على لسان خلية الجواسيس التابعة لقوى العدوان في الداخل.. هذا ما تعمله أمريكا وبريطانيا في الشعب اليمني

 

 

الكثير تابع اعترافات جواسيس المخابرات الأمريكية والاستخبارات البريطانية التي كشفها جهاز الأمن والمخابرات اليمني على مختلف وسائل الإعلام الوطنية يوم أمس.. والتي كشفت عن تواجد أمريكي وبريطاني حقيقي في مختلف المحافظات المحتلة وخصوصا محافظة المهرة وإنشاء قواعد عسكرية فيها تحت غطاء التواجد السعودي والإماراتي في المحافظات المحتلة.

الثورة / حسن شرف الدين

وهنا يفرض السؤال التالي نفسه: ماذا تعمل قوات من المخابرات الأمريكية والاستخبارات البريطانية في تلك القواعد التي أنشأوها، وكيف وظفت دول تحالف العدوان المنشآت المدنية والمطارات في المهرة ومارب لأغراض عسكرية واستخباراتية تجسسية على الشعب اليمني في مختلف المحافظات الحُرة.
من اعترافات خلية التجسس الأمريكية البريطانية، يمنية الجنسية، التي تم القبض عليها من قبل جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء، والتي تضم كلا من “المدعو باسم علي علي أحمد الخروجة، والمدعو علي محمد عبد الله محمد الجعماني، والمدعو سليم يحيى عبدالله حسين حبيش، والمدعو أيمن مجاهد قايد محمد حريش، والمدعو عرفات قاسم عبد الله أحمد الحاشدي، والمدعو محمد شرف قايد محمد حريش؛ يتضح جليا الدور الرئيسي والميداني المباشر لأمريكا وبريطانيا في ارتكاب أبشع الجرائم في عدوانه على اليمن خلال ست سنوات وما يزال.. واتضح أيضا –على لسان خلية التجسس- أن دول تحالف العدوان قامت باستحداث قواعد أمريكية وبريطانية مستغلين التواجد السعودي والإماراتي في المناطق المحتلة، إلى جانب استخدامهم للبنية التحتية من فنادق ومطارات مدنية لأغراض عسكرية واستخباراتية تجسسية تستهدف أمن واستقرار المحافظات الحُرة.
عندما فشلت قوى تحالف العدوان في كسر عزيمة وصمود الشعب اليمني، عملت على استهدافه من الداخل واستهداف الوحدة الوطنية واستقطاب عملاء له من الداخل، فاستطاعت تكوين خلايا تجسسية تابعه لها، فتارة يكشف جهاز الأمن والمخابرات اليمني عبر وسائل الإعلام الوطنية عن القبض على خلايا تجسسية تابعة للنظام السعودي وخلايا تجسسية أخرى تابعة للنظام الإماراتي، وتارة يكشف القبض على خلية تجسسية تابعة للمخابرات الأمريكية، واليوم يكشف عن القبض على خلية مزدوجة تابعة للمخابرات الأمريكية والاستخبارات البريطانية، تعمل على رصد ونقل المعلومات في مختلف المحافظات المستهدفة، ومن ضمنها المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوى تحالف العدوان.
وعند تحليل اعترافات أعضاء الخلية الأخيرة التي نحن بصدد الحديث عنها، ومن خلال كلامهم يتضح أن هناك تبادلاً للأدوار بين أمريكا وبريطانيا، فحين استطاع المسؤول على عملية استقطاب وتجنيد الجواسيس، المدعو راجح باكريت –وهو ما يسمى بمحافظ محافظة المهرة المعين من قبل تحالف العدوان والمرتبط بالأمريكيين والبريطانيين – إنجاز عملية استقطاب وتجنيد الجواسيس، وقائد ما يسمى “كتيبة المهام الخاصة” في محور القاضي في الغيظة المدعو فايز محمد إسماعيل المنتصر، التحق بقوى تحالف العدوان بعد أحداث فتنة ديسمبر، وكان أحد أفراد جهاز الأمن القومي ومدير أمن مطار صنعاء الدولي سابقا.. عندما نجح باكريت والمنتصر في استقطاب مجموعة من المواطنين والتغرير بهم، تحدثوا أنه تم استضافتهم عدة شهور بفندق في المهرة، ثم انتقلوا إلى موقع عسكري، والتقوا بضباط أمريكيين، ثم التقوا بضباط بريطانيين، أحدهم يدعى “جون”، بهدف تهيئتهم وتعريفهم على المهام التي سيقومون بها.. والتي تصب في خدمة قوى تحالف العدوان وفي مقدمتهم خدمة أمريكا وبريطانيا بهدف احتلال اليمن عبر عملائهم من السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم من الداخل.. بالإضافة إلى تدريب خلية التجسس على طرق وأساليب وأدوات التجسس وكيفية استخدامها، مثل استخدام التلفونات لتصوير المواقع، وكيفية استخدام برامج الخرائط والتنقل عبرها وتلقي المعلومات وتنفيذها.. إضافة إلى كيفية وصف الشخصيات والمباني والأحياء السكنية بطريقة صحيحة وسليمة.. وبعد فترة التدريب والتأهيل تم إعطاؤهم الأدوات والوسائل المساعدة للتواصل كالتلفونات الذكية والسيارات والدراجات النارية وغيرها من الأجهزة والبرامج والتطبيقات الإلكترونية.
