الولايات المتحدة تسعى لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في السعودية

صحيفة وول ستريت جورنال: إدارة بايدن تعيد النظر في خفض القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق

 

واشنطن/ وكالات
قالت وكالة “أسوشييتد برس” في تقرير إن الولايات المتحدة تخطط لإقامة قواعد عسكرية جديدة على البحر الأحمر في السعودية.
ووصفت العمل بأنه “للطوارئ” إلا أن الجيش تحدث عن اختبار لإنزال شحنات من ميناء ينبع السعودي الذي يعتبر خطا مهما لنقل النفط.
وجاء في التقرير إن استخدام ميناء ينبع وقاعدة عسكرية في تبوك والطائف على طول البحر الأحمر، سيعطي الجيش الأمريكي خيارات على طول المعبر البحري الذي يتعرض لهجمات مستمرة من “الحوثيين” في اليمن.
لكن الإعلان يأتي في وقت تواجه فيه العلاقات الأمريكية- السعودية توترا في الأيام الأولى لإدارة جوزيف بايدن نتيجة لقتل الصحافي في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي عام 2018م بمدينة إسطنبول والحرب المستمرة في اليمن.
وأشارت الوكالة إلى أن نشر القوات الأمريكية “ولو كان مؤقتا في المملكة قد يؤدي لإشعال الغضب، خاصة أن السعودية هي مركز ولادة الإسلام في مكة والمدينة”.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الكابتن بيل إربان، إن عملية التقييم للأماكن تجري منذ عام، وجاءت نتيجة الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر 2019م.
وقال إربان: “هذه خطط عسكرية حكيمة تسمح بالحصول على منافذ مشروطة في حالة الطوارئ، وليست استفزازية بأي حال ولا هي توسيع للحضور الأمريكي بالمنطقة أو المملكة العربية السعودية تحديدا”.
وزار قائد القيادة المركزية الوسطى، الجنرال فرانك ماكينزي ينبع يوم الإثنين الماضي، وكانت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”ديفنس وان” برفقة ماكينزي، وهما أول من نشر الخبر حول الخطط الأمريكية. ورفض المسؤولون السعوديون التعليق يوم الثلاثاء الماضي على التقارير.
وتكفلت السعودية بإصلاح المواقع وتفكر بالمزيد، حسب إربان. وفي تبوك هناك قاعدة الملك فيصل الجوية أما الطائف فهي مركز قاعدة الملك فهد.
وأشارت الوكالة إلى أن الدول الخليجية هي مقر لقواعد عسكرية أمريكية عدة، والتي جاءت نتاجا لحرب العام 1991م التي لعبت فيها القوات الأمريكية دورا في إخراج قوات النظام العراقي من الكويت، وبعد ذلك غزو أفغانستان عام 2001م وغزو العراق عام 2003م.
ولدى القيادة المركزية الوسطى مقرات أمامية في قطر، ويرابط الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين. وتستضيف الكويت مقرات الجيش المركزي الأمريكي أما الإمارات العربية المتحدة فتستقبل الطيارين والبحارة الأمريكيين. ولا تشمل هذه المواقع القوات الأمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان.
وأرسل الرئيس السابق دونالد ترامب قوات إلى السعودية بعد الهجمات على منشآت النفط في 2019م، وهناك حوالي 2.500 جندي أمريكي مع بطاريات باتريوت في قاعدة الأمير سلطان الجوية قرب الرياض، وتعتبر هذه المواقع الجديدة إضافة لما وصفه الجنرال ماكينزي أمام الكونجرس بـ “شبكة الاستدامة الغربية” وهو نظام لوجيستي جديد صمم لتجنب نقاط الاختناق البحرية حسبما قالت بيكا واسر، الزميلة في مركز نيو أمريكان سيكيورتي ومقره في واشنطن.
وهذه المواقع التي لن تكون فيها قوات دائمة ستسمح للقوات الأميركية بخفض قواتها من خلال المرونة، وأضافت: “لو حاولنا أن يكون لنا موقف مرن لا نرتبط فيه بقواعد دائمة فإنك بحاجة لدعم هذا بشبكة لوجيستية تتمكن من خلالها من نقل الجنود والأسلحة عندما تحتاجها”.
وخطط الطوارئ هذه موجودة في الشرق الأوسط، مثل الاتفاق الذي يسمح للقوات الأمريكية باستخدام القواعد العسكرية في عمان في ظروف محددة، لكن الساحل الغربي للسعودية يمنح أمريكا بعدا عن إيران التي استثمرت كثيرا في الصواريخ الباليستية.
وقالت الوكالة إنه بالنسبة لإيران فقواعد عسكرية إضافية ستزيد من شكوكها حول الخطط الأمريكية في ظل التوتر الحالي بعد خروج ترامب من الاتفاقية النووية عام 2018م.
من جانب آخر كشفت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن السلطات في واشنطن تعول على إعادة النظر في قرار الإدارة السابقة بخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مصادر في البنتاجون قولها: أن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بخفض القوات الأمريكية إلى 2500 عسكري في كل من أفغانستان والعراق، يضع إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أمام ضرورة “تقييم الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة”، وخاصة في هذين النزاعين.
وتشير الصحيفة بشكل خاص إلى أن وزير الدفاع الجديد، لويد أوستن، يخطط لمراجعة قرار سحب القوات.
ونقلت الصحيفة عن مدير المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، الذي أشار إلى أن القرار الرسمي بمراجعة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق لم يتخذ بعد، لكنه شدّد مع ذلك على أن إدارة بايدن “تعول على فهم أفضل للوضع الحالي فيما يتعلق بالعمليات في كلا البلدين”.
وقال كيربي في هذا السياق: “نهجنا المتمثل في السعي لحماية الأمريكيين من تهديد الإرهاب من دون إنفاق موارد إضافية على هذا الأمر لم يتغير”.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أيضا عن المتحدث باسم البنتاجون قوله إن القرارات المتعلقة بعدد القوات الأمريكية سيتم اتخاذها بالاتصال بالسلطات في أفغانستان والعراق.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية في 15 يناير قد أعلنت، بتوجيه من الرئيس السابق دونالد ترامب، عن نيتها خفض القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق إلى 2500 عسكري في كل من البلدين.
وأشار القائم بأعمال وزير الدفاع في ذلك الوقت، كريستوفر ميللر، إلى أن القوات الأمريكية باقية في العراق لضمان “الهزيمة النهائية لتنظيم داعش”، لافتا إلى أن البنتاغون يواصل العمل على خطة من شأنها خفض عدد الوحدات العسكرية الأمريكية في أفغانستان إلى الصفر بحلول مايو 2021م.
وفي 29 فبراير 2020م، وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية اتفاقية سلام، يتعين بموجبها على الولايات المتحدة وحلفائها سحب جميع القوات من أفغانستان في غضون 14 شهرا، فيما تضمن حركة طالبان عدم استخدام أراضي أفغانستان في أعمال تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

قد يعجبك ايضا