مصحف الإمام علي (عليه السلام) متاح للزوَّار:

اليمن تعرض أهم مخطوط إسلامي في اليمن والجزيرة العربية

 

 

خالد السارعي: المخطوط يعّد المرجعية في كتابة ونسخ المصاحف في الأمصار الإسلامية.
يحيى الديلمي: نحمد الله الذي خص الجامع الكبير بهذا المصحف وبسبب التيار الوهابي ظل حبيس الأدراج.
خالد علي الحنبصي: مصحف الإمام علي (عليه السلام) ثروة دينية ووطنية عظيمة .
عبدالسلام الذارحي: عرض هذا المخطوط يجدد في قلوب اليمنيين انتماءهم لهوية الإيمان التي لا يمكن التفريط بها.

بجهود يمنية خالصة أنجزت مكتبة الجامع الكبير بصنعاء نسخة طبق الأصل من المصحف المخطوط بخط الإمام علي (عليه السلام) الثلاثاء 30 ربيع الأول 1442هـ ،حيث شهدت ساحة الجامع الكبير عرض النسخة المحفوظة ليشاهدها زوار ومرتادو الجامع المقدس.
“الثورة” التقت عدداً من المختصين والناشطين الذين تحدثوا عن دلالات عرض هذا الكنز الثمين وخصوصية العلاقة التي تجمع أبناء اليمن مع الإمام علي (عليه السلام) وأهمية غرس ثقافة الانتماء لرموز الهداية وهنا المحصلة نتابع:

