رمضان وترحيل الأعمال

احمد ماجد الجمال

أصبح من الممكن والمتاح والمشروع أن كثيراً من الناس يتغير برنامجهم في رمضان فيصبح ليلهم نهاراً ونهارهم ليلاً كما تتغير ساعات الدوام, ويصف كثير من الناس شهر رمضان بأنه شهر تقل فيه الإنتاجية وتضعف خلاله وتيرة العمل تبعاً لذلك ونتيجة طبيعية لقلة ساعات العمل خصوصاً حيث يرى البعض أن الصيام هو السبب الرئيسي لهذا التغيير ، وبالرغم أن الصيام يؤثر بلا شك على طاقة الإنسان أثناء العمل إلا أن من الأسباب الأخرى التي تؤدي لذلك التغيير هو عدم قدرة البعض على توازن وتنظيم أوقاتهم وخصوصاً ساعات النوم بسبب مضغ القات والسهر حتى الصباح خلال هذا الشهر، فالنوم من أهم العوامل التي تساهم في راحة الجسم ليتمكن من القيام بالمهام المطلوبة منه فمن لا ينام جيداً لن يتمكن من أن يؤدي عمله بشكل جيد وينجز الأعمال المطلوبة منه.
وطالما هذا هو الوضع لذا أصبح الكثيرون يخشون على معاملاتهم وأعمالهم من شهر رمضان ويحرصون على إنجازها قبل دخول الشهر والسبب أنه قدأصبح لديهم اعتقاد وقناعة سائدة بأن شهررمضان تتعطل فيه الكثير من الأعمال وتتأخر معظم المعاملات ولا تنجز,ويعتبرون حركة الأعمال بطيئة جدا أو لاتنجز من الأساس في هذا الشهر بسبب انخفاض ساعات العمل في رمضان وانشغال الكثير بأمور أخرى مثل التسوق أو العبادة أو غيرها من الأعمال الأخرى وفي المقابل كل القطاعات التجارية والأعمال ذات الصلة بمستلزمات رمضان والعيد تزداد بمستويات عالية جدا ويكون بالنسبة لهم موسماً كبيراً لكسب المزيد من الدخل والأرباح.
إن مسألة الاستمرار والتعامل مع هكذا وضع يزيد الأمر تعقيداً لأن الحاجة عندما تزيد عن حدها تنقلب ضدها وبالتالي الأفضل معالجة هذا التشتت من خلال العمل على تنظيم الوقت في هذا الشهر الكريم ليكون شهر الإنجاز والعمل بدلاً من الخمول والكسل وبدون أعذار ، فرمضان عبر التاريخ هو شهر التميز والانجاز ولدى كل فرد من أفراد المجتمع طاقة كبيرة كامنة يمكن أن يستفاد منها، فالبعض يصوم ويعمل ويقوم ببعض العبادات والالتزامات الأسرية وغيرها من الأعمال الأخرى المختلفة والتي قد لا يقوم بها الفرد في الأوقات العادية من العام مما يؤكد بأن هناك إمكانية لتقديم المزيد من الإنتاجية والنشاط والتميز وإكمال الأعمال وإنجاز المعاملات في وقتها بدلاً من تأجيلها إلى بعد رمضان بعذر الصيام.
باحث في وزارة المالية

قد يعجبك ايضا