كيف كانت البداية.. وكيف استلمت الاستخبارات البريطانية العمل بعد المخابرات الأمريكية، بحسب اعترافات الخلية، فقد تم تجنيد الجواسيس على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية ثم تم التنسيق ليحلوا محلهم ضباط جهاز الاستخبارات البريطاني ليكملوا الدور العدائي ضد الشعب اليمني… حيث قابل الجواسيس ضباطاً من وكالة المخابرات الأمريكية في مطار الغيضة ومن ثم قابلوا وعملوا مع ضباط الاستخبارات البريطانية واعترفوا بقيامهم برفع إحداثيات ومعلومات عن مواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في محافظات مختلفة في الأراضي اليمنية وذلك لمصلحة الاستخبارات البريطانية مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.. وقد التحق الجواسيس بما يسمى “كتيبة المهام الخاصة” تحت قيادة المدعو/ فايز المنتصر، وأخذوا دورة عسكرية فيها والتي تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الاستخباري التابع للغزاة البريطانيين والأمريكيين وأخذوا دورات تدريبية على يد الضباط البريطانيين ونفذوا مهام استخبارية بتكليف من البريطانيين.
وركزت المخابرات الأمريكية والاستخبارات البريطانية ودول تحالف العدوان على المحافظات الشمالية وعلى وجه الخصوص محافظتي (صعدة وصنعاء) والبحث عن الدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة والقوات العسكرية عامة التابعة للجيش واللجان الشعبية ومحاولة تدميرها، بتدريب خلية التجسس على استخدام أجهزة وبرامج متطورة للعمل لمصلحتهم.. وتعمل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية منذ سنوات طويلة في كل اتجاه في الأراضي اليمنية على تأسيس بقاء دائم في اليمن بحجة مكافحة الإرهاب بهدف السيطرة على اليمن واستنزاف خيراته.
من المتوقع وجود خلايا تجسسية تابعة لقوى تحالف العدوان في ظل استمرار الحصار والعدوان على اليمن، لكن “الحاجة أم الاختراع” بل الحاجة هي من تحفز المستضعفين على التفكير في تطوير وسائل الدفاع المتوفرة والممكنة، ومنها تطوير جهاز الأمن والمخابرات لحماية الجبهة الداخلية، وهو ما حققه فعلا على أرض الواقع.
بالتأكيد الأشخاص المغرر بهم أعضاء خلية التجسس الأمريكية البريطانية يشعرون اليوم بالندم والحسرة، خصوصا وأنهم –بحسب اعترافاتهم- كانوا يستلمون مبالغ بسيطة جدا 5000 ريال في اليوم لمدة ثلاثة أشهر و300 دولار أمريكي لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، إضافة إلى أنهم خسروا أنفسهم وأهلهم ووطنهم، وقبل هذا كله خسروا دينهم الذي يؤكد على أهمية الحفاظ على الدين والوطن والعرض ومواجهة أعداء الإسلام من اليهود والنصارى، ويعتبر هؤلاء بمثابة جرس تنبيه وتحذير من خطورة الوقوع في الخيانة والارتهان لأجهزة المخابرات والاستخبارات الأجنبية والعمل لديهم كجواسيس على بلادهم؛ فالتاريخ قد لعن كل شخص باع نفسه ووطنه ودينه إرضاء لرغبات قوى الاستكبار، وسيلعن التاريخ غدا أي يمني التحق بقوى تحالف العدوان لإلحاق الضرر بالشعب اليمني واحتلال اليمن، وبالتأكيد أن النصر من نصيب الشعب اليمني والخسران من نصيب قوى تحالف العدوان ومن يدور في فلكهم.
وحتى يكون المواطنون الأحرار شركاء في النجاحات التي يحققها جهاز الأمن والمخابرات اليمني لا بد من الإسهام ومساعدة جهاز الأمن والمخابرات بأي معلومات لأي تحركات مشبوهة تخدم دول العدوان عبر التواصل بمركز البلاغات والشكاوى التابع للجهاز على الرقم المجاني الذي تم الإعلان عنه (100).. والعمل على مراقبة ورصد أي تحركات مشبوهة من قبل أي عميل أو مرتزق أو خلية قد تعمل مع قوى تحالف العدوان بأي شكل من أشكال التعاون سواء كان بالمشاركة معهم أو مدهم بالمعلومات.

قد يعجبك ايضا