يوم ميلاد الزهراء.. يوم عالمي للمرأة المسلمة

تخرَّجت من مدرسة الأنبياء
المرأة اليمنية شكَّلت نموذجاً راقياً باقتدائها بإبنة الرسول الأعظم وهذا عزَّز صمودها في وجه العدوان

يحاول أعداء الإسلام استهداف المرأة المسلمة في هذا العصر لأنهم يرون فيها صلاح المجتمع الإسلامي أو فساده لأنها إذا صلحت صلح المجتمع الإسلامي وبالتالي من الصعب السيطرة عليه ..
لذلك كانت المرأة أول توجهاتهم لإفسادها فتارة باسم الحرية وأخرى باسم المساواة بالرجل وتارة باسم التحضر ومواكبة العصر، فنزعوا عنها حجابها واختاروا لها من القدوات الغربيات شرارهن وجعلوها لاهثة وراء دور الأزياء وعمليات التجميل واقتناء كل ما يخل بدينها وعفتها وطهارتها،
ومن هنا وللتصدي لهجمتهم الشرسة تلك حدِّد يوم مولد الزهراء ليكون يوما عالميا للمرأة المسلمة حتى تكون السيدة الزهراء هي قدوتها وعلى خطى سيرتها تسير وتقتفي اثرها كإمرأة قيادية في مجتمعها وبيتها، الأمر الذي من شأنه أن يحطِّم مكائد أعداء الإسلام ويفشل مخططاتهم في حربهم الناعمة التي اتخذوها وسيلة للنيل من أمة محمد .
“الثورة” ومن خلال هذا الاستطلاع الذي أجرته مع إعلاميات وناشطات تسلِّط الضوء على ذكرى مولد الزهراء واليوم العالمي للمرأة المسلمة وكيف كانت القدوة التي ينبغي أن تحذو نساء المسلمين حذوها.. نتابع:

بداية نوال أحمد استهلت حديثها قائلة: إن الحديث عن السيدة الزهراء -سلام الله عليها- هو حديث عن النبوة وعن النبي الأكرم–صلى الله وسلم عليه وعلى آله – فالسيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- هي ربيبة الوحي والتنزيل ، وخريجة مدرسة النبوة والرسالة الإلهية، هي التي بلغت القمة الشاهقة في العظمة، ووصلت إلى تلك المنزلة العالية والرفيعة من الكمال الإنساني، وهي من مثلّت معنى الرسالة السماوية وجسدتها على أرض الواقع روحاً وفكراً وسلوكاً ومنهجا، حتى قال عنها أبوها صلى الله وسلم عليه وعلى آله واصفاً لها “إن هذه ابنتي فاطمة وهي روحي التي بين جنبي فمن أرضاها فقد أرضاني، ومن أسخطها فقد أسخطني، ومن أحبها فقد أحبني ومن آذاها آذاني”.
وأضافت : وقال صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين “إن الله ليرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها”.
وأشارت نوال إلى أن السيدة فاطمة الزهراء –عليها السلام– هي سيدة نساء العالمين، وهي سيدة نساء أهل الجنة، وهي القدوة الصالحة لكل امرأة مسلمة تبحث عن السعادة في هذه الحياة، وما من امرأة مسلمة تسعى إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى إلا وقد جعلت السيدة الزهراء عليها السلام هي بوصلة حياتها، فتقتدي وتتأسى بها في جميع تفاصيل حياتها..

الزهراء حصن للمرأة المسلمة
وترى نوال احمد أن اليوم لا بد للمرأة المسلمة أن تسعى للاقتداء بالسيدة الزهراء -عليها السلام- لا سيما في وقتنا الحاضر الذي لم يفتأ الأعداء من توجيه سهامهم المسمومة باستهداف ديننا وضرب قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا سعياً منهم لمحو ثقافتنا القرآنية ومسخ هويتنا الإيمانية.
وأكدت على انه أمام هذه الحروب الغربية القذرة يجب على كل إنسانة مسلمة سواء أكانت أماً أو بنتاً أو زوجة أن تتصدى بوعيها القرآني للأفكار الهدامة والثقافات الدخيلة التي يسوقها الغربيون إلينا، عليها أن تقتدي بالزهراء وتواجه الحروب الغربية القذرة التي تُشنّ اليوم على المرأة المسلمة.
ونوهت نوال احمد بأنه يجب على المرأة أن تتمسك بالأخلاق الفاضلة والمبادئ النبيلة وان لا يتزلزل إيمانها أمام أمواج الفتن السائدة في عصرنا، ولتثبت على دينها وتتشبث بالقيم والمبادئ السمحة وأن تتصدى وتواجه هذه الهجمات الشرسة من قِبل الغربيين بقوة إيمانية لا تهتز ولا تلين.
وتابعت بالقول: إننا اليوم ونحن أمام هذه الحرب العالمية الشعواء التي يقوم بها الغرب في استهدافهم للمرأة المسلمة نراهم قد فشلوا في حربهم الثقافية والفكرية بفضل الله أمام وعي وصمود المرأة اليمنية المؤمنة، بما تمتلكه من وعي كبير وإيمان قوي وارتباط وثيق بالله وبتمسكها بقرآنها وعدم تفريطها بتعاليم دينها فكانت هي الأقوى والأصلب التي لم تهتز أمام حروب الأعداء الكبيرة والخطيرة والمتعددة.
وأوضحت أن اليوم العالمي للمرأة المسلمة، هو ذكرى مولد سيدتنا الزهراء التي نحيي ذكراها لنجَدِّد ارتباطنا بهذه المرأة المؤمنة الطاهرة المطهَّرة ونجسِّد الزهراء في واقعنا إيماناً وأخلاقاً وصبراً وبذلاً وعطاء.

المرأة اليمنية قدوتها الزهراء
وقالت: إن المرأة اليمنية المؤمنة المجاهدة جعلت قدوتها وقائدتها ونور زمانها الزهراء -عليها السلام- وحملت في روحها العقيدة الإيمانية الفاطمية فجسَّدت في واقعها إيمان وقيم وأخلاق ومبادئ السيدة الزهراء، عليها السلام.
وترى أن دور المرأة اليمنية برز في ميدان العمل وفي ميدان الجهاد والكفاح والنضال فواجهت هذا العدوان بكل إيمان وصبر ولم تهتم بزخارف الدنيا الرخيصة، بل قدَّمت أغلى الرجال في سبيل الله وبذلت الغالي والنفيس وكل ما تملكه من أموال وحلي دعم لرجال الله المرابطين على الثغور.
واستطردت: ساهمت المرأة اليمنية بدورها المثالي والإيجابي في جميع مجالات الحياة جاعلة من الزهراء أسوة لها وقدوة في جميع شؤونها وقد برز نشاطها في توعية نساء المجتمع وإرشادهن بضرورة التمسك بتعاليم الدين والثبات على القيم والمبادئ الإيمانية والأخلاقية والسير على ما سارت عليه الزهراء عليها السلام.
واختتمت نوال أحمد حديثها قائلة: المرأة اليمنية اليوم وفي عصرنا هذا رسمت الصورة المثلى والنموذج الأمثل والأرقى بإيمانها وصبرها وثباتها وأصبحت قدوة لنساء عصرها وباتت رمزاً يحتذى به من بين نساء هذا العالم .

الزهراء البتول
بدورها الحقوقية منى المؤيد بدأت حديثها قائلة: أتت الزهراء إلى هذه الأرض لتشرق لنا نوراً من نور الله – وفضيلة من فضائل الله ، لتكون قدوة لنساء العالمين بجلاء صفاتها ، فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله وعليه وآله وسلم السيدة الملائكية ؛ سميت (سيدة نساء العالمين) لم لا وهي التقية الجليلة الطاهرة المباركة .
وأضافت منى قائلة: الزهراء هي من تحملت عبء الحياة لرصيدها الهائل من الفداء والتضحية والجهاد والمثابرة، فكل من حولها كانوا ينظرون إليها نظرة التقدير والأجلال والاقتداء والأسوة.
ومن القدوة الحسنة ( فاطمة الزهراء ) إلى المرأة المسلمة ، التي لطالما حاول الأعداء استهداف عقيدتها وفكرها ومسار حياتها ليوصلوها إلى الضلال والهيمنة التي تهوي بها إلى الخسران .
ولفتت المؤيد إلى أن العدو حاول أن يعرِّي بنات المسلمين وسحب حيائهن ليجعلهن عرضة لأي استهداف قد يدمِّر مكانتهن الإيمانية.

مدرسة للأجيال
في بداية حديثها الناشطة الثقافية لطيفة المروني قالت: من عظيم لطف الله ورحمته بعباده ومن عظمة دينه أن أوجد لنا النماذج البشرية لتكون المعلم والمنهل والمربِّي الأول في حياة الفرد والمجتمع والأمة، فقدَّم لنا الإسلام السيدة الزهراء (عليها السلام) قدوة عظيمة بما حملته من القيم النبيلة والمثل العليا، مثَّلت برصيدها التاريخي العظيم كل معاني الإنسانية والفضيلة والكمال البشري، فكانت بحق مدرسة الأجيال، مدرسة الصبر والإباء والفداء وقبلة التضحية والصمود.
وأشارت المروني إلى أن لنا في السيدة الزهراء أسوة وقدوة في الميدان العملي والجهادي وحتى في الميدان العبادي والأسري.
وأضافت لطيفة: في بداية تكوين المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة كانت -عليها السلام- برغم صغر سنها حيث لم تكمل عامها الثامن، إلا أنها كانت عارفة واعية بالعلم الرباني حيث أنها أدت دوراً مهماً في بداية نشوء المجتمع الإسلامي الجديد، وتميزت بإخلاصها الشديد وتفاعلها مع الأحداث واستيعابها للرسالة السماوية..
وبالرغم من وجود نساء أخريات في بيت الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، لكنها نالت مرتبة سامية وعالية عند الله سبحانه وتعالى وفي المجتمع الإسلامي آنذاك، وذلك بفضل إخلاصها وزهدها وعبادتها وإنفاقها وجهادها وصبرها وتحملها في سبيل الله، فأدت (عليها السلام) الدور الملقى على عاتقها على أحسن وجه، فاستحقت أن تكون سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ولقبها النبي الكريم بهذا اللقب الذي استحقته وبجدارة!!
وأشارت لطيفة المروني إلى أن العدو لا يخفى عليه أن المرأة كل المجتمع إن فسدت فسد المجتمع لذلك يسعى لأن يهدم كيانها الطاهر بكل وسائل الترغيب وبأساليب شيطانية وطرق متعددة ليستهدف فيها أخلاقها ودينها وحياءها وقيمتها ودورها المناط بها في الأسرة والمجتمع لتصبح مجرد إناء يسكب فيه كل رذيلة بذريعة التحرر والحرية وحقوق المرأة.

العدو يقدِّم القدوة الساقطة
ونوهت المروني بأنه لن يستطيع تحقيق ذلك إلا بغياب القدوات الصالحة واستبدالها بقدوات كل ما فيهن هين وساقط ورخيص زينوهن بالموضات والمواهب المبتذلة وزينهن الشيطان في أعين كل من غاب عنها الله والقدوة الحسنة.
وترى لطيفة أنه لذلك وجب على المرأة المسلمة أن تعرف أنها مستهدفة لتحذر وتعي وتضع أمام عينيها وعقلها ووجدانها كيف لها أن تسلم من شر تلك الهجمة الشرسة، وأول وأهم ما عليها فعله هو أن تجعل لها قدوة تحذو حذوها والله تعالى كما قلنا من رحمته قد وضع لنا قدوات كثراً منهن السيدة فاطمة (عليها السلام) فهي مثال كل فضيلة ونموذج كل خير، سعدت كل امرأة اقتدت بها، وشقيت كل امرأة تركتها واقتدت بغيرها ، عندها لا الغرب ولا الشيطان ولا الهوى ولا النفس ستكون لهم عليها سلطة وقدرة وستنجو بإذن الله من كل ما هو شر..
وأشادت لطيفة المروني بالمرأة التي كانت حياتها اليمنية وخلال سنوات العدوان التي مرَّت مليئة بالعمل والسعي والتكامل والسمو الروحي والمعنوي، كما كانت كالجندي المضحي في الميادين المختلفة، حيث كان تواجدها ودورها الفعال في شحذ معنويات عامة المجاهدين وكانت عوناً لهم في مواجهة صعوبات الحرب ومختلف الضغوط، مجاهدة ساعية مكابدة..
كانت حكيمة صابرة محتسبة لكل ما قدمت من تضحيات وباذلة لا تئن ولا تون فأصبح العدو يهاب تجلّدها وصبرها ويرتعب حين تظهر على شاشات التلفاز مستقبلة شهيدها متوعدة متحدية للعدو وأذياله بالصبر وبذل المزيد والمزيد فلله درها ولله در عظمتها…

أم أبيها -عليهما السلام-
بدورها تحدثت غيداء الخاشب قائلة: فاطمةُ الزهراء -عليها السلام- درةٌ مكنونة ،سميت بأُم أبيها لأنها كانت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذُخر والسند بعد وفاة والدتها، وهي -عليها السلام- التي من يجب أن تكون قدوة للنساء جميعهنَّ، هي التي من يجب أن يَحُذين حذوها ويسلكنَّ طريقها المُبارك.
وأضافت: هي التي من يجب على النساء كافة أن يتعطَّرن بسيرتها فينطلقن كما انطلقت، ويجاهدن كما جاهدت، فهي بكل ذلك سميت بـ(سيدة نساء العالمين) لطهارتها وعفتها، وإيمانها اللا محدود.
ولفتت الخاشب في حديثها إلى الكتب التي تتحدث عن سيرتها وحياتها المقدسة وانه لو قرأناها وتأملنا في القرآن الكريم وفي أقوال الرسول وأحاديثهُ عنها سنجد حتمًا أن فاطمة الزهراء هي منبعُ العطاءِ والصدق، وهي المرأة العظيمة التي طبقت شرع الله وانتهجت على نهجِ أبيها الرسول الأعظم، فأنى لها أن لا تكون كذلك وقد تربت على يد أزكى وأطهر خلق الله، على يد خاتم الأنبياء والمرسلين، المُصطفى المختار، وأكدت غيداء على أن الإسلام يوصي النساء بأكملهن بأن يتحركن وفق دين الله والنموذج الأساسي في هذا الطريق الذي سارت عليه أطهر النساء وأزكاهنَّ هي لا سواها (فاطمة البتول الزهراء، عليها السلام).
ونوهت غيداء بأن سياسة الأعداء خبيثة، يريدون إخضاع الأمة العربية والسيطرة من خلال إفسادهم للمرأة المسلمة واستهدافهم لها بشكل غير مباشر، لأنهم على علم بأن المرأة أساس المجتمع، فإذا اُستهدفت سهِّل لهم الطريق سالكاً لتنفيذ خططهم الشيطانية الماكرة، فما على المرأة المسلمة سوى التمسك بحبل الله وألا تتبع خطوات الشيطان وأن تتخذ النموذج الإسلامي الحقيقي القدوة لها وتحاول جاهدة أن تتشبع بهدي الله حتى لا تتأثر بأفعال وطُرق أعداء الأمة لإفسادها ولا تسمح لهم بالسيطرة عليها وعلى الشعب من خلالها.

زهراء اليمن
وأشادت غيداء الخاشب بالمرأة اليمنية لأنها مثَّلت النموذج الراقي باقتدائها بإبنة الرسول وهذا ما جعلها صامدة وصابرة أمام عدوان متغطرس، دفعت رجالها للجبهات وأخبرتهم بأن لا يعودوا إلا منتصرين أو شهداء، وليس ذلك فحسب بل أسندتهم بعمل الزاد وحملهُ إليهم، والعطاء مُنبثقٌ منها فأسندتهم أيضًا بالذهب والمال وجادت بالغالي والنفيس، تماما كما كانت تفعل الزهراء -عليها السلام- مع أبيها وبعلها وولديها الحسنُ والحسين .

مؤهلات عظيمة
بدورها الناشطة الثقافية منى الشامي ابتدأت حديثها قائلة: من يتأمل في حياة سيدة النساء يدرك عظمة النموذج الإيماني الذي قدمه لنا الإسلام والذي حاكى الطفلة الشابة وحتى المرأة، حاكى جميع الفئات العمرية التي تمر بها المرأة، فقدمت نموذجاً عظيماً وفريداً لكل منها.
وأضافت: قدَّمها الإسلام امرأة تحمل مؤهلات إيمانية عظيمة دفعتها لتكون الابنة والزوجة والأُم على أرقى مستوى لتكون النتيجة أُسرة عظيمة بعظمة ما حملته من رسالة إلهية وكيف انطلقت عمليا في ميدان نشر الإسلام والتصدي لقوى الشر ولكن الاستكبار.
وأوضحت منى أنه عندما قال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله عن السيدة “فاطمة، سلام الله عليها” بأنها سيدة نساء العالمين، فلكمال إيمانها، ذلك الإيمان الذي جعلها تتحمل مسؤوليتها كنموذج إيماني جسَّد توجيهات الرحمن عمليا في الميدان، فهي الابنة البارة بأبيها صلوات الله عليه وآله والزوجة المؤمنة لإمام الوصيين وأم لسيدا شباب الجنة ،الفضائل العظيمة للسيدة فاطمة -عليها السلام- جعلت منها مدرسة للإيمان، للأخلاق، للقيم، للجهاد في سبيل الله، بل إنها المدرسة التي تتعلم منها البنات، الامهات، الزوجات، كيف يكن فاضلات ،وتتساءل منى: كيف لا وهي الطاهرة التي تخرجت من جامعة الأنبياء والأصفياء وحاملي هدي الله تعالى.
وفي سياق حديثها أكدت الشامي أن قوى الشر والضلال تسعى بكل ما تملكه من قوة ووسائل وإمكانيات لمحاولة إفساد المجتمع المسلم وخصوصاً المرأة لأنها عموده ومصنع إنتاج الأجيال كما أنها عامل مهم في بناء مجتمع قوي عزيز على أساس التربية القرآنية، لذلك هم حاولوا استهدافها بكل قوة، لكنهم هزموا أمام كل امرأة نهجها نهج الزهراء وكانت هي قدوتها وسارت على ما سارت عليه.

أبرز النساء
الناشطة هناء أبو نجوم المحاقري من جانبها أوضحت أن السيدة فاطمة الزهراء لم يمنحها النبي العظيم لقب سيدة نساء العالمين ، إلا لأنها لم تكن امرأة عادية، وإنما هي واحدة من النساء المتميزات عبر التاريخ، بل من أبرزهن وافضلهن واعظمهن، جعلها الله سبحانه وتعالى قدوة للمرأة المسلمة بالدرجة الأولى، قدوة يحتذى بها إلى يوم القيامة بما حملته من مواصفات عالية ،وبما كانت عليه من الجهاد والصبر والحب للناس والرحمة بهم ، وبما عرفت به من العبادة والتقوى والعمل في سبيل الله.
وأضافت: وقد قدَّمها الإسلام نموذجاً راقياً، فهي نعم القدوة ونعم الأسوة وينبغي التأسي بها، وقد قال فيها الرسول صل الله عليه وآله انها سيدة نساء العالمين .
ونوهت المحاقري في حديثها بأننا في زمن يحاول فيه الأعداء استهداف المرأة بشكل كبير، استهدافها في فكرها وثقافتها وقيمها وأخلاقها وذلك تحت عنوان التحضر والرقي وهي عناوين زائفة لإفساد المرأة، وترى المحاقري أن الحضارة والرقي الحقيقي هو الارتقاء في سلم الكمال الايماني الذي يحفظ للمرأة كرامتها وعفتها وطهارتها وحياءها ، لأن لها دوراً كبيراً وعظيماً في بناء المجتمع وصلاح المجتمع ،فيجب على المرأة أن تحافظ على مكانتها في بناء الأسرة وان تقتدي بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، عليها السلام.

المرأة اليمنية
وحول المرأة اليمنية واقتدائها بالسيدة فاطمة الزهراء خلال العدوان أكدت هناء المحاقري أنه على مدى الست السنوات الماضية من العدوان على اليمن نجحت المرأة اليمنية وحققت نجاحا في جميع المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكان لها دور مهم في التصدي للعدوان ،فأثبتت للعالم أنها بثباتها وصبرها وجهادها وتربيتها أبناءها حققت نجاحا كبيرا وما ازدادت إلا قوة وعزة وثباتاً ،وكل ذلك لأنها جعلت الزهراء قدوة لها وعلى نهجها سارت.. تلميذة أبيها.

سيدة نساء العالمين
من جانبها أشواق محمد المأخذي- مدير مكتب التربية بالأمانة استهلت حديثها معنا بالقول: الزهراء المرضية قد حظيت بأرقى تربية، حيث تربت في أحضان أبيها الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأمها خديجة، تربت على الإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، وشربت معارف الإسلام، فكانت تلميذة أبيها وخريجة مدرستهِ الأولى، وبذلك كانت سيدة نساء العالمين، سيدة نساء المؤمنين، سيدة نساء أهل الجنة، وهذه المواصفات وهذا المقام العظيم ليس مجرد مقام تشريفي أو أوصاف تشريفية وإنما كان مقاماً وصلت إليه بجدارة، مقاماً قائماً على أساس من الإيمان والتقوى، كانت سيدة نساء العالمين .
وأضافت المأخذي : ولذلك قدمها الإسلام لنا نموذجاً راقياً وقدوة، نموذجاً متميزاً عالمياً للمرأة في كل الدنيا، حيث بلغت الذروة في كمالها الإنساني، أخلاقاً وقيماً ومبادئ، ثم على مستوى واقع نساء المؤمنين، كانت في مقام القدوة الأولى كإمرأة مؤمنة بكمالها الإيماني، ثم بالتالي سيدة نساء أهل الجنة، لأن هذا المقام العظيم المقام الإيماني والقيمي والأخلاقي والإنساني الذي وصلت إليه في عالم الدنيا كان بمؤهلات إيمانية وعلى أسس إيمانية وأخلاقية، لم يكن مقاماً زائفاً، فلذلك لم يكن فقط في عالم الدنيا بل كان أيضاً في عالم الآخرة.
وترى أشواق أن المرأة اليمنية الصامدة المجاهدة أثبتت في واقعها ومن خلال مواقفها المشرفة والعظيمة أنها تجسِّد الزهراء في ارتباطها وتأسِّيها بأمها القائدة والقدوة الحقيقية للمرأة وهي الزهراء، عليها السلام.
وأشارت أشواق المأخذي في سياق حديثها إلى أن أعداء الله استهدفوا المرأة استهدافاً ممنهجاً كون المرأة هي كل المجتمع وليس كما يقال نصف المجتمع كونها الأم المربية والزوجة الصالحة والأخت الناصحة، بإخراجها من بيتها إلى سوق العمل العام وباسم الحقوق والحريات والمساواة، وكلنا ندرك أن هدم مجتمع هو هدم للام وإبعادها عن دورها الأساسي المتمثل في تربية الأبناء وبناء الأجيال الصالحة التي تخدم مجتمعها وأمتها.

الاقتداء بالزهراء سلاح في وجه العدو
ومن هنا تؤكد أشواق المأخذي على أن التصدي لهذه الهجمة يكون أولا بالرجوع إلى النماذج الحقيقية والعظيمة للمرأة وهن السيدة آسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد ومريم وفاطمة بنت رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتوعية بأهمية دور النساء والعمل على إيجاد الأعمال التي تناسب المرأة في التنمية والبناء وتوعية المرأة بأهمية وجودها ودورها الأساسي وتعزيز ذلك بشكل عملي.
وأشارت أشواق في ختام حديثها إلى دور المرأة اليمنية خلال السنوات الست من العدوان في التصدي ومواجهة هذا العدوان الظالم الغشوم وذلك من خلال دفعها برجال الرجال إلى جبهات العزة والكرامة التي بفضلها كان لنا حق العمل والتحرك بأمان في أماكننا، أيضا رفد جبهات العزة بالمال وكل ما يمكن رفده من إمكانيات عينية من كعك وخياط البدلات وشراء ما يمكن شراءه للمجاهدين في كل الميادين.
إلى ذلك تحدثت مهد شهاب قائلة: فاطمة الزهراء وهي الملقبة بأم أبيها -عليها السلام- كانت شديدة المحبة لرسول الله وتعلم قدره ومنزلته عند ربه كانت الأكثر مواساة لرسول الله وهي لا تزال طفلة، عليها سلام الله، وتخفف عنه وهي لا تزال في الخامسة من عمرها وهذا يدل على عظمتها منذ طفولتها!
وأضافت شهاب: وقد عرفت مواقفها منذ البعثة والهجرة وكيف كان صبرها الذي لا يقارن بصبر وإيثارها الذي لا يضاهيه أي إيثار سطَّره المولى سبحانه وتعالى في سورة الإنسان بقوله (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، وأكدت مهد أن هذه هي النفسية المؤثرة على نفسها بكل شيء والتي لم نعرف مثيلاً لها على مدى العصور.
واختتمت مهد شهاب حديثها بالقول :وهكذا نسأل الله أن يجعلنا ممن اتقى واهتدى، (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

قد يعجبك ايضا