جواسيس بريطانيا يروون كيف جندتهم الاستخبارات البريطانية..تفاصيل الأنشطة والمهام والتجنيد
مطار الغيضة موقع استخباري لبريطانيا وأمريكا .. الجواسيس يكشفون الحقيقة
في فيديو لا تتجاوز مدته 23 دقيقة، بث جهاز الأمن والمخابرات اعترافات خلية الجواسيس التي جرى محاكمتها في صنعاء على خلفية تورطها في العمل الاستخباراتي لصالح أمريكا وبريطانيا خلال العام المنصرم. اعترافات تحكي نشاط العدو وسعيه الحثيث للسيطرة على اليمن بشتى الوسائل.
يقول أعضاء الخلية إنهم عملوا مع بريطانيين من داخل المحافظات الحرة كما عملوا أيضاً من أوساط المحافظات المحتلة وفقا لتوجيهات البريطانيين، غير أنهم يشعرون بالندم خلف قضبان السجن.. صحيفة «الثورة» تنشر القصة الكاملة لعمل الخلية الاستخباراتية في اليمن.الثورة / عبد القادر عثمان
جرى استدراج الموقوفين في بادئ الأمر عن طريق ضابط سابق في الأمن القومي يدعى فايز المنتصر، استغل حاجة الأفراد إلى المال فطلب منهم التوجه من صنعاء صوب المهرة للعمل في ورشة لم يتم تحديد نوعية عملها، وهناك بقي الذين أصبحوا لاحقاً أعضاءً في الخلية لأشهر في أحد فنادق المدينة، يتقاضون أجراً يومياً لا يزيد عن خمسة آلاف ريال، مع كثيرٍ من الوعود وقليل من الاهتمام.
في الفندق ذاته أمرهم فايز المنتصر وأخوه بحلق رؤوسهم، على الطريقة العسكرية، استعدادا لمقابلة الضباط البريطانيين، وحينما حان وقت المقابلات اقتادهم المنتصر مجاميع إلى مطار الغيظة بالتنسيق مع راجح باكريت، محافظ محافظة المهرة المعين من قبل تحالف العدوان والمرتبط بالأمريكيين والبريطانيين، وفي المطار جرى تجميعهم في كونتيرات وإدخالهم للمقابلات الفردية مع ضباط المخابرات الأمريكية.
بحسب ما أوردته اعترافات الخلية فإن الأمريكيين يعسكرون إلى جانب السعوديين في معسكرين منفصلين عن بعضهما في مطار الغيظة، وهو المطار الذي التقى فيه أفراد الخلية بضباط المخابرات، وجرى فيه أخذ بصمات المجندين والتقاط صور لهم من زوايا عدة، تشبه تلك التي يلتقطها الأمن للمجرمين من أجل التعرف عليهم حال إخفاء وجوههم.
في المقابلة الثانية أخذهم المنتصر على متن سيارة هايلوكس إلى المطار بعد أن أخبرهم أن الضباط الأمريكيين غادروا المطار إلى مكان آخر وأن من في استقبالهم هذه المرة هم ضباط بريطانيون، ما يعني أن دور الأمريكيين في المهمة اقتصر على تجنيد الجواسيس ثم تم التنسيق ليحل محلهم ضباط جهاز الاستخبارات البريطاني ليكملوا الدور العدائي نحو الشعب اليمني.
وفواز المنتصر هو ضابط سابق في الأمن القومي، من مواليد حفاش بمحافظة المحويت، التحق بالعدوان بعد أحداث فتنة 2 ديسمبر، بينما كان مديراً لأمن مطار صنعاء الدولي، وأصبح اليوم يعمل كقائد لما يسمى «كتيبة المهام الخاصة» بمحور القاضي في الغيظة، ولديه ارتباط مباشر مع ضباط استخبارات أمريكيين وبريطانيين يتواجدون في المطار ذاته.
