قد يضطر المكِّيُّون للرباط فيه كرباط المقدسيين في الأقصى .. السعودية تغلق المسجد الحرام في وجوه المعتمرين والعابدين والركع السجود

 

ومَنْ أظلم مِنْ آل سعود حين يمنعون البيت الحرام أن يُذكَر فيه اسمُ الله ويفتحونه للسياحة
لا عمرة للمسلمين في رمضان إلا برخصة سعودية

الثورة / إبراهيم الوادعي

تواصلاً لمسلسل يبدو ممنهجا للصد عن المسجد الحرام وعن العبادة فيه ، قرّر النظام السعودي المارق فرض غرامة مالية باهظة قدرها 3200 دولار أمريكي لمن يؤدي العمرة في شهر رمضان المبارك، مشترطا الحصول على تصريح مسبق لأداء العمرة في بيت الله الحرام ووضع عقوبة قدرها 350 دولاراً أمريكياً لمن يدخل الحرم المكي في شهر رمضان معتمرا أو متعبدا أو راكعا ، ونشر المئات من الجنود على مداخل مكة والمسجد الحرام لتنفيذ القرار.
القرار السعودي بمنع المسلمين من العمرة في بيت الله الحرام وفرض عقوبات على المتعبدين ، علاوة على نشر القوات الأمنية في بوابات الحرم لمنع المكيين وغيرهم من الدخول وأداء الصلوات والتعبد في بيت الله الحرام، يماثل ما يقوم به الكيان الصهيوني من إغلاق ومنع للصلوات في المسجد الأقصى في القدس المحتلة ، وخلال العامين الأخيرين درج النظام السعودي على التضييق على حجاج ومعتمري وزائري بيت الله الحرام، تحت ذريعة مواجهة كورونا في الوقت الذي أبقى فيه صالات المسارح والسينما والملاهي مفتوحة بحجة تنشيط السياحة.
وأكدت الداخلية السعودية فرض طوق أمني حول مكة المكرمة وعلى مداخلها، وآخر حول الحرم المكي لضبط المخالفين بدخول المسجد الحرام دون تصاريح رسمية، ما يعني أن مكة ستكون تحت حصار أمني مشدد طيلة شهر رمضان المبارك.
ويقبل المسلمون من أنحاء العالم عادة على أداء العمرة في شهر رمضان المبارك لما لشهر رمضان من فضل وأجر مضاعف ، وابتغاءً لنيل ليلة القدر بجوار الكعبة المشرفة ، وخلال العام المنصرم تمكن النظام السعودي – بمباركة إسرائيلية واضحة – من تعطيل فريضة الحج في سابقة تاريخية قد تكون الأولى.
مع بداية شهر رمضان الكريم يومنا هذا، يدشن النظام السعودي عهدا أسود بالصد عن المسجد الحرام ومنع المعتمرين من الوصول إليه وإغلاق بواباته، وقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها ستفرض -مع بداية شهر رمضان- غرامات مالية على دخول الحرم المكي الشريف دون تصريح بواقع ألف ريال سعودي – ما يعادل 266 دولاراً– وفرض غرامة مالية باهظة على من يؤدي العمرة دون تصريح تبلغ 10 آلاف ريال سعودي – ما يعادل 2666 دولاراً أمريكياً..
قرار النظام السعودي يعد سابقة تاريخية، إذ لم يفرض في التاريخ الإسلامي أي رسوم أو غرامات على دخول المساجد تحت أي ذريعة، أو دخولها بموجب تصاريح خاصة ، وبحسب وزارة الداخلية السعودية سيجري نشر المئات من الجنود على مداخل المسجد الحرام ، ومداخل مكة المكرمة وحولها، ما يعني أن مكة المكرمة والحرم المكي سيكونان عمليا تحت حصار مشدد، والوصول إلى الكعبة المشرفة سيغدو من الصعوبة بمكان حتى لقاطني مكة المكرمة .
وفي وقت سابق، أعلن المجرم محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، عن عزمه تحويل الحرم المكي إلى مقصد سياحي والوصول إليه ممكن لمن يملك المال وقادر على الدفع، وهذا ما قد يعطي فهما للإجراءات السعودية، فمن يستبعد غدا أن يجري فرضها بشكل ثابت كرسوم دخول في إطار رفد الميزانية السعودية التي تعاني جراء تكاليف الحرب الباهظة على اليمن وصفقات التسليح المهولة للمملكة، ناهيك عن الفساد المستشري في أوساط العائلة المالكة، وشراء الولاءات داخليا وخارجيا ، وفكرة الحكام السعوديين عن الحرم المكي، باعتباره معلما سياحيا يدر المال فقط.
خلال فترة 4 سنوات فقط، سلبت الإدارة الأمريكية -برئاسة دونالد ترامب من المملكة السعودية في زيارة واحدة- ما يزيد عن 450 مليار دولار أمريكي، وعلى مدى أربع سنوات قضاها ترامب في الحكم سلب المزيد من الخزينة السعودية، حتى أصبح حلب السعودية ودول الخليج إنجازه الوحيد، وفشل في باقي الملفات كالملف الصيني وملف ما سمي بصفقة القرن ، والتي انتهت إلى حفلات تطبيع ذابلة.
