انتصار أمني جديد يُضاف إلى سلسلة الإنجازات الأمنية التي تحققت في ظل سنوات العدوان والحصار، وهذه المرة كان الإنجاز الأمني عابراً للقارات وكشف مخططاً بريطانياً استخباراتياً كبيراً يمس أمن واستقرار البلاد، وقد تمثل هذه الإنجاز في إلقاء القبض على خلية تجسس دربها ومولها ضباط في الاستخبارات البريطانية وأنفق عليها الأموال لكي تقوم بدورها في نقل المعلومات التي تستهدف البلاد والجيش واللجان الشعبية بشكل خاص، لكن العيون الساهرة في الأجهزة الأمنية والمخابرات كانت لهم بالمرصاد وكشفت عن أفراد الخلية وأعلنت اعترافاتهم لتصل رسالتنا للعالم بأن العدوان العالمي والحصار ما زاد اليمنيين إلا انتصارات وإنجازات في كافة المستويات والمجالات.
قيادات أمنية تحدثت لـ”الثورة” عن أهمية هذا الإنجاز العسكري الكبير وما يمثله من انتصار على قوى الاستكبار العالمي، كما وجهوا رسالة تحذيرية لأبناء الشعب اليمني بعدم الانجرار وراء هذه المخططات التي تستهدف أمن واستقرار الوطن والمواطن اليمني بالدرجة الأولى.الثورة /أحمد السعيدي
وكان جهاز الأمن والمخابرات اليمني قد كشف أمس الأول صوراً وتفاصيل مهمة حول هذه الخلية المكونة من ستة يمنيين، وهم:
باسم علي علي أحمد الخروجة، علي محمد عبد الله محمد الجعماني، سليم يحيى عبد الله حسين حبيش، أيمن مجاهد قايد محمد حريش، المدعو/ عرفات قاسم عبد الله أحمد الحاشدي، ومحمد شرف قايد محمد حريش .
و3 ضباط بريطانيين عقدوا لقاءات في مطار الغيضة في محافظة المهرة، الذي حولته القوات السعودية إلى معسكر تجسسي واستخباراتي يتواجد فيه أمريكيون وبريطانيون وسعوديون.
وكشفت الاعترافات – التي وزّعها جهاز الأمن والمخابرات – عن تلقي الجواسيس تدريبات مكثفة على الرصد ورفع الإحداثيات والخرائط وتكييف المعلومات وتدريبات أمنية أخرى على يد ضباط المخابرات البريطانية في مطار الغيضة، كما كشفت عن الأنشطة التي قام بها الجواسيس بأوامر وتوجيهات المخابرات البريطانية والأمريكية وقيامهم برفع إحداثيات للطيران – تعرضت للقصف- ، كما قاموا بالتجسس على شخصيات وأماكن عدة وتكليفهم برصد القواعد الصاروخية ومنصات الدفاع الجوي للقوات المسلحة اليمنية، بالإضافة إلى العميلين المحليين الآخرين وهما راجح باكريت – محافظ محافظة المهرة المعيّن من قبل تحالف العدوان والمرتبط بالأمريكيين والبريطانيين وهو المسؤول عن عملية استقطاب وتجنيد الجواسيس، «مطلوب أمنياً للأجهزة الأمنية» وفايز محمد إسماعيل المنتصر – من حفاش م/ المحويت – التحق بالعدوان بعد أحداث فتنة 2 ديسمبر، وهو ضابط في جهاز الأمن القومي سابقا- كان يعمل مدير أمن مطار صنعاء الدولي – وحالياً يعمل قائداً لما يسمى «كتيبة المهام الخاصة» في محور القاضي في الغيضة – مرتبط بضباط استخبارات أمريكيين وبريطانيين يتواجدون في مطار الغيضة م/ المهرة «مطلوب أمنياً للأجهزة الأمنية» ، وقد قاما بالتنسيق والتواصل مع أفراد الخلية الستة ، وتنسيق لقاءاتهم مع ضباط من المخابرات الأمريكية ، والضباط البريطانيين الثلاثة التي تمت في مطار الغيضة.
