عملية تحرير الأسرى.. الإنجازات الأمنية تراكم هزائم العدوان وانتكاساته

الثورة / حسن شرف الدين
حققت وزارة الداخلية إنجازا أمنيا هو الثاني من نوعه في عمق العدو، إذ نفذت يوم الأحد الماضي عملية أمنية تمثلت في اقتحام أحد السجون في مدينة مارب وتحرير (9) من الأسرى خلال ساعات قليلة، كانوا على وشك اللحاق بأسيرين آخرين تم بيعهما لضباط سعوديين من قبل عملاء ومرتزقة متواجدين في مدينة مارب.
ومن إنجازات وزارة الداخلية، العملية الأولى يوم الثلاثاء في تاريخ 11 سبتمبر 2019م، والتي عرفت بعملية النيل من المدعو محمد علي قايد ضاوي المنفذ الرئيسي لجريمة اغتيال الشهيدين إبراهيم بدر الدين الحوثي ورفيقه محمد حسين قاسم البدر، وذلك من خلال عملية استخبارية وأمنية نوعية ناجحة في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة قوى تحالف العدوان في مدينة مارب، بناء على معلومات دقيقة توصلت إليها تحقيقات الاستخبارات والأمن في صنعاء إلى معرفة الأشخاص والجهات المشتركين والضالعين في تنفيذ جريمة اغتيال الشهيدين، وحصولهم على معلومات دقيقة بتورط المدعو «ضاوي» باستخبارات العدو السعودي، والتي تعتبر بحسب التحقيقات الأمنية أنها الجهة الرئيسية التي تقف خلف جريمة اغتيال الشهيدين إبراهيم بدر الدين ورفيقه البدر.
هذا الإنجاز الأمني يعبر عن مدى القدرة الأمنية المتقدمة التي وصلت إليها الأجهزة الأمنية اليمنية في صنعاء، إذ أن اختراق الحواجز الأمنية المحيطة بمدينة مارب والحواجز الأمنية الداخلية في المدينة واقتحام سجن للأسرى يفترض أنه يعنى بحماية أمنية خاصة، وإخراج 9 أسرى من أفراد الجيش واللجان الشعبية تم أسرهم خلال الفترة الماضية في جبهات المواجهة المختلفة، والعودة إلى صنعاء دون أي عوائق أو مواجهات، خصوصا في ظل استمرار المواجهات الشديدة على ضواحي مدينة مارب، يعتبر انتصارا جديدا تحققه الأجهزة الأمنية في صنعاء.
ويعتبر خبراء أمنيون وعسكريون وسياسيون أن هذا الإنجاز يحمل العديد من الرسائل، أبرزها امتلاك وزارة الداخلية في صنعاء قدرات وخبرات وكوادر لتنفيذ مثل هذه العمليات الأمنية الدقيقة والسريعة دون أي خسائر بشرية أو مادية، كما أنها باتت قادرة على الوصول إلى عمق كل المناطق المحتلة والخاضعة لسيطرة العدوان التي ظنّتها عناصره الإجرامية والمأجورة أماكن آمنة للاحتماء بها والاختباء فيها بعيداً عن أيادي الأجهزة الأمنية.
وتكشف مثل هذه العمليات النوعية التي – تقوم بها الأجهزة الأمنية في عمق الأراضي المحتلة من قبل قوى الاحتلال – عن مدى ضعف الأمن خصوصا في مدينة مارب المسيطر عليها حزب الإصلاح أبرز المكونات العميلة للنظام السعودي الذي يشن بالشراكة مع النظام الأمريكي عدوانا غاشما على بلادنا منذ العام 2015م. إضافة إلى أن الجهاز الأمني في صنعاء استطاع عن طريق فريق التحري التابع لوزارة الداخلية من الحصول على معلومات دقيقة جدا عن مكان السجن وعدد إجمالي الأسرى الموجودين في السجن والبالغ عددهم 11 سجينا، وأن مجموعة من مرتزقة العدوان أقدموا خلال الفترة الماضية على بيع أسيرين من أسرى الجيش واللجان الشعبية لضابط سعودي وهما «الأسير حسين شرف أحمد جحاف، والأسير بكيل محمد صالح الخولاني»، وهذا ما جعل الأجهزة الأمنية تسرع بالتعاون مع الشرفاء من أبناء مارب لتنفيذ عملية اقتحام سجن الأسرى وتحرير من تبقى منهم، خصوصا وأن التحريات والمعلومات أكدت أن المرتزقة القائمين على السجن بصدد استكمال التفاوض على بيع من تبقى من الأسرى وعددهم (9) أسرى لضباط سعوديين.
ويقول خبراء أن استمرار مرتزقة السعودية والإمارات وأمريكا المتواجدين في مارب في بيع الأسرى من أفراد الجيش واللجان الشعبية لقوى الاحتلال المتمثل في قوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي، يؤكد أنهم لا يمتلكون قضية باستثناء تبعيتهم وراء رغباتهم وشهواتهم وعبوديتهم للعدو الخارجي، كما أن إقدامهم على بيع الأسرى للعدو الخارجي دليل ملموس على مدى الانحطاط القيمي والأخلاقي الذي وصلوا إليه وانسلاخهم من كل المبادئ الدينية والقبلية والعرفية، كما أن بيع الأسرى جريمة لا تسقط بالتقادم.
وتعتبر مثل هذه العمليات النوعية نماذج ناجحة لوزارة الداخلية، ويجب على قوى تحالف العدوان وكل من تسول له نفسه الإقدام على ما من شأنه إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء وإقلاق السكينة العامة والإخلال بالأمن أن يعيدوا حساباتهم وعليهم أن يدركوا أن أيادي الأجهزة الأمنية والاستخبارية في صنعاء ستطالهم أينما كانوا على امتداد جغرافية اليمن وخارجها.

قد يعجبك ايضا