1963م، عمل في مجال الزراعة وطبيبا متجولا يعالج مرضاه أينما حلوا العام 1966 – 1970م، مساعداً لمدير ناحية المفتاح من العام 1971م حتى العام 1973م، مساعداً لمدير قضاء الشرفين بمديرياته التسع، بالإضافة إلى ذلك رئيسا لأول هيئة لتعاون الأهلي للتطوير عام 1974م، مديراً لمديرية كحلان الشرف عام 1980م، مديراً لناحية أفلح اليمن، مديراً لمركز قضاء المحابشة، مديراً لمديرية أفلح اليمن مرة أخرى. ترك العمل اختياريا وانتقل إلى صنعاء العام 1993م، باحثاً في مركز الدراسات والبحوث اليمني حتى العام 2002م.
من مؤلفات الشعرية المطبوعة: “من الغابة” 1978م دار العودة – بيروت، «أصابع النجوم « 1979م- دار العودة –بيروت،» ألوان من زهور الحب والبن» 1979م- دار العودة –بيروت، «سهيل وأحزان الجنتين» 1985م- مطابع عكرمة-دمشق، «البحر وأحلام الشواطئ»1985- مطابع عكرمه –دمشق» تقول ابنتي «1989م- دار آزال –بيروت، «الطريق إلى الشمس «1989- دار آزال –بيروت، «وكان حفر الباطن»1994- دار الثقافة –بغداد، «الهروب الكبير» 1996م- مطابع التوجيه المعنوي-صنعاء، الأعمال الكاملة (1) -1996م- مجد للدراسات والنشر –بيروت، الأعمال الكاملة (2 – 3) -1997م- مجد للدراسات والنشر –بيروت، «عيون القصيدة» 2000م- مطابع معين –صنعاء، «أقواس علان» (1-2) -2000م- مطابع المفضل –صنعاء، «عيون القصائد» 2001م- الهيئة العامة للكتاب-صنعاء، «شعب المرجان» 2001م- مؤسسة الإبداع –صنعاء، «بنات الثريا» 2002م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، «صهيل الورد» 2002م- مؤسسة الإبداع –صنعاء، “كائنات الوصل” 2002م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الاعمال الكاملة (4) -2003م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الأعمال الكاملة (5) -2004م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الأعمال الكاملة (6) -2005م- الهيئة العامة للكتاب-صنعاء، الأعمال الكاملة (7) 2005م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، «نصف المعنى «2005م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، ديوان البردوني 2006م- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء، الأعمال الكاملة (8) -2008- عبادي للدراسات والنشر-صنعاء.

قد يعجبك ايضا