اليوم العالمي للمرأة المؤمنة ( ميلاد فاطمة الزهراء عليها السلام)

 

الثورة /
تعتبر هذه الذكرى محطة مهمة لاستلهام الدروس والتزود من نبع الأخلاق ومعنى الفضائل.
فالزهراء الصدّيقة الطاهرة قدمّها الإسلام باعتبارها أرقى نموذج للمرأة، تجسدت فيه القيم والأخلاق وأرتقى في سلّم الكمال الإيماني بكل ما في ذلك من دلائل كبيرة ومهمة.
وأولها: أن الله سبحانه وتعالى كرّم المرأة في الإسلام وفي رسالته مع كل الرسل، وأفسح لها مجال الارتقاء الإيماني والأخلاقي في سلّم الكمال الإنساني كما هو الحال بالنسبة للرجل قال تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل : 97
وقال تعالى ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران : 196
ثانياً: أن السّمو والكرامة والعزة هي بالإيمان والعمل الصالح الذي تتحلى به المرأة بكريم الأخلاق، وتنهض بدورها ومسؤولياتها المهمة منطلقة من إيمانها وأخلاقيات دينها التي تصونها وتحفظ لها كرامتها وتحميها من المساعي الشيطانية للإساءة إليها واستغلالها أسوأ استغلال.
المرأة اليوم تواجه كل أشكال الاستهداف من القوى الشيطانية وفي المقدمة السعي الدؤوب للحط من كرامتها والتجريد لها من أخلاقها وهم يعملون لتحقيق ذلك بكل الوسائل والأساليب.
وإن النموذج الراقي المتمثل بالزهراء سلام الله عليها لكاف للمرأة المسلمة اليوم لإدراك القيمة المعنوية الكبيرة لها من خلال التزامها بأخلاقيات وتعاليم الله سبحانه وتعالى، والمنزلة الرفيعة بقدر ما ترتقي في ذلك التزاماً وتخلقاً ووعياً وتحملاً للمسؤولية.
هنا نجد أهمية أن نستفيد من هذه المناسبة ونحن نتحدث عن هذه المناسبة في أرقى وأسمى نموذج قدمه الإسلام للمرأة الصالحة، للمرأة المؤمنة، عن أرقى نموذج عالمي، فاطمة الزهراء كذلك فيما يتعلق في الجانب الآخر من مواجهة التحديات جزء كبير من معركتنا مع أعداء الأمة هو يتجه إلى المعركة – معركة التصدي للغزو الثقافي والفكري والاستهداف المعادي لهذه الأمة لمبادئها وقيمها وأخلاقها، في إيمانها، وهذه معركة مهمة وخطيرة للغاية هذا الجانب فيه استحضار النماذج الصحيحة والارتباط بالقدوات الحسنة، هذا الجانب جانب رئيسي وأساسي للصمود في هذه المعركة المواجهة في هذه المعركة للتماسك في هذه المواجهة، للثبات في هذا الميدان، الأعداء هدفهم الرئيسي الذي يسعون لتحقيقه في معركتهم معنا كأمة مسلمة هو ماذا؟ هو السيطرة علينا.
الأعداء يسعون إلى السيطرة عليك كإنسان مسلم سواء كنت رجلاً أم كنت امرأة، هم يريدون أن يسيطروا على الجميع، سيطرتهم علينا يستخدمون فيها وسائل متعددة والمقصود من هذه السيطرة مع واقع عدائي، يعني يسعون للسيطرة علينا كأعداء لنا بهدف استغلالنا واستعبادنا والاستحواذ علينا، في هذه المعركة يتجهون في مسارات خطيرة على المستوى الثقافي والفكري، على مستوى التأثير النفسي والفكري والثقافي أن يسيطروا على نفسيتك، وأن يسيطروا على فكرك وعلى ثقافتك وعلى توجهك في نهاية المطاف، وهم يخوضون حرباً شرسة يستخدمون فيها الوسائل الكثيرة جداً، ويستغلون فيها كل حالات الانحراف والتحريف والخلل في داخل الأمة، ويوظفونها بكل ما يستطيعون وبأقصى ما يمكن للتأثير على هذه الأمة وصولاً إلى السيطرة عليها في النصوص والأفكار وفي التوجهات وحينها يصبح هذا الإنسان مُستغلاً لهم ومُسخراً لخدمتهم ويتحكمون به بالريموت، يصبح مبرمجاً على نحو ما يريدونه هم، فيحركونه بريموتهم، ريموت السيطرة الثقافية، السيطرة الفكرية، السيطرة على النفوس، على النفسية على التوجه حينها يتحكمون بهذا الريموت الخطير على الإنسان ويحركونه مستغلين له كما يشاؤون ويريدون، يتحول دوره في هذه الحياة كإنسان يتحول دور الأمة كأمة في كل ما يفيد أولئك الأعداء إلى دور استغلالي خدمي بكل طاقاتها بكل إمكاناتها بكل قدراتها في ما يخدم أعداءها في ما يحقق مصالح أعدائها هذا ما يسعى له الأعداء.

قد يعجبك ايضا