نُذُر الربيع الأمريكي

 

حمدي دوبلة

بعد غدٍ الأربعاء يوافق السادس من يناير وهو موعد جلسة الكونغرس الأمريكي التي من المفترض أن تقر نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت مطلع نوفمبر الماضي وخسرها الرئيس الجمهوري دونالد ترمب أمام خصمه الديمقراطي جو بإيدن، غير أن الرئيس المهزوم يرفض الإقرار بهزيمته ويحاول جاهدا افتعال الأزمات والحروب في الخارج، وان يثير الشغب في الداخل على أمل خلط الأوراق وإرباك المشهد، على أمل إلغاء النتائج وقلب خسارته نصرا بما يضمن بقائه 4سنوات أخرى في البيت الأبيض.
ترمب الذي حاول عبثا من خلال القضاء نيل مراده وعبر استمالة القادة العسكريين لجأ إلى الشارع كطوق نجاة أخير، وهاهو يدعو أنصاره إلى تجمع احتجاجي يوم الأربعاء عند الساعة الـحادية عشرة صباحا للتجمع أمام اجتماع الكونغرس رافعا شعار “اوقفوا سرقة الانتخابات” في سابقة اعتبرها مراقبون ومحللون سياسيون بأنها تحمل في طياتها نُذٌر ربيع أمريكي قد يعصف بالولايات المتحدة التي تعيش انقساما جماهيريا كبيرا بسبب إصرار ترمب عدم الإقرار بخسارته الانتخابات الرئاسية .
يقدم الرئيس المهزوم والمخذول من قبل القضاء كما يقول على هذه الخطوة اليائسة ولسان حاله يقول إما أن أظل في البيت الأبيض أو احرق البلد وأشعل فتيل الفتنة في كل الإرجاء، ويحاول إقناع المتعصبين من أنصاره بانه فاز في الانتخابات بفارق كبير ولكن انتصاره قد تعرض للسرقة جهارا نهارا وان عليهم الاستماتة في حماية أصواتهم وحرية اختيارهم، وظل طيلة الفترة الماضية ومنذ إجراء الانتخابات ولازال يردد هذه المزاعم حتى اللحظة .
وعلى الرغم من فشل ترمب في تقديم دليل واحد على مصداقية تلك المزاعم التي يأمل من خلالها قلب النتائج، وعلى الرغم من تضاؤل فرصه للظفر في ولاية رئاسية ثانية فانه ليس لوحده من يسير في هذا الدرب المحفوف بالمخاطر فهناك الكثير من أعضاء حزبه الجمهوري من يسانده في هذا التشبث الغريب بالسلطة، وتؤكد وسائل إعلام أمريكية أن مجموعة من المشرعين الجمهوريين قد تحاول الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، خلال عملية إقرارها داخل الكونغرس، وتوقع أعضاء جمهوريون في الكونغرس قيام حوالي 140 من زملائهم أعضاء الحزب في مجلس النواب والعديد من أعضاء مجلس الشيوخ بمثل هذه المحاولة الأخيرة قبل الوصول إلى يوم التنصيب الرسمي في الـ20 من الشهر الجاري ما يعني وفق كثير من المحللين دخول أمريكا في خضم معترك ساخن ربما لن يكون محمود العواقب.وقد يقود إلى تفجير فتنة عرقية وايديولوجية في البلاد الغارقة وسط بحر من السلاح وثقافات التطرف والعنصرية.
أظن بان أمريكا قادمة على التفكك والانهيار سواء على يد ترمب أو غيره، ولن يطول الزمن كثيرا للوصول إلى ذلك بعد أن عاثت فسادا في أمن واستقرار الدول والمجتمعات، وربما يكون ترمب وممارساته مقدمات لذلك المآل المخزي وعلى رأي المثل الشعبي اليمني “آخرة المحنش للحنش”.

قد يعجبك ايضا