العدوان على اليمن بريطاني أيضاً.. خلية الجواسيس أزالت آخر أقنعة دول الطغيان والاستكبار

 

فضح جوانب أخرى من العمل العدائي البريطاني ضد اليمن وشعبه الأعزل
لندن وواشنطن جنباً إلى جنب في جرائم الحرب والانتهاكات الصارخة في اليمن

كان هناك اعتقاد واسع من قبل الكثيرين بأن العدوان على اليمن أمريكي سعودي بالدرجة الأولى وأن مشاركة قوى الشر والطغيان الأخرى في العالم وأدواتهم الاقليميين والمحليين ثانوية، غير أن الأحداث والحقائق على الميدان أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن جميع كيانات الإجرام في العصر الحديث متورطة في جريمة العدوان على اليمن بشكل متساو ويمتلكون من الأحقاد والضغائن الكثير والكثير على هذه البلاد وشعبها الكريم .

الثورة / حمدي دوبلة

ما كشفه جهاز الأمن والمخابرات أمس الثلاثاء من معلومات جديدة عن الخلية التجسسية التابعة للمخابرات الأمريكية والبريطانية التي تم توقيفها خلال الفترة الماضية يبيّن الكثير عن طبيعة الدور العدائي الكبير الذي تمارسه المملكة المتحدة البريطانية ضد اليمن أرضا وإنسانا .
ويذكر جهاز الأمن والمخابرات أن الخلية تم تجنيد أفرادها على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية، قبل تحويلهم للعمل مع ضباط جهاز الاستخبارات البريطاني ليكملوا الدور العدائي ضد الشعب اليمني.
مشاركة فعلية
على الرغم من المحاولات البريطانية الدائمة لإخفاء دورها الفعلي في العدوان على اليمن، غير أن شواهد كثيرة تفضح بجلاء ذلك الدور الخبيث ولم يكن ما ورد في اعترافات عناصر خلية التجسس- التي بثَّت مساء أمس على وسائل الإعلام الوطنية- المحطة الأولى التي يكون من شأنها تعرية ذلك الموقف العدائي من قبل لندن على اليمن ولكن سبقته محطات عدة ومواقف متعددة أكدت تورط بريطانيا العميق في العدوان على اليمن .
مشاركة بريطانيا في العدوان على اليمن لم تقتصر- كما قد يعتقد البعض- على العمل الاستخباراتي، وإنما تتورط مباشرة في العمليات العسكرية من خلال تولي كوادرها في السلاح الملكي البريطاني العمل بشكل مباشر مع إدارة مركز عمليات التحكم والسيطرة العسكري السعودي، وتحديد بنك الأهداف في عمليات القصف، وطبيعة المهمات، وكذا الأسلحة التي تستخدم في هذه المهمات، كما أنها تتولى التنسيق مع كوادر “البريطانية لأنظمة الطيران” لتنفيذها، وتحضير القذائف والمعدات والطائرات وفق برنامج زمني متفق عليه مع القوات السعودية، وذلك ما أكدته صحف بريطانية وعربية التي أوضحت أن بريطانيا هي من تتولى زمام أمور المعركة الجوية، التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين في اليمن ومفاقمة الوضع الإنساني المتأزم وإيصاله إلى مستوى غير مسبوق جعلته الأسوأ في العالم .
وبحسب تقارير إعلامية بريطانية وعربية، تشارك المملكة المتحدة في مجال البرمجيات وتقديم المستشارين، إضافة إلى تواجد قرابة 6300 فرد من الخبراء والمستشارين من أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني في السعودية لتقديم المشورة والتدريب.
اعتراف بريطاني
ظلت القيادة الثورية والسياسية في اليمن تؤكد على الدوام- ومنذ بدء العدوان في أواخر مارس من العام 2015م- أن بريطانيا متورطة بشكل مباشر وفاعل في جرائم التحالف العدواني بحق الشعب اليمني، يقابل ذلك التاكيد إنكار وتنصل مستمر من قبل حكام لندن، لكن اليوم لم يعد يخفى على أحد في اليمن وبريطانيا والعالم حقيقة الدور البريطاني الإجرامي في اليمن، ولا بد هنا من الإشارة إلى ما كشفته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أواخر نوفمبر 2017م، في تقرير لها، عن الدور البريطاني في العدوان على اليمن، عنونته بـ”الحرب القذرة”.