تحت ذريعة جائحة كورونا عطّل النظام السعودي الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، التي لا يصح إسلام أحد إلا به ، وهو الحج، ومنذ صعود سلمان ونجله إلى سدة الحكم في السعودية – بالتزامن مع إدارات أمريكية ضاغطة للتطبيع مع “إسرائيل” – مضى بشكل متسارع في تطبيق أجندة خاصة لم يفصح عن مكنونها، حيث يجري فرض المزيد من القيود على المسلمين لزيارة الكعبة المشرفة أو للحج والعمرة .
ويتخوف العالم الإسلامي من أن النظام السعودي وملكه ونجله قد دخلا في صفقة مشينة مقابل إبقائهما على عرش المملكة واستبعاد الأحقين بالعرش من عمومة ولي العهد ، والترويج لفكرة الديانة الغربية الجديدة المعروفة بالإبراهيمية، التي تروج لها الإمارات علنا كبديل للديانة الإسلامية ، وهو ما يوجب تحركا إسلاميا عاجلا لإنقاذ المسجدين المكي والنبوي .
والإبراهيمية فكرة صهيونية مغايرة تماما للنهج الوهابي الذي جرى اعتماده بريطانياً بالدرجة الأولى ودعمه على مدى عقود لتدمير الإسلام من الداخل، ولم يؤت أكله بالشكل المطلوب بل ساهم في تماسك المسلمين بدينهم في مواجهة تيار النفاق الوهابي الذي ينقلب اليوم على أفكاره في بلد المنشأ بشكل فاضح.
وعودة إلى الجريمة السعودية الأخيرة في حق بيت الله الحرام والمسلمين، أكدت الداخلية السعودية فرض طوق أمني حول مكة المكرمة وعلى مداخلها، وآخر حول الحرم المكي لضبط المخالفين بدخول المسجد الحرام دون تصاريح رسمية، ما يعني أن مكة ستكون تحت حصار أمني مشدد طيلة شهر رمضان المبارك.
ويقبل المسلمون من أنحاء العالم على أداء العمرة في شهر رمضان المبارك، لما للشهر الفضيل من عظيم المكانة عند الله وأجر مضاعف، وابتغاء نيل ليلة القدر المباركة بجوار الكعبة المشرفة.
وخلال العامين الأخيرين تسارعت إجراءات النظام السعودي المضيقة على حجاج ومعتمري وزائري بيت الله الحرام تحت ذريعة مواجهة كورونا، في الوقت الذي أبقى فيه صالات المسارح والسينما والملاهي مفتوحة ، وشكلت هذه الإجراءات تتويجا خطيرا لعمل طويل في السيطرة وصد المسلمين عن بيت الله الحرام عبر الانقلاب على تفاهم أقر مشاركة الدول الإسلامية في الإدارة والإشراف على المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف إبان حكم عبد العزيز آل سعود ، وتبع ذلك فرض حصص الحج لكل بلد إسلامي وتقليلها كل عام ، والتلاعب بهذه الحصص وتوزيعها على زعامات غير إسلامية كجوائز سياسية، مثال على ذلك إعطاء الزعيم المسيحي في لبنان والموالي لإسرائيل سمير جعجع 1000 تأشيرة حج ، وفتح وإغلاق العمرة بحسب الدول ، وصولا إلى منع مواطني دول بعينها من الحج والعمرة، كما فعل مع الشعب اليمني منذ ست سنوات، شن فيها النظام السعودي حربا وفرض حصارا جائرا على اليمن لمطالبتها بالاستقلال والحرية .
واذا ما توسعت زاوية الرؤية شمالا باتجاه فلسطين المحتلة، فإن زائري البيت الحرام وقاطني مكة المكرمة قد يضطرون معا هذا العام في شهر رمضان للمبيت كما يفعل المقدسيون في الحرم القدسي، حيث تتشابه الإجراءات السعودية الأخيرة بحق المسجد الحرام والداخلين إليه حد التطابق مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع دخول الفلسطينيين إلى الحرم القدسي، إلا بموجب تصاريح من قبله ويفرض غرامات مماثلة وحرماناً من الدخول لسنوات.
وفيما يقوم النظام السعودي بمنع المصلين والمعتمرين من الدخول إلى بيت الله الحرام – الذي وضع قبلة للناس تهوي إليه الأفئدة من كل الأقطار ، وجعله الله أمنا وسلاما للباد والعاكف والراكع والساجد – يسمح للسياح اليهود والأوروبيين بدخوله، وهو الأمر الذي يأتي تكريسا لما أعلنه الطاغية ابن سلمان أنه يسعى لتحويله إلى مزار سياحي .
المشاعر المقدسة مغلقة أمام المسلمين بقرار سعودي يجاهر به علنا ، هذه الجريمة التي لم يسبق لأحد أن فعلها ، جريمة الصد عن المسجد الحرام لا تشبه ما يفعله الصهاينة من منع الفلسطينيين من أداء الصلاة في الأقصى فحسب ، بل وتتجاوز ذلك إلى السعي إلى منع إقامة فريضة الحج التي أوجبها الله على المسلمين ، ولما للحج من دلالات جامعة توحد المسلمين على الموقف فإن النظام السعودي الذي يجند نفسه وثروته وإمكانياته لخدمة اليهود الصهاينة والأمريكيين يجد في هذه المناسبة سبيلا لتفريق الأمة وضربها، يغلق المشاعر المقدسة والمسجد الحرام وهذه الجريمة لا سابق لها أبدا ، أمر يطرح تساؤلات عديدة عما سيؤول إليه حال النظام السعودي المارق.. وهل سنشهد غضبا إسلاميا إزاء هذه الجريمة التي تعد من أكبر الجرائم؟

قد يعجبك ايضا