في المقابلة الثانية أعيد طرح الأسئلة التي طرحها الأمريكيون في المرة الأولى، إضافة إلى الحديث عن الخطوة التالية التي وصفها لهم ضباط المخابرات بأنها ستكون قاسية من خلال التدريبات الشاقة التي سيتلقونها، غير أن اندفاع الأفراد إلى العمالة لم يكن ليثنيه شيء.
التحق الجواسيس بما تسمى كتيبة المهام الخاصة تحت قيادة المرتزق فايز المنتصر، وأخذوا دورة عسكرية قاسية فيها والتي تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الاستخباري التابع للغزاة البريطاني والأمريكي وأخذوا دورات تدريبية على يد الضباط البريطانيين في كيفية رفع الإحداثيات والتعرف على الأماكن والإحداثيات من خلال الصور الثابتة وكذا كيفية تصوير المواقع والأشخاص والآليات بطريقة سرية وإرسال البيانات والمعلومات من خلال تطبيقات وأجهزة وبرامج متطورة من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية في العمل الاستخباري.
بعد انتهاء فترة التدريب أرسل الذين صاروا جواسيسا ينقصهم الاختبار فقط، في مهمات سرية داخل المحافظات المحتلة، منها حضرموت ومارب والمهرة بما فيها التجسس على منزل الشيخ علي سالم الحريزي الذي وقف ضد الاحتلال في المحافظة، الأمر الذي يوحي بأن المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية تعمل في كل اتجاه في الأراضي اليمنية وتعمل على تأسيس بقاء دائم في اليمن بحجة مكافحة الإرهاب وبناء ما تهدم بفعل العدوان والهدف السيطرة على اليمن واستنزاف خيراته.
بعد التأكد من قدرات الجواسيس ونجاحهم في مهمتهم بدأت مرحلة جديدة من العمل التجسسي، لكنه يستهدف هذه المرة المحافظات الحرة، كان التركيز من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية ودول تحالف العدوان على المحافظات الحرة خاصة محافظتي صنعاء وصعدة اللتين أرسل إليهما الجواسيس للبحث عن الدفاعات الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ والدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة وكل ما يتعلق بالقوات العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية بشكل عام، بغية تدميرها، ما يدل على حجم فاعلية ما يقوم به أبناء الجيش واللجان من ردود ضمن معادلات الردع في إطار التصدي للمخططات الاحتلالية.
أرسل البريطانيون الجواسيس إلى صنعاء وصعدة طالبين منهم رصد مقرات المجاهدين وأماكن تجمعاتهم وكل التحركات داخل المدينتين، على جانب القواعد الصاروخية ومصانع الطائرات والأسلحة المختلفة والمعسكرات، وفي صنعاء، كلف أحد الجواسيس بالذهاب إلى أرحب لتصوير ما أسموه مصنعًا للطيران المسير تارة، ثم إلى دارس لتصوير مصانع الصواريخ تارة أخرى، غير أن الجاسوس وجد الأخير عبارة عن ورشة لإصلاح محركات القاطرات والدينّات، ومن ثم جرى إرساله إلى منطقة الأزرقين في الشمال الغربي لصنعاء للتأكد من وجود معسكر للمجاهدين في مكان وجده كسّارة لصناعة أحجار الطرقات.
بينما أرسل جاسوس ثان إلى منطقة أرحب ليجد الإحداثية مصنعاً للكراتين جرى قصفه في وقت لاحق، ثم إلى منطقة جدر حيث كان قد حددت له إحداثية محطة مياه، ليتم إرساله إلى صعدة لتصوير مناطق القصف والأطقم العسكرية للجيش واللجان، بينما أرسل آخر إلى ذيفان في منطقة همدان.
عمل الجواسيس مع المخابرات البريطانية لأربعة أشهر على حد قولهم، كانوا يتلقون أجراً شهريا لا يزيد عن 300 دولار، كانوا خلالها يبيعون وطنهم بثمن بخس لمن يستعبدونهم حتى قبل أن يملكوا من أمر اليمن شيء.