وأكدت الصحيفة البريطانية، حينها ، أن الجيش البريطاني يشرف على تدريب القوات السعودية بشكل سري، موضحة أن 50 عسكرياً بريطانياً يقومون بهذه المهمة.
وسميت هذه العملية بـ “كروس وايز”، وشملت قوات من الكتيبة الثانية للفوج الملكي الاسكتلندي، ترتكز مهمتهم على تدريس تقنيات الحرب غير النظامية (I.W) لضباط معهد مشاة القوات البرية الملكية السعودية.
وتشير “الديلي ميل” إلى أن انكشاف هذه العملية جاء عن طريق الخطأ، عندما تم نشر ملخص وصور على موقع الفوج الاسكتلندي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، والذي ظهر فيها مدرب بريطاني يقف أمام خريطة اليمن وهو يشرح استراتيجية هجوم محتمل، موضحة أن وزارة الدفاع البريطانية استدركت الأمر وقامت بعد 20 دقيقة بإزالة الصور.
وماتزال بريطانيا- التي تواجه الآن حملة معارضة واسعة وانتقاداً لاذعاً من قبل المنظمات الحقوقية هناك، والتي تندد بمشاركتها في جرائم الحرب والانتهاكات الصارخة في اليمن ما تزال أحد أبرز بائعي السلاح الفتاك للنظام السعودي، ومافتئت تُسخِّر كل إمكانياتها العسكرية في ضرب اليمن والفتك بشعبه الأعزل، ناهيك عن مساعيها الخبيثة لاستهداف المنشآت التجارية والمدنية، ورصد إحداثياتها من خلال من تجندهم جواسيس في المناطق الحرة وهو ما ورد بوضوح في اعترافات الجواسيس البارحة، لتكون بذلك شريكا أول للولايات الأمريكية في جرائم الحرب المستمرة في كافة أرجاء اليمن بما فيها بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة فصيل من أدواتها على غرار محافظة المهرة التي تشهد حراكا شعبيا متناميا ضد الاحتلال السعودي للمحافظة.
معلومات هامة
ويؤكد جهاز الأمن والمخابرات أن الجواسيس قابلوا ضباطاً من وكالة المخابرات الأمريكية في مطار الغيظة بمحافظة المهرة، ومن ثم عملوا مع ضباط الاستخبارات البريطانية.
وأشار إلى أن الجواسيس الموقوفين اعترفوا بقيامهم برفع إحداثيات ومعلومات عن مواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في مختلف المحافظات، لمصلحة الاستخبارات البريطانية مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.
وأوضح جهاز الأمن والمخابرات أن أفراد الخلية التجسسية التحقوا بما يسمى كتيبة “المهام الخاصة” بقيادة المدعو فايز المنتصر، وأخذوا دورة عسكرية فيها.
وذكر أن “كتيبة المهام الخاصة” تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الاستخباري التابع للغزاة البريطانيين والأمريكيين.
وبيَّن الجهاز أن التركيز من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية ودول تحالف العدوان كان على المحافظات الشمالية وبوجه خاص محافظتي صعدة وصنعاء، للبحث عن مواقع الدفاعات الجوية والطيران المسيَّر خاصة، والقوات العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية ومحاولة تدميرها.
وأفاد بأن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تعمل في كل اتجاه داخل الأراضي اليمنية لتأسيس بقاء دائم في اليمن بحجة مكافحة الإرهاب وبناء ما تهدم بفعل العدوان، والهدف السيطرة على اليمن واستنزاف خيراته.
ولفت الجهاز إلى أن أفراد الخلية التجسسية استخدموا أجهزة وبرامج متطورة من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية في العمل الاستخباري وتدريب عناصرها للعمل لمصلحتهم.
كما كشف جهاز الأمن والمخابرات عن تواجد قواعد أمريكية وبريطانية تحت غطاء التواجد السعودي الإماراتي المحتل، واستخدام دول العدوان للمطارات المدنية لأغراض عسكرية واستخبارية تجسسية.
كما أظهر الإنجاز الأمني، الدور الرئيسي والميداني الأمريكي البريطاني المباشر في ارتكاب أبشع الجرائم في عدوانه على الشعب اليمني منذ ست سنوات.

قد يعجبك ايضا