كدحة تعز.. بين قراصنة الإمارات ودواعش تركيا

فهمي اليوسفي

 

 

من خلال متابعتي هذه الأيام لمجريات الأحداث في الحالمة تعز وتحديدا في منطقة الكدحة التابعة لمديرية المعافر .
في هذه المنطقة تتجلى أنياب الإمارات وتركيا . . يتجلى الصراع الخفي بين أبناء زائد وأردوغان ويبرز ذلك من خلال تصفية الحسابات بين أجندات الدولتين في محافظة تعز- منطقة الكدحة. .
سنجد حزب الإصلاح في منطقة الكدحة يستخدم أحد أجنحته للفتك بمنافسيه من المرتزقة الأكثر توحشاً المتمثلين بجناح القاعدة قسم الدواعش ومنهم عدنان رزيق وعبده حمود الذي يدعى “سالم” احد العائدين من افغانستان .
هذا الجناح يروِّج إعلام تحالف العدوان بأنه حقق ويحقق انتصارات على “انصار الله” في هذه المنطقة على حد تعبيره ، والهدف الأبرز من ذلك هو رفع معنويات قوى العدوان التي تتساقط في العديد من الجبهات ومنها جبهات مارب ولديه أهداف أخرى يتخذها ذريعة لخوض معركته في الكدحة كوسيلة لتصفية حساباته مع جماعة طارق وأبو العباس، كما تؤكد معطيات الواقع.
يسعى هذا الحزب إلى أن يكون هو المسيطر على المنطقة كنقطة انطلاق يتمكن من خلالها السيطرة على المواقع الخاضعة لسيطرة طارق عفاش بدءاً من المخا حتى منطقة التربة وطرد جماعة طارق وابو العباس، لأن دواعش الإصلاح يعتبرون في قرارة أنفسهم ان العائق أمامهم يتمثل في سيطرة عصابة العفافيش وتيار أبو العباس على جزء من الساحل الغربي ومحافظة تعز، أي التي يقودها طارق عفاش وبجانبه جماعة أبو العباس .
كما أن استغلال هذا الحزب لمعركة الكدحة فقط هو -كما أسلفت- لتصفية القيادات التابعة لأبو العباس وطارق عفاش بحيث يرمي التهمة على انصار الله، وقد برهن الواقع تورط دواعش هذا الحزب في اغتيال عدد كبير من قيادات المرتزقة، منهم طلال الدولار، سمير العاقل- أبو البراء، سمير الصبري، ميثاق سيف فارع، وطه عبدالعزيز هزاع واخوانه والكثيرين، على إدراك أن هؤلاء هم في حقيقة الأمر ضحايا زج بهم الداعشي الإصلاحي عارف جامل للمشاركة في جبهة الكدحة .. وهناك تركهم فريسة لدواعش حزبه دون خجل، ودون أن يحرِّك ساكناً، وليكونوا فريسة لمجاميع الإصلاح.
‏لم يكتف جامل بالتضحية بمثل هؤلاء، بل لديه شهية كبيرة وعطش شديد لأن يبحث اليوم بقرى صبر عن مغفلين من الدماء الجديدة للتضحية بهم في معركة الكدحة وبحيث يتسلَّم مقابل دمائهم “كوميشنات” من دول العدوان والحفاظ على أعضاء حزبه .
هذا العمل الذي ينفذه حزب الإصلاح يسير بموجب التوجيهات التي تأتي إليه من تركيا وقطر على اعتبار أنه يستمد عقيدته المتوحشة من قطر وتركيا ، وهاتان الدولتان هما وكيلتا الجناح الديمقراطي في أمريكا .
هذا الحزب يتخذ من تواجده اليوم في الكدحة وسيلة لتنفيذ المخطط التركي القطري، باعتبار ذلك بوابة الولوج للتخلص من عصابة طارق عفاش وجماعة أبو العباس التابعتين للإمارات، وهناك بعض التسريبات التي توحي بعزمه على تنفيذ سلسلة من الاغتيالات لناشطين من جماعة أبو العباس والعفافيش وما تيسر من مساطيل الاشتراكي والناصري .
مع الأخذ بعين الاعتبار أن تركيا وقطر تستقدمان وتهربان مجاميع داعشية من جنسيات مختلفة الى محافظتي تعز ومارب لمساندة هذا الحزب وبقية المرتزقة، حيث تفيد بعض المعلومات المسربة حول هذا الشأن بأن من ضمن من وصلوا من تلك العناصر الأجنبية من هم متواجدون في معسكرات حزب الإصلاح بمحافظة مارب والبعض منهم تم نقلهم لمحافظتي تعز ولحج، وقد كشف عن هذه المعلومات المطبخ الاستخباراتي لمرتزقة الانتقالي في عدن.
وضمن برنامج هذا الحزب رصد نشاط تيار أبو العباس والعفافيش وليس فقط القوى المناهضة للعدوان في المنطقة الخاضعة لسيطرته بما فيها من كانوا في اللواء الـ”٣٥” الذي كان يقوده الصريع المرتزق عدنان الحمادي.
كما ان بعض التسريبات تفيد بأن من ضمن اسماء المرتزقة المرشحين للتصفية والاستهداف من قبل جناح التدعيش بحزب الإصلاح، شخصاً يدعى جميل عقلان .
كما أن المنتمين لهذا الحزب بتلك المناطق يمارسون الرصد للعفافيش وتيار أبو العباس حتى هذه اللحظة..
هذا الحزب لديه اليوم دعم كبير يأتيه من ٣ دول وهي قطر وتركيا والسعودية، لأن المصالحة التي تمت بين قطر والسعودية كانت برعاية أمريكية أواخر أيام ترامب، فأصبح هذا الحزب هو المستفيد من هذا العدوان ومن كل الأزمات والدمار، والشعب يدفع فاتورة توحشه .
ليس هناك أي خلافات بين قطر والسعودية، وإلا لماذا كان أردوغان ضد السعودية في الأمس واليوم يعلن عن إدانته العدوان على السعودية بعد الرعاية الأمريكية للمصالحة القطرية السعودية؟
أما جناح العفافيش وتيار أبو العباس، فإنهم قد لا يدركون خطر هذا المخطط عليهم وهو بالغ الخطورة والتعقيد .
هنا يتضح جزء من لعبة الإصلاح في الكدحة .
هنا تكمن تصفية الحسابات بين تركيا والإمارات .
هنا من المحتمل أن ما حدث ويحدث في الكدحة وما جاورها يكشف مسلسل التصفيات والإستهدافات والاغتيالات لجماعة العفافيش وأبو العباس، مع ان الدفع بالمرتزق نبيل شمسان لأن يخطب في صنادق ومستودعات الفعاليات التدعيشية من خلال كلمته الاستعراضية ليس إلا غطاءً، لأن شمسان يعمل تابعاً لعلي محسن ويعمل بأجر يومي معه ويسجد لقطر وتركيا .
أما بالنسبة لما تروِّجه وسائل الإعلام التي تدار من عناصر التكفير بأن هذا الحزب حقق انتصارات في الكدحة بتعز أو محافظة حجة وسيحرر بقية المديريات الخاضعة لسيطرة من تسميه “الحوثي” على حد هذيان إعلامه، فإنه يعد كلاماً استهلاكياً اتقن هندسته دواعش هذا الحزب لأنه لو كان قادرا على مواجهة انصار الله لكان قد حقق ادنى انتصار لصالحه في مارب بحكم ان لديه اكبر قوة عسكرية في محافظة “العرادة” والتي تسانده فيها دول تحالف العدوان والغرب برمته، ويكفي اعتراف الداعشي سلطان العرادة بعدد القتلى من مرتزقتهم خلال عام، وهذا رد على الانتصارات الوهمية لهذا الحرب في الكدحة.
مسرحية الكدحة التي ينفذها حزب الإصلاح هي لصالح السعودية وتركيا وقطر، ولو ادرك العفافيش وتيار أبو العباس طبيعة لعبة حزب الإصلاح لكان بإمكانهم أن يتغدَّوا بهذا الحزب قبل ان يتعشَّى بهم .
ليأخذوا في الحسبان إن أية هزيمة للعفافيش وجماعة ابو العباس ستكون هزيمة للإمارات وهذا سوف يجعل موقف الموالين لأبناء زائد ضعيفاً … وسيجدون أنفسهم أمام خيارين، الأول إما ان يخوضوا مواجهة هذا الحزب في تعز والجنوب أو يسلموا رقابهم لدواعش هذا الحزب الأكثر توحشاً، على غرار الاغتصابات التي اقدم عليها الجنجويد في الساحل الغربي وفي الحدود وفي عمق مدينة تعز الخاضعة لدواعش هذا الحزب، ويسلموا انفسهم وأطفالهم ونساءهم فريسة يغتصبهن الإصلاح على نفس نموذج الاغتصابات التي ارتكبتها جماعة طالبان افغانستان ونفس الجرائم المتكرر التي ترتكب في العراق وسوريا وليبيا ..
لذا نصيحتي لمجمل المرتزقة من أي لون، سواءً كانوا عفافيش أو دواعش ان يعلنوا توبتهم لله ويتركوا العمالة والإجرام، لأن الوطن اغلى، وعليهم ان يغتنموا قرار العفو العام الذي أصدره قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- لأن اغتنام فرصة هذا القرار والعودة لحضن الوطن وترك الكاش السعودي ومن بقية دول العدوان، سيضمن لهم الأمان من مسيرة القرآن، ونحن نقدم لهم هذه النصيحة بالمجان قبل فوات الأوان ..
ولو قمنا بتحليل الأبعاد الخطيرة لهذا المسلسل، سيحتاج الأمر منا لحلقات كثيرة، لكن الحليم تكفيه الإشارة.
نائب وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا