أرض العطاء بني حشيش

 

محمد صالح حاتم

“بنو حشيش” هي إحدى مديريات محافظة صنعاء، تقع شرقي العاصمة صنعاء قال عنها القاضي الحجري في كتابه “مجموعة بلدان اليمن وقبائلها” المجلد الأول: “بنو حشيش بن خولان العالية من نواحي صنعاء في الشرق من صنعاء متصلة بجبل نقم وبراش المطلين على صنعاء من شرقيها وتتصل بنو حشيش من شماليها ببلاد نهم وبني الحارث ومن جنوبيها وشرقيها ببلاد خولان العالية وهي في الأصل منها ومن غربيها بني الحارث وصنعاء”، انتهى ما ذكره الحجري.
يوجد فيها وادي السر والذي ذكره الهمداني في كتابه “صفة جزيرة العرب” بقوله: “سر بن الروية فيه العيون والآبار وهو من عيون اليمن، وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضياقة ولمن سبل الطريق، وفيها من جبل مراد جبل برجام(رجام)، ومن السر منازل الروية بأعفاف وحذان”.
ومن جبال السر المعروفة ذَباب وصرع وسامك والفلكة وأذير.
ويوجد في وادي السر حصن ذي مرمر وهو حصن تاريخي قديم يوجد في شبام الغراس وهي مدينة قديمة نسبة إلى شبام -سخيم يعود تاريخها إلى (القرون الثلاثة الميلادية الأولى) وهي المدينة التي وجدت فيها الموميات في عام ١٩٨٣م.
ومديرية بني حشيش هي التي وصلها الإمام الهادي بن الحسين بن القاسم الرسي عام ٢٨٣هجرية وبنى فيها مسجده الموجود في قرية السرار الشرفه.
ومياه مديرية بني حشيش ووادي السر تصب في وادي الخارد بالجوف.
تبلغ مساحة بني حشيش حوالي 376 كيلومتراً مربعاً، 37600 هكتار، وعدد سكانها 73957نسمة حسب تعداد عام 2004م،
وتشتهر بني حشيش بزراعة أجود أنواع العنب، بشتى أنواعه وأصنافه (الأبيض- والأسود – والأحمر)ومن أشهر أصنافه الرازقي ، والعاصمي، والبياض، والحاتمي، والعرقي، وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة في بني حشيش حوالي 10000هكتار يزرع منها حوالي 4000 هكتار بأشجار العنب ،وبقية المساحة تزرع بالقمح والحبوب وخاصة ً عزلة الشرفة، والفرسك في سعوان والرونة، والخضار ولكن في الفترة الأخيرة بدأت زراعة العنب تقلّ تدريجيا ً بسبب انتشار وتوسع زراعة القات.
وتعتبر بني حشيش أشهر مناطق اليمن بزراعة العنب بل وأكثرها إنتاجا، ً إذ بلغت كمية الإنتاج في عام ٢٠١٨م حوالي ١٠٠٠٠٠ طن من أجود أنواع الأعناب والذي يسوَّق إلى جميع محافظات الجمهورية اليمنية، وجزء كبير منه يجفَّف زبيب ويصدَّر بكميات كبيرة للأسواق الخارجية.
وتواجه زراعة العنب في بني حشيش عدة تحديات منها انتشار وتوسع أشجار القات على حساب أشجار العنب، وتفشي وانتشار الأمراض والآفات الزراعية التي إصابة أشجار العنب ومنها مرض البياض الزغبي والدقيقي والتي أثرت على نسبة الإنتاج من محصول العنب خلال العامين الماضيين والتي كبدت المزارعين خسائر بمئات الملايين، والزحف العمراني على مزارع العنب في سعوان وصرف والمناطق القريبة من العاصمة صنعاء والذي يقضي على مزارع العنب والزراعة بشكل ٍ عام.
وتوجد هناك صعوبات وعوائق تقف أمام مزارعي العنب في بني حشيش ومنها :
ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية، مبيدات ، المواصير والأخشاب والعمدان التي تحمل أغصان وفروع شجرة العنب والتي تعرف بـ(الشرعة).
ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.
غياب السياسة التسويقية لمحصول العنب، والذي يتكدس بكثرة في الأسواق ويتلف معظمه لعدم وجود ثلاجات تبريد.
غياب التوعية والإرشاد بأهمية زراعة العنب وبضرورة الحفاظ على هذه الشجرة وبالموروث الزراعي الخاص بالعنب الذي كان يقوم به الآباء والأجداد ومنها ( التتريب) والتي تقضي على بعض الحشرات التي تصيب العنب، وكذا بتصفية العنب وحمايته.
عدم وجود جمعية خاصة بمنتجي العنب والتي يعتبر وجودها ذات أهمية كبيرة ستعمل على حماية أشجار العنب وتقديم الدعم للمزارعين.
الحفر العشوائي للآبار الارتوازية، والاستنزاف الكبير للمياه في ري وسقي أشجار القات الذي يهدد بنفاد المخزون المائي في بني حشيش، الأمر الذي يتوجب إصدار قرار بمنع الحفر العشوائي للآبار، والقيام ببناء السدود والحواجز المائية والكرفانات في بني حشيش لحفظ مياه الأمطار والسيول وتغذية الآبار الموجودة في الوادي، والتوجه نحو أنظمة الري الحديثة المتمثلة في التقطير والتنقيط.
وتبقى بني حشيش سلة العنب اليمني الواعدة والتي تتطلب من الجهات المعنية في وزارة الزراعة والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية العمل على حماية هذه الشجرة ودعم وتشجيع زراعتها.
ملاحظة: الأرقام والبيانات من مكتب الزراعة بمحافظة صنعاء _ومكتب الزراعة بمديرية بني حشيش.

قد يعجبك ايضا