الثورة/ عادل محمد أبوزينة

المرجعية الأولى في كتابة ونسخ المصاحف الأمين العام المساعد لشؤون المكتبات بدار المخطوطات الأخ خالد أحمد السارعي قال: إن مصحف الإمام علي (عليه السلام) يعد المرجعية الأولى في كتابة ونسخ المصاحف في الأمصار الإسلامية المختلفة منذ العهد الإسلامي الأول حتى الوقت الراهن ويعتبر مصحف الإمام علي (عليه السلام) أهم مصحف خطي مدوَّن على مادة الرق تحتفظ به اليمن ويعد مصدر فخر واعتزاز للشعب اليمني ويعكس خصوصية العلاقة التي تجمع أهل اليمن والإمام علي – كرم الله وجهه.
وأضاف الأخ خالد السارعي: الخصائص الفنية للمصحف تدل على أنه مكتوب على مادة الرق التي كانت معتمدة في الكتابة في ذلك الزمن وأيضاً يعكس المصحف جمال الكتابة وفنها، مشيراً إلى أن عرض هذا المصحف للجمهور يعتبر مناسبة لتجديد الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) الذين امرنا الله سبحانه وتعالى بمودتهم في قوله تعالى ” قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى”.
واختتم الأمين العام المساعد لشؤون المكتبات بدار المخطوطات حديثه قائلاً: تحتفظ اليمن بالمخطوطات النفيسة في شتى صنوف العلم والمعرفة ونأمل الالتفات إليها من قبل الجهات المختصة والإسهام في الحفاظ على هذه الكنوز الثمينة وإتاحتها للباحثين والدارسين.
تصحيح المفاهيم
مدير عام بيت الثقافة الأخ يحيى إسماعيل الديلمي بدأ حديثه قائلاً: إن الإمام علي -كرم الله وجهه- رمز من رموز آل البيت صلوات الله عليهم وهم سفن النجاة للأمة ومن المعروف ان الجامع الكبير بصنعاء يعد رابع المساجد الأولى في الإسلام ففيه ينهل الطلاب العلوم المختلفة والحمد لله الذي اختص هذا المسجد بهذا المصحف الشريف بخط الإمام علي رضي الله عنه والذي كان حبيس الأدراج بسبب محاربة التيار الوهابي لهوية الشعب اليمني.
وأضاف مدير عام بيت الثقافة يحيى الديلمي: بفضل الله ونجاح ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر استطعنا تصحيح المفاهيم وخطونا الخطوات الصحيحة في مجال تعزيز ثقافة الولاء والانتماء لرموز الهداية وتابع حديثه قائلاً: من المعروف لدى الجميع أن الإمام علي كرم الله وجهه هو رمز من رموز آل البيت صلوات الله عليهم وهم سفن النجاة للأمة جمعاء، من تمسك بهم نجا ومن خالفهم هلك ومن المعروف أن الجامع الكبير رابع مساجد الإسلام أهمية والذي له دور في تنوير العالم الإسلامي، ففيه ينهل طلاب العلم جميع ما يحتاجونه في حياتهم العلمية والعملية على مدار التاريخ.
ثروة دينية ووطنية عظيمة
الناشط الثقافي الأخ/ خالد علي الحنبصي أشار إلى أن الجامع الكبير بصنعاء مدرسة ثرية بالتجارب الفكرية والعلمية التي يتواجد فيها مئات المخطوطات ومنها مصحف الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يعتبر ثروة دينية ووطنية عظيمة.
وأشار إلى أنه تم تغييب هذا المخطوط لعشرات السنين وعدم طباعته وتعريف الأجيال بتاريخ اليمن العظيم الضاربة جذوره في عمق التاريخ.
وأضاف: المطلوب اليوم تعزيز علاقة الشعب اليمني بنهج الرسالة وأعلام دينه ، مشيراً إلى أن الجامع الكبير مدرسة إسلامية ثرية بالتجارب العظيمة الفكرية والعلمية فقد تأسس الجامع الكبير بأمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ويطلق عليه الجامع المقدس حيث عرف الجامع الكبير بالثروة الفكرية والعلمية الرائدة فعبر التاريخ يعتبر جامعة إيمانية تخرج منها كثير من قادة الفكر والعظماء والأئمة وغيرهم ويوجد في دار المخطوطات مئات المخطوطات الأثرية لعظماء اليمن وغيرهم عبر القرون والكثير منها ما زال مخطوطاً لم يحقق ولم يطبع ومنها مصحف الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يعتبر ثروة دينية ووطنية عظيمة وقد تمت محاربة هذا النهج عشرات السنين والوقوف عائقاً أمام طباعة المخطوطات وعدم تعريف الأجيال بتاريخ اليمن العظيم الضاربة جذوره في عمق التاريخ لآلاف السنين فنحتاج اليوم جامعات ومعاهد ومراكز أبحاث لإخراج تراث اليمن بشكل عام وتاريخ الجامع الكبير بشكل خاص وتعزيز علاقة الشعب اليمني بنهج الرسالة وأعلام الدين ،والانتماء الحقيقي للإسلام الأصيل حيث قال رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وليس كما يدعي الآخرون ويسعى إليه أعداء الأمة في زمننا الحاضر لتحريف مفاهيم الدين عبر الوهابية وغيرها من الحركات المشبوهة، فعلينا الالتزام بما حدد الله ورسوله وفيه الهداية والنجاة، النصر لشعب الإيمان، النصر لشعب اليمن.
المخطوط إرث تاريخي عظيم
المرشد الاجتماعي الأخ/ عبدالسلام يحيى هاشم الذارحي أشار إلى أن تاريخ اليمن ارتبط بقيم عظيمة ومعان سامية قل أن تجد لها نظيراً مضيفاً إن الشعب اليمني ارتبط بالإمام علي (عليه السلام) ارتباطاً وثيقاً منذ فجر التاريخ مع قدومه إلى اليمن حاملاً رسالة الإسلام بأمر الرسول الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
وقال: لقد احتفظ اليمنيون بالمصحف الكريم المكتوب بخط الإمام علي (عليه السلام) باعتباره أهم مخطوط ويعتبر هذا الإرث التاريخي أهم مخطوط في اليمن والجزيرة العربية ،مشيراً إلى أن إظهار هذا المخطوط وجعله متاحاً للجميع يحيي في قلوب اليمنيين انتماءهم لهوية الإيمان والحكمة التي لا يمكن التفريط بها.
وتابع حديثه قائلاً: تاريخ اليمن ارتبط بقيم عظيمة ومعان سامية ، لا نقول ذلك جزافاً أو تحيزاً فقد اثبت ذلك عبر مروره في شتى العصور ومختلف الأزمان، وحقيقة إن تلك القيم تعتبر مخزونه الثقافي وهويته الأصيلة وعلامة مميزة تميزه عن غيره ويجمع كل المؤرخين والباحثين على أنها من خصوصياته ومن سماته التي رافقته وما برحت تلازمه وهي كثيرة منها كرمه وشجاعته ورفضه للاستعباد والاستعمار وعدم مساومته على حريته التي لا يفرط بها ومنها أيضاً تقديسه للعلم والعلماء واحترامه لأعلام الهدى والصلاح وانقياده للخير وسيره مع ناشريه والباذلين له وقد ارتبط اليمنيون بالإمام علي بن أبي طالب ارتباطاً وثيقاً منذ فجر التاريخ مع إرسال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم له إلى اليمن، فقد استقبل اليمنيون هذا العلم الشامخ باعتباره تقديراً نبوياً خاصاً بهم، أن يميز رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أهل اليمن بابتعاثه لوصيه وباب مدينة علمه وأحب الخلق إليه إليهم خاصة دون غيرهم من شعوب الأرض إكراماً لشعب الكرامة والعزة والثبات، كيف لا وقد خصهم بوسام لم يمنحه لغيرهم ألا وهو وسام “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وقد ادرك اليمنيون تلك المكانة التي نالوها وظفروا بها فكانوا عند المستوى الذي يليق يهم ، فاستقبلوا رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكل حفاوة ، كيف لا وهو في مقامه وعلو قدره ، فتعلقوا به وبمنهجه وحبه وذاب اليمانيون في ولائهم لرسول رسول الله فصاروا يطلقون على كل جميل اسماً يقترب منه فسموا جامع الإمام علي وسموا سوق الحلقة الذي اجتمع اليمنيون فيه لاستقباله تخليداً لهذا الاستقبال وسموا أماكن مثل غيل علي ووادي علي واكثر اليمانيين سموا أبناءهم باسمه تيمناً به فصار اكثر الأسماء شيوعاً بعد اسم النبي الخاتم تيمناً وتباركاً بهذا الاسم العظيم، وتعلق الإمام علي –كرم الله وجهه- باليمانيين واعتمد عليهم في كل مراحل حياته، وقال مقولته الشهيرة “لو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام “،واحتفظ اليمنيون بالمصحف الكريم المكتوب بخط الإمام علي (عليه السلام) باعتباره أهم مخطوط يحتفظون به وفي ذلك دلالة واضحة.
لذا يعتبر هذا الإرث التاريخي أهم مخطوط محفوظ في اليمن والجزيرة العربية باعتباره أهم المراجع التي يعتني المسلمون جمعياً بها.
وإحياء هذا المخطوط وجعله متاحاً لكل الباحثين والمهتمين وجماهير الشعب يحيي في قلوب اليمنيين انتماءهم لهوية الإيمان والحكمة التي لا يمكن التفريط بها.

قد يعجبك ايضا