الاعترافات كشفت كيف تحوَّل العدوان من عمل مؤقت إلى فعل استعماري

جهاز الأمن والمخابرات ينجح في فضح أسرار المخططات الأمريكية البريطانية في اليمن

 

الثورة/عادل عبدالاله

كشفت الاعترافات التي أدلى بها المتورطون في تنفيذ أعمال تجسس لصالح دول العدوان وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن معلومات خطيرة تتعلق بالمشاريع التوسعية لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل في الجمهورية اليمنية، مستغلة عدوانها -الذي تدعي أنها تنفذه لدعم شرعية الفنادق- ليكون غطاء لتنفيذ مخططات تهدف إلى احتلال اليمن والسيطرة عليه.
وقد حملت الاعترافات – التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية من المتورطين – الكثير من الحقائق التي كشفت عن حجم التدخلات الأمريكية البريطانية في الشأن اليمني وفضحت الأبعاد التي تقف وراء سيطرتهما على مطار الغيضة الدولي في محافظة المهرة.

نجاحات كبيرة
نجاحات أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية لم تتوقف عند حدود القبض على الخلية الجاسوسية، بل تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث استطاعت من خلال التحقيقات مع المتورطين الحصول على معلومات خطيرة حرصت أمريكا وبريطانيا على إحاطتها بالسرية التامة تتعلق بالنشاطات المشبوهة التي تنفذها قواتهما في مطار الغيضة.
وبحسب المعلومات التي أدلى بها المتورطون في اعترافاتهم، فإن مطار الغيضة الدولي الذي سيطرت عليه قوات الاحتلال السعودي الأمريكي البريطاني منذ عدة سنوات لم تتوقف مهام استخداماته من قبل المحتلين عند حدود تحويله إلى ثكنات وقاعدة عسكرية أمريكية بريطانية مؤقتة تنطلق منها الأعمال الحربية العدائية، بل تحول إلى قاعدة أمريكية بريطانية ثابتة تتخذها العديد من الأجهزة الاستعمارية مقرا ومنطلقا لها في مختلف المجالات.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها أجهزة الأمن والمخابرات، فإن الأعمال التي تنفذها أمريكا وبريطانيا من خلال قاعدتهما في مطار الغيضة لم تعد تسير في إطار عمل عسكري محدد ومزمَّن، بقدر ما أصبحت تجسد فعلا استعماريا يسعى -من خلال تحويل المطار من قاعدة مغلقة إلى معسكر لتجنيد الجواسيس- إلى توسيع نشاطاتهما ونفوذهما الجغرافي والتوغل داخل المجتمع اليمني وتمزيق وحدته الداخلية، وتحويل البعض إلى أدوات تخدم الاحتلال.

مخططات استعمارية
مصادر سياسية وعسكرية أكدت في تعليقاتها تصاعد الحضور السياسي والعسكري والجاسوسي الأمريكي البريطاني، وأن التحركات الأمريكية البريطانية وتوسيع أنشطتهما في المهرة وبحر العرب تسير وفق مخطط ومشروع توسعي في اليمن بدأت واشنطن في ترجمته وتحويله إلى واقع على الأرض في محافظة المهرة المحتلة.
وأشارت إلى أن قيام السعودية بالاستيلاء على مطار الغيضة وإخلائه من أي سلطة يمنية وتكديس الأسلحة والمعدات العسكرية فيه تم في إطار المخطط الأمريكي البريطاني للسيطرة على محافظة المهرة والسواحل الشرقية لليمن، وتحويل المطار إلى قاعدة أمريكية تستخدمها لتنفيذ عملياتها العسكرية وتجنيد العملاء والجواسيس.
وأوائل شهر فبراير الجاري تداولت وسائل إعلام محلية ودولية معلومات تشير إلى وجود مخطط أمريكي يستهدف إعادة اليمن إلى حظيرة الهيمنة الأمريكية، مشيرة إلى أن مكافحة الإرهاب ما تزال تمثل الغطاء والمبرر الذي تستخدمه واشنطن للسيطرة على مصدر القرار في حكومة الفار هادي، مؤكدة وصول خبراء أميركيين إلى مدينة عدن المحتلة للشروع في مهمة جديدة تحت عنوان مكافحة الإرهاب، مرجحة وصول المزيد منهم خلال الفترات القادمة.
كما تصاعدت وتيرة التواجد والحضور الأمريكي في السواحل الشرقية وبحر العرب بعد زيارة السفير الأمريكي محافظة المهرة –في ديسمبر من العام الماضي- والتي حملت الكثير من الدلالات التي تشير إلى أن لدى الأمريكيين سيناريوهات توسعية في اليمن وتسعى تحت غطاء محاربة الإرهاب إلى إيجاد المبررات التي تمنحها مشروعية التواجد العسكري على الأراضي اليمنية والتدخل في إدارة العديد من الملفات السياسية والعسكرية.
وبحسب مراقبين فإن حديث السفير الأمريكي -خلال الزيارة- عن الإرهاب في أكثر المحافظات اليمنية استقرارا وسلاما اجتماعيا، وإشادته بالنجاحات التي حققتها قوات الأمن المدعومة سعوديا في استهداف الأنشطة الإرهابية للقاعدة في المحافظة يأتي في إطار تنفيذ المشروع الأمريكي ودعم واشنطن للقوات السعودية ومباركة تواجدها واحتلالها للمهرة.

قد يعجبك ايضا