الأسرة اليمنية في معركة تحديات لكل المخاطر

الروح الوطنية ينبغي أن تكون حاضرة في التعامل مع الأوضاع الاستثنائية كظهور الأوبئة
الاهتمام بالنظافة والتعقيم يجب ألا يتحوَّل إلى وسواس قهري

يبرز دور الأسرة في وقت الشدائد والمحن التي تتعرض لها الشعوب مثل تفشي الأوبئة والأمراض المختلفة باعتبارها المدرسة الأهم للأجيال، وفي الظرف الحالي الذي يتسارع فيه تفشي جائحة فيروس كورونا الوبائي لتضرب معظم بلدان العالم تبقى اليمن بحمد لله ورحمته خالية حتى اللحظة من شرور هذا الفيروس وهي النعمة الربانية الكبرى التي ينبغي على المجتمع بأسره وفي مقدمته الأسرة اليمنية الفاضلة الحفاظ عليها ووقاية أبنائها من هذا الخطر الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم ويخلف أضرارا وخسائر فادحة في أرواح البشر ومقومات معيشتهم حيثما حل..
الأسرة / زهور عبدالله

الأسرة اليمنية معنية بصورة مباشرة بتحمل مسؤولياتها في حماية المجتمع من هذا الوباء، وذلك من خلال عدم التهاون في الالتزام بالتعليمات والالتزام بالنظافة العامة والدائمة والمواظبة على تنظيف اليدين بفركهما بمطهر أو بغسلهما بالماء والصابون وتغطية الأنف والفم عند السعال والعطس بمنديل ورقي أو بثني المرفق وتجنب مخالطة أي شخص مصاب بأعراض مشابهة لأعراض البرد أو الأنفلونزا..

دور عظيم
الأسرة اليمنية عليها أن تدرك أن هذه الأيام استثنائية تماما وليست كالظروف الاعتيادية ويجب التعاطي مع هذه المسالة بمسؤولية كبيرة وبروح وطنية عالية وتسجيل بصمة واضحة في التصدي لهذا الخطر مثل ما كان دورها عظيما ومشهودا في التصدي للعدوان على مدى ست سنوات..
وفي ظل المتغيرات الكثيرة في هذا الزمن وانتشار مرض كورونا في معظم دول العالم تكون الأم مطالبة بإعداد جيل متسلح ومحصن ضد الأوبئة والأمراض وذلك بإرشادهم بالحفاظ على النظافة الشخصية والعامة المرأة اليمنية هي التي تحملت الكثير وقدمت التضحيات، ورغم أنها كانت تعيش في ظلم إلا أنها استطاعت أن تخرج أجيالا عظماء ويقع على عاتقها الآن أن تخرج جيلا عظيما متسلحا بحبه وولائه وانتمائه للوطن ويقوم بدوره بحماية نفسه وأبناء بلدته من هذا الوباء الخطير..

مراقبة الأبناء
يقول المختصون إنه على الأسرة – والأم بالتحديد – أن تقوم بمراقبة تصرفات أطفالها في جميع الأعمار وإرشادهم إلى الالتزام بالنظافة، فلا تجعل كل همها توفير متطلبات العيش لأبنائها بل تراقب تصرفاتهم في كل وقت وعليها متابعة كل فرد من أسرتها وتتبعه وتصحيح أفكاره واستيعابه بين أسرته وتطوير مواهبه والجلوس معه والاستفادة من الوقت، وأهم شيء معرفة كيفية التعامل مع المراهقين الذين يجدون الخلاف في المنزل وسيلة وحجة للهروب منه، ومن هنا فعلى الأم أن تعي أن المرحلة التي تمر بها البلاد بحاجة إلى أن يكون لها دور رئيسي في حماية البلاد فيقع على كاهلها توعية الأبناء بحب الوطن والتضحية من أجله والقيام بدورهم في هذا المجتمع والمحافظة على سلامته، إذا تضافرت كل الجهود ابتداء بالفرد، فالأسرة ثم المجتمع ككل، وعلى الأسرة والوالدين التعامل السليم مع المعلومات في هذه الفترة والشرح للأطفال والأبناء أن يأخذوا حذرهم من هذا الفيروس ولكن يجب عدم إخافتهم وجعله كابوسا يقضي على تفكيرهم ويؤرقهم فالتعامل الخاطئ يعد أحد أهم العوامل التي تسببت في زيادة خوف الكثيرين وانتقالهم إلى مرحلة الهلع، لذلك من المهم تجنب الانسياق وراء الشائعات والتعامل مع أي معلومة يتم نشرها على أنها حقائق..
ويقول المختصون في مجال الطب النفسي على الأم أن تشرح لأبنائها أننا نعيش في مرحلة حرجة وان الوباء قد غزا معظم البلدان وأن الجميع يجب أن يتعاونوا في حماية اليمن من هذا الفيروس والالتزام بالإجراءات الوقائية والتعاون مع رجال الدولة في ذلك، كما يجب أن نتجنب التعرض للوسواس المرضي من كورونا لأنه سيكون كارثة كبيرة على مجتمعنا، لذلك علينا التعامل مع الأزمة بشكل أكثر منطقية دون تهوين أو تهويل فعلى الأسر أن يتجنبوا التعامل مع الأخبار بأنها مصدر للحقائق ففيها تهويل واستنتاجات قد تكون غير صادقة تبث الرعب والخوف في نفس المشاهد وإن أردنا أي معلومات صحيحة فنأخذ المصدر من تصريحات وزارة الصحة مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك الكثير من الأشخاص قد تماثلوا للشفاء من هذا المرض فالاكتفاء بأرقام المتوفين والمصابين فقط سبب رئيسي من أسباب الإصابة بالذعر وعلينا عند زيادة القلق أن نتجنب كافة الأخبار حول الفيروس سوى كل ما نريد معرفته حول طرق الوقاية منه..
كما أن على الأسرة التنبه من الأمور التي تساعد على القلق والخوف من هذا الفيروس ومنها التهويل والتوتر الذي تزرعه وتغذيه بعض مواقع التواصل الاجتماعي لتؤثر على نفسية الشخص وتجعله متوترا إلى أبعد الحدود ويصبح الشخص في بعض الأحيان غير سوي ويفقد اتزانه ويصاب بحالة نفسية مضطربة جدا..

الثقافة الصحية
ويمكن التغلب على هذا الفايروس وتجنب الإصابة به بطريقة سليمة وصحيحة بفضل الثقافة الصحية والنفسية التي يمتلكها الأشخاص، وأهم أعراض القلق بسبب هلع كورونا الجديد هي قلة النوم، وضعف التركيز، والمزيد من الخوف من كل شيء، وإذا وصل الشخص إلى الوسواس المستمر بهذا الفيروس عليه الابتعاد عن متابعة الأخبار السيئة المتعلقة بالفيروس لأن كثرة الأخبار حول المصابين والمتوفين من المرض يسبب حالة من التوتر والضغط العصبي الشديد، وعلى الوالدين أن يسلكا أول الطرق لتخفيف التوتر الشديد في المنزل وخاصة توتر الأطفال وممارسة القراءة أو الجلوس مع أطفالهم وخلق جو اسري بعيد عن التوتر .

إرشادات صحية
توصي الطبية ليلى أحمد أخصائية طب الأطفال – بأن على الأمهات إرشاد أطفالهن بغسل الأيدي بعد القدوم من الخارج أو قبل تناول أي شيء وبعد دخول دورة المياه، وإذا لامسوا أي شيء في الأماكن العامة أو الأشياء التي لمسها الكثير، واتباع طرق الوقاية باعتدال، وكذلك يجب على الأمهات أن لا يحولن النظافة والتعقيم إلى وسواس قهري أو سلوكيات قد يضجر منها الأبناء لكثرة المبالغة فيها حيث يعد غسل يديك في كل مرة تأتي فيها من الخارج أمرًا ضروريًا، ولكنك لا تحتاج إلى غسل يدك كل دقيقة إذا كنت في البيت، فالذعر الذي يعيشه الناس بسبب فيروس كورونا يؤدي بهم إلى الوقوع فريسة للقلق لذا يجب عليك تثقيف نفسك وطفلك بما فيه الكفاية من مصادر موثوقة أو أطباء بشأن التدابير الوقائية، وكم مرة يجب أن تغسل يديك حيث أن الخوف من الإصابة بالمرض دفع الناس إلى ممارسة الكثير من الأشياء الاندفاعية التي ليست ضروري والطريقة المثلى للوقاية هي نظافة اليدين واتباع طرق الوقاية، كما يقع على عاتق الدولة والمجتمع والأسرة ككل التعاون لجعل اليمن خاليا من الفيروس فالجميع شركاء في ذلك وعلى المجتمع بأسره أن يتكاتف ويكثف الجهود للحفاظ على سلامة الجميع .

قد يعجبك ايضا