جريمة الليلة الأولى

العدوان دشّن مجازره بسفك دماء 75 مدنياً في منازلهم في بني حوات

آلاف الجرائم المتعمدة ضد المدنيين الأبرياء

منذ ستة أعوام وعند بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في شهر مارس بعد منتصف ليل الخميس الموافق 26 / 3/ 2015م، فوجئ سكان العاصمة اليمنية صنعاء بأصوات لتحليق مكثف في الأجواء لطيران العدوان تزامن مع سماع أصوات انفجارات قوية دوّت في مناطق مختلفة من العاصمة أيقظت السكان من نومهم، حيث قام طيران العدوان السعودي الأمريكي بارتكاب أول مجزرة في حي بني حوات قرب مطار صنعاء الدولي بعد إعلان عادل الجبير (سفير السعودية في أمريكا ) العدوان على الشعب اليمني، وظهر العسيري (أحمد العسيري) ناطقا باسم التحالف العبري الأمريكي الصهيوني مبتهجاً أمام عدد من القنوات المحلية والإقليمية والدولية بإعلانهم الحرب على اليمن .
الثورة / محمد هاشم

جريمة بني حوات
ابتـدأ العـدوان الأمريكـي السـعودي جرائمـه الوحشية في اليمـن بارتـكاب مجـزرة في حي سكني بحق 8 أسر كانت تقطن في حي النور «بني حوات» شرقي مطار صنعاء الدولي، هذا الحي هو عبارة عن حي شعبي يتكون من عشرات المنازل السكنية المتقاربة من حيث المساحة الجغرافية والتي يقطنها مئات اليمنيين مما نتج عن ذلك القصف استشهاد (29) مدنيا بينهم (15) طفلاً و (5) نساء، وجرح (43) آخرين بينهم (13) طفلا و (10) نساء وتدمير (14) منزلا و (16) سيارة وتضرر (43) منزلا بأضرار بالغة .

جريمة حرب بمعنى الكلمة
جريمة استهداف بني حوات التي استهدفتها صواريخ طيران العدوان السعودي الأمريكي تعتبر جريمة حرب بمعنى الكلمة بسبب الدمار والخراب الذي لحق بالمنازل التي دمرت بشكل كامل على رؤوس ساكنيها و أهالي الحي مصدومين من هول الفاجعة والحالة الإنسانية صعبة لمن تبقى على قيد الحياة من أهالي الحي، وأكدوا انهم انتشلوا عشرات الضحايا من تحت الأنقاض منهم من فارق الحياة وتم انتشاله جثة هامدة والبعض الآخر مصاب بإصابات خطيرة وأسرتين بجميع أفرادهما قتلوا رجالاً ونساء وأسرة ثالثة لم ينجُ منها سوى طفل في السنة الأولى من عمره تم انتشاله من تحت الأنقاض وهو مصاب بجروح خطيرة .
كما تأثرت العديد من المنزل – تبعد عن مكان الغارة 2 كيلو متر – بشكل كبير وعشرات السيارات المدمرة ومحطة، فالمنطقة أصبحت خراباً والناس في المنطقة مصابون بالدهشة والاستغراب عن سبب استهدافهم بالقصف الصاروخي من قبل طائرات العدوان السعودي الأمريكي.

رواية الشهود على الجريمة
أحد أقارب الضحايا حمود يحيى سليمان تحدث للمركز القانوني لحقوق الإنسان عن مأساة حقيقية حصلت لأسرة أخيه التي أبيدت بشكل كامل في هذا الهجوم فقد قتل الأب والأم وخمسة من أطفالهم ولم يتبق من الأسرة سوى ولد وبنت تم انتشالهم من تحت الأنقاض وهم يعانون من إصابات خطيرة.
وأضاف سليمان، أنه تم الاتصال به من قبل بعض جيران منزل أخيه المرحوم حميد وأبلغوه أن طائرات العدوان السعودي قصفت منطقة بني حوات وهدم منزل أخوك على رؤوس أسرته بكاملها وأن الجيران انتشلوا جثثهم وجرحاهم ونقلوهم إلى المستشفى وتابع قائلاً: وقد وجدت أن أخي حميد قد استشهد على إثر ذلك القصف هو وزوجته وجنين في بطنها حيث كانت حاملاً في الشهر التاسع وأربعة من طفلاه قضوا، وأصيب أطفاله أسامة وابتسام بجروح.

فاتحـة لـكل جرائـم العـدوان
كانـت هـذه الجريمـة فاتحـة لـكل جرائـم العـدوان، وصاعقـة للكثيرين من اليمنيين الذين تفاجأوا بالغارات عشية مـارس 2015م، ولـم يكن يتوقع الكثيرون أن مـا حـدث لم يكن سـوى تدشين لجرائم سـتكون أبشـع وأشنع وأوسع من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي الذي أمعن في ارتكاب العديد من المجازر، خَاصَّـةً في مجالس العزاء، لعلَّ أبرزها استهدافه المباشر لمجلس عزاء آل الرويشان في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في الـ 8 من أكتوبر 2016م والذي أَدَّى إلى استشهاد وجرح أَكْثَـر من 750 شخصاً كانوا يؤدون واجب العزاء، وهي من الجرائم التي لم يشهدها العالم إلا مع العدوان الأمريكي السعوديّ، لتتوالى بعدها الغاراتُ التي استهدفت مراسم العزاء والأفراح والتجمعات النسائية وغيرها.

بعض من الجرائم والمجازر
كذلك نورد بعض الجرائم والمجازر التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ في إطار سلسلة جرائمه بحق المدنيين والتي تصل إلى آلاف الجرائم، لكننا خلال الأسطر القادمة سنورد بعضها فقط للاستدلال على جرائم وثقافة القتل التي يتمتع بها هذا العدو المتغطرس والمتجبر مستغلاً تواطؤ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنْسَـانية، حيث استمر العدوان الأمريكي السعوديّ في ارتكاب مثل تلك الجرائم والمجازر الوحشية في مجالس العزاء، حيث ارتكب يوم الأربعاء 15 فبراير 2017م، في قرية الأشرع مديرية أرحب بمحافظة صنعاءَ، مجزرةً جديدةً باستهدافه المباشر لمجلس عزاء نسائي لأسرة آل النكعي في أرحب، مما أَدَّى إلى سقوط ثمان شهيدات وعشرات الجريحات منهم أَطْفَـال، إصابَة الكثير منهن كانت خطيرة..
وارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ يوم الأحد 22 من شهر أبريل 2018م مجزرةً مروعة، وذلك باستهدافه حفل زفاف في منطقة الراقة بمديرية بني قيس محافظة حجّة والتي راح ضحيتها أَكْثَـر من 90 شهيدا وجريحا بينهم عدد كبير من الأَطْفَـال، وذلك في إطار الإبَادَة الجماعية للشعب اليمني الذي يمارسها العدوان بحق اليمن أرضا وإنسانا، مستخدماً كافة الوسائل والأسلحة المحرّمة دولياً.
وفي الأحد 17 ديسمبر 2017م استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ – وبشكل مباشر ومتعمد – موكب نساء في منطقة هيسان في مديرية حريب القراميش بمحافظة مارب، وذلك أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة منهن، بالرغم من أنه لم تكن في المنطقة المستهدَفة أي مواجهات أَوْ أي تجمعات عسكرية؛ وإنما تعطشاً للمزيد من القتل والدماء والدمار والخراب، خَاصَّـةً أنه قد سبق هذه الجريمة البشعة استهدافُ الكثير من الأعراس وحفلات الزفاف في أَكْثَـر من منطقة، كما سنذكر خلال الأسطر القادمة.
في يوم الخميس 8 أكتوبر 2015م، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعوديّ مجزرة جديدة، وذلك باستهدافه مخيما ومنزلا لحفل زفاف المواطن محمد صالح في ميفعة عنس قرية سنبان شرق محافظة ذمار، حيث استشهدَ وأصيب أَكْثَـر من مئة مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأَطْفَـال، وذلك نتيجة للصمت الدولي إزاءَ مختلف جرائم ومجازر العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني، حيث سبق أن ارتكب العدوان الكثيرَ من هذه الجرائم البشعة، سواء لمراسم العزاء أَوْ حفلات الزفاف.
وسبق أن استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وبشكل مباشر عبر طيرانه مساء الاثنين 28 سبتمبر 2015م حفلَ زفاف في منطقة واحجة بمديرية ذوباب القريبة من ميناء المخا في محافظة تعز بشكل مباشر ومتعمد، ما أَدَّى إلى استشهاد أَكْثَـرَ من 135 مواطناً معظمهم نساء وأَطْفَـال، بالإضافة إلى إصابَة العشرات، في واحدة من أعنف الهجمات على المدنيين في اليمن، منذ بداية العدوان.
وفي مساء الاثنين 12 مايو 2015م استهدف العدوان حي نقم السكني في أمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدماً قنابلَ غازيةً وفسفورية شديدة الانفجار، ما أَدَّى إلى استشهاد وإصابَة أَكْثَـر من 400 مواطن وتدمير المنازل السكنية ومختلف مقومات الحياة في هذا الحي، بل وصل امتداد هذا الانفجار من خراب ودمار وأشلاء للضحايا وشظايا صواريخ العدوان الأمريكية الصنع إلى مختلف أرجاء العاصمة صنعاء، وكانت هذه الجريمة امتداداً لمجزرة عطان التي ارتكبها العدوان في الـ 20 من أبريل 2015م.
كما ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ أَبْشَـع جريمة عرفها التاريخ وذلك عندما استهدف حي عطان في العاصمة صنعاء في بداية عدوانه على اليمن وبالتحديد في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين الموافق 20 أبريل 2015م، بقنبلة مزوّدة باليورانيوم المستنفذ ألقتها طائرة شبح أمريكية على الأحياء السكنية في منطقة ”فج عطان”؛ ليحصُدَ هذا السلاح المحرم دولياً – والمسمى بأُمّ القنابل – قرابة ألف شهيد وجريح في مساحة سكانية واسعة تمتد لأَكْثَـرَ من ثلاثة كيلومترات مربعة، ملحقةً دماراً هائلاً بالمنازل والمباني والمنشآت الحكومية والممتلكات الخَاصَّـة في المنطقة.
كُلُّ هذه المجازر التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وما يزال، تحتمُّ إجراء تحقيق دولي حولها؛ لتقديم مرتكبيها لمحكمة الجنايات الدولية، باعتبارها من أَبْشَـع جرائم الحرب التي ارتُكبت على مدى التاريخ، وهذا ما يطالب به الشعب اليمني وكل أحْـرَار العالم.
ورصدت الجهات الرسمية أَكْثَـر من 700 منزل وعمارة تهدمت بشكل كلي أَوْ جزئي بفعلِ قُــوَّة ضغط الانفجار.

تقرأون في الملف :

النازحون أهدافا مفضلة لصواريخ العدوان ومرتزقته والضحايا بالآلاف

قد يعجبك ايضا