إنجاز غير مسبوق
• العميد عبد الله المنصور –نائب مدير أمن محافظة إب سابقاً، تحدث فقال :
لا شك ولا ريب أن هذا الإنجاز الأمني هو أكبر إنجاز حققته الأجهزة الأمنية ومن خلفهم المواطنون الشرفاء خلال عقود من الزمن، وتأتي أهمية هذا الإنجاز في أنه كشف خلية تجسس تابعة لجهاز الاستخبارات البريطانية الذي يعد من أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم وأكثرها تدريباً وتمويلا ولها سجل كبير في التجسس على الدول منذ الحروب العالمية وإلى فترة قريبة مضت، وقد اعتمدت بريطانيا على هذا العمل الاستخباراتي للدفاع عن أمنها حسب زعمها في تصريح سابق لوزير خارجيتها بعد الخلاف الذي حصل مع تركيا لكنه في الأصل عمل استخباراتي لحماية مصالحها ومصالح مرتزقتها وخوفها الكبير مما يحدث في اليمن وخصوصا معرفة كل شيء عن أولئك اليمنيين الذين يقاتلون ويصمدون في وجه تحالف فيه عدد من الدول وأحدث أنواع الأسلحة، والدليل أننا عندما نشاهد اعترافات المغرر بهم وهم يعترفون بأن أهم المعلومات التي كانت الاستخبارات البريطانية تريد الحصول عليها هي عن الجيش واللجان الشعبية ، حيث كانت تتركز هذه المعلومات على أنظمة الدفاعات الجوية التي أسقطت فخر صناعات الطائرات الغربية ومنها البريطانية والصواريخ الباليستية ومن أين تنطلق والتي عبرت إلى عمق السعودية وأوجعتها ولم تستطع دفاعاتهم الجوية اعتراضها رغم حداثتها وإنفاق مليارات الدولارات عليها.
وبالعودة إلى أهمية هذا الإنجاز العسكري غير المسبوق ومن زاوية أخرى نجد أنه تحقق في وقت تعاني فيه البلاد من عدوان خارجي وحصار اقتصادي وصل عامه السابع وقد راهن العالم على إطالة الحرب لقتل كل شيء وإخضاعنا للاستسلام لكن بالعكس وبالرغم مما يعانيه الشعب اليمني من قتل وظلم وحصار اقتصادي واحتجاز مشتقات نفطية وقطع رواتب، إلا أنه استطاع تحقيق العديد من الانتصارات التي أذهلت العالم وفي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ولم يستسلم اليمنيون للاستعمار والاحتلال الذي لا يحلم سوى بنهب الثروات وامتلاك القرار السياسي، وهذا لن يحدث لأن اليمنيين هم أهل الإيمان والحكمة والمدد.
الوعي
• بينما وجّه العقيد عبد الرحمن الحميري – الأمن السياسي – رسالة لأبناء الشعب اليمني بعدم الانجرار وراء تنفيذ مثل هكذا مخططات تستهدف أمن واستقرار البلاد مهما أغراهم العدو بالأموال والمكانة، حيث قال:
في البداية نبارك باسم كل يمني حر لجهاز الأمن والمخابرات تحقيق هذا الإنجاز الأمني الكبير الذي تمثل في قطع يد امتدت إلى بلادنا بالخيانة والعمالة والشر، وللأسف أن هذا الكيان الاستخباراتي البريطاني الواهم استخدم أيادي يمنية من أبناء جلدتنا للوصول إلى أهدافه القذرة في الحصول على معلومات تمكنه من استهداف اليمنيين والقضاء على مقاومتنا للعدوان طيلة الفترة الكبيرة الماضية .. وفي ما يخص أفراد الخلية فإنه من المحزن أن نشاهد هؤلاء الذين غرّتهم الأموال والدولارات ليقوموا بأبشع عمل على وجه الأرض وفي ذلك خيانة أوطانهم وتمكين العدو الكافر من إخوانهم وأقاربهم، ولعل الجميع شاهد اعترافات أحدهم بأنه يحصل على 300 دولار لتنفيذ هذا العمل القذر، فبالله عليكم هل هذا المبلغ وأكثر أضعافا مضاعفة ليساوي الوقوف في موقف مخز كهذا؟. وما يعانيه أبناء الشعب اليمني خصوصا الشباب في الحصول على رزق أو عمل جعل أجهزة الاستخبارات البريطانية وقبلها أجهزة استخبارات السعودية والمرتزقة يستغلون حاجة المواطنين وتجنيدهم ضد أوطانهم ورأيناهم يتساقطون خلية بعد أخرى.. ولذلك رسالتي لأبناء اليمن وخصوصا الشباب والشابات أن يحكِّموا عقولهم قبل الانخراط في هذه الأعمال مهما كان الثمن الكبير والإغراءات وأن يعلموا أن حبل الخيانة مهما طال سينقطع وسيقف الخائن أمام الله خائنا لأهله ووطنه وقبل ذلك سيقف ذليلا أمام الأجهزة الأمنية، فالأشرف لكل يمني حر أن يكون شريكا في الإبلاغ عن هؤلاء الخونة عبر الرقم المجاني 100 وليس الانخراط لتنفيذ مخططاتهم.. كما أوجه رسالتي لشبابنا الذين يعملون في المنظمات – وقد علمنا أن عملها في البلدان الفقيرة يقوم على العمل الاستخباراتي أكثر من الإنساني – رسالتي لهم ألا تجعلوا هذه المنظمات ودولاراتها وسيلة رخيصة لخيانة أوطانكم أو تتسببوا في استهداف أرضكم التي خيرها عليكم منذ ولادتكم واصبروا على هذه المعاناة التي يعانيها إلى جانبكم أبناء الشعب اليمني عموما وليس فئة محددة والمتسبب فيها هو العدوان الذي اعتدى علينا وحاصر برنا وبحرنا وهو المسؤول عن كل معاناة يعانيها اليمنيون في مختلف المجالات، فكيف بنا نرضى بالعمل لصالح العدوان أو لصالح قوة تتحكم بقراره مثل بريطانيا ونحن نعلم أنهم أعداؤنا ولنتذكر دماء اليمنيين التي سالت في كل بيت هل تساوي ما يدفعه المعتدي لمن يعمل لصالحه؟!
العقاب الرادع
• أما المقدم رشاد سنان – الأدلة الجنائية – فقد طالب بتوقيع أقصى عقوبة بحق المتهمين بالتجسس مع دولة أجنبية ضد بلادهم وشعبهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ذلك وأنكر جميل هذه البلاد وفضلها عليه فقام بالتخابر ضدها، وفي العقاب الرادع رسالة شديدة اللهجة بأن الجيش والأمن لن يتهاونوا في معاقبة هؤلاء أشد العقاب لمحاولتهم الإضرار بالبلاد مقابل المال والجاه الذي لن ينفعهم إذا انكشف أمرهم.. داعيا في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية والقضائية إلى عدم الرأفة بهم وعدم التردد في إصدار الحكم المناسب ضدهم والذي يستحقوه وهو الإعدام على مرأى ومسمع المواطنين جميعا، كونهم لم يترددوا في التآمر على بلادهم وإخوانهم من هذا الشعب الذي يعاني الحرب والحصار والعمالة والخيانة والارتزاق.. مشيداً في ختام حديثه بدور الأجهزة الأمنية الكبير في إلقاء القبض على هذه الخلية وإسقاطهم في يد العدالة ونشر اعترافاتهم على وسائل الإعلام، ليعلم الجميع بفعلهم ولا يتعاطف معهم أحد ولا يتخذ منهم مريضو النفوس شماعة يتم استخدامها ضد السلطة في صنعاء تحت مسميات حقوق الإنسان أو الاعتقال القسري والإخفاء وغيرها من المسميات التي راهن العدوان وإعلامه على نشرها ونشر الشائعات بين المواطنين لتفكيك الجبهة الداخلية، لكنه فشل في